الحدث
كشفت محكمة الصلح "الإسرائيلية" في ريشون لتسيون عن توقيف الجنديين بالاحتياط يوري إلياسبوف وجورجيان درايف، والبالغ عمرهما 21 عامًا من حيفا، للاشتباه في نقلهما معلومات سرية إلى طرف أجنبي ومساعدة إيران أثناء الحرب مقابل 3500 دولار. وفقا للتحقيق اتصل الجندي إلياسبوف بمشغل إيراني على الشبكات الاجتماعية، واستجاب لطلبه بتصوير وإرسال فيديو عن نظام القبة الحديدية الذي يخدم به فضلا عن إمداده بمعلومات عسكرية سرية أخرى، كما أقنع زميله درايف بالانخراط معه في نشاطه مقابل الحصول على أموال.
الرأي
تمثل قضية تجسس الجنديين أحدث حلقة في قضايا التجسس داخل الكيان "الإسرائيلي" لحساب إيران، والتي بلغ عدد الموقوفين على ذمتها خلال العام الأخير نحو 30 "إسرائيليا"، مما ولّد صدمة داخل المجتمع الصهيوني تجاه التغلغل الإيراني ونجاح طهران في تجنيد مستوطنين يهود من طبقات اجتماعية متعددة، حيث يؤكد هذا الحدث أن الصراع الأمني سيتواصل حتى وإن توقفت المواجهة العسكرية.
لقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في نجاح الإيرانيين بتجنيد "إسرائيليين" عبر استغلال نهمهم للمال. ويشير النجاح في تجنيد جنديين يخدم أحدهما بمكان حساس مثل منظومات القبة الحديدية إلى نجاح الاستخبارات الإيرانية في تجاوز أجهزة مكافحة التجسس "الإسرائيلية"، والنفوذ إلى أماكن حساسة لجمع المعلومات. وتتخوف الأجهزة الأمنية للاحتلال من أن تمثل قضايا التجسس الإيرانية المضبوطة قمة جبل الجليد من خلايا تجسس أخرى لم تُكتشف بعد، ولذا يعمد الشاباك إلى نشر بعض التفاصيل عن الخلايا المكتشفة بهدف ردع الخلايا الأخرى النشطة، وإشعار عناصرها بأن القبض عليهم مسألة وقت فقط.
لقد كشفت بعض لوائح الاتهام "الإسرائيلية" في قضايا التجسس لصالح إيران، عن صدور تكليفات باغتيال شخصيات رفيعة مثل رئيس أركان سابق لجيش الاحتلال، وعالم ذرة "إسرائيلي"، وقد نجح الشاباك في إفشال تلك المخططات وضبط الضالعين فيها، لكن هذه التفاصيل تشير إلى أهمية فحص حوادث الوفاة الغامضة لشخصيات "إسرائيلية" أمنية وعسكرية يُعثر عليها أحيانا مقتولة، فقد يُعزى قتلها لأسباب أمنية بخلاف ما يظهر من كونها حوادث عفوية أو جنائية.