"نتنياهو" أصبح مرة أخرى الشخصية الأكثر قوة في الشرق الأوسط

الساعة : 14:53
9 يناير 2025

المصدر: إنترناشيونال جيويش نيوز

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم تكن الصور على شاشات التلفزيون أكثر ودية، لكن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن "نتنياهو" أصبح مرة أخرى الشخصية الأكثر قوة في الشرق الأوسط؛ فبعد أن مارس لعبة (Rope-a-dope) "حيلة الحبل"، (استراتيجية مأخوذة من لعبة الملاكمة تقوم على إنهاك الخصم)، مع وابل الصواريخ الذي أطلقه "حزب الله" لمدة تزيد عن عام، أمر بشن واحدة من أكثر الهجمات جرأة في الذاكرة من خلال تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للحزب. ثم كان الهجوم الجوي التالي وغزو لبنان سببًا في تدمير قيادة الحزب وقدراته العسكرية بسرعة فائقة، لدرجة أن الباب أصبح مفتوحًا أمام الحكومة اللبنانية لاستعادة السيطرة على البلاد، وأصبح الحزب عاجزًا عن إنقاذ "بشار الأسد".

وقد أدى ضعف كل من إيران و"حزب الله"، بالتوازي مع التراجع الروسي، إلى سقوط مذهل لنظام "الأسد"، ما شكل إلى جانب نزع قبضة إيران على لبنان وسوريا وزيادة قلق قادتها بشأن مصيرهم على أيدي شعوبهم المضطربة، تحولًا كبيرًا في الشرق الأوسط لم يكن من الممكن تصوره قبل عام تقريبًا.

إن "الحظ عشيقة متقلبة"، وكما كان "نتنياهو" على وشك أن يُطرد من رئاسة الوزراء وسط مطالبات بإقالته بعد السابع من أكتوبر، فإن نجاحه التاريخي الأخير وانتعاش أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به في "إسرائيل" قد يتلاشى بالسرعة نفسها. كما إن استبدال محور "الأسد" و"حزب الله" وإيران وروسيا بمحور شر جديد بقيادة تركيا قد يكون أسوأ بكثير؛ فقد كان دور روسيا كمورّد للأسلحة لأعداء "إسرائيل" لصالح الأخيرة استراتيجيًا بسبب الجودة الرديئة لتلك الأسلحة. والدليل على ذلك ساحة حرب أوكرانيا؛ حيث ساعدت الأسلحة الغربية المتفوقة في تحقيق التكافؤ بين الطرفين في المعركة.

على النقيض من ذلك، تمتلك تركيا القدرة على توفير قوة نيران متفوقة وتدريب على غرار "الناتو"، بعد أن ظلت لسنوات "كعب أخيل" للحلف (مصطلح مأخوذ من الأساطير اليونانية يرمز لنقطة الضعف في شخص أو كيان). إن تركيا تحاول بالفعل الحصول على نفوذ في سوريا، سواءً كداعم للمسلحين الذين سيطروا على البلاد، أو من خلال وجودها العسكري لأكثر من ثمان سنوات قضتها في قتال الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة. وعليه، فإن وجود دولة جهادية في سوريا تابعة لتركيا، تمتلك أسلحة وقواعد تركية، إلى جانب اعتقاد "أردوغان" في السابق بضرورة اتخاذ إجراء عسكري ضد "إسرائيل"، قد يجعل الوضع الأمني أسوأ بكثير مما كان عليه قبل سقوط "الأسد".

وفي مواجهة الواقع الجديد الخطير على حدودها، ستظل القضايا الأمنية على رأس أولويات "إسرائيل"، وستتأثر خياراتها السياسية بشدة بالمخاوف بشأن القادة الأكثر قدرة على الدفاع عن تلك الخيارات. فقد كان "نتنياهو" في منصبه في السابع من أكتوبر، لكن الحكومة التي سبقته بقيادة "بينيت" و"لابيد" و"جانتس" لا يمكن أن تدعي أنها لم تكن نائمة أيضًا على عجلة القيادة. وبينما كان أعداؤه يحاولون منذ عام تحميله مسؤولية السابع من أكتوبر، كان "نتنياهو" مشغولًا بالقدر نفسه بتجنب اللوم. ومن هنا، فإذا كان كل قادم محتمل للقيادة ملوثًا بنفس القدر، فهل يختار الناخبون "الإسرائيليون" في النهاية التمسك بالرجل الذي أطاح بـ"حزب الله" وإيران؟