أولا: معطيات ومعلومات نوعية
- الملف السوري
· حددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، جملة من المطالب التي يجب على الحكومة السورية الالتزام بها في المرحلة المقبلة، أبرزها الدخول في محادثات مع "إسرائيل" للتوصل إلى اتفاق "عدم اعتداء"، يليها فتح ملف ترسيم الحدود، وتقديم خطة واضحة بشأن المقاتلين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحظر وترحيل الفصائل الفلسطينية المسلحة التي وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية". كما دعت "شيا" إلى مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة في العمليات ضد تنظيم "داعش" ضمن إطار التحالف الدولي، وتسليم خطة لتحمّل مسؤولية مراكز احتجاز عناصره في شمال شرقي سوريا، الخاضعة حالياً لسيطرة "قسد". (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت وكالة "رويترز" بأن القوات الأمريكية انسحبت مؤخرًا من قاعدتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، في خطوة تُسرع من وتيرة تقليص الوجود العسكري الأمريكي في البلاد. (موقع عربي 21)
· تقدّم عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، الديمقراطية جين شاهين العضو البارز في لجنة العلاقات الدولية بالمجلس، والجمهوري راند بول، بمشروع قانون جديد يهدف إلى إلغاء "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" الصادر عام 2019. وكان ستة مشرعين أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قدّموا في 12 حزيران/يونيو الجاري، مشروع قانون لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بشكل كامل، بما في ذلك قانون قيصر. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أجريا بحضور مسؤولين أمنيين لبنانيين، تحقيقًا سريًا، في بيروت، مع المستشار السابق لـ"بشار الأسد"، اللواء بسام الحسن، الذي اعترف بأن "الأسد" أمره بقتل "أوستن تايس" عام 2013. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
- الملف اللبناني
· أفادت مصادر متابعة بأن الولايات المتحدة وافقت، استجابة لطلب لبناني رسمي، على تمديد المهلة الممنوحة لحزب الله لتسليم سلاحه من 30 حزيران الحالي إلى 30 أيلول المقبل، في خطوة تتيح وقتاً إضافياً أمام محاولات إنضاج تسوية شاملة ترتبط مباشرةً بالمفاوضات الإيرانية-الأميركية وبالتوازنات الإقليمية الجديدة التي أفرزتها التحولات في سوريا. (موقع لبنان 24)
· أفادت مصادر مطلعة بأن وفدًا أميركيًا مدنيًا معنيًّا بتمويل المهمات الأممية قد قام بزيارة مرجعيات عسكرية وسياسية في لبنان، بهدف تقييم مهمة قوات "اليونيفيل" في الجنوب، مشيرةً إلى أن واشنطن تدرس إدخال تعديلات على مهمة قوات حفظ السلام، قد تشمل تقليص عديدها العسكري والمدني، أو خفض موازنتها، في سياق مراجعة شاملة للإنفاق الدولي. ولفتت المصادر إلى أن تقييمات حديثة صادرة عن سفارات الدول المساهمة في "اليونيفيل" تُظهر أن "إسرائيل" ليست جاهزة لرحيل هذه القوات، لأنها لا تزال تشكّل خط دفاع أولَ لمنع تسلل أي مجموعات نحو الداخل الفلسطيني المحتل. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· يشكو كثير من مقاتلي "حزب الله" السوريين وعناصر النظام السابق الذين فروا إلى لبنان، عقب سقوط نظام الأسد، من حالة التشديد الأمني وتقييد حركتهم وتنقلاتهم في مناطق إقامتهم، إلى جانب ظروفهم المعيشية القاهرة، ما دفعهم للبحث عن دول جديدة للهجرة إليها. وتكشف أرقام لبنانية رسمية أن أعداد السوريين الذين انتقلوا إلى لبنان بين شهري كانون الأول وكانون الثاني الماضيين، بلغت نحو 170 ألف شخص، يُقيم غالبيتهم في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث تضطلع تعاونيات "البتول" التابعة لـ"حزب الله"، المنتشرة في بعلبك والهرمل وغيرها من قرى البقاع، بمتابعة أوضاعهم. (صحيفة المدن، لبنان)
· ذكرت مصادر مطلعة أنّ الصين طالبت بتولّيها مراكز قيادية في قيادة الأركان والعمليات في قوات "اليونيفيل" أو قوات "اليونيفيل" البحرية، مُشيرةً إلى أنّها عرضت إرسال قطع بحرية متطورة إلى سواحل لبنان، مصحوبة بمنظومة من المُسيّرات الاستطلاعية والرادارات التي تعزّز الدور الرقابي للقوات الدولية. وأفادت المصادر بأن بكين تستغل الأزمة المالية في موازنة القوات الدولية، من أجل عرض توفير تمويل إضافي لقوات "اليونيفيل" لتعويض أي نقص ينتج من قرار أمريكي بتقليص دعم تلك القوات. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أن ملف التعرض لقوات "اليونيفيل" قد طوي نتيجة الإجماع الرسمي والسياسي اللبناني على دعم هذه القوات والتمسك بدورها، وكذلك زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، والتأكيد على الدعم الكلي والتعاون المطلق مع هذه القوات. (صحيفة الأنباء، الكويت)
· أفاد مصدر أمني مطلع بأن وتيرة تسليم سلاح "حزب الله" في منطقة جنوب الليطاني تصاعدت بشكلٍ ملحوظ، وذلك بعد الإعتداء "الإسرائيلي" الكبير والأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب، وبعد الإشكالات المتكررة في الأيام الماضية بين "اليونيفيل" و "الاهالي" في مختلف القرى والبلدات الجنوبية. ولفت المصدر إلى أن كميات كبيرة من الآليات العسكرية التابعة لحزب الله سُلّمت للجيش في الأيام القليلة الماضية. (موقع لبنان 24)
· أعلن الاتحاد الأوروبي عن تحديثه لقائمة الدول المصنّفة "عالية المخاطر" في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل "الإرهاب"، بإدراج لبنان رسميًا ضمن هذه القائمة، ما يعكس تراجعًا إضافيًا في مستوى ثقة المجتمع الأوروبي والدولي بقدرة السلطات اللبنانية على ضبط نظامها المالي، لا سيما من خلال الهيئات الرقابية المعنية. (وكالة الأنباء المركزية، لبنان)
· أفادت معلومات ديبلوماسية تسربت إلى الإعلام مؤخرًا بأن جزءًا من أسباب تأخير مسار إعادة الإعمار يعود إلى رغبة بعض القوى الدولية في دفع لبنان بطريقة غير مباشرة نحو القبول بفكرة فتح باب التفاوض مع "إسرائيل"، وهو ما يرفضه لبنان رسمياً وسياسياً، متمسكاً باتفاق الهدنة الموقع عام 1949 كأساس وحيد لتنظيم الوضع على الحدود، من دون الانزلاق إلى اتفاقيات مشابهة لما حدث مع بعض الدول العربية الأخرى. (موقع لبنان 24)
· أعلن الرئيس اللبناني، جوزيف عون، عن قرار بزيادة عدد أفراد الجيش اللّبنانيّ المنتشرين في منطقة جنوب الليطاني إلى 10 آلاف جندي. (صحيفة المدن، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، شكّل لجنة مؤلّفة من ثمانية أشخاص برئاسة "عزام الأحمد" سوف تأتي إلى لبنان وتتولّى ملف سحب السلاح، بعد إعفاء "ياسر عباس" من أي مهمة إضافية، مشيرةً إلى أن تشكيل اللجنة جاء على خلفية غضب "عباس" من استضافة السفارة الفلسطينية في بيروت اجتماعًا لهيئة العمل المشترك، وتوعده لطاقمها وبعض قيادات فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، بفتح ملفات فساد في عدد من مؤسسات المنظمة من السفارة إلى الهلال الفلسطيني وصولاً إلى الإغاثة والصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية، ردًا على هذه الخطوة. وأفادت معلومات بأن هناك سلسلة إجراءات وترتيبات داخلية في الساحة اللبنانية، تتعلق بفصل السلطات بحيث يتم حصر دور السفارة الفلسطينية في بيروت بالعمل الديبلوماسي فقط. (صحيفة الأخبار + موقع لبنان الكبير، لبنان)
· كشف مصدر أمني لبناني بارز أن تأخير تنفيذ المرحلة الأولى من جمع السلاح الفلسطيني في مخيمات بيروت كما كان مقرراً في 16 حزيران الحالي، لا يعود مطلقاً إلى اندلاع الحرب الإيرانية - "الإسرائيلية" إنما إلى عدم جاهزية (منظمة التحرير الفلسطينية) وحاجتها إلى مزيد من الوقت؛ مع وجود انقسامات داخلية بحركة فتح حول ملف السلاح مع مجموعات "اللينو" التابع لمحمد دحلان، والقيادي البارز منير المقدح ، بالإضافة إلى عدم التوافق على هذه الخطوة مع بقية الفصائل الفلسطينية على نحو يسمح بإنضاج الظروف السياسية لضمان تنفيذها. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· وفي السياق، أفادت معلومات بأن حركة "فتح" بدأت بتكليف من سلطة رام الله بطرح مجموعة من الأفكار كاقتراح بدء التسليم في مخيمات صور (البص، الرشيدية، والبرج الشمالي) بدلًا من مخيمات بيروت (مار الياس، شاتيلا، وبرج البراجنة)، أو إجراء تعديل على المواعيد التي حُدِّدت سابقًا لنزع سلاح المخيمات. (موقع ليبانون ديبايت)
- ملف الكيان الاسرائيلي
· كشف تقرير لصحيفة "كالكاليست" العبرية المختصة بالاقتصاد "الإسرائيلي" أن "إسرائيل" ستضطر إلى التضحية بجزء كبير من استقرارها الاقتصادي لصالح أولوياتها الأمنية، وأن موازنات 2025 و2026 ستتحمل الكلفة الحقيقية للحرب. وحذر التقرير من أن العبء الاقتصادي بدأ يتشكل بالفعل، وسينعكس بشكل صارخ في موازنة 2025، ضمن توقعات بارتفاع فوري في الإنفاق الدفاعي، بسبب استدعاء الاحتياط، وتكاليف الذخيرة، وتعزيز الأنظمة الأمنية، واتساع رقعة التعويضات، وإعادة فتح الموازنة وزيادة العجز. (صحيفة رأي اليوم)
· صادقت الهيئة العامة للكنيست، في القراءة الأولى على مشروع قانون يتيح للجيش "الإسرائيلي" وجهاز "الشاباك" اختراق المواد المخزّنة في الحواسيب المستخدمة لتشغيل كاميرات ثابتة، واتخاذ إجراءات بداخلها، وذلك في إطار تمديد تشريع "مؤقت" اتخذ تحت غطاء قانون الطوارئ مع اندلاع الحرب على غزة، تحت عنوان "تعديل رقم 4 لسنة 2025". (موقع عرب 48)
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" أن الفرقة 96، المعروفة باسم "الفرقة الشرقية" أو "فرقة جلعاد"، تستعد لتولي مسؤولية منطقة غور الأردن، بعد تقييم جديد للوضع الأمني في المنطقة، وستحل محل "لواء غور الأردن الإقليمي" الذي سيصبح تابعًا لها، بالإضافة إلى لواء مشاة احتياطي تم استدعاؤه بشكل طارئ. (صحيفة رأي اليوم)
· أصدر وزير المالية "الإسرائيلي"، بتسلئيل سموتريتش، قرارًا رسميًا، يقضي بتحويل 91 مليون شيكل من أموال المقاصة الفلسطينية المجمدة إلى عائلات قتلى "إسرائيليين". (موقع عربي 21)
· كشفت أوساط أمنية "إسرائيلية" أنّ كيان الاحتلال توصل إلى اتفاق يقضي بأن تحل ميليشيا "ياسر أبو شباب"، محل حماس في حكم قطاع غزة، مُشيرةً إلى أنّ السلطات "الإسرائيلية" تسعى إلى تكوين كيانات عشائرية بدوية متعاونة معها في قطاع غزة، على أن تقوم بتسليح عناصرها ودعمها. (موقع عرب 48)
- الملف الدولي
· أفادت مصادر مطلعة بأن إدارة "ترامب" تدرس توسيع قائمة حظر السفر للولايات المتحدة لكي تشمل 36 دولة إضافية بينها شركاء مهمون للولايات المتحدة مثل مصر وجيبوتي، إضافة إلى دول في منطقة الكاريبي وآسيا الوسطى وعدد من جزر المحيط الهادئ. (موقع عرب 48)
· كشف تقرير صحفي استقصائي أن بريطانيا مستمرة في تسهيل سلسلة توريد طائرات "إف-35" إلى "إسرائيل" حتى بعد قيود الأسلحة التي فُرضت في سبتمبر الماضي، حيث رصد نقل أجزاء من هذه الطائرات الحربية عبر مطار لندن ستانستيد إلى "إسرائيل" الشهر الماضي (موقع ديكلاسيفايد يو كي)
· أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية إرشادات بعد أن استأنفت دراسة طلبات التأشيرة للطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة في الولايات المتحدة، تقضي بطلب الكشف عن حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتدقيق فيها، بحثًا عن أي محتوى يمكن أن يُعد "معاديًا لأميركا". (موقع عرب 48)
· أصدرت هيئة "مكتب الطلاب الرقابية" (Office for Students) في بريطانيا توجيهات جديدة حاسمة تمنع الجامعات الإنجليزية من فرض حظر شامل على احتجاجات الطلاب، وذلك بالتزامن مع بدء العد التنازلي لتطبيق "قانون حرية التعبير في التعليم العالي" المقرر في آب / أغسطس المقبل. (موقع عربي 21)
· أفاد تقرير لموقع "يورونيوز" بأن الاتحاد الأوروبي أقر إصلاحات جديدة تمنح دول الاتحاد صلاحية تعليق إعفاءات التأشيرة عن دول تُتهم بانتهاكات لحقوق الإنسان أو لقوانين الحرب، وتشمل هذه الصلاحيات إمكانية تعليق العمل بالنظام الحالي الذي يسمح لمواطني 61 دولة، من بينها "إسرائيل" وأستراليا واليابان والبرازيل، بالدخول إلى فضاء "شنغن" بدون تأشيرة مسبقة. (موقع عرب 48)
· طالبت 9 دول أوروبية هي، بلجيكا وفنلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد، مفوضية الاتحاد الأوروبي بالنظر في مدى توافق التجارة المرتبطة بمخططات الاستيطان التي تقوم بها "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع القانون الدولي. (موقع عرب 48)
· كشف تقرير صحفي أن القنصل الفخري لأيرلندا في الإسكندرية، هشام حلمي، يعد شريكًا في الممر البري بين الإمارات و"إسرائيل"، الذي أُنشئ كبديل لطرق الشحن البحري في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، حيث أن "حلمي" مؤسس ورئيس شركة الخدمات اللوجستية WWCS، التي دخلت في شراكة مع شركة الخدمات اللوجستية "الإسرائيلية Trucknet " لنقل البضائع عبر الحدود "الإسرائيلية" المصرية، وهو ما يمثل أول دور لمصر في الممر البري. (موقع ذا ديتش الأيرلندي)
ثانيا: تحليلات وتقديرات
· تتجه التوقعات في مصير اتفاق فضّ الاشتباك عام 1974 في الجولان بين سوريا و"إسرائيل"وتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق (UNDOF)، والذي ستجري مناقشته نهاية الشهر الجاري في مجلس الأمن نحو 3 سيناريوهات:
1. اتفاق أعضاء المجلس على التجديد المعتاد للقرار لتفادي أيّ مفاوضات حوله في هذه المرحلة، مع إصدار بيان رئاسي يحثّ الأطراف على احترام القانون الدولي، واحترام التزاماتهم بموجب اتفاقية عام 1974.
2. مُضِيّ إسرائيل في إعلانها انهيارَ اتفاق فضّ الاشتباك، ورفضها الانسحاب من المنطقة العازلة، وبالتالي عدم الحاجة إلى قوة الأمم المتحدة لمراقبة الاتفاق، وهذا الخيار قد يكون موقفاً تفاوضياً إسرائيلياً في مشاورات اتخاذ قرار التمديد لمنع تضمينه أيّ إدانة لها، أو دعوتها للعودة إلى الأوضاع التي سبقت سقوط النظام السوري.
3. طلب إسرائيل إدخال تعديلات على الاتفاق بما يشمل توسيع حدود المنطقة العازلة، أو يرسخ حقها في الاستمرار في المناطق التي دخلتها إلى أن تتمكن الحكومة السورية من فرض سيطرتها، وإنهاء أي وجود مسلح خارج نطاق الجيش الحكومي، واستبدال عناصر القوة بعناصر من دول مقربة أكثر من إسرائيل، ويمتلكون خبرة احترافية أكبر من تلك التي تمتلكها العناصر الحالية، وتحسين أداء القوة، وكفاءتها العملياتية عَبْر تزويدها بأنظمة تكنولوجية متطورة، وبمعدات إضافية مثل الطائرات المسيَّرة، وأجهزة الرصد الحسّاسة، وتمديد ولايتها تحت الفصل السابع بما يمكنها من مواجهة الخروقات المحتملة من الجانب السوري بقوة السلاح، وإجراء عمليات دهم وتفتيش دون تنسيق مع الجانب السوري، وزيادة عدد الدوريات وحجمها، ونقاط المراقبة وأبراجها، وأن يكون هناك قوة أمريكية في المنطقة العازلة تعمل إلى جانب القوة الأممية.
ويبدو الخيار الأول هو الأنسب لسوريا، والأرجح حالياً؛ فمن جانب مجلس الأمن يأتي القرار القادم في ظل رغبة المجلس في المحافظة على اتفاق فضّ الاشتباك، وتجديد مهمة قوة الأمم المتحدة رغم التوترات التي حصلت بعد سقوط النظام، ومن الجانب السوري يأتي في ظلّ عدم وجود موقف متشدد من الحكومة السورية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، أو توجُّهها نحو الرد العسكري على هذه الانتهاكات، وإعلانها المتكرر عن رغبتها في إرساء السلام مع إسرائيل، ومن الجانب الإسرائيلي يأتي في ظلّ أن التمديد لا يُدينها، ولا يؤثر على تحرُّكاتها وتوغُّلاتها البرية، حيث لم يمنعها التمديد السابق من الاستمرار بها. (مركز جسور للدراسات)
· رأى الباحث، غرانت روملي، أنّ الصين قد تسعى إلى استغلال أي تأخير إضافي أو حظر ناتج عن ضوابط التصدير الأمريكية والأوروبية في رفع العقوبات عن سوريا، للدخول على الخط وتقديم المساعدة التي تحتاجها سوريا بشدة لإعادة إعمار البنية التحتية، مشيرًا إلى أنّ بكين تجري اختبارًا حذرًا لدمشق في هذا المجال منذ فترة، إذ عقد مسؤولون صينيون محادثات مع وزيري الزراعة والطاقة في الحكومة السورية بشأن استثمارات محتملة في قطاع البنية التحتية، فيما شاركت 22 شركة صينية في مؤتمر إعادة الإعمار في سوريا، لتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الشركات بعد الوفد التركي، كما وقّعت الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية السورية مذكرة تفاهم مع شركة صينية تمنحها امتيازات استثمارية في مدينتين، إحداهما في محافظة حمص، والأخرى في ريف دمشق. (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى)
· رأت دراسة أن الدولة اللبنانية تواجه ثلاثة سيناريوهات محتملة، لها تبعات سياسية وأمنيّة عميقة، وذلك في ظلّ تصاعد التوتّر مع "إسرائيل" وتبدّل قواعد اللعبة بعد الحرب الأخيرة عام 2024، وما خلّفته من دمار وخسائر بشريّة جسيمة
- السّيناريو الأوّل، مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل" للتوصّل إلى ترتيبات واتّفاقات تنهي حالة العداء رسميًا بين البلدين. وقد برزت أخيراً بوادر إطلاق مسار دبلوماسي برعاية الولايات المتّحدة، يتضمّن تشكيل مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض في ثلاث قضايا عالقة: الخلافات الحدودية البرّية بين لبنان وإسرائيل، ملفّ الأسرى اللبنانيين لدى "إسرائيل"، وملفّ النقاط المتنازع عليها على طول الخطّ الأزرق.
يواجه هذا السيناريو من الناحية السياسية الداخلية، تحدّيات كبيرة، إذ إنّ الدخول في مفاوضات سلام مباشرة مع "إسرائيل" يُعدّ خطوة غير مسبوقة منذ عقود وقد يُثير انقساماً داخليّاً حادّاً. فـ"حزب الله" وحلفاؤه يرفضون مبدأ التطبيع أو عقد اتّفاقات ثنائية مع "إسرائيل" من دون حلّ شامل للقضيّة الفلسطينية. أما أمنيّاً، فإن نجاح هذا السيناريو سيعني إرساء هدنة دائمة أو اتّفاق سلام يخفّف احتمالات الحرب لمدى طويل، وينقل المواجهة من الميدان العسكري إلى الساحة الدبلوماسية والقانونية. بالتالي، يحمل السيناريو التفاوضيّ وعداً باستقرار طويل الأمد، لكنّه مشروط بتسويات مؤلمة وتنازلات متبادلة قد لا تكون سهلة على جميع الأطراف.
- السيناريو الثاني، تعزيز الدور الدولي في لبنان عبر توسيع ولاية قوّات "اليونيفيل" ودمج مهامّها مع آليّات مراقبة وقف الأعمال العدائية، بحيث تشمل مهامّها كلّ الأراضي والحدود اللبنانية لا جنوب الليطاني فحسب. عمليّاً، يعني ذلك توسيع تفويض “اليونيفيل” ليطال مراقبة الحدود اللبنانية مع كل من "إسرائيل" وسوريا، وتكليفها بمهامّ عملانيّة مشتركة مع الجيش اللبناني لضبط الأمن ومنع تهريب السلاح عبر الحدود. سياسيّاً، يُعتبر هذا السيناريو إشكاليّاً، فقبول لبنان بتفويض أمميّ واسع النطاق قد يُفسَّر محلّياً بأنّه انتقاص من السيادة وإخضاع القرار الأمنيّ الداخلي لإشراف خارجي. أما أمنيّاً، فإنّ تمكين القوّات الدولية من العمل بحرّية أوسع قد يسهم في كشف ومنع الأنشطة العسكرية غير الشرعية جنوباً وعلى الحدود الشرقية، وهو ما يعزّز سلطة الجيش اللبناني نظريّاً. لكنّه في الوقت عينه يحمل خطر الاحتكاك المباشر مع الأهالي وعناصر "الحزب".
بالتالي أيّ زيادة لنفوذ "اليونيفيل" ميدانيّاً قد تقابلها مقاومة أهليّة وربّما مسلّحة إذا اعتُبر أنّها تقيّد حركة المقاومة على أرضها. ومن جانب آخر، إنهاء نهج التنسيق المعمول به حاليّاً قد يضع القوّات الدولية نفسها في موقع خطر أمنيّ ويجعلها عرضة لاستهداف مباشر عند حصول مواجهة مع "الحزب". لذلك هذا السيناريو محفوف بالهشاشة ونجاحه يتطلّب توافقاً دوليّاً صارماً وضمانات لحماية لبنان من أيّ خروقات إسرائيلية أيضاً، وفشله قد يؤدّي إلى تصعيد لا تُحمد عقباه.
- السيناريو الثالث، انهيار الترتيبات القائمة واندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين "إسرائيل" و"الحزب"، وربّما تحوّل الجنوب اللبناني مجدّداً إلى ساحة حرب مفتوحة. هذا السيناريو قد يحدث إمّا نتيجة فشل المسارَين السابقَين (الدبلوماسي والدولي) في تحقيق حلول مستدامة، أو بفعل حادث أمنيّ مفاجئ يشعل شرارة صراع لا يمكن احتواؤه. إنّ عودة شبح حرب مماثلة، أو أشدّ، تظلّ احتمالاً قائماً ما لم يجرِ تثبيت الاستقرار عبر أحد المسارات السلميّة أعلاه. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)
ثالثا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة
· من المرجح أن خطة تأسيس ودعم ميليشيا "ياسر أبو شباب" تمثل خطوة قابلة للتكرار في مناطق متعددة بقطاع غزة، ومن المحتمل أن خبرة الإمارات في دعم وتمويل مثل هذه المجموعات في دول عربية أخرى ستكون حاضرة في دعم هذا النهج في غزة. ومع هذا، مازال من المبكر الرهان على إمكانية أن تحقق هذه المجموعات بديلاً يعتمد عليه في حكم القطاع ما بعد الحرب، خاصة وأن هدف الاحتلال الحالي منها أبعد ما يكون عن اعتبارها شريكاً محتملاً في حكم غزة، وإنما في أحسن الأحوال قوة أمنية ملحقة بجيش الاحتلال لتنفيذ مهام محدودة.
· يثير طلب الصين بتولّيها مراكز قيادية في قوات "اليونيفيل" التساؤل حول علاقة ذلك بالمخاوف الأمنية الصينية جراء تواجد مقاتلي الأويغور في هيكل القوات الأمنية في سوريا الجديدة. إذ قد يوفر مزيد من التواجد العسكري الصيني في لبنان والبحر المتوسط مركزاً متقدماً لأنشطة بكين الاستخبارية التي تهدف لمتابعة أنشطة هؤلاء المقاتلين الذي يمثلون فرقة قوات خاصة يعتمد عليها الرئيس السوري داخلياً. وعلى الرغم من التعهدات المتعلقة بعدم تمثيل هؤلاء أي تهديد للصين أو لأي دولة أخرى، إلا أنه من غير المرجح أن تنكفأ بكين أو تتراجع عن متابعة أنشطتهم.
· لا يعتبر موقف "إسرائيل" من اتفاق فض الاشتباك مع سوريا موقفاً تفاوضياً؛ حيث لا يُتوقع أن تقبل حكومة نتنياهو والأجهزة الأمنية العودة إلى نقاط ما قبل انهيار نظام الأسد بغض النظر عن الضمانات التي قد تقدمها دمشق. بالإضافة لذلك، فإن ما يهم "إسرائيل" ليس فقط ما يتعلق بحدود تواجد القوات على الحدود، وإنما أهم من ذلك المطالب الأخرى المتعلقة بقيود تسليح الجيش السوري الجديد ومنع امتلاكه أسلحة هجومية، وإبعاد التواجد الفلسطيني من سوريا سياسياً وعسكرياً، والتوصل لاتفاق أمني شامل جديد بين الجانبين.