الحدث
قال وزير خارجية الاحتلال غدعون ساعر إن الكيان يريد علاقات جيدة مع النظام السوري الجديد، لكن "إسرائيل" لديها مخاوف أمنية وأسباب للتشكيك في النظام الحالي بسبب تحركات معيّنة تجاه الأقليات. وتزامن هذا التصريح مع زيارة ترامب إلى المنطقة، وإعلانه من السعودية رفع الولايات المتحدة العقوبات على سوريا.
الرأي
يعتبر هذا التصريح هو الأول من نوعه تجاه النظام السوري الجديد، إذ غلبت لغة التهديد والعدائية على التصريحات السابقة لقادة الاحتلال، رغم إعلان المسؤولين السوريين عدم رغبة الحكومة الجديدة في الصدام مع دولة الاحتلال في أكثر من مناسبة. ومنذ سقوط نظام الأسد، تواصلت الاعتداءات "الإسرائيلية" على الأراضي السورية، وتدمير معظم ما تبقى من الأسلحة الاستراتيجية السورية، والبنى التحتية العسكرية.
ويشير تصريح غدعون ساعر إلى أحد احتمالين:
· الأول: أن الاحتلال تلقى رسائل إيجابية والتزامات واضحة من دمشق خلال المحادثات التي جرت مؤخرا في أبوظبي، وربما في تل أبيب نفسها بحسب صحف عبرية. ومن المرجح أن الالتزامات تتعلق بملفات من بينها تواجد الفصائل الفلسطينية في سوريا، وقطع طرق إمداد حزب الله، والتواجد الأمني لعناصر الإدارة السورية في الجنوب السوري.
· أما الاحتمال الثاني، فهو متعلق بزيارة ترامب إلى المنطقة، وقراره بدء التطبيع مع النظام السوري وتكراره المستمر لأهمية الدور التركي في سوريا مما يترك تل أبيب أمام خيارات محدودة. وفي ضوء ذلك، قد يمثل التصريح رسالة إيجابية لترامب تفيد برغبة "إسرائيل" في عقد صفقة مع سوريا تحت رعايته. خاصة وأن التباينات بين ترامب ونتنياهو إزاء ملف استمرار الحرب في غزة باتت معلنة ويهم حكومة الاحتلال احتواءها.
لا شك أن قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا يمثل تحولاً في تفاعلات المشهد السوري، ويرسل رسالة واضحة لتل أبيب أن الإدارة الأمريكية أقرب لموقف حلفائها في أنقرة والرياض منها إلى تل أبيب فيما يتعلق بتقويض النظام الجديد وتقسيم البلاد. وسيؤدي رفع العقوبات لزيادة وتيرة تعاون سوريا مع أنقرة والحلفاء الآخرين في المجالات الأمنية والعسكرية، مما سيجبر "إسرائيل" مع الوقت على توصل لتفاهمات شاملة، ولا يعني هذا توقع انسحاب "إسرائيل" قريبا من المناطق التي احتلتها بعد سقوط الأسد، أو توقف عملياتها العسكرية في الجنوب السوري على الفور.