تطورات الأجهزة الأمنية
شارك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في القمة العربية في بغداد، حيث دعا إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة. كما ناقش "عباس" مع نظيره اللبناني، جوزيف عون، في بيروت ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات، مؤكدًا على "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية". من جانب آخر، بحث "عباس" في اتصال مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، سبل وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، بالتوزازي مع دعم جهود السلطة في تولي مهامها الأمنية في القطاع.
في غضون ذلك، أشاد "عباس" خلال اجتماع لقادة الأجهزة الأمنية، بحضور نائبه ووزير الداخلية بجهود الأجهزة الأمنية في تنفيذ حملة "حماية وطن" داعيًا إلى تعزيز التنسيق الكامل فيما بينها. من جانب آخر، انتخبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة، عزام الأحمد، أمينًا لسر اللجنة، فيما عُين اللواء، إياد أقرع مديرًا لجهاز الأمن الوقائي، والعميد نزار الحاج نائبًا له.
"إسرائيليًأ"، أقرت الحكومة "الإسرائيلية" خطة دعم مالي كبير لضباط وجنود جيش الاحتياط، بقيمة مليار دولار أمريكي، في حين أعلنت وزارة الأمن تلقي الجيش 800 طائرة أمريكية و140 شحنة بحرية محملة بأكثر من 90 ألف طن من السلاح والعتاد منذ بدء الحرب على غزة. وفي السياق، وصلت ثلاث طائرات حربية أمريكية جديدة من طراز "أدير" F-35، لتنضم إلى صفوف سلاح الجو "الإسرائيلي".
من جهته، أعلن "نتنياهو" تعيين اللواء السابق في الجيش"الإسرائيلي"، دافيد زيني، رئيسًا لجهاز الأمن العام "الشاباك".
مستجدات الإجراءات الأمنية
· شرع الجيش "الإسرائيلي" بتوسيع عمليته العسكرية "عربات جدعون" وقام بإدخال جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية لقطاع غزة.
· بدأ الجيش "الإسرائيلي" باستدعاء عشرات آلاف الجنود في قوات الاحتياط لإحلالها في الضفة الغربية وسورية ولبنان مكان القوات النظامية التي ستنقل إلى غزة، كما أمر بإبقاء المقاتلين النظاميين في خدمتهم العسكرية وتأخير عطلهم.
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" البدء في تشغيل مركزين لتوزيع المساعدات في رفح ومركز في محور "نتساريم" في إطار ما يعرف بـ"الآلية الأمريكية الإسرائيلية" لتوزيع المساعدات بإشراف أمني "إسرائيلي".
· أنذر الجيش "الإسرائيلي" سكان مناطق العطاطرة وجباليا البلد شمالي القطاع، والشجاعية، والدرج، والزيتون في مدينة غزة، بالإخلاء الفوري، نحو الغرب. كما أنذر سكان خانيونس، وبني سهيلا، وعبسان، بمحافظة خانيونس جنوبي القطاع بالإخلاء فورًا غربًا إلى منطقة المواصي.
· أعلن مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" أن سيناء تخضع لتحذير سفر من الدرجة 4 "أي تهديد أمني مرتفع" وأوصى بالامتناع عن السفر إلى المنطقة.
· أعاد الجيش "الإسرائيلي" تفعيل كتيبة الدفاع الجوي والتي كانت قد أُغلِقت منذ أكثر من عقدين، لتأمين الحدود في الساحة الشمالية.
· صادق "الكابينيت" على خطة لتعزيز السيطرة "الإسرائيلية" على منطقة الأغوار من خلال إقامة بؤر استيطانية ومزارع ومعسكرات تدريب، وإنشاء نظام دفاعي متعدد الطبقات وبناء جدار أمني على طول الحدود مع الأردن.
· أقرت الحكومة "الإسرائيلية" خطة مشتركة بين وزارة الخارجية ووزارة شؤون القدس لدفع الدول الأجنبية إلى نقل سفاراتها إلى مدينة القدس أو افتتاح سفارات جديدة فيها.
· وزّع "المجلس الاستيطانيّ شمال الضفة الغربية" بتمويل مباشر من منظمات أمركية وأوروبية عشرات بنادق القنص على ما تُعرف بـ"قوات الطوارئ الاستيطانية" ضمن خطة تعزيز "الجاهزية الأمنية للمستوطنات".
· صادق "الكابينيت"، على استئناف تنفيذ خطة تسوية الأراضي في الضفة الغربية، كما صادق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة والقدس.
· ناقش "الكنيست" تشريعًا جديدًا يفرض قيودًا غير مسبوقة على منظمات حقوق الإنسان التي تعمل داخل "إسرائيل" وتوجّه نقدًا لسياسات الحكومة.
· بدأت سلطات الاحتلال في إجراءات سحب الجنسية من 4 مواطنين عرب من مناطق الـ48 وترحيلهم.
· تمتنع السلطة الفلسطينية عن إصدار جوازات سفر للأسرى المحررين الجدد، وترفض المشاركة في أي ترتيبات لانتقالهم أو رعايتهم في أماكن الإبعاد.
· قطعت السلطة الفلسطينية رواتب عدد من الأسرى المحررين، بناءً على دراسة مشتركة بين أجهزة أمن السلطة، ووزارة المالية.
· رفضت أجهزة السلطة الإفراج عن أكثر من 30 معتقلًا سياسًا في سجونها بالرغم من صدور قرارات بالإفراج عنهم، فيما واصل العديد منهم الإضراب عن الطعام بسبب ذلك.
· أصدرت السلطة الفلسطينية قرارًا برفع الحظر عن "قناة الجزيرة" وعودتها للعمل في الضفة الغربية.
أبرز الأحداث الأمنية
· ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 54 ألف شهيدًا و 123 ألف جريحًا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.
· واصل الجيش "الإسرائيلي" سياسة "استهداف عناصر الأمن" لإشاعة الفوضى في القطاع ومساعدة عصابات السطو المسلح والفوضى على سرقة المساعدات وممتلكات المواطنين ولا سيما المخابز ومخازن المساعدات.
· واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر اليومية في مختلف مناطق القطاع، حيث تركزت المجازر في المواصي والمنطقة الشرقية بخانيونس، وكان من أبرز ها مجزرة عائلة الطبيبة، آلاء النجار.
· واصل جيش الاحتلال عمليات"الاغتيال الممنهج" للصحفيين، حيث اغتال الصحفي البارز، حسن إصليح، أثناء تلقيه العلاج داخل مستشفى ناصر.
· استمر طيران الاحتلال في استهداف المستشفيات، حيث تم إخراج مستشفى الأوروبي عن الخدمة، كما قصف الاحتلال مستودع الأدوية في مستشفى العودة وأخرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة. وكذلك، استهدف العديد من مراكز الإيواء مثل مدرسة، فهمي الجرجاوي، في حي الدرج وسط غزة والتي استشهد فيها عشرات النازحين.
· اقتحم آلاف المواطنين مراكز توزيع المساعدات في رفح في اليوم الأول وفقدت الشركة الأمنية الخاصة السيطرة عليها ورد جيش الاحتلال بإطلاق النار واستخدام المروحيات لإبعاد الناس.
· قُتل العديد من المواطنين في القطاع، نتيجة التدافع أمام مراكز توزيع المساعدات والمخابز واعتداءات مجموعات السطو المسلّح.
· أعلنت فصائل المقاومة تنفيذ سلسلة من العمليات والكمائن التي استهدفت الجيش "الإسرائيلي" وتحديدًا في مناطق التوغل البري في بيت لاهيا وحي الشجاعية وشرق خانيونس وفي رفح. وفي المقابل أعلن الاحتلال مقتل وإصابة عدد من ضباطه وجنوده في معارك بالقطاع.
· أفرجت حركة حماس عن الجندي "الإسرائيلي"، عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
· اعترض جيش الاحتلال عدة صواريخ باليستية قادمة من اليمن نحو "تل أبيب" ومطار "بن غوريون"، حيث توقفت الملاحة الجوية لأكثر من مرة في المطار وعلقت عدة شركات طيران دولية رحلاتها إليه.
· واصل جيش الاحتلال عدوانه في الضفة من خلال الاعتقالات وهدم البيوت وتجريف الأراضي الزراعية وتدمير البنى التحتية، كما داهم العديد من محال الصرافة وقام بسرقة مبالغ مالية كبيرة منها بعد تدميرها واختطاف العديد من العاملين فيها لا سيما في جنين وطوباس وقلقيلية ونابلس والخليل.
· أعلن جيش الاحتلال أنه اغتال الشاب، نائل سمارة، في بروقين قضاء سلفيت، بزعم تنفيذه عملية إطلاق نار قُتلت فيها مستوطِنة قرب مستوطنة "بروخين".
· ارتفعت وتيرة اقتحامات المستوطنيين لباحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، حيث نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية، كما تصاعدت هجماتهم على القرى الفلسطينية، حيث قاموا بالاعتداء على المواطنين وقطع الأشجار وحرق البيوت وسرقة الممتلكات، وأبرز هذه الهجمات كانت على "قرية المغير" شمال شرق رام الله.
· قتلت أجهزة أمن السلطة الشاب، رامي زهران، في طوباس. فيما اختطفت الشاب، فوزي ربايعة، من بيته في جنين وغيره.
· شارك الآلاف في مظاهرة "الكرامة" في بئر السبع ضد سياسات الاحتلال التي تستهدف هدم القرى العربية في النقب، فيما قمعت الشرطة "الإسرائيلية" مسيرة في مدينة "أم الفحم"، خرجت للمطالبة بوقف حرب الإبادة على القطاع.
· تصاعدت وتيرة جرائم القتل في الوسط العربي بالداخل المحتل، لترتفع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 92 قتيلًا منذ بداية العام الحالي.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يسعى "نتنياهو" للتوصل لاتفاق جزئي يسمح بالإفراج عن الأسرى للتخلص من الضغوط الداخلية. إلا أن التوصل لهكذا اتفاق لا يزال يصطدم بتمسك نتنياهو وحكومته بمواصلة الحرب، وبالتالي يواصل "نتنياهو" وحكومته استخدام المساعدات وسياسة التجويع كأداة ضاغطة على المقاومة والسكان على حد السواء، من أجل انتزاع صفقة لا تشمل الالتزام بإنهاء الحرب بشكل نهائي.
· يعكس فقدان السيطرة في مراكز توزيع المساعدات في إطار "الآلية الأمريكية الإسرائيلية" إلى أنها خطة غير واقعية وغير جادة في التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور في القطاع. ومع هذا؛ فليس من المتوقع أن ينتج عن هذا الإخفاق تخلي الاحتلال عن تمسكه بإبعاد المنظمات الإنسانية من القيام بدورها ولا سيما وكالة "الأونروا"، والسيطرة الكاملة على توزيع المساعدات كأداة أمنية وعسكرية لاستخدامها ضد الفلسطينيين.
· يعكس اتفاق الإفراج عن "ألكسندر" تزايد التباينات بين إدارة "ترامب" وحكومة "نتنياهو". وهذا على الأرجح ما دفع حركة حماس لاستغلال هذا التباين، على أمل قيام "ترامب" بالضغط بشكل كبير على "نتنياهو" من أجل الدفع نحو صفقة شاملة تنهي الحرب. لكنّ المؤشرات حتى الآن ترجح أن الإدارة الأمريكية متفقة مع الاحتلال على الأهداف الأساسية خاصة القضاء على قدرات حماس العسكرية وإبعادها عن مستقبل الحكم في غزة، فضلا عن احتفاظ "إسرائيل" بسيطرة أمنية على القطاع لفترة مازالت غير محددة.
· يوصف رئيس الشاباك الجديد بأنه شخصية حادة ترفض الصفقات الجزئية، وبالتالي يتوقع أن يرفض أي صفقة تشمل إنهاء الحرب بشكل نهائي حيث يتمسك بمواقف متشددة مثل تفضيله "هزيمة حماس" على إبرام صفقة تبادل أسرى. وبالتالي فإن اختياره يخدم هدف توحيد الائتلاف الحاكم والتماهي بين الحكومة والقادة الأمنيين. من جهة أخرى، وبالنظر لكونه يأتي من خلفية عسكرية دون سابقة في جهاز الأمن الداخلي، فإن هناك العديد من التساؤلات حول قدرته على قيادة أهم جهاز أمني في "إسرائيل"، وقدرته على انتشال الجهاز من أزمته التي أعقبت إخفاق 7 أكتوبر.
· يعكس استهداف مطار "بن غوريون" وجود ثغرات كبيرة في منظومة الدفاع الجوي والتي قد تزيد من مخاطر الصواريخ القادمة من اليمن، الأمر الذي يثير قلق المستوى الأمني والعسكري في "إسرائيل" في حال اندلاع أي مواجهة أكبر مع إيران. وفي المقابل، من المرجح أن يدفع هذا الأمر "إسرائيل" إلى التخطيط الاستخباري لتوجيه ضربات استراتيجية لجماعة "الحوثي".