إيران تعزز علاقاتها في إفريقيا وتراهن على شراكة أمنية تعزز نفوذها

الساعة : 15:09
5 مايو 2025
إيران تعزز علاقاتها في إفريقيا وتراهن على شراكة أمنية تعزز  نفوذها

الحدث

استضافت طهران وأصفهان القمة الثالثة للتعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي في الفترة من 27 أبريل/نيسان إلى 1 مايو/أيار 2025. وحضر القمة أكثر من 50 مسؤولاً وزاريًا، و700 رجل أعمال من 38 دولة إفريقية، رفقة كبار المسؤولين السياسيين الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان. كما التقى وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز ناصر زاده، وزير دفاع "زمبابوي، أوباه موتشينغوري كاشيري، في طهران.

الرأي

تحرص طهران على توسيع نطاق حضورها خارج جوارها الإقليمي المليء بالصراعات، وذلك بهدف تجاوز ضغوط الحصار الأمريكي والعقوبات الغربية، وفتح مجال للاستثمار والتعاون المشترك بالأخص في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والتعدين والطاقة. وقد دعت القمة لزيادة حجم التبادل التجاري لإيران مع أفريقيا من 1.2 مليار دولار حاليا إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

تمثل أفريقيا ساحة رخوة تتيح الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة، كما أنها تمثل أسواقًا أقل رقابة من قبل الغرب تصلح لتطوير إيران شبكات اقتصادية خلفية لتمويل أنشطة إيران الأمنية في المنطقة، فضلًا عن توافر فرص بفتح أسواقها لمبيعات الأسلحة الإيرانية، وامتلاك طهران لقدرات عسكرية وأمنية يمكن أن تساعد بها الدول الإفريقية التي تعاني من الهشاشة وكثرة حركات التمرد، وذلك بالتزامن مع تصاعد حالة النفور في إفريقيا تجاه الدول الغربية.

يحظى السودان والقرن الأفريقي بأهمية لدى طهران، نظرًا لموقع المنطقة الاستراتيجي، وقربه من اليمن، وكذلك من خطوط التهريب إلى غزة وربما إلى لبنان بعد خسارة سوريا، كما تحرص طهران على عرض خدماتها في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح على دول الساحل والصحراء القريبة من موسكو حاليًا، مثل مالي وبوركينا فاسو، والتي توجد فيها مجتمعات مسلمة تشكل الأغلبية في الأولى، ونسبة كبيرة من السكان في الثانية.

 أما زيمبابوي فتشترك مع إيران في توتر علاقاتهما مع الدول الغربية، وتعرضهما لعقوبات أمريكية وأوروبية، فضلًا عن تقاربهما مع روسيا والصين. وتهدف زيارة وزير دفاع "زيمبابوي" لبحث سبل تبادل الخبرات التقنية والعسكرية ودعم جهود "زيمبابوي" في مكافحة "الإرهاب"، وسبل الالتفاف على العقوبات الغربية، فضلًا عن التجهيز لزيارة رئيس"زيمبابوي" قريبًا إلى إيران.

وفي المحصلة، يمثل نجاح انعقاد القمة الثالثة للتعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي بمشاركة واسعة من ممثلين عن عشرات الدول خطوة ناجحة في مسار كسر عزلة إيران الدولية عبر تعميق تعاونها مع دول الجنوب العالمي، وتضاف إلى جهود طهران بعضوية تحالف "البريكس"، ومنظمة "شنغهاي" للتعاون.

اقرأ المزيد