زيارة قالن إلى إيران تؤكد استمرار العمل على احتواء الخلافات في ظل الحاجة الماسة للتعاون الأمني بين الجانبين

الساعة : 14:50
12 فبراير 2025
زيارة قالن إلى إيران تؤكد استمرار العمل على احتواء الخلافات في ظل الحاجة الماسة للتعاون الأمني بين الجانبين

الحدث

زار "إبراهيم قالن" رئيس جهاز الاستخبارات التركي طهران، حيث اجتمع بشكل منفرد مع كل من "علي أكبر أحمديان" أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، و"إسماعيل خطيب" وزير الاستخبارات الإيراني، لمناقشة جهود مكافحة الإرهاب، خاصة ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) وتنظيم داعش، فضلا عن التحديات الإقليمية، والوضع في سوريا، ووقف إطلاق النار بين حماس وكيان الاحتلال "الإسرائيلي".

الرأي

تأتي زيارة "قالن" إلى طهران بعد انتقادات وجهها مسؤولون إيرانيون على رأسهم المرشد "علي خامنئي" ومستشاره "علي لاريجاني" للدور التركي في إسقاط نظام الأسد، إذ تحرص تركيا على التواصل مع طهران والتنسيق معها لتجنب ردود الفعل الإيرانية الغاضبة، والتي يمكن أن تستخدم عدة أوراق مزعجة ضد تركيا، وفي مقدمتها دعم قسد في شمال شرق سوريا، وحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومنطقة مخمور، للإضرار بالمصالح التركية أو عرقلة العملية الانتقالية في سوريا، واستنفار الفصائل العراقية الموالية لإيران ضد مشروع طريق التنمية التركي العراقي.

في المقابل، توجد عدة ملفات تحتاج فيها طهران لدعم أنقرة، ومن أبرزها الضغط على الحكومة السورية الجديدة لوقف استهداف العشائر الموالية لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية، وفتح مسارات تواصل بين طهران والنظام السوري الجديد، والتنسيق، بالتعاون مع دول أخرى بالمنطقة، ضد مشروع ترامب لتهجير سكان غزة، والتباحث حول ملف "ممر زانجيزور" بجنوب القوقاز لتجنب تحوله إلى بؤرة صراع إضافية بين البلدين، فضلا عن التنسيق في مواجهة تنظيم داعش الذي نفذ هجمات داخل إيران اعتمد فيها على خلايا دعم لوجستي موجودة بتركيا.

إضافة إلى ذلك، تحتاج طهران إلى الدور التركي في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعزيز عقوبات الضغط القصوى ضد إيران، والتي تشمل العمل على منع تصدير النفط، مما سيؤدي لمزيد من التدهور للاقتصاد الإيراني، حيث تمثل تركيا نافذة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، ورئة تتيح للاقتصاد الإيراني التنفس في مواجهة الضغوط الأمريكية.

في الخلاصة، تختلف المصالح التركية الإيرانية وتتعارض في العديد من الملفات، ويوجد إرث تاريخي من التنافس بين البلدين، ولكن إكراهات الواقع وحقائق الجوار الجغرافي، تجعل التعاون مفيداً سواء في الأمن أو الاقتصاد، ولذا مهما تصاعدت الخلافات تتواصل الزيارات واللقاءات بين مسؤولي البلدين لتأطير الخلافات واحتوائها وتجنب تطورها إلى قطيعة وعداء صريح.