الحدث:
أعلن الناطق الإعلامي باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، أن الحركة ستفرج اليوم الاثنين عن الأسير "الإسرائيلي"، عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، في منشور عبر "تليجرام" دون ذكر تفاصيل إضافية، بينما أعلنت الحركة أن إطلاق سراح "ألكسندر" جاء إثر الاتصالات التي أجرتها مع الإدارة الأمريكية في الأيام الماضية، فيما أكدت الإذاعة "الإسرائيلية" أن إطلاق "ألكسندر" سيتم في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
الرأي:
يأتي قرار الإفراج عن الأسير "ألكسندر" في ظل تفاقم الوضع الإنساني في غزة، وخطط حكومة الاحتلال لتوسيع حربها بتنفيذ عملية شاملة، أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، لاحتلال المزيد من الأراضي والضغط على الحاضنة الشعبية لدفع المقاومة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات خاصة القبول بتسليم السلاح. ولأن هذا الاتفاق جاء ثنائياً بين المقاومة والولايات المتحدة، فليس من المؤكد بعد إلى أي مدى سيؤدي إلى التراجع عن تنفيذ هذه العملية.
ويعكس اتفاق الإفراج عن "ألكسندر" تزايد التباينات بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو؛ حيث جاء عقب توجيه "ويتكوف" انتقادات لاذعة لـ"نتنياهو" وحكومته بأنهم يطيلون أمد الحرب بلا أفق، مؤكدًا على أنه يمكن التوصل لـ"اتفاق آخر"، بالإضافة إلى تقارير متواترة حول قطع ترامب الاتصال مع نتنياهو، وهو ما يشير لاتساع التباينات بين إدارة "ترامب" وحكومة "نتنياهو" إزاء ملفات المنطقة، وهذا على الأرجح ما دفع حركة حماس لاستغلال هذه الخطوة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى قيام "ترامب" بالضغط بشكل كبير على "نتنياهو" من أجل الدفع نحو صفقة شاملة تنهي الحرب.
من جهة أخرى، يُكرر هذا الاتفاق سيناريو الاتفاق بين الإدارة الأمريكية وجماعة "أنصار الله" اليمنية بعيدًا عن إشراك "إسرائيل"، وهو ما يشير إلى أن إدارة "ترامب" تولي أهمية كبيرة للمصالح الأمريكية بعيداً عن مصالح "نتنياهو" وحكومته، وهو ما قد ينعكس أيضًا على تباين الرؤى بين إدارة "ترامب" وحكومة "نتنياهو" في العديد من الملفات وعلى رأسها الملفين الإيراني والسوري.
أخيرا، من المرجح أن تضع هذه التطورات حكومة نتنياهو تحت مزيد من الضغوط الداخلية؛ حيث اتهمت عائلات الأسرى الحكومة بالتخلي عن الأسرى وعبرت عن استيائها الشديد من "نتنياهو" وتخوّفها من تداعيات ذلك على بقية الأسرى ولا سيما غير الحاملين لجنسية أخرى، مشيرة إلى أن "من لا يحمل جوازًا أمريكيًا يترك في الخلف".