أولاً: معطيات ومعلومات نوعية
- الملف الاقليمي
· أفادت مصادر متابعة بوجود جهود متسارعة وحثيثة داخل الكونغرس بدعم من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" رسميًا كمنظمة "إرهابية"، مشيرةً إلى أن 5 دول عربية على الأقل (مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، السلطة الفلسطينية) أعربت عن استعدادها لتبني القرار الأمريكي في حال صدوره، ولفت نظر إدارة "ترامب" إلى ضرورة الضغط على كل من تركيا وقطر لإتخاذ مواقف واضحة من دعم "الإخوان". (صحيفة رأي اليوم)
· نقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين إيرانيين قلقهم من فشل مسارات التفاوض بسبب التباينات التي تظهر كلما انتقل التفاوض من حوار مع مبعوث الرئيس الأميركي إلى لجان تمثّل المؤسسات الأميركية الأمنية والدبلوماسية والعسكرية والتقنية، فيظهر أن أميركا القديمة لا تزال هي السائدة وأن التغيير الكلاميّ الذي يحمله الرئيس ومبعوثه غير موجود في البنى المؤسسيّة التي لا تزال تسيطر عليها الدولة العميقة ويقود بعضها المحافظون الجدد وتتأثر بتوجّهات اللوبي الصهيونيّ. وتعتقد طهران أن تعقيدات التفاوض النوويّ تنشأ من سعي الفرق التقنيّة إلى إفشال التفاوض لفتح الطريق أمام طروحات "نتنياهو". (صحيفة البناء، لبنان)
· أفادت تقديرات استخباراتية أميركية بأن القوات "الإسرائيلية" في حالة "تأهب عالية جدًا"، بحيث يمكن إصدار أمر بالهجوم على إيران في غضون سبع ساعات فقط، مشيرةً إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاستعدادات تهدف إلى ممارسة ضغط على المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، أو الحفاظ على الجاهزية لهجوم فوري في حال فشلها، أو الاستعداد لهجوم بغض النظر عن نتيجة المفاوضات. (موقع عربي 21)
· أفادت مصادر في قطاع الطاقة بأنّ "إسرائيل" تمارس ضغوطًا لزيادة صادراتها من الغاز إلى مصر بنسبة 25%، وذلك في محاولةٍ لتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للغاز في الإقليم، كاشفةً أنّ مصر بدأت مفاوضات مكثفة مع شركات طاقة وتجارة عالمية لاستيراد ما بين 40 إلى 60 شحنة من الغاز الطبيعي المُسال، لمواجهة أزمة طاقة خانقة خلال أشهر الصيف. (صحيفة العربي الجديد)
· حددت مؤسسة النقد السعودي "ساما" مبلغ 35000 ريال سعودي كحد أقصى للحوالات المالية المسموح بتحويلها إلى خارج السعودية. (موقع حال الخليج)
- الملف السوري
· كشفت أوساط دبلوماسية أنّ زيارة السفير الأمريكي، توماس باراك، المقرّرة إلى "إسرائيل" تهدف لتهيئة الأرضية لمفاوضات غير رسمية بين الطرفين السوري و"الإسرائيلي"، قد تفضي لاحقًا إلى اتفاق "عدم اعتداء" يشكّل مدخلًا لحوار أوسع. (صحيفة العربي الجديد)
· كشف مصدر عسكري سوري عن تحوّل جذري في طرق تهريب المخدرات من سوريا؛ حيث انتقلت المسارات من درعا والسويداء إلى البادية الشرقية الوعرة، مُشيرًا إلى أن جماعات بعضها متحالف مع بقايا تنظيم "داعش" سيطرت على عمليات النقل عبر نقاط كانت تُدار سابقًا من خلال بعض وحدات قوات "نظام الأسد"، ما يعقّد المكافحة الأمنية لها. (صحيفة العربي الجديد)
· كشف مسؤولان أميركيان أن القوات الأميركية في سوريا ستتخلى عن جميع قواعدها في سوريا بما فيها قاعدة " التنف" وتحتفظ بقاعدة عسكرية واحدة من أصل ثمان، وذلك في محيط الحسكة شمال شرقي سوريا، إضافة إلى خفض عدد الجنود إلى أقل من ألف بحلول نهاية العام إذا سنحت الظروف. (موقع الجزيرة نت)
· كشفت مصادر اقتصادية أن السعودية تستعد لضخ استثمارات ضخمة في سوريا قد تصل إلى 200 مليار دولار، ما يمنحها الأفضلية في مشاريع إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية، حيث تشهد سوريا إقبالًا متزايدًا من الشركات السعودية، كاشفةً عن اعتزام الرياض تنظيم معرض متخصص لإعادة إعمار سوريا، بمشاركة واسعة لشركات سعودية وممولين من دول عربية وأجنبية بالتنسيق مع الأمم المتحدة. (صحيفة العربي الجديد)
- الملف اللبناني
· كشف مصادر إعلامية عبرية أن عمليات الاغتيالات الدقيقة في لبنان جاءت نتيجة لتغيير الجيش "الإسرائيلي" أسلوب عمله، خصوصًا في ما يتعلق بجمع المعلومات وتشغيل النيران في الآونة الأخيرة، بحيث تتلقى القوات على الأرض حالياً الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات تصفية فورية. وأفادت المصادر بأن الجيش قرر خفض مستويات جمع المعلومات وإدارة النيران في جنوب لبنان إلى مستوى الألوية الإقليمية، أي حصر المهمة في القوات الناشطة في الجبهة الشمالية، وهو ما دفع إلى دور مركزي للفرقة 91 في تنفيذ الاغتيالات بالأشهر الأخيرة.
وفي السياق ذاته، لاحظت مصادر متابعة أن عمليات الاغتيال الأخيرة لم تستهدف شخصيات مطلوبة أو قيادية في"حزب الله"، بل طالت كوادر عسكرية تتحرك منذ نهاية الحرب داخل قراها، ولم تكن موضوعة سابقًا على لائحة الأهداف، حيث باتت "إسرائيل" في الأسابيع الماضية، تبحث عن أي هدف متاح ضمن صفوف الحزب، حتى لو لم يكن ناشطًا أو فاعلًا ،في محاولة لتوسيع بنك أهدافها وتعويض غياب الإنجازات النوعية القادرة على إصابتها. (صحيفة المدن+ موقع لبنان 24)
· كشفت مصادر متابعة أن "حزب الله" يعمل على تأهيل واقعه الأمني داخليًا وفق نطاقين متلازمين، الأول وهو تأمين القاعدة الأمنية الجديدة والتي تتركز على عدم استهداف قيادات بارزة، فيما الثاني يرتبط باكتشاف العملاء واحداً تلو الآخر لتنقية القاعدة الحزبية الداخلية تجنبًا للخروقات "الإسرائيلية". وأشارت المصادر إلى أن الحزب يُجري اختبارات صارمة أكثر من السابق لاختيار الأشخاص الراغبين بالانضمام إليه، ويركز على الجانب النفسي بشكل دقيق، لافتةً إلى أن مجموعة من الكوادر ذات "الأقدمية" تشرف على ذلك. (موقع لبنان 24)
· أشارت تسريبات إلى أن "حزب الله" أوفد نحو 4000 عنصر من كوادره المتوسطة إلى إيران للتدريب، وذلك بهدف تعويض الخسائر التي تكبّدها في عملية "البيجر"، وقد عاد معظم هؤلاء إلى لبنان بعد إتمام الدورات المطلوبة. (موقع ليبانون فايلز)
· أفادت مصادر أمنية بأن السلطات اللبنانية لا تريد إبقاء أي حالة مسلحة "شاذة" في محيط مطار بيروت الدولي، ذلك أنَّ مخيمي "برج البراجنة" و"شاتيلا" يعتبران الأقرب إلى المطار، وما تبين هو أن لبنان تلقى رسائل ضرورية بتحرير طريق المطار من قبضة أي سلاح. (موقع لبنان 24)
· كشفت مصادر متابعة عن وجود خلافات وانقسامات حادة داخل حركة "فتح" حول قضية تسليم سلاح المخيمات للدولة اللبنانية، ومن طريقة إدارة الملف، حيث عمد مسؤول "فتح" في لبنان، فتحي أبو العردات، إلى الاعتكاف في منزله، بينما تقدّم القادة العسكريون في الحركة، والضباط الذين سبق أن تقاعدوا بعريضة ترفض كل ما ناقشه "محمود عباس" في بيروت، وهو ما استدعى زيارة عاجلة لمسؤول الملف اللبناني في منظمة التحرير، عزام الأحمد. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأن وفدًا فلسطينيًا رفيعًا تألّف من ثلاثة ضباط برتبة لواء ومسؤول الملف اللبناني في منظمة التحرير، عزام الأحمد، عقد اجتماعًا مع ضباط من مخابرات الجيش اللبناني والأمن العام، حيث أكد الوفد بأن تحديد مواعيد تسليم السلاح في المخيمات قبل الاتفاق على آلية جمعه كان تسرعًا في غير محله، طالبًا مزيدًا من الوقت للتوافق على آلية واضحة للتنفيذ. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· تلقت سفارة غربية مهمة دراسة مفصلة عن نتائج الانتخابات البلدية وما يمكن قراءته من خلالها من توقعات حول الانتخابات النيابية، خلصت إلى التأكيد على نفوذ حركة "أمل" و"حزب الله" وتداعي نفوذ جمعيات المجتمع المدني ونواب التغيير، وتحقق توازن مسيحي بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وتشتت وعجز عن تشكيل مرجعية سياسية قيادية بديلة لدى السنة عن "تيار المستقبل". (صحيفة البناء، لبنان)
· أفادت مصادر سياسية بأن سياسيًا عراقيًا متزوّجاً من لبنانية، يعمل بتكليف من الحكومة العراقية على أكثر من ملفّ سياسي وإقليمي يتعلّق بلبنان، ومن بين الملفّات حلّ أزمة الشيعة السوريّين الذي نزحوا إلى لبنان بعد الإطاحة بنظام الأسد، (صحيفة الأخبار، لبنان)
- الملف الفلسطيني
· كشفت مصادر إعلامية فرنسية أن الجانب الفرنسي أعلم الجانب الأمريكي خلف الكواليس بأن الحراك الأوروبي الأخير تجاه "الاعتراف الدولة الفلسطينية" والحرب على غزة، لا يعني الدفع نحو إجبار "إسرائيل" على الالتزام بتأسيس دولة فلسطينية، لكنّه يهدف إلى إبقاء هذه الفكرة على قيد الحياة بموجب سلسلة مذكرات وقرارات ذات مغزى معنوي. كما أوضح الفرنسيون أن الوضع المأساوي في قطاع غزة قد يقود إلى حالة تؤذي "إسرائيل" من داخلها، وما تقتنع به باريس في هذا الصدد هو ضرورة العمل على "لجم" العناصر المتطرفة جدًا في حكومة اليمين "الإسرائيلي". (صحيفة رأي اليوم)
· كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن شركة ومجموعة "بوسطن الاستشارية" الأمريكية، سحبت فريقها الميداني من "تل أبيب"، وأنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF). وفي السياق، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، تعيين القس، جوني مور، وهو رجل دين مسيحي إنجيلي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها، وقد عمل "مور" بشكل وثيق مع الرئيس "ترامب" بشأن قضايا الحرية الدينية. (صحيفة العربي الجديد)
- ملف الكيان "الاسرائيلي"
· كشفت مصادر بوزارة المالية "الإسرائيلية" أنّ مندوبي وزارة المالية حذروا خلال اجتماع للجنة المالية في الكنيست، من أنه لم يبق لدى الوزارة موارد مالية، وأنّ الميزانية المخصصة لتوسيع الحرب على قطاع غزة، ستنتهي خلال عدة أسابيع، مُشيرةً إلى أنّه في حال استمرار القتال سيتم المس بمخصصات خدمات المواطنين ورفع الضرائب. (موقع عرب 48)
· أفادت صحيفة "كالكاليست" العبرية، أنّ "منظمة التعاون الاقتصادي" خفّضت توقعات نمو الاقتصاد "الإسرائيلي" للسنتين المقبلتين، في خطوة تعكس ازدياد الأخطار الجيوسياسية والاجتماعية التي تواجه "إسرائيل". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر في "حزب شاس" بأنّ الحزب قرر دعم مشروع قانون حلّ الكنيست، وذلك على خلفية تصاعد الخلاف بين "الأحزاب الحريدية" و"حزب الليكود" بشأن سنّ قانون يُعفي "الحريديين" من الخدمة العسكرية، كاشفةً أنّ قادة حزب "أغودات يسرائيل" يسعون إلى عقد اجتماع لمجلس "كبار حكماء التوارة" من أجل إلزام أعضاء الكنيست من الحزب بتأييد مشروع قانون لحل الكنيست. (موقع عرب 48)
- الملف الدولي
· أفاد تقرير صحفي بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صدّرت 69 مليون طلقة ذخيرة إلى "إسرائيل" منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، من ضمنها نحو 15 مليون طلقة في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، مشيرًا إلى أن أن التشيك وإيطاليا كانتا أبرز مصدرين للذخيرة لـ"إسرائيل" العام الماضي. (موقع "ذا ديتش" الإيرلندي)
· أفادت تقارير إعلامية عبرية، أنّ وزارة الدفاع الإسبانية علّقت صفقة شراء 1680 صاروخًا مضادًا للدبابات ومنصات إطلاق من طراز "سبايك LR2" من شركة "رافائيل الإسرائيلية" للصناعات العسكرية، بقيمة تبلغ حوالي 287.5 مليون يورو. وأوضحت التقارير أن تعليق الصفقة جاء في إطار خطة وزارة الدفاع الإسبانية لفك الارتباط التكنولوجي عن الصناعة العسكرية "الإسرائيلية"، بهدف إنهاء "التبعية التكنولوجية" لـ"إسرائيل". (شبكة قدس الإخبارية)
· أفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ "إسرائيل" تواجه أزمة دبلوماسية متفاقمة في أمريكا اللاتينية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، إذ اتخذت سبع دول في المنطقة إجراءات احتجاجية ضدها، شملت طرد سفراء واستدعاء ممثلين دبلوماسيين، بينما قطعت ثلاث دول علاقاتها الرسمية بالكامل، لافتةً إلى أنّ الساحة اللاتينية تسجّل تدهورًا سريعًا في مكانة "تل أبيب" الدبلوماسية، مع تزايد الانتقادات العلنية والإجراءات العقابية التي تبنّتها عواصم بارزة في المنطقة. (موقع عرب 48)
· كشف استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" عن تراجع غير مسبوق في الدعم الشعبي لـ "إسرائيل" في أوروبا الغربية، حيث أظهرت النتائج أن أقل من 20% من المستطلعين في 6 دول أوروبية يحملون نظرة إيجابية تجاه "إسرائيل"، مُشيرًا إلى أنّ الدعم الشعبي لـ"إسرائيل" في غرب أوروبا في أدنى مستوى له على الإطلاق. (موقع الترا فلسطين)
· أصدرت الأمم المتحدة أوامر لأكثر من 60 من مكاتبها ووكالاتها وعملياتها بتقديم مقترحات بحلول منتصف حزيران/يونيو لتخفيض 20% من موظفيها، في إطار جهد إصلاحي كبير لتعزيز العمليات في مواجهة أزمة تمويل حرجة. (موقع عرب 48)
ثانياً: تحليلات وتقديرات
· أشار المحلل السياسي، عبدالله قمح، إلى أن الرياض ترى بأن على واشنطن تخفيف اندفاعتها السياسية في لبنان، والابتعاد عن الضغوط السياسية المباشرة لأن الأجواء السياسية اللبنانية الراهنة لا توحي بأن الحلول قريبة. ولفت "قمح" إلى أن من المحتمل أن واشنطن قد استبدلت نموذج التدخل المباشر الذي كانت تمثله المبعوثة مورغان أورتاغوس، بنهج جديد يتماشى والتوجه السعودي، وقد يتمثل في رفع وتيرة العسكرة جنوبًا، وهو ما رافقته تعليقات من مقربين من واشنطن والرياض في بيروت بشأن تغيّر الرؤية الأميركية للبنان. وقد اتفق هؤلاء على أن الفترة المقبلة قد تترافق وتصعيد عسكري "إسرائيلي" مُتجدّد.
وأوضح "قمح" بأنه وفي هذه الحال تصبح التبدلات الأميركية مفهومة إلى حدٍّ ما؛ تخفيف الضغوط السياسية مقابل السماح "لإسرائيل" بحرية عسكرية أكبر، بشرط أن تكون مضبوطة. وعليه، لم تعد هناك حاجة إلى نموذج "أورتاغوس" التصعيدي، طالما أن يد "إسرائيل" الخشنة حاضرة، ولا توجد أولوية لأن تنخرط إدارة "ترامب" في تفاصيل ملف لبنان من خلال مبعوث خاص، بل تفضل إعادة هذا الملف إلى كنف وزارة الخارجية، الأمر الذي يدفع إلى إعادة أحياء أفكار أخرى، كإستبدال "اللجنة الخماسية" بأخرى ثنائية أو ثلاثية على أبعد تقدير تشمل فرنسا التي يُخطّط مبعوثها الدائم، جان إيف لودريان لزيارة بيروت خلال الفترة المقبلة، مع الإشارة إلى أن الأخير شريك إستراتيجي للرياض. (موقع ليبانون ديبايت)
· رأى المحلل السياسي، داوود رمال، أن مقاربة ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات من زاوية أمنية فقط، بمعزل عن البيئة الحاضنة والضمانات الضرورية، تُعد قاصرة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وقد تتحول إلى عامل استفزاز بدل أن تكون مدخلاً للحل. ولفت "رمال" إلى أن تسليم السلاح داخل المخيمات، بصفته خياراً مطروحاً، لا يمكن عزله عن ضرورة توفير ضمانات من الدولة اللبنانية، لا تقتصر على البعد الأمني، بل تتعداه إلى البعدين الإنساني والاجتماعي. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· رأى تقرير نشره موقع "Responsible Statecraft" الأميركي لمجموعة من المحللين بأن إيران ستقوم في نهاية المطاف بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الدبلوماسية مع سوريا لا سيما مع بروز منافسيها الإقليميين، تركيا والسعودية، كمحاورين رئيسيين للشرع. ومع ذلك، لا تزال إيران تعتمد في المرحلة الحالية على وسطاء النفوذ الحاليين في سوريا، وتحديدًا تركيا والخليج. بالمقابل، فإن الموقف المتغير للبيت الأبيض تجاه سوريا ما بعد الأسد يشكل عاملًا مهمًا تنبغي مراعاته عند تقييم وجهة نظر دمشق بشأن التعامل مع إيران. أقله في الوقت الحالي، تعمل إدارة "ترامب" على مواءمة السياسة الخارجية لواشنطن تجاه سوريا بشكل أوثق مع تركيا ودول الخليج ومع سعي "الشرع" إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، فسوف يكون حريصًا على تجنب التحركات تجاه طهران والتي قد تقوض جهوده الرامية إلى ترسيخ صورة إيجابية لحكومته في نظر الغرب". (موقع لبنان 24)
· رأى المحلل السياسي، مهيب الرفاعي، أنّ التحول في الموقف الأمريكي حيال دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، يمثل تبدلاً في مقاربة واشنطن لسوريا ما بعد "الأسد"، إذ يبدو أن إدارة "ترامب" تتبنى سياسة واقعية أكثر، تفضل استيعاب هذه العناصر ضمن مؤسسات الدولة الجديدة بدلًا من الدفع بهم نحو العمل السري أو الانخراط في تنظيمات راديكالية أو حتى العودة إلى بلدانهم وتوسيع دائرة التطرف والعمل العسكري المضاد للأنظمة. وأوضح "الرفاعي" أنّ دول أوروبا وآسيا الوسطى تنظر إلى بقاء هؤلاء المقاتلين في سوريا كخيار أقل كلفة للدول التي ينتمون إليها؛ حيث يُعدّ وجودهم داخل الأراضي السورية، تحت رقابة واضحة، وسيلة فعّالة للحد من تمدد الفكر المتشدد نحو بلدانهم الأصلية، وتفادي المخاطر الأمنية المرتبطة بعودتهم. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· رجحت دراسة بحثية أن تنجح سوريا و"إسرائيل" في التوصل إلى اتفاق جزئي يشمل تفاهمات أمنية حول قضايا معينة، أهمها منع دمشق أي تهديد من الأراضي السورية لـ"إسرائيل"، مقابل توقف التوغل "الإسرائيلي" والقصف الجوي داخل الأراضي السورية، مُشيرةً إلى أنّ مثل هذا الاتفاق الجزئي يحرر "إسرائيل" من مطلب الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الجنوب السوري، كما أنه يقلل الحرج الداخلي للنظام في سوريا فيما يتعلق بإبرام اتفاق أوسع مع "إسرائيل". وأشارت الدراسة إلى وجود ثلاثة سيناريوهات لمستقبل المباحثات بين دمشق و"تل أبيب"، كالتالي:
- السيناريو الأول: نجاح المباحثات والتوصل إلى اتفاق أمني شامل بين البلدين: ينطلق هذا السيناريو من نجاح الوساطة الإماراتية في التوصل إلى اتفاق شامل بين البلدين في المجالات الأمنية تتمثل في منع التهديد المتبادل، ومكافحة الارهاب، والحفاظ على أمن الدروز في سوريا، ومنع تموضع عسكري تركي واسع في سوريا، ومنع أي نشاط عسكري فصائلي مُعاد لـ"إسرائيل"، في مقابل توقف القصف "الإسرائيلي"، والاتفاق على نزع السلاح في منطقة جنوب سوريا، والحفاظ على حق "إسرائيل" في منع أي تهديد لها في هذه المناطق، وبناء منظومة تنسيق أمني مشترك بين البلدين.
ويُواجه هذا السيناريو تحديات كثيرة، ومنها احتمال معارضة أطراف إقليمية، مثل تركيا، لهذا الاتفاق، وإمكانية حدوث معارضة داخلية للنظام السوري، فضلًا عن معارضة أطراف في "إسرائيل" تقييد حرية العمل العسكري "الإسرائيلي" في سوريا.
- السيناريو الثاني: فشل المباحثات بين الطرفين، وذلك للفجوة الكبيرة بينهما والتوقعات العالية لكل طرف من الطرف الآخر، حيث تتوقع سوريا توقفًا نهائيًا لكل العمليات الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" في سوريا.
- السيناريو الثالث (المرجح): نجاح المباحثات في التوصل إلى تفاهمات جزئية: حيث قد تفضي المباحثات إلى تفاهمات أمنية بين الطرفين حول بعض القضايا، وأهمها مكافحة "الإرهاب"، وتحمل النظام السوري مسؤولية منع أي تهديد أمني من الأراضي السورية تجاه "إسرائيل"، مقابل توقف التوغل "الإسرائيلي" والقصف الجوي داخل الأراضي السورية، وأن يشمل الاتفاق تعاونًا استخباراتيًا تزود "إسرائيل" بموجبه السلطة السورية بمعلومات عن أي تهديد تراه للأمن "الإسرائيلي" على أن تتولى الأخيرة مسؤولية إحباط هذا التهديد. (مركز الإمارات للسياسات)
· رأت دراسة أعدها معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي" بأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وازدياد التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وخصوصاً السعودية، تطرح أمام "إسرائيل" مخاطر وفق ما يلي:
- الشعور بالتهميش: الانطباع الذي خلّفه "ترامب" بشأن الأهمية والتقدير اللذين يوليهما لقادة دول الخليج يثير القلق من احتمال حدوث تغيير في النظرة الأميركية إلى مكانة "إسرائيل" في المنطقة، وقد يعزز لدى دول المنطقة أن "إسرائيل" تفقد موقعها المركزي كحليف رئيسي لمصلحة السعودية، وهو أمر قد تكون له تداعيات مباشرة على قدرة "إسرائيل" على استقطاب الأصدقاء وردع الأعداء.
- تآكل التفوق النوعي: إمكان بيع أسلحة متطورة للسعودية وقطر، قد يلحق ضررًا بالغًا بمبدأ "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل".
- التنسيق بين الولايات المتحدة والسعودية وتركيا: قد يؤدي التنسيق بين هذه الدول الثلاث إلى تهميش "إسرائيل" في النقاشات بشأن مستقبل الشرق الأوسط، وبالتالي تهديد مصالحها الاستراتيجية.
- تبنّي الرواية العربية/ الخليجية: أظهرت تصريحات "ترامب" خلال الزيارة تبنّياً واسعاً للرواية العربية بشأن ما يجري في قطاع غزة وساحات إقليمية أُخرى، وقد يصبح هذا التوجه، الذي تعززه دول الخليج، باعتبارها باتت تملك أدوات تأثير كبيرة في الإدارة الأميركية، هو الذي يرسم سياسات واشنطن في المنطقة مستقبلاً.
- عقد اتفاق مع إيران: لدى إدارة "ترامب" ودول الخليج مصلحة مشتركة في التوصل إلى اتفاق مع إيران، حتى على حساب تجاهُل مطالب "إسرائيل". وفي حال فشلت المفاوضات، من المرجّح أن تسعى الدول العربية لاستغلال علاقتها المتينة بإدارة ترامب للضغط عليها من أجل ضبط النفس تجاه إيران، بما في ذلك الحد من نيات إسرائيل بشأن التحرك عسكرياً في هذا السياق.
كما سردت الدراسة مجموعة من الفرص بالمقابل وفق التالي:
- دفع التطبيع مع السعودية: قد يؤدي إصرار ترامب على توسيع "اتفاقيات أبراهام" إلى زيادة الضغوط الأميركية على السعودية لاتخاذ خطوات تطبيعية تجاه "إسرائيل". في سيناريو اتّخاذ قرارات بشأن مهاجمة إيران، قد تدفع الإدارة الأميركية بدول الخليج إلى منح إسرائيل حرية تحرُّك عسكري، أو على الأقل، تعزيز التنسيق السرّي بينها وبين دول الخليج.
- تعزيز اقتصادي وتكنولوجي من خلال شراكات إقليمية: يمكن أن تُدمَج إسرائيل في الجهود الأميركية لدفع مشاريع اقتصادية وتكنولوجية مشتركة، مثل مشروع (IMEC.
- اعتراف أميركي بالحاجات الأمنية لإسرائيل: في ظلّ المخاوف من المساس بتفوّقها النوعي، قد تعرض إدارة ترامب توسيع المساعدات العسكرية لإسرائيل، أو تقديم ضمانات أمنية إضافية لها.
- دمج إسرائيل في آليات إقليمية رسمية: توسيع التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج قد يتيح لإسرائيل الانضمام إلى منتديات أمنية إقليمية من المتوقع أن تتوسع مستقبلاً. (مركز الدراسات الفلسطينية)
· رأى الدبلوماسي الأمريكي، دنيس روس، في مقال له بصحيفة "هآرتس" أن "ترامب" يركز على أميركا وليس على مخاوف حلفائها أو مصالحهم التي يعتبرها ثانوية؛ فالتفاوض مع "حماس" وإيران، والتوصل إلى وقف إطلاق نار مع الحوثيين، أو توقيع صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار مع السعودية، كلها خطوات تخدم المصلحة الأميركية من وجهة نظره، موضحًا أن فهم الطريقة التي يُعرّف بها "ترامب" مصالح الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية. لذلك، فإنه إذا أرادت الحكومة "الإسرائيلية" أن تضع مصالحها على جدول أعمال "ترامب"، فعليها أن تُظهر كيف أن ما تقوم به يخدم المصالح الأميركية. ولفت "روس" إلى أن "ترامب" يريد إنهاء الحرب ووقف القتال من أجل تحقيق التطبيع مع السعودية، وبالتالي فإن عدم امتلاك حكومة "نتنياهو" خطة موثوقة لـ "اليوم التالي" في غزة أو عدم اتخاذ خطوات جوهرية تطالب بها السعودية ضمن إطار التطبيع، يعتبر مشكلة إذ إن الصبر ليس من صفات ترامب البارزة، وفي أي لحظة يمكن أن يقرر، في حال فشل إنهاء الحرب في غزة ومعه أيضاً فشل إمكان التطبيع مع السعودية، أن يحوّل انتباهه إلى منطقة أُخرى. (مركز الدراسات الفلسطينية)
· رأى المحلل السياسي، يحيى دبوق، بأن الوسيط الأميركي ورغم إجرائه بعض التعديلات الشكليّة على "خطّة ويتكوف"، إلا أنه لا يضغط فعليًا على "إسرائيل" للقبول بتسوية جوهرية، وذلك لعدم وجود خلاف حقيقي بين "تل أبيب" وواشنطن على الأهداف، بل على إمكان تحقيقها، بشكل كامل أو جزئي؛ إذ تسعى "إسرائيل" إلى نصر عسكري شامل، في حين ترى الإدارة الأميركية أنّ العمليات العسكرية استنفدت جدواها، غير أنّ هذا الإدراك الأميركي لا يُترجم إلى خطوات حاسمة تجاه "تل أبيب"، بل تظلّ المقاربة محكومة بمنطق يهدف إلى تعزيز مصالح الأخير الأمنية، خاصةً لجهة تقليص نفوذ حماس أو تفكيك بنْيتها. ورسم "دبوق" ثلاثة سيناريوهات محتملة لمرحلة ما بعد رفض خطة ويتكوف:
- السيناريو الأول، قد تعمل الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطَين القطري والمصري، على إعادة إحياء الخطة مع إدخال تحسينات جزئية عليها - من دون المساس ببنْيتها الإستراتيجية - كزيادة المساعدات الإنسانية، أو تعديل جدول تبادل الأسرى، أو رفع عدد الأسرى الفلسطينيّين المفرج عنهم. وقد تترافق هذه التعديلات مع وعود أميركية عامة حول السعي لإنهاء الحرب، وهي وعود يمكن التراجع عنها بسهولة عندما تحين ساعة الحقيقة.
- السيناريو الثاني، يمكن أن تندفع "إسرائيل"، برضى وتشجيع أميركيَّين، إلى شنّ عملية برية واسعة في غزة، مرفقة بضربات جوّية مكثّفة، بهدف رفع مستوى الضغط والتكلفة على حماس، ومن ثم العودة مجدّداً إلى طرح خطة ويتكوف.
- السيناريو الثالث، استمرار القتال بشكل متقطّع، وفق نمط الاستنزاف المفتوح، في ظل غياب أي رؤية استراتيجية واضحة، وهذا المسار قد يتحوّل إلى سمة أساسية للمرحلة الآتية، سواء بعد فشل الخطة أو حتى بعد تنفيذها، إذا لم تترافق مع إنهاء فعليّ للملفّين العسكري والسياسي.
وخلص "دبوق" إلى من بين تلك السيناريوهات، يبدو الأول الأقرب إلى التحقّق في المدى القريب، بالنظر إلى رغبة واشنطن في إظهار أي اختراق دبلوماسي، يخفّف من الضغوط والانتقادات التي تواجهها في ظلّ عجز إسرائيلي واضح عن تحقيق الأهداف عبر الوسائل العسكرية. غير أنّ فشل هذا المسار الجزئي في إقناع «حماس» بالتنازل، قد يدفع إسرائيل بالعودة إلى الخيار العسكري الأوسع، وهو ما يجعل من احتمالية التصعيد المستمرّ، خياراً قائماً بقوة. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· رأى الكاتب، مهيب الرفاعي، أنّ خصخصة الأمن كأداة لتثبيت السلطة في قطاع غزة مرتبط بمدى قدرة استيعاب القطاع لهذا النمط من الخصخصة، لا سيما في ظل وجود قوات شُرطية تابعة لحركة حماس، مُشيرًا إلى أنّ مسمى "جهاز مكافحة الإرهاب" برئاسة، ياسر أبو شباب، يفترض وجود بنية أمنية هرمية فيها مسؤولون وضباط وعناصر مدربون وفق خط أمني وعقيدة قتالية معينة، وليس مجرد مجموعة غير منضبطة ليس لها مرجعية. وأوضح "الرفاعي" أنّ صعود نجم هذا الجهاز بمهام أمنيّة واضحة في المناطق التي تُسيطر عليها "القوات الإسرائيلية" في القطاع، أو تلك التي على تماس مباشر معها، يوحي بفرضية وجود تنسيق أمني واستخباراتي بين هذه العناصر و"القوات الإسرائيلية" بشكل أو بآخر، لافتًا إلى احتمال إنشاء مناطق آمنة أو تُدار محليًا، وهذا قد يُعيد سيناريو قوة أمنية جديدة ومختلفة عن تلك التي أدارت غزة سابقًا، مع تسهيلات لوجستية خارجية.
وأشار "الرفاعي" إلى أنّ مهام الجهاز الجديد التي تبدو إنسانية في ظاهرها، تستخدم كمؤشر على بسط السيطرة وفرض أمر واقع، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة النفوذ الذي بات يمتلكه هذا التشكيل، ومدى دعمه أو تغاضي "إسرائيل" عنه. وأضاف الكاتب أنّ هذا التغاضي ربما يقود إلى صعود نجم "زعيم محلي" جديد يمسك بملف الأمن والخدمات في منطقة بعينها، يكون قادرًا على إدارتها دون التحوّل إلى تجارب اقتتال داخلي كما الحال في ليبيا والسودان. (موقع عرب 48)
ثالثاً: قراءات واستنتاجات مركز "صدارة"
· التقديرات حول تراجع، أو احتمالات تراجع، أهمية "إسرائيل" إقليمياً بالنسبة للولايات المتحدة تتسم بالمبالغة، وهي مازالت متأثرة بالصخب الاستعراضي المرتبط زيارة ترامب للمنطقة. فإدارة ترامب تركّز على مصالح الولايات المتحدة الضيقة كمعيار أساسي لترتيب سياستها الخارجية، وهو ما تنتج عنه تباينات وتوترات مع كافة حلفاء واشنطن حول العالم وليس فقط مع حكومة نتنياهو، وهذا سيشمل أيضاً دول الخليج في محطات قادمة حين تتعارض مصالحها مع مصالح إدارة ترامب. ومع هذا، فإن التباينات الحالية بين ترامب ونتنياهو – خصوصا تجاه التعامل مع إيران والنظام السوري والخطط الخاصة بمستقبل غزة –تكتسب أهمية تكتيكية لدول المنطقة، حيث يمكن الاستفادة منها في الضغط على حكومة الاحتلال أو حث ترامب على تبني مواقف معينة على غرار الموقف من سوريا. لكنّ هذا يتطلب أن تكون دول المنطقة نفسها متفقة على مصالح واحدة، وإلا فإن خلافاتها البينية تمثل فرصة لنتنياهو، خاصة إذا كانت بعض هذه الدول أقرب للتنسيق مع حكومة الاحتلال في بعض ملفات المنطقة.
· خطط الانسحاب الأمريكي الموسع من سوريا تتناغم مع تقدرات إدارة ترامب بأن الانخراط في الشرق الأوسط كانت تكلفته باهظة دون عوائد تستحق. وبالإضافة لذلك؛ فإنه يؤكد أن الملف السوري لا يمثل أولوية للولايات المتحدة، وأنه بات في عهدة حلفاء واشنطن خاصة تركيا والسعودية. وستحفز هذه الخطط مسار إدماج قسد ضمن سلطة دمشق المركزية، فضلا عن تعزيز مسار المصالحة التركية الكردية؛ لأن إنهاء الحكم في الذاتي في شمال شرق سوريا وغياب المظلة الأمريكية العسكرية يعزز من دوافع حزب العمال الكردستاني للمضي في مسار المصالحة مع أنقرة وإنهاء التمرد المسلح.
· من جهة أخرى، فإن الانسحاب الأمريكي لا يعني بالضروة أن ترتيبات العلاقة بين النظام السوري الجديد و"إسرائيل" قد أنجزت؛ حيث تقف مصالح واشنطن الخاصة وراء قرارها بخصوص سوريا، بغض النظر عن مصالح "إسرائيل". وعلى الأرجح، لن تؤثر خطط الانسحاب الأمريكي على موقف حكومة نتنياهو والمؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" بخصوص مصالح الاحتلال الأمنية في سوريا. فمن الناحية النظرية، تتمتع تل أبيب بحرية حركة عسكرية كاملة في سوريا دون الحاجة للتواجد الأمريكي. لكنّ اعتراف واشنطن بالنظام الجديد، بالإضافة للخط الأحمر التركي إزاء تقسيم سوريا، يجعل من مسار التفاوض بين دمشق وتل أبيب هو المسار المرجح. وتعزز المؤشرات الراهنة هذا الترجيح في ظل أن المفاوضات باتت ثنائية بعد أن كانت تجرى عبر وساطة.
· لا يعني سحب "أورتاغوس" أن الإدارة الأمريكية ستعود للرهان على تصعيد عسكري "إسرائيلي"، إذ أن المؤشرات مازالت محدودة إزاء احتمالات التصعيد العسكري مجدداً في لبنان، والأرجح أن الوضع الراهن حالياً سوف يستمر لأنه يسمح للاحتلال باستهداف ما يعتبره مصادر تهديد دون أي تكلفة سياسية أو أمنية مقابلة. في المقابل، قد يرتبط هذا القرار بطبيعة إدارة ترامب التي لا تتسم بطول النفس، وتتجنب تحمل مسؤولية مشاكل معقدة لا يبدو لها حلاً قريباً حاسماً، حيث يمثل تواجد مبعوث أمريكي التزاماً ثابتاً من قبل البيت الأبيض بإدارة الملف، بينما تفضل الإدارة تحميل أصحاب المصلحة الآخرين هذه المسؤولية.