اشتباكات مسلحة في زهدان ... اتساع مظاهرات إيران يف

اشتباكات مسلحة في زهدان ... اتساع مظاهرات إيران يفتح المجال لهجمات المعارضة المسلحة

الساعة : 11:45
4 أكتوبر 2022
اشتباكات مسلحة في زهدان ... اتساع مظاهرات إيران يفتح المجال لهجمات المعارضة المسلحة

الحدث:

تصدت القوى الأمنية الإيرانية في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق)، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، لهجوم مسلح استغرق نصف ساعة واستهدف السيطرة على محطة قطار خنجك، فيما نجا قاضي التحقيق بمحكمة مدينة سروان بالمحافظة ذاها، مهدي خليل آباد، من محاولة اغتيال. جاء هذا في سياق تصاعد الاشتباكات التي تخللت مظاهرات انطلقت عقب صلاة الجمعة في الـ30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، تنديدًا بمقتل الفتاة الإيرانية الكردية "مهسا أميني". وقد دفع تصدي قوى الأمن بعنف للاحتجاجات المتظاهرين إلى الهجوم على مخفر للأمن، بالقرب من مسجد خرجت منه المظاهرات وإحراق نحو 12 بنكًا ومقرات ومبان حكومية، وصولًا إلى اشتباكات مسلحة مع قوات الحرس الثوري والباسيج، أسفرت عن مقتل خمسة أفراد من الأجهزة المذكورة بينهم مسؤول استخبارات "فيلق سلمان" بالحرس الثوري، العميد سيد حامد هاشمي، فضلًا عن إصابة 32 آخرين، كما قُتل 13 من المدنيين وعنصران من "جيش العدل" الذي يرفع شعارات استعادة حقوق البلوش السنة في إيران.

الرأي:

تعتبر محافظة سيستان وبلوشستان ثاني أكبر محافظات إيران من حيث المساحة الجغرافية، ويقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة غالبيتهم من البلوش السنة، الذين يشتكون من تقسيم أراضيهم بين إيران وباكستان وأفغانستان منذ عهد الإمبراطورية البريطانية، ويعانون في إيران من التهميش الاقتصادي والسياسي والاضطهاد الأمني، وهو ما أتاح بروز تمرد مسلح في بلوشستان منذ عام 2002. ورغم نشاط الأجهزة الأمنية الإيرانية في مواجهة هذا التمرد إلا أنها لم تنجح في وقف الهجمات المتكررة، والتي كان آخرها الهجوم على سيارة قائد فيلق "سلمان الفارسي" بالحرس الثوري في الـ22 من نيسان/ أبريل الماضي، ما أدى إلى مقتل حارسه الشخصي. كما سبق أن شن "جيش العدل" عدة هجمات مسلحة خلال السنوات الماضية، كان أبرزها الهجوم الذي استهدف حافلة تقلّ 27 فردًا من الحرس الثوري عام 2019، أسفر عن مقتلهم جميعًا.

وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الحوادث تعزّز من مخاوف النظام الإيراني حول تعرضه لما يزعم أنها مؤامرة خارجية، تسعى لتشتيت تركيزه عبر فتح أكثر من جبهة ضده، وتوظف التظاهرات الشعبية في أكثر من محافظة على خلفية وفاة الفتاة "مهسا"؛ حيث تشهد محافظة كردستان (شرقًا) توترًا أمنيًا على خلفية العمليات العسكرية ضد مجموعات المعارضة الإيرانية الكردية في كردستان العراق، إثر اتهام طهران لها بتأجيج المظاهرات داخل البلاد.

ويُتوقع أن تقوم الأجهزة الأمنية الإيرانية بحملة واسعة في زهدان لتوقيف المشتبه بضلوعهم في الأحداث الأخيرة، لكن من الصعب أن تنجح في وقف نشاط التنظيمات المسلحة في ظل تمتعها بحاضنة شعبية بين سكان المحافظة، لأسباب عرقية ومذهبية تجعل من دعاية الحكومة حول "مؤامرة خارجية" غير مجدية.

من جهة أخرى، تكشف هذه التطورات عن مدى اتساع المظاهرات الشعبية الغاضبة، وتهديدها المتزايد للاستقرار الداخلي في البلاد، خاصةً وأنه كلما تباطأت الحكومة في احتواء غضب المتظاهرين يترك ذلك المجال للمجموعات المسلحة للاستفادة من الحشود الواسعة وتنفيذ مزيد من الهجمات.