المصدر: إنتيلجنس أونلاين
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا
بينما تترقب مجموعات شركات الدفاع الأجنبية بحثًا عن فرص، ووسط تأجج التوترات داخل الأسرة الحاكمة، أصبح "طحنون بن زايد آل نهيان" الآن على رأس معظم مجموعات الشركات العسكرية في أبو ظبي: مجموعة "ADQ" الجديدة والتكتل الدفاعي "EDGE"، إضافةً إلى الكيانات الجديدة النشطة في مختلف القطاعات الاستراتيجية مثل "G42" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
ADP نجم الإمارات الساطع
في أيلول/سبتمبر، وبالتعاون مع "موانئ أبوظبي" "ADP"، وهي شراكة وُلدت عن طريق المساهمين في المجموعة لمنافسة "موانئ دبي العالمية"، وحّدت مجموعة الشحن الفرنسية "CMA-CGM" جهودها مع النجم الصاعد لدولة الإمارات، حيث تعتبر "ADP" شركة نشطة تابعة لشركة "ADQ" المعروفة باسم "Abu Dhabi Inc"، والتي يديرها مستشار الأمن القومي، طحنون بن زايد، بنفسه، بينما استحوذت "ADQ" على حصة من مجموعة "Louis Dreyfus Commodities" التجارية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
مجموعة "EDGE" ضمن السيطرة
لقد ازدادت شهية الشركة القابضة لأعمال جديدة بفعل حلبة صراع شرس داخل الأسرة الحاكمة، سيطرت على أبوظبي لمدة أشهر وانتهت بانتصار "طحنون" وسيطرته على القطاعات الاقتصادية السيادية في الإمارة؛ فإضافةً إلى "ADQ"، سيطر "طحنون" مؤخرًا على "مجموعة EDGE"، القوة الدافعة وراء الأنشطة العسكرية والمالية للإمارة.
وقد تحقق له ذلك من خلال وضع يده تدريجيًا على جميع الشركات التابعة لمجموعة "EDGE"، التي كان لشقيقه ومنافسه وزير شؤون الرئاسة، منصور بن زايد، نفوذاً فيها. ومن بين هذه الشركات "NIMR" و"Caracal"، التي تم بيع بعض بنادقها إماراتية الصنع دون رادع في اليمن. وتمثل نجاح "طحنون"، كما أفادت "إنتليجنس أونلاين" (IO، 24/03/21)، في طرد أي شخص مقرب من "منصور" بهدوء أو إخضاعه للتحقيق الإداري. كما تم نقل المقربين من "خلدون المبارك"، اليد اليمنى لولي العهد، محمد بن زايد، مثل رئيس "EDGE" السابق، حميد الشمري، إلى الصندوق السيادي "مبادلة"، فيما بقي المدير العام الحالي للمجموعة فقط، فيصل البناي، في منصبه رغم كونه خاضعًا للتحقيق بقيادة فرق "طحنون"، لكنه محمي من قبل نجل ولي العهد، خالد بن محمد بن زايد.
لقد أوجد "طحنون" أيضًا أوجهًا للتعاون بين أنشطة وعقود الكيانات المختلفة الخاضعة لسيطرته؛ حيث إن شركة "Digital14"، مطوّرة الحرب الإلكترونية التابعة لمجموعة "ADQ"، والتي تولّت أنشطة جمع بيانات "Dark Matters" ومعالجتها، تعمل في الطابق الـ15 من المبنى الفخم الذي يحوي المقر الرئيسي "الدار"، جنبًا إلى جنب مع الشركات الأخرى التي تم شراؤها من "EDGE". لكن شركة "Beam Trail" المتخصصة في الهجوم السيبراني التي تقع في الطابق السابع، لا تزال الكيان الوحيد الذي لم يتم ضمه رغم أنه مملوك للدولة.
ورغم الشائعات الجارية، من غير المرجح أن تستوعب "ADQ" مجموعة "EDGE" في المستقبل القريب؛ حيث تعمل المجموعتان المموّلتان من القطاع العام في قطاعات سيادية متكاملة. حتى قبل هذا التطور السريع، كان "طحنون" على رأس إمبراطوريته الخاصة في مجال الأمن والدفاع "Trust International Group" (Hydra Trading سابقًا)، وكان مسؤولًا عن "G42" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي تم إنشاؤها لاستكشاف شراكات محتملة في مجال الذكاء الاصطناعي بين أبوظبي والصين.
التقسيم المالي مع وضع خلافة رئيس الدولة في الاعتبار
عند إشراكه في قيادة الدولة، سيطر "طحنون" فعليًا على هذا القطاع، وهو ما أظهر التوترات التي تدور داخل عائلة "آل نهيان" الحاكمة في أبو ظبي. وسيتعيّن عليه التصرف بسرعة؛ حيث بدأت تنهار تلك الجدران التي أقيمت حول صحة رئيس الدولة، خليفة بن زايد، والتي تُعتبر من أسرار الدولة في الإمارات. وقد بلغ الأمر أن الحالة الصحية والقدرة العقلية للحاكم كانت موضوع جلسة استماع أمام محكمة لندن في وقت سابق من هذا العام.
وبينما لا يوجد شك في أن "محمد بن زايد" في وضع يسمح له بخلافة شقيقه، لكن يبقى السؤال (والتنافس) حول من سيكون ولي العهد المقبل. وفي هذا الإطار، يُظهِر صعود "ADQ" السريع والسيطرة على القطاع الصناعي في الإمارات والمحادثات المتعلقة بحقول النفط، ما يشبه التفاهم؛ فنفوذ "طحنون" على اقتصاد أبوظبي وأمنها آخذ في الازدياد، بينما يتولى "خالد بن محمد"، نجل محمد بن زايد، الجوانب السياسية تدريجيًا، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمور المالية.
سلطة لخالد مقابل أعمال لطحنون
في آذار/ مارس، انضم "خالد بن محمد" إلى مجلس إدارة شركة النفط الوطنية والرئة الاقتصادية لـ"أدنوك"، وهو الآن رئيس لجنتها التنفيذية، بينما لا يزال "محمد بن زايد" يترأس مجلس الإدارة، حيث انضم إليه العديد من إخوته الذين يبدو أنهم يفقدون زخمهم، مثل "منصور بن زايد" و"هزاع بن زايد"، مستشار الأمن القومي السابق الذي أُطيح به فجأة من منصبه خارج الدائرة الداخلية للسلطة عام 2016.
ويعتبر "خالد بن محمد" الحفيد الوحيد للشيخ "زايد" الذي ينضم إلى المجلس الأعلى الجديد للشؤون المالية والاقتصادية "SCFEA". وتشرف هذه الهيئة، التي تأسست في كانون الأول/ ديسمبر، على كل من "مبادلة" و "ADQ" و "ADNOC" وغيرها. وقد انضم "خالد" إلى المجلس المكوّن من "خلدون المبارك" و"طحنون" و"هزاع" و"منصور". وإضافة لشغله منصب الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة إمارة أبوظبي، يعتبر "خالد بن محمد" الراعي لـ"Hub71"، وهي وعاء تقني ضخم تدعمه "مبادلة"، ويعمل بالتنسيق مع " Soft Bank Vision Fund".
تنحية منصور جانبًا
إن هذا الانقسام بين "خالد" و"طحنون" قد أبقى "منصور بن زايد"، الذي كان يرى نفسه ولي العهد المستقبلي، خارج الدائرة الضيقة. فإضافةً إلى فقدانه السيطرة على أنشطته في مجالات الدفاع والنفط والتمويل، وبشكل رئيسي عبر "مبادلة"، اضطر "منصور" أيضًا إلى تسليم مفاتيح يخته "توباز" إلى "طحنون"، وتغيير اسمه إلى "A+".
وقد بدأ "منصور" في النهاية يخسر المعركة وسط الأسرة الحاكمة في شباط/ فبراير، عندما حُكم على ساعده الأيمن السابق وكاتم جميع أسراره، خادم القبيسي، بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة غسيل الأموال، خلال فترة عمله كرئيس تنفيذي لشركة الاستثمارات البترولية الدولية، المجموعة التي كان يرأسها "منصور" وسط فضيحة "تنمية ماليزيا-1".
ورغم ذلك، فقد كان "منصور" أحد النخب السياسية في أبو ظبي لسنوات عديدة، ولديه ثروة شخصية ضخمة ويمكنه الاعتماد على الدعم من شبكة عميقة الجذور داخل الإمارات، حتى لا يبقى بعيدًا عن المفاوضات العائلية، وأحد هؤلاء هو والد زوجته أمير دبي، محمد بن راشد آل مكتوم. كما إن لديه علاقات قوية في السعودية، في الوقت الذي يقف فيه بالمقابل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في خلاف شديد مع حاكم أبوظبي الفعلي، محمد بن زايد، بشأن عدة مسائل إقليمية، لا سيما سعر النفط وملف اليمن.
توازن إقليمي دقيق
إن أي اضطراب للاستقرار السياسي في أبو ظبي من شأنه أن يقلق شركاءها الدوليين؛ فعلى مدى عقود من الزمن، كان يُنظر إلى الإمارات على أنها أحد المراكز القليلة المستقرة في الخليج التي تعتمد عليها دول عديدة، ليس أقلها عملياتها العسكرية في المنطقة.