منع هبوط الطائرة الإيرانية في مطار بيروت ومظاهرات حزب الله رداً على ذلك مؤشر على توترات أمنية قادمة

الساعة : 16:59
14 فبراير 2025
منع هبوط الطائرة الإيرانية في مطار بيروت ومظاهرات حزب الله رداً على ذلك مؤشر على توترات أمنية قادمة

الحدث:

أقدم عشرات الشبان الغاضبين على قطع مدخل بيروت الدولي و"طريق المطار" وجسر"سليم سلام" بالدراجات النارية والإطارات المشتعلة احتجاجًا على إلغاء "المديرية العامة للطيران المدني" إذنًا بهبوط طائرة إيرانية كانت ستقل على متنها ركابًا لبنانيين إلى بيروت، وقد رفع الشبان رايات "حزب الله" ولافتات تندد بالخضوع للعدو"الإسرائيلي"، وهو الموقف الذي أكد عليه النائب عن "حزب الله"، ابراهيم الموسوي، الذي عدّ الواقعة تماديًا "إسرائيليًا" صارخًا في انتهاك السيادة اللبنانية، داعيًا الدولة إلى الوقوف عند واجباتها بوقف الاعتداءات الصهيونية بحق ‏المطار. وتذكر هذه الحادثة بحادثة إخضاع طائرتين إيرانيتين للتفتيش في مطار بيروت مطلع الشهر الماضي وكان على متنهما دبلوماسيون يحملون حقائب دبلوماسية تخص السفارة الإيرانية في بيروت.

الرأي:

تشير الحادثة إلى انتهاج الحكومة الجديدة مسارًا أكثر "تشددًا" تجاه أمن المطار استجابة للضغوط الأمريكية، ومن ورائها "الإسرائيلية"، لعرقلة إعادة تمويل وتسليح "حزب الله"، حيث يظهر ذلك بشكل واضح من خلال إعلان جهاز أمن المطار عن اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لضمان سلامة وأمن المطار والأجواء اللبنانية، بالتوازي مع قرار آخر منذ عدة أيام بإخضاع الرحلات الجوية القادمة من العراق لتفتيش أمني دقيق بداعي التحقق من احتمال نقلها أموالاً أو أرصدة لمصلحة "حزب الله" على غرار الطائرات الإيرانية.

بموازاة ذلك، أظهرت هذه الحادثة تطوراً يمكن اعتباره رسالة وعلامة فارقة في تعامل القوى الأمنية وخاصة الجيش اللبناني مع المتظاهرين، فقيام الجيش بفض تظاهرات لجمهور الحزب "بالقوة" يشير إلى تحوّل في منهجية التعامل مع التجاوزات التي قد يرتكبها هذا الجمهور والتي يمكن أن تتسبب بفوضى أمنية.  كما يشير إلى أن أجهزة الأمن اللبنانية جادة في فرض تلك الإجراءات في ظل الدعم الذي تتلقاه من الحكومة الجديدة ومن الأطراف الغربية.

بالمقابل، تفتح الحادثة، الباب أمام "حدوث توترات" في العلاقة بين لبنان وإيران وهو ما تجلت طلائعه في قرار الطيران المدني الإيراني باشتراط الحصول على إذن عبر وزارة الخارجية لهبوط الطائرات اللبنانية في إيران، إلا أنه من غير المرجّح أن تبلغ تلك التوترات مستويات أعلى مما هي عليه الآن. وفي مقابل ذلك، ستعمل إيران على خلق مسارات بديلة هادئة لمواصلة تقديم الدعم المالي لحزب الله الضروري لجهود تعزيز بيئته الداخلية وتجاوز التداعيات الكبيرة التي لحقت به.

وتحمل الحادثة وما سبقها من حوادث مماثلة استخدم فيها "حزب الله" الشارع وبيئته الموالية، بدءًا من مسيرات العودة في الجنوب اللبناني نهاية الشهر الماضي، مرورًا بمسيرة الدراجات النارية ودخولها مناطق مسيحية، وصولًا منذ أيام إلى قطع طريق المطار احتجاجًا على تصريحات المبعوثة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، من القصر الجمهوري ضد الحزب، نهجًا "استراتيجيًا" في اللجوء إلى "الضغط الشعبي" لإثبات حضوره الشعبي الوازن على الأرض، ومنع أو دفع أي سلوك قد يكرس واقعًا "معاديًا" في التعامل مع الحزب وبيئته. وبالتالي فإن الحزب في قادمات الأيام، سيواصل انتهاج هذه السياسة لا سيما مع وجود استحقاقات كبرى تتصل به وببيئته كإعادة الإعمار، والتعيينات في الدولة وغيرها، وذلك برغم خطورة واحتمالية أن "تنحرف" هذه السياسة نحو حوادث أو "فوضى أمنية".

اقرأ المزيد