تقرير المشهد الأمني والسياسي للمنطقة - عدد 21

الساعة : 10:58
29 يونيو 2025
تقرير المشهد الأمني والسياسي للمنطقة - عدد 21

أولا: معطيات ومعلومات نوعية

-        الملف الاقليمي

·     كشفت مصادر متابعة أن شخصيات أمنيّة في السلطة الفلسطينية، عرضت على عدد من موظفي حرس الرئاسة، الالتحاق بمجموعة "أبو شباب" في قطاع غزة، مقابل تلقّيهم رواتب تصل إلى ثلاثة آلاف شيكل، بالإضافة إلى الكوبونات والمساعدات التي يحصلون عليها من الشركة الأميركية لتوزيع المساعدات. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشفت معلومات خاصة أن صدام حفتر، نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بحث في القاهرة جملة من الملفات الأمنية والعسكرية والاقتصادية الحساسة، وفق ما يلي:

-      إدارة الملف الأمني على الحدود الجنوبية الشرقية لليبيا، بعد وجود تباين في أولويات القاهرة ومعسكر حفتر، خاصة في الصراع السوداني، حيث أظهرت تقارير أمنية مصرية انزعاجاً من دور "حفتر" في دعم قوات الدعم السريع السودانية، للسيطرة الفعلية على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان.

-      التعاون في مجال التدريب العسكري، وقد تم إقرار خطط تدريب جديدة للقوات البرية الليبية على أيدي ضباط مصريين، ضمن برامج تنسيق طويلة الأمد.

-      تنسيق المواقف بشأن تعيين الحدود البحرية، واستغلال حقول الغاز في شرق المتوسط قبل أي اتفاقات تنقيب جديدة قد تعقدها بنغازي مع شركات إقليمية أو دولية، خاصة بعد بحث مجلس نواب طبرق إمكانية التصديق على الاتفاقية البحرية الموقعة بين ليبيا وتركيا رسمياً. (صحيفة العربي الجديد)

·     أفادت تقارير خاصة أن القوة المشتركة التابعة لرئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، تقدمت بطلب من وزارة الدفاع الأذربيجانية بقيمة 75 مليون دولار لشراء أربع طائرات هجومية مُسيّرة وعشرين صاروخًا "جو-أرض". بالمقابل، ذكرت التقارير  أن قوات حفتر  تسعى للحصول على معدات وطائرات مُسيّرة صينية. (موقع إنتجلنس أونلاين إفريقيا، فرنسا)

·     أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأنّ أكثر من نصف إنتاج الذهب السوداني يهرب إلى الخارج؛ حيث تتصدر الإمارات وروسيا قائمة الدول التي تستقبل الذهب المهرّب، مُشيرةً إلى أنّ قطاع تعدين الذهب في السودان شهد زيادة غير مسبوقة؛ إذ بلغ الإنتاج نحو 80 طنًا بقيمة تفوق 6 مليارات دولار. (موقع عربي 21)

·     كشفت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، أنّ تركيا ستنضم رسميًا إلى برامج الدفاع والأمن الجديدة التابعة للاتحاد الأوروبي؛ حيث ستكون تركيا جزءًا من المشاريع المشتركة الممولة من صندوق الدفاع الأوروبي، والذي تبلغ قيمته 800 مليار يورو. بدوره، أكد أمين عام حلف "الناتو"، مارك روته، بأن على الحلف ضمان أن تكون قاعدة الصناعات الدفاعية التركية مرتبطة بشكل وثيق قدر الإمكان ببريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي. (وكالة الأناضول)

·     أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن فتح مكتب لوكالة "الأونروا" في أنقرة، في خطوة ترمي إلى تعميق دعم تركيا للوكالة بعد أن حظرتها "إسرائيل"العام الماضي. (وكالة الأناضول)

-        الملف السوري

·     اتفق مسؤولون في محافظة حلب مع مسؤولين في الحكومة التركية، على تسليم المحافظة ملف إدارة الوحدات الإدارية في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، شمال وشمال شرق حلب، بما ينهي عمل ودور المنسقين الأتراك، ويعيد تقسيم المدن والبلدات في هذه المناطق وفق نظام الإدارة المحلية السوري. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)

·     كشفت مصادر سورية مطلعة أنّ الولايات المتحدة عزّزت وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، الخاضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عبر إرسال دفعات جديدة من الأسلحة والمعدّات اللوجستية إلى قواعدها هناك، وذلك عقب قصف صاروخي طاول قاعدة "قسرك" في ريف الحسكة الشمالي الغربي. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشف مصدر عسكري سوري أن تنظيم "داعش" كان يخطط للسيطرة على أحياء عدة في مدن رئيسية في وقت واحد، على أساس أن نقطة الانطلاق، ستكون حمص، وسيستهدف أهدافًا تكتيكية تتضمن أماكن عبادة ومقامات دينية، لإحراج الحكومة السورية، والإيحاء بأن البلاد غير آمنة. ولفت المصدر إلى أن التنظيم يعتمد استراتيجية جديدة للتغلغل من المناطق الصحراوية والبادية إلى المراكز الحضرية، في وقت تحاول السلطات السورية وبشتى الوسائل، عزل التنظيم عن حاضنته السابقة. (صحيفة الشرق الأوسط)

·     أفادت مصادر مطلعة بأن الحدود السورية اللبنانية تشهد منذ أيام تحركات عسكرية غير مسبوقة لوحدات النخبة في الجيش السوري، خصوصًا في المناطق الجغرافية التي شكّلت سابقًا عمقًا استراتيجيًا لـ"حزب الله"، كممرات إمداد في القصير، أو على امتداد الحدود السورية المقابلة لجرود مدينة بعلبك وبريتال والنبي شيت وغيرها من القرى الموالية للحزب.

·     كشف وزير الداخلية التركية علي يرلي كايا، عن جملة من الإجراءات التي تعتزم الحكومة القيام بها، لأجل تنظيم وضع السوريين في البلاد، مؤكداً أن أنقرة لا تفرض سقفاً زمنياً على بقائهم داخل البلاد. ومن أبرز تلك الإجراءات تنويع التأشيرات بين سوريا وتركيا خلال الفترة المقبلة، تبسيط إجراءات الدخول، فتح المعابر أمام الزائرين من دون تأشيرة أو جواز سفر، كما كان الحال عليه قبل العام 2011. (صحيفة المدن، لبنان)

·     كشف رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي"، تساحي هنغبي، في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنه يدير حوارًا مباشرًا يجري بين "إسرائيل" والسلطات السورية يشمل تنسيقات أمنية وسياسية، على خلفية احتمال تطبيع العلاقات بين الجانبين. (موقع العهد الإخباري، لبنان)

-        الملف اللبناني

·     كشفت مصادر مطلعة أنّ المبعوث الأميركي، توماس باراك، قدم رسميًا "ورقة عمل" أو "صيغة تفاهم" إلى الرؤساء الثلاثة، لدراستها والرد عليها في موعد زيارته المرتقبة بعد 3 أسابيع، ومن أبرز ما تناولته الورقة الملفات التالية:

-        سحب السلاح: من خلال اعتراف "حزب الله " بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.

-      الانسحاب "الإسرائيلي": يضمن الأمريكي انسحاب "إسرائيل" من عدد من النقاط في حال إقرار بند حصرية السلاح، على أن يستكمل الانسحاب بشكل كامل بعد انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وفكّ كلّ منشآت الحزب. أمّا شمال الليطاني، فستتوقّف الغارات الإسرائيلية، مع التأكّد من آليّة تطبيق حصر السلاح بيد الدولة.

-      ترسيم الحدود البرية بين لبنان و"إسرائيل": وفي هذا الصدد، أفادت المعلومات بأنّ فريق العمل الخاصّ بلبنان أنهى العمل على النقاط المتنازع عليها من البحر جنوباً حتّى مزارع شبعا. والنسخة الأخيرة لتثبيت الحدود قد حازت موافقة مبدئية من الفريقين، باستثناء مزارع شبعا التي تحتاج إلى معالجة مختلفة، أمّا الحدود البحرية مع قبرص فقد أصبحت صيغة ترسيمها واضحة من الجهتين القبرصية واللبنانية على حدّ سواء.

أما في ملف الحدود مع سوريا، فقد طلب "باراك" من المسؤولين اللبنانيين العمل مع سوريا على الملفّات المشتركة، بما فيها الحدود الشمالية، والشمالية الشرقية والبحريّة.

-        دعم الجيش اللبناني كونه الجهة الضامنة لتنفيذ البنود من الجانب اللبناني

-        إطلاق الأسرى وسحب السلاح. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     كشفت مصادر مطلعة أن فرنسا تريد أن تحتفظ "اليونيفيل" بدور أساسي في الجنوب مع إمكانية توسيع مهامها، وأن يتقدّم دورها على دور لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، فيما تسعى الولايات المتحدة بالمقابل إلى دعم لجنة المراقبة على حساب حضور "اليونيفيل". (صحيفة المدن، لبنان)

·     كشفت مصادر مطّلعة أنّ المبعوث الأميركي، توماس باراك، تحدّث مطولاّ عن أنّ مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية في لبنان لا يزال بطيئاً، وأنّ هناك ملاحظات على كثير من التعيينات التي جرت، وهناك خشية من عودة لبنان ليتعامل مع النظام المالي والنقدي وفق رغبات النافذين من أصحاب المصارف. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     أفادت أوساط سياسية محلّية بأن المسؤولين الأميركيين تبنّوا خيارًا قديمًا يتمثّل بأنّ واشنطن تحتاج إلى تمتين العلاقة مع رئيس البرلمان، نبيه برّي، لأنّه الأقدر على صياغة اتّفاق في مسألة السلاح، مشيرة إلى أن هذه الخلفيّة أثمرت لقاء ممتازًا بين "بري" والمبعوث الأمريكي، توماس باراك. (موقع ليبانون ديبايت)

·     أفادت المعلومات بأن التعاون الأمني اللبناني السوري شهد ارتفاعًا بوتيرته في الأيام الماضية، مما سمح بتوقيف شبكة "إرهابية" في عكار من قبل أحد الأجهزة الأمنية بناءً على معطيات قدمتها السلطات السورية، مشيرةً إلىى أن هذا التعاون المشترك قد تّم تفعيله بناء على طلب أميركي جرى تأكيده خلال زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك إلى لبنان. (موقع أيوب الإخباري، لبنان)

·     أشارت معلومات إلى أن مسألة "تجميد تسليم السلاح الفلسطيني" ستبقى قائمة حتى نهاية الصيف الحالي لاستيضاح ما ستؤول إليه أوضاع الداخل الفلسطيني في لبنان من جهة، ولاعتماد الخطة الأمنية التي تحمي المخيمات وتسهم بتطهيرها من العناصر "المسلحة والمتشددة". وفي ذات السياق، أفادت معلومات بأن الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري"، أسامة سعد، سيطلق مبادرة حول الملف الفلسطيني وما يتعلق منه بالسلاح تحديدًا، بعدما رُصِدت له زيارتان: الأولى للسفير الفلسطيني في بيروت، والثانية لرئيس الحكومة نواف سلام. (موقع لبنان 24 + موقع النشرة، لبنان)

·     أفادت مصادر متابعة بأن "حزب الله" يتّجه إلى إجراء تبديلات وازنة في الوجوه النيابية التي يعتزم ترشيحها في الانتخابات النيابية المقبلة، في محاولة تعكس رغبة داخل الحزب بإحداث صدمة إيجابية في بيئته الحاضنة، مشيرةً إلى أن الحزب يميل إلى ترشيح شخصيات جديدة تُعد مقربة منه، وتتمتع بقدر عالٍ من القبول والقدرة على التفاعل مع هموم الناس. (موقع لبنان 24)

·     أعلن "حزب الله" تجميد دفع الشيكات في مؤسسة القرض الحسن، للمتضررين من الحرب على لبنان، ابتداء من 23 حزيران ولأجل غير مسمى. وبحسب معلومات فإن التجميد سيكون مؤقتاً وسببه كالعادة يتعلق بعدم قدرة المؤسسة على تسيير أعمالها "الخاصة" بشكل سليم وحاجتها إلى الوقت من أجل ذلك. (صحيفة المدن، لبنان)

·     كشف أحد الأطراف السياسية أمام زواره أن تحركاً شعبياً كبيرًا يتحضر لمطالبة الحكومة بجدولة زمنية للبدء في خطة الأعمار وقال حرفيا: "المطالبة بالبدء بالأعمار في مواجهة المطالبة ببدء تسليم السلاح". (موقع المرصد أونلاين، لبنان)

·     أعلن البنك الدولي، الموافقة على تمويل بقيمة 250 مليون دولار، لدعم جهود لبنان في إعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة جراء الحرب، ضمن إطار قابل للتوسّع، بقيمة تصل إلى مليار دولار. يذكر أن البنك الدولي قدر حاجات التعافي وإعادة الإعمار، بعد الحرب بحوالي 11 مليار دولار، والكلفة الاقتصادية للنزاع بحوالي 14 مليار دولار. (وكالة الأنباء المركزية، لبنان)

·     كشفت مصادر مطلعة أن قطر أبدت استعدادًا كبيرًا لدعم لبنان في تنفيذ الخطة الحكومية لإعادة نحو 400 ألف لاجئ، حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي مرتقب بين سوريا ولبنان وقطر بهدف وضع آلية عملية للمساعدة وتوفير الدعم داخل سوريا، بما يسهم في تشجيع اللاجئين على العودة. (صحيفة المدن، لبنان)

·     عُلم أنَّ الجيش اللبناني عمد إلى تركيب أجهزة إنذار عند الحواجز العسكرية التابعة له لاسيما عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، وذلك لاكتشاف وضبط ما إذا كانت السيارات والمركبات تحمل أي ممنوعات أو مواد للتهريب. (موقع لبنان 24)

-        ملف الكيان الاسرائيلي

·     أظهر استطلاع للرأي لقناة "كان 11" العبرية، تأييد 52% من "الإسرائيليين" وقف الحرب مع إيران، فيما أيدت أغلبية واضحة بنسبة 67% إنهاء الحرب على غزة. (موقع عرب 48)

·     كشف مسؤولون أمريكيون لشبكة "إن بي إس" الأمريكية، أن الجيش "الإسرائيلي" يواجه نقصًا ملحوظًا في بعض أنواع الأسلحة الرئيسية، خاصة الذخائر. (موقع عرب 48)

·     كشفت مسودة ميزانية الدفاع الأمريكية لعام 2026 عن توجه إدارة "ترامب" لتعزيز الاستثمار في الطائرات المسيّرة والصواريخ المتطورة. كما أظهرت المسودة نية الإدارة رفع رواتب القوات بنسبة 3.8%، في مقابل اقتراح خفض الإنفاق على شراء السفن الحربية وطائرات "إف-35" بهدف تقليل التكاليف. (موقع عربي بوست)

-        الملف الدولي

·     أعلن رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، وقف بلاده بيع الذخيرة إلى "إسرائيل"، حيث تعتبر بلاده من أكبر مزودي "تل أبيب" بالذخيرة خلال العدوان على غزة، وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات حقوقية ومراقبين دوليين. (موقع عرب 48)

·     أعلنت بريطانيا أنها ستحظر حركة "العمل من أجل فلسطين" أو "فلسطين أكشن" بموجب قوانين مكافحة "الإرهاب"، مما يجرم الانتماء إليها، بعد أن ألحق عضوان في الحركة أضرارًا بطائرتين عسكريتين بريطانيتين احتجاجًا على دعم لندن لـ"إسرائيل". (موقع عربي 21)

ثانيا: تحليلات وتقديرات

·     اعتبرت تقديرات "إسرائيلية" أن حركة حماس باتت الآن دون غطاء إقليمي فعّال، وأنّ قدراتها السياسية والعسكرية تراجعت بشكل كبير، بل إن إمكانية إعادة ترميم قوّتها في المدى المنظور قد تعرّضت لضربة قاسية. ولذلك، فإن "إسرائيل" ترى في الواقع الحالي فرصة سانحة لفرض اتفاق مع حماس، وفق شروط"تل أبيب"ومطالبها، حتى وإن كان التوصّل إلى اتفاق لا يعني "انتصارًا مطلقًا" من وجهة النظر "الإسرائيلية"، إذ أن "إسرائيل" باتت قادرة الآن على تحمّل ذلك، كون الفائدة السياسية والاستراتيجية من التوصّل إلى اتفاق ووقف حرب الإبادة في هذه المرحلة، تفوق كلفة استمرارها. (موقع عرب 48)

·     رأى المحلل السياسي، إياد الفرا، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قد يشكل نقطة تحول في الحرب على غزة، ويدفع "نتنياهو" للتوجه نحو اتفاق في غزة، سواءً كان جزئيًا أو شاملًا، خاصة في ظل قناعة المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" بأن الخيارات العسكرية في القطاع قد استنفدت دون تحقيق أهداف حاسمة، كاستعادة الأسرى أو إنهاء المقاومة. ولفت "الفرا" إلى أن احتمال التصعيد لا يزال قائمًا في غزة، غير أنه أقل ترجيحا في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن خيار الاتفاق في غزة يبدو الأقرب. (موقع الجزيرة نت)

·     رأت أوساط عبرية أن تركيا، رغم عضويتها في حلف "الناتو" قد تتحول في لحظة ما إلى خصم استراتيجي لـ"إسرائيل" ينبغي تحجيمه أو تطويقه، مشيرةً إلى أن هذا السيناريو لن يتخذ بالضرورة شكل مواجهة عسكرية مباشرة، بل قد يأتي عبر أدوات ناعمة تشمل إثارة النزعات الداخلية، ومحاصرة أنقرة في ملفات الطاقة شرق المتوسط، إلى جانب تنشيط الحرب النفسية والإعلامية، واستخدام أدوات التجسس والتخريب الاقتصادي. كما لا يُستبعد تصعيد التوتر مع حلفاء أنقرة مثل قطر، أو الدفع بتسويات إقليمية تُقصي تركيا تدريجيًا من معادلات التأثير، وفي السياق تُقرأ بعض مؤشرات التنسيق المتزايد بين "إسرائيل" وكل من اليونان وقبرص ومصر في إطار محاولة لتقليص هامش التحرك التركي في المتوسط، خصوصاً بعد أن أظهرت أنقرة استعداداً لاستخدام القوة لحماية مصالحها البحرية ومشاريع الغاز.

وخلصت الأوساط إلى أن تركيا قد لا تكون هدفاً عاجلاً ضمن خطط "إسرائيل" الأمنية، لكن وضعها في خانة التهديد المؤجل بات واضحاً في أدبيات بعض النخب الإسرائيلية. (موقع لبنان24)

·     رأت دراسة تحليلية أن الصراع بين "إسرائيل" وإيران وضع تركيا في موقع حاسم من حيث مواجهة المخاطر الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية للصراع، ومن المتوقع أن ينتج عن هذا الصراع، تحولٌ في بنية توازن القوى الإقليمي، مع ما يجلبه هذا من تحديات ومصالح للمكانة الجيوسياسية التركية، ولكن يبقى هذا الأمر مرتبطًا بالتداعيات الطويلة الأمد للمواجهة "الإسرائيلية" -الإيرانية، وبقدرة تركيا على المناورة في علاقاتها الاستراتيجية الإقليمية والدولية. بالمقابل، وعلى الرغم من كل تلك التحديات التي ألقت بها الحرب بين "إسرائيل" وإيران على عاتق تركيا، فإنه لا يمكن إغفال المصالح المحتملة التي جلبتها الحرب للمكانة الجيوسياسية لتركيا، وفق ما يأتي:

-      تراجع النفوذ الإيراني الإقليمي، نتيجةً لهذه الحرب، سيمثل فرصة لتركيا لملء الفراغ الناجم عن الانكفاء الإيراني، سيما في منطقة المشرق العربي، وأيضاً في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز التي يُعد التنافس الإيراني-التركي فيها قوياً.

-      قد يؤدي ضعف إيران عقب الحرب إلى زيادة أهمية تركيا لدى روسيا، مما يؤدي إلى مزيد من التقارب بين البلدين والتعاون بينهما في سوريا والقضايا الإقليمية، وبخاصة أن التمدد "الإسرائيلي" المدعوم أمريكيًا قد يضطر تركيا إلى توسيع مناورتها الجيوسياسية.

-      مع توقع اختلال توازن القوى الإقليمي، في ضوء تراجع القوة الإيرانية، قد ترى تركيا ودول الخليج العربية، وبالذات السعودية، من مصلحتهما تعزيز التعاون بينهما استراتيجياً واقتصادياً ودفاعياً وأمنياً، لموازنة تنامي القوة "الإسرائيلية". (مركز الإمارات للسياسات)

·     رأت دراسة بحثية لمركز حرمون للدراسات أن تركيا تتخوف من الهيمنة "الإسرائيلية" الكاملة على المنطقة، بكون الوجود الإيراني كان يخلق مجالًا من التنافس على مجال التحكم في الشرق الأوسط، ويمنع الاستفراد الإسرائيلي المطلق في المصالح الأمنية، ومن ثم قد يؤدي القضاء على الفعالية الإيرانية إلى فقدان فرص الصعود الإقليمي، وهذا يعني تكثيف التركيز على مجال أنقرة الجيوسياسي في المنطقة العربية، لا سيما في المناطق التي تشهد عدم توافق وتشابك مصالح كما في سوريا.

وخلص المركز إلى أنّ حسم الحرب على إيران لصالح "إسرائيل" قد يعني عودتها للتركيز على سوريا، لكن هذه المرة بمحددات أكثر جرأة تتمثل في إعادة تعريف قواعد الاشتباك التي ما زالت تشهد حوارًا مكثفًا في أذربيجان بين البلدين وعلى الرغم من العلاقة الإيجابية بين ترامب وأردوغان في الملف السوري، تخشى تركيا من نظام إقليمي جديد يعزلها ويمنعها من الاستفادة من الثروات، خصوصًا في شرق المتوسط، ويهدد مصالحها، وتبقى هذه المخاوف مشروعة رغم صعوبة تحققها، نظرًا لدور تركيا وتحالفاتها وهويتها السياسية وقدراتها المرتبطة بنظرية الأمنية. (مركز حرمون للدراسات)

·     لفت الكاتب المتخصص في الشأن التركي، سمير صالحة، إلى أن أنقرة تستعد لحراك داخلي وخارجي ذي طابع استراتيجيّ جديد يتماشى مع المتغيّرات العسكرية والسياسية والاقتصادية، حيث تتبلور الخطوط العريضة لهذا الحراك في:

-        مراجعة سياسة التسلّح الوطني وسدّ الفراغ الحاصل في منظومتها الصاروخيّة وسلاح الطيران الحربي.

-        وضع خطط عسكرية وأمنيّة واستخباريّة جديدة باتّجاه حماية أمنها القومي ومصالحها في الخارج في ضوء الأسلحة والأساليب التي ظهرت إلى العلن أخيراً في المواجهات الحربية.

-        قطع الطريق على أي مشروع غربي أو أطلسي يلزم تركيا بعقود أو تفاهمات مع الجانب "الإسرائيلي" ويحوّل أنقرة إلى شريك لتل أبيب في عملياتها العسكرية وخططها في الإقليم.

-        الانتقال من معادلة "تركيا بلا إرهاب"، التي اعتمدها "تحالف الجمهور" الحاكم في الأشهر الأخيرة، إلى معادلة "إقليم بلا إرهاب" تقوم على استراتيجية سياسيّة وأمنيّة إقليميّة جديدة بالتنسيق مع العواصم الفاعلة في المنطقة، ويكون موضوع إبعاد المنطقة عن الأسلحة النووية في مقدَّم أهداف هذا الحراك. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     رأى أستاذ الدراسات السياسية في معهد "قوانغ دونغ"، لين تشين، أن حثّ بعثة الصين الدائمة في مجلس الأمن، السلطات السورية على اتخاذ التدابير اللازمة بشأن مكافحة "المنظمات الإرهابية"، مرتبط بملف دمج عناصر وقيادات من حركة "تركستان الشرقية"، ضمن قوات خاصة سورية مُنحت اسم "الفرقة 84". وأوضح "لين تشين" أنّ لدى الصين مخاوف من استخدام الولايات المتحدة حركة "تركستان الشرقية" ورقة ضغط لابتزاز الصين، حيث أن تأهيل مقاتلين من "الإيغور" في الجيش السوري وصقل قدراتهم القتالية، ومنحهم مناصب قيادية في الجيش السوري، سيخلقان حالة من الإرباك الأمني لدى الصين، وخشية من ترتيب الصفوف، والتفكير بالعودة لتحقيق أهداف مرتبطة بالأفكار والأيديولوجيا التي تتبناها حركة "تركستان الشرقية".

وأضاف "لين تشين" أنّ الصين أثارت هذا الملف مع القيادة السورية في دمشق، لكن الطرفين لم يتوصلا إلى تفاهمات مشتركة، لافتًا إلى أنّ بكين لا تريد أن يكون هناك أي نشاط لمقاتلي الحركة في سوريا، بينما يرى الرئيس السوري، أحمد الشرع، أنّ إدراج هؤلاء في الجيش السوري قد يحول دون التحاقهم بمنظمات "إرهابية" يمكن أن تشكل خطرًا على الأمن الإقليمي. (صحيفة العربي الجديد)

·     رأى المحلل الجيوسياسي في مؤسسة "ميد-أور" الإيطالية للأبحاث، إيمانويلى روسّي، أنّ الحرب بين "إسرائيل" وإيران سلطت الضوء على هشاشة الاقتصاد المصري، حيث أضيفت الخسائر التي مُنيت بها قطاعات محورية إلى ضغوط تضخمية ومالية موجودة بالفعل، مرجحًا أن تواجه مصر ركودًا ممتدًا ممتزجًا بمعدلات تضخمية عالية، مع ارتدادات اجتماعية وسياسية محتملة، إذا لم تتمكن وبسرعة من تعبئة دعم خارجي ومن احتواء تداعيات الأزمة الإقليمية. وأشار "روسي" إلى أنّ زيادة المخاطر الجيوسياسية في المنطقة قد تُربك خطط الاستثمارات الأجنبية والسياحة، وهما من القطاعات الحيوية للاقتصاد المصري، كما قد تضطر الحكومة إلى توجيه مزيد من الإنفاق نحو الأمن والدفاع، ما يضغط على الموازنة العامة ويؤخر تنفيذ إصلاحات اقتصادية ضرورية. (صحيفة العربي الجديد)

ثالثا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة

·     تبدو التقارير حول محاولة ترامب فرضة تسوية في غزة مهمة هذه المرة؛ في ظل أنه من المحتمل أن ترامب يريد حصاد ثمن تدخله لدعم العملية العسكرية الإسرائيلية، ومن ثم تغيير توازن القوى الإقليمي لمصلحة "إسرائيل" في مواجهة المحور المضاد لها. لكنّ مازال من غير المؤكد أن حكومة نتنياهو المتطرفة ستعتبر أن إضعاف إيران وبالتالي تقييد فرص حماس لإعادة بناء قدراتها قريبا يمثل نتيجة كافية لإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة. وفي ضوء هذا، يمكن توقع الاحتمالات التالية للتسوية التي يسعى ترامب لتحقيقها:

o    أولا: محاولة فرض وقف الحرب من طرف واحد دون أي اتفاق مع حماس أو المقاومة الفلسطينية. أي أن تبدأ "إسرائيل" بالاشتراك مع دول عربية وتحت إشراف أمريكي مباشر فرض ترتيبات تدريجية للحم في القطاع، واستغلال المساعدات وإعادة الإعمار المحدود كسلاح لفرض شرعية حكومية، والتعامل مع جيوب المقاومة كمشكلة أمنية يتولى جيش الاحتلال التصدي لها. ويواجه هذا السيناريو تحديا رئيسيا هو صعوبة تأسيس حكومة مستقرة في غزة دون اتفاق مع حماس وقبول شعبي لها. لكن تكمن خطورته في أن الاحتلال سيوظف هذه الحالة من الفوضى وتعثر إعادة الإعمار في تعزيز مسارات تهجير أهل غزة، كما أن فرض وقف الحرب من جانب واحد لا يرتب على الاحتلال أي قيود فيما يتعلق بمواصلة عملياته الأمنية ضد المقاومة.

o    الثاني: أن تكون التسوية التي يطرحها ترامب تستهدف التوصل لاتفاق مع حماس، حتى لو بشروط مشددة مثل إبعاد بعض القيادات خارج غزة، على رهان أن إضعاف إيران سيدفع حماس لتغيير موقفها في التفاوض. ستكون نفس المسائل الخلافية عائقا أمام التوصل لاتفاق، بما في ذلك تمسك الاحتلال برفض أي دور مستقبلي لحماس أمنيا أو سياسيا في مستقبل غزة، وبقاء الجيش في منطقة عازلة في حدود القطاع وسيطرته الكاملة على كافة المعابر بما فيها معبر رفح، مع احتفاظه بحرية تنفيذ عمليات أمنية واقتحامات في غزة، فضلا عن تقييد دخول المساعدات وتعطيل إعادة الإعمار.

o    الثالث، أن تكون التسوية مجرد مبادرة من ترامب دون أي توافق مع نتنياهو ، ومن ثم سيكون مآلها مثل جولات التفاوض السابقة، حيث تصطدم في نهاية المطاف بالاعتبارات الأمنية الإسرائيلية التي لا تريد حكومة نتنياهو التخلي عنها، وبغض النظر عن التفاصيل تكون المبادرة في محصلتها هدنة لتسليم الأسرى دون التزام بعدم مواصلة الحرب بعد ذلك، وهو ما يعني توضع رفضها من قبل المقاومة كسابقتها.

·     يمثل انضمام تركيا لبرامج الدفاع والأمن التابعة للاتحاد الأوروبي خطوة مهمة في مسار تعميق الشراكة الأمنية والدفاعية بين تركيا ودول الاتحاد، ضمن خطط الاتحاد الاستراتيجية لمواجهة تبعات فك الارتباط المحتمل بين الولايات المتحدة وأوروبا وسعي الاتحاد في المقابل لتأسيس آليات أمنية ودفاعية مستقلة عن الولايات المتحدة. سيكون لهذا تداعيات إيجابية واسعة علي قطاع الصناعات الدفاعية التركية؛ حيث سيكون لديه فرصا أكثر للوصول إلى سلاسل التوريد التكنولوجية الأوروبية، والاستفادة من مخصصات التمويل الكبيرة التي يرصدها الاتحاد لتلبية متطلبات الدفاع الأوروبي، فضلا عن برامج التصنيع المشتركة والدخول إلى السوق الأوروبي.

·     من المرجح أن التوجه لوضع معادلة "الإعمار في مواجهة بدء تسليم السلاح" يعكس تحركا مضادا من حزب الله لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها حاضنته الاجتماعية، فضلا عن الضغوط التي يواجهها الحزب نفسه، وتحويل تلك الضغوط إلى الحكومة التي سيكون عليها مواجهة مطالب شعبية وحركة احتجاجية تعيد التذكير بأن الحزب مازالت لديه خيارات، خاصة بعد أن ظهر للحكومة والرئيس أن الواقع أكثر تعقيدا من الحلول النظرية، كما تجلى في ملف سلاح المخيمات الفلسطينية والذي من المفترض أنه أقل تعقيدا وخطورة من ملف حزب الله.