أولا: معطيات ومعلومات نوعية
- الملف الاقليمي
· أفادت مصادر دبلوماسية مصرية بأن القاهرة أعلنت عن رغبتها في استضافة قادة الفصائل الفلسطينية وتوفير الحماية لهم على أراضيها، في ظلّ تراجع الاتصالات مع "تل أبيب" وتعثر مسار التهدئة بعد الاستهداف "الإسرائيلي" لقادة حماس في الدوحة. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أشارت مصادر متابعة إلى أن قنوات التواصل المصرية مع "تل أبيب" باتت في مستوياتها الدنيا، بعد عودة اقتصارها على التواصل بموجب قنوات اللجنة العسكرية المشكّلة لمتابعة تنفيذ اتفاقية "كامب ديفيد"، لافتةً إلى أن القاهرة أكّدت للأميركيين أن أي محاولات مماثلة للتي حصلت في الدوحة في مصر ستكون تبعاتها كارثية. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفاد موقع "DJN" العبري، أنّ صور أقمار صناعية تُظهر بناء مصر شبكة أنفاق جديدة ومخابئ ضخمة لتخزين الأسلحة في سيناء خلال الأشهر الأخيرة، قرب محطة رادار كبيرة أقيمت هناك عام 2019، مُشيرًا إلى وجود ثلاث فرق مدرعة في سيناء. (موقع عربي 21)
· أفاد خبراء أمنيون "إسرائيليون" أن طهران تركّز حاليًا بشكل أكبر على إعادة بناء منظوماتها الدفاعية الجوية وتعويض الأضرار العسكرية التي سببتها الضربات "الإسرائيلية"، بدلًا من توسيع برنامجها النووي، مشيرين إلى أنّ طهران حصلَت على منظومات وبطّاريّات صواريخ أرض- جوّ صينيّة الصّنع. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشفت مصادر عسكرية "إسرائيلية" أنّ توقيت استهداف قادة حركة حماس في قطر ارتبط بـ"فرصة استخبارية" تمثلت في اجتماع نادر لقيادات الحركة، نافيةً أن يكون استهداف القادة قد جرى كرد مباشر على عملية إطلاق النار في القدس، أو لعملية المقاومة شمالي قطاع غزة. (موقع عرب 48)
· كشفت وسائل إعلام عراقية أنّ الولايات المتحدة أبلغت رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، أنها ستستهدف 16 مقرًا لفصائل عراقية قريبة من إيران، كان قد جرى تأجيلها منذ شهر آب/ أغسطس المنصرم، وذلك ردًا على هجوم سابق نفذته الفصائل على قاعدة الشدادي في سوريا خلال شهر تموز/ يوليو الماضي. (موقع عربي 21)
· ذكرت وسائل إعلام صومالية أنّ مقديشو تتجّه نحو الاعتماد العسكري المتزايد على كلّ من الصين وتركيا وإيران وقطر لمواجهة التحدّيات الخطيرة وموازنة تقاعس الولايات المتحدة وأغلب شركائها عن تقديم مخصّصات مالية كانت مقرّرة لدعم موازنة الحكومة الفدرالية للعام المالي المقبل. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت أوساط أمنية "إسرائيلية" بأنّ جهاز "الموساد" يبذل جهودًا لجمع معلومات استخبارية عن جماعة "الحوثي" وأماكن تواجدهم، مُشيرةً إلى أنّ الأجهزة الأمنية طرحت فكرة استهداف "زراعة القات". (صحيفة العربي الجديد)
- الملف السوري
· أفادت مصادر تركية بأن نحو 300 سوري، معظمهم جنود، وبعضهم ضباط شرطة، يتلقون تدريبات حاليًا في قاعدتين في وسط وشرق تركيا، وذلك ضمن جهود أنقرة لتدريب نحو 5 آلاف جندي وشرطي سوري على المدى القصير، وتدريب نحو 20 ألفًا على الأقل على المدى المتوسط إلى الطويل. (موقع ميدل إيست آي)
· بدأت قوات الأمن التركية المؤلفة بشكل رئيسي من وحدات الدرك التابعة لوزارة الداخلية بالانسحاب من شمال حلب، حيث تمركزت منذ نحو ثماني سنوات، ويجري حاليًا تسليم المنطقة إلى قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة. (موقع ميدل إيست آي)
· أفاد مصدر أمني "إسرائيلي" بأن الغارات "الإسرائيلية" على كلية الدفاع الجوي في حمص استهدفت مستودعات صواريخ ومعدات دفاع جوي تركية الصنع تم نقلها إلى المنطقة المستهدفة في الفترة الأخيرة. (موقع العربية نت)
· كشفت معلومات عن لقاءات دوريّة يعقدها مسؤولون من "قوّات سوريا الدّيمقراطيّة" (قسد) مع مسؤولين من شعبة الاستخبارات العسكريّة "الإسرائيليّة"، كانَ آخرها قبل أسبوعيْن. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· أعادت"الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" في سوريا تشكيل لجنتها القانونية لدراسة القوانين والأنظمة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وتعديلها بما يتناسب مع الواقع الجديد. وكانت "الهيئة" قد أنهت تشكيل لجان للتنمية والخدمات في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية. (صحيفة العربي الجديد)
- الملف اللبناني
· كشف وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، أن الخطة التي وضعها الجيش لنزع سلاح "حزب الله" تنص في مرحلتها الأولى على إنجاز ذلك في منطقة جنوب الليطاني في غضون ثلاثة أشهر، بالتوازي مع تطبيق "إجراءات أمنية" في كافة الأراضي اللبنانية يقوم بموجبها الجيش "بتشديد الحواجز وتكثيفها، ومنع تنقل السلاح وحمله"، لكن دون إجراء مداهمات وتوقيف أشخاص ودون مصادرة سلاح موجود في المخازن. (صحيفة المدن، لبنان)
· برزت معلومات خاصة عن عروض نقلت إلىى "حزب الله" حول القيام بخطوة رمزية بملف السلاح تُشبه ما جرى في المخيمات الفلسطينيّة، أي تسليم بعض السلاح ولو بالحدّ الأدنى لإعطاء انطباع بأن الدولة تتحرّك في ملف "حصر السلاح"، وأن ثمة مسارًا يوحي بأن الحزب يتكيّف مع متطلبات الداخل والخارج على السواء. (صحيفة المدن، لبنان)
· يقدر خبراء عسكريون أن ما تبقى من ترسانة "الحزب" الصاروخية بعد الحرب الأخيرة يتراوح بين 40,000 إلى 65,000 صاروخ وقذيفة، غالبيتها من الصواريخ قصيرة المدى (كاتيوشا، غراد 20–40 كلم). (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشف مصدر دبلوماسيّ غربيّ، أنّ "إسرائيل" تميل إلى توجيه ضربةٍ استباقية وسريعةٍ لـ"حزب الله" في لبنان على غرار ضربات 23 أيلول 2024، قبل الذّهاب إلى تجديد المواجهة مع إيران، مُشيرًا إلى أنّ لبنان تلقى تحذيرات جدّيّة مُفادها أنّ "إسرائيل" عملت على تعزيز بنك أهدافها في لبنان، وباتَ لديْها ما يُقارب 1,200 هدف على مُختلف الأراضي اللبنانيّة، تعتبرها "تل أبيب" أهدافًا "لا بُدّ من ضربها"، خاصةً أنّ التّرجيحات في واشنطن و"تل أبيب" تميل إلى أنّ "الحزبَ" في لبنان لن يكونَ بعيدًا عن المُشاركة في حال تجدُّد المواجهة الإيرانيّة – "الإسرائيليّة" المقبلة. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· ذكرت معلومات أن الموفد السعودي إلى لبنان، يزيد بن فرحان، كلف فريقًا في السفارة السعودية في بيروت بإعداد ملف متكامل عن "الجماعة الإسلامية" في لبنان والجمعيات التابعة لها في كل المناطق لإدراجها على لائحة الجمعيات المحظور التعامل معها سعوديًا وخليجيًا. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت معلومات بأن رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أوعز إلى رئيس لجنة الحوار اللبناني ــ الفلسطيني رامز دمشقية بفتح قنوات تواصل مع حماس والفصائل الأخرى، بهدف إشراكها في عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي لا تزال حتى الآن محصورة بحركة فتح. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت معلومات أن "ياسر عباس" نجل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نقل رسالة واضحة من والده إلى القيادات اللبنانية، مفادها موافقة السلطة على استخدام الدولة اللبنانية القوة ضد أي جهة ترفض الالتزام بقرار تسليم السلاح الفلسطيني، بما في ذلك تدخل الجيش عسكرياً داخل المخيمات إذا اقتضى الأمر. وأشارت المعلومات إلى أن ياسر عباس، الذي تربطه علاقات وثيقة بالسعودية، صار يتردّد إلى لبنان بانتظام، مركّزاً جهوده على تنفيذ خطة تسليم السلاح الفلسطيني ومحاصرة حماس. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأن السعودية تقود حملة تحريض ضخمة على حركة حماس في لبنان، حيث بحثت رسمياً موضوع حظر الحركة مع مختلف المسؤولين، كما ناقشت الأجهزة الأمنية السعودية الملف مع أجهزة الأمن اللبنانية. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت معلومات عن وساطة فلسطينية جديدة بدأت مؤخراً لتسوية أوضاع أشخاص مطلوبين للدولة اللبنانية، وذلك توازياً مع ملف تسليم السلاح في مخيم "عين الحلوة"، مشيرةً إلى أن حركة حماس دخلت على خط تلك الوساطة بشكلٍ أساسي، إذ عزّزت تواصلها مع تنظيميْ "عصبة الأنصار" و "الحركة الإسلامية المُجاهدة" للبحث الملف والتسوية. (موقع لبنان 24)
· كشفت معلومات أن الجهات اللبنانية الرسمية تحاول الحصول على توضيحات من قيادات الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لسلطة رام الله بشأن مصدر الأسلحة التي استُخدمت في حوادث أمنية وقعت أخيراً (بعد عمليات تسليم السلاح) في أكثر من مخيم في لبنان، خصوصاً أن أطراف الاشتباكات لا تربطها أي صلة بفصائل المقاومة، وتبيّن أن بعضها حصل على سلاحه من أجهزة السلطة نفسها. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر عراقية مطلعة بأن طهران طلبت من قادة الفصائل العراقية الموالية لها البحث عن وسائل جديدة لإعادة بناء قدرات "حزب الله" في لبنان، كما طلبت الحصول على تسهيلات لتمرير شحنات أموال عبر منفذ "القائم" الحدودي بين العراق وسوريا، لكن السلطات العراقية لم تتجاوب مع الطلب بسبب التعقيدات السياسية والأمنية في منطقة المعبر، والرصد الأميركي لأي تحركات مشبوهة. (صحيفة الشرق الأوسط)
· أفادت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأميركي، توم بارّاك، عرض على المسؤولين اللبنانيين اقتراحًا بإنجاز "ممر اقتصادي" على الحدود مع "إسرائيل" يخضع لرقابة دولية ويشبه "ممر زنغزور" بين أذربيجان وأرمينيا ويحوي منطقة استثمارية تتضمن مجموعة من المشاريع التي تعود منافعها لجنوب لبنان، فضلًا عن إمكانية تأجير الأرض لدول صديقة كالسعودية والإمارات لإقامة منطقة اقتصادية خالية من السلاح وتخضع لإدارة خاصة بدون ضرائب. وبالنسبة لأهالي القرى الحدودية التي سيقام عليها الممر أو المنطقة الاقتصادية، فسيحصلون على تعويضات أو منازل أو أراضٍ في قرى أخرى. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· توقّفت شركات ومؤسسات عن استكمال أعمال ترميم مكاتبها ومقارّها في الضاحية الجنوبية وذلك نتيجة ارتفاع منسوب الخوف من حرب قادمة، كما لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد الطلب لإيجاد أماكن في مناطق أكثر أمانًا. (موقع ليبانون فايلز)
- الملف الفلسطيني
· كشفت مصادر متابعة أن السعودية ستقوم بدفع رواتب السلطة الفلسطينية للأشهر الستّة المقبلة عبر تمويل الصندوق القومي التابع للسلطة ومقرّه في عمّان. كما تعهدت المملكة بإطلاق حملة دوليّة لحث الدول المانحة لتقديم الدعم المالي للسلطة، في محاولة لتفادي الانهيار المالي الذي يهدد مؤسساتها. (صحيفة الأخبار، لبنان + صحيفة العربي الجديد)
· ذكرت "القناة 12" العبرية أنّ جهاز "الشاباك" حذّر القيادة السياسية "الإسرائيلية" من أن السلطة الفلسطينية بدأت تُظهر مؤشرات على الانهيار نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تمُر بها، بشكل بات يهدد الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، مشيرةً إلى أنّ "الشاباك" أوصى بإعادة الأموال التي اقتُطِعَت من السلطة الفلسطينية. (موقع عربي 21)
· أفاد مسؤولون سياسيون "إسرائيليون" أنّ نتنياهو قد يُحجم، في الوقت الراهن، عن التوجه نحو إعلان ضم الضفة الغربية أو فرض السيادة عليها لمعرفة نتائج سلسلة الاعترافات في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، ذكرت قناة "i24 news" العبرية، أنّ "نتنياهو" سحب بند ضم الضفة الغربية من جدول أعمال اجتماع للحكومة، بعد تحذيرات مباشرة من الإمارات بأن الخطوة تهدد اتفاقيات التطبيع. (صحيفة العربي الجديد)
· أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بوجود خطة سياسيّة أمريكية، صيغت في "تل أبيب"، وبمتابعة من أبو ظبي وبالتعاون مع الدول السنيّة المعتدلة، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد الانتهاء من احتلال مدينة غزة. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· قدرت أوساط عسكرية "إسرائيلية" أنّ نحو 200 ألف من سكان مدينة غزة سيرفضون مغادرتها وسيبقون داخل مناطق القتال حتى في حال تعرّض حياتهم للخطر في ظل العمليات العسكرية "الإسرائيلية" المتصاعدة لاحتلال المدينة. (موقع عرب 48)
· ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الجيش "الإسرائيلي" والمؤسسة الأمنية، متخوفون من قيام فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من استخدام مواسير الخيام في تصنيع عبوات ناسفة وصواريخ، ويطالبون الجهات المتبرعة باستبدالها قبل منح الموافقة على نقلها إلى القطاع. (صحيفة العربي الجديد)
- ملف الكيان الاسرائيلي
· استكمل الجيش "الإسرائيلي" إنشاء "فرقة جلعاد" (الفرقة 96)، والتي ستعمل على الحدود مع الأردن، من منطقة بحيرة طبريا في الشمال وإلى البحر الميت وسائر المنطقة الجنوبية. ومن المتوقع أن تُنشئ الفرقة لواءً عسكرياً إقليمياً إضافياً في الجنوب، وأن توسّع نطاق عملها حتى مفترق "وادي عربة" بحلول يناير/كانون الثاني 2026. (موقع عرب 48)
· كشف جهاز "الشاباك" أن عناصره والشرطة والجيش، أحبطوا أكثر من ألف عملية في الضفة الغربية منذ مطلع العام، بينها أكثر من 550 عملية إطلاق نار، و450 عملية تفجيرية، كما صادرت أجهزة الأمن "الإسرائيلية" أكثر من 2000 قطعة سلاح واعتقلت أكثر من 500 شخص، منذ اندلاع الحرب. (صحيفة العربي الجديد)
· أفادت هيئة "البث الإسرائيلية" بأن وزارة الخارجية تعمل على تشكيل هيئة إعلامية دولية جديدة من مدونين ومؤثرين وخبراء بهدف تعزيز الدعاية "الإسرائيلية". وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية بأن شركة "غوغل" أبرمت عقدًا مدته 6 أشهر بقيمة 45 مليون دولار مع مكتب " نتنياهو" بهدف نشر الـ"بروباغندا الإسرائيلية" والترويج لرواية "تل أبيب". (شبكة الهدهد الإخبارية + موقع عربي 21)
· كشفت صحيفة "الغارديان" أنّ شركة أنظمة السلاح "الإسرائيلية" (إلبيت سيستمز)، قرّرت إغلاق منشأتها في بريستول في بريطانيا بشكل مفاجئ، بعد استهدافها من قبل ناشطي حركة "بالستاين أكشن". (موقع عربي 21)
ثانيا: تحليلات وتقديرات
· رأت دراسة تحليلية أن الهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة يؤكد أن المزاج المسيطر على عقلية الاحتلال، هو فرض الأمر الواقع وإحداث تغييرات استراتيجية في المنطقة، بغض النظر عن تكلفة ذلك على علاقات "إسرائيل" مع جيرانها أو تأثيرها على صورة "إسرائيل" دوليًا، فسلوك حكومة "نتنياهو" المتطرفة يعتبر هذه التكاليف أضراراً جانبية يمكن التعامل معها لاحقا، في حين تظل الأولوية لإنجاز الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بفرض معادلة أمن إقليمية جديدة.
ورجّحت الدراسة أن تؤثر هذه الأضرار بصورة استراتيجية على علاقة "إسرائيل" بدول الإقليم، حيث تنتقل دولة الاحتلال تدريجياً من احتمال أن تكون "شريكاً أمنيًا" موثوقًا في مواجهة التهديد الإيراني إلى أن تعود هي بذاتها كمصدر تهديد مستمر لجيرانها، بمن فيها الدول التي تجمعها مع "تل أبيب" اتفاقية سلام مثل مصر والأردن. ويمثل قرار نتنياهو تعليق اتفاقية تصدير الغاز إلى مصر ردا على الحشود العسكرية المصرية المتزايدة في سيناء ورفض القاهرة لخطة التهجير مؤشرًا يعزز هذا الاستنتاج، كما من المحتمل أن يؤدي سلوك "إسرائيل" العدواني تدريجيًا إلى سعي بعض دول المنطقة على الأقل إلى تعزيز التعاون الدفاعي في مواجهة "إسرائيل" وليس بالشراكة معها، خاصة وقد ظهر واضحًا أن الركون إلى الضمانات الأمريكية غير كافٍ.
أما فيما يخص احتمالات التحرك القطري، فمن المرجّح أن يكون ضمن المسارات التالية:
- المسار العسكري، من المتوقع أن تسعى الدوحة لاتفاقية دفاعية مع واشنطن تشمل توسيع نطاق الالتزامات الدفاعية خاصة حماية أجواء البلاد وليس فقط قاعدة "العديد". وفي نفس الوقت، سوف تعمل على تعزيز تحالفاتها العسكرية بحيث لا تتوقف على الولايات المتحدة، وستكون قوى أخرى مرشحة كحلفاء عسكريين، خاصة تركيا وباكستان.
- المسار القانوني والعقوبات: من المرجّح أن تتعهد الدوحة جهودًا قانونية دولية تستهدف إدانة العدوان "الإسرائيلي"، وصولًا إلى العمل على فرض عقوبات على"تل أبيب"، كما ستستخدم الدوحة نفوذها المالي في دول غربية وعلاقاتها الراسخة مع شركات كبرى لمعاقبة "إسرائيل" اقتصاديًا.
- المسار الدبلوماسي: من المرجّح أن تطلق الدوحة جهودا دبلوماسية تستهدف عزل "إسرائيل" سياسيًا وإدانتها من قبل دول العالم.
- المسار السياسي: سيترك الهجوم تداعياته على ثقة قطر إزاء الرهان على العلاقات مع الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يعزز هذا من توجهات الدوحة نحو تعزيز الشراكات السياسية مع قوى توسطة عالمية، مثل أعضاء مجموعة العشرين، فضلا عن موازنة علاقاتها مع القوى الكبرى خاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن. (موقع أسباب الاستراتيجي)
· رأى محللون ومتابعون أن هناك إشارات إيجابية على سيناريوهات تفكيك الأزمة قدر الإمكان بين الأردن وجماعة "الإخوان المسلمين" والإستدارة نحو انفراجات بعد أسابيع من التأزم، وسط أجواء التهديدات "الإسرائيلية" للمنطقة. ومما استدل به المحللون التالي:
- إفراج السلطات الأردنية مجدداً عن نحو 7 موقوفين من أصل 11 موقوفا على أساس تهمة جمع تبرعات والملف المالي.
- إصدار مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي عدة توصيات مهمة في إعادة الهيكلة لمؤسسات الحزب بصيغة قد ترضي السلطات لابل تخاطب ضمناً إحتياجاتها ومخاوفها.
- تراجع حدة التركيز على شيطنة الإخوان المسلمين والتركيز على التشكيك المالي عموماً على مستوى "كتاب التدخل السريع" أو الصحف الرسمية.
- عدم تحويل الشكوى المتعلقة بمالية الإخوان المسلمين إلى القضاء. (صحيفة رأي اليوم)
· تشير تقديرات إلى أنّ القاهرة، وعبر مساعيها الديبلوماسية، تحاول تجنيب طهران عقوبات دولية عبر الإسهام في خفض التصعيد، لأنّ في ذلك مصلحة اقتصادية كبرى لها، إذ إن غياب العقوبات عن إيران، سيسمح لمصر بإنجاز اتّفاق نفطي طويل الأجل مع طهران، وهو ما يشكّل حافزاً اقتصاديّاً آخر للوساطة المصرية، لا سيّما أنّ توفير الطاقة المستدامة، له أهمية قصوى بالنسبة إلى مصر. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· رأت دراسة لمعهد بحوث الأمن القومي "الإسرائيلي" أن وضع "إسرائيل" في الولايات المتحدة يمر بأزمة "غير مسبوقة"، فبينما لا تزال بعض قواعد دعمها التقليدية، وخاصة بين الجمهوريين الأكبر سنًا، مستقرة، فإن تراجع الدعم بين الديمقراطيين والمستقلين، وحتى بعض الجمهوريين، يُثير دلائل خطيرة، مشيرةً إلى أن "إسرائيل" تعتمد في الوقت الحالي وبشكل متزايد على رئيس يُنظر إليه على أنه "متقلب"، وعلى حزب، على الرغم من سيطرته عليه، "يُنتقد ويشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه تحركات إسرائيل ومدى الدعم الأمريكي لها".
واعتبرت الدراسة أن تراجع التضامن الحزبي مع "إسرائيل" قد يضر بقدراتها الاستراتيجية والعملياتية، ويحد من مرونتها السياسية، ويجعلها عرضة للتحديات الإقليمية. ولفتت الدراسة إلى أن التقديرات تشير إلى أنه بدون خطوات ملموسة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ستواجه "إسرائيل" صعوبة في استعادة مكانتها لدى الرأي العام والقيادة السياسية في الولايات المتحدة. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
· رأى مراقبون أن إعادة تفعيل آلية لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ، وفق الرؤية الأميركية، قد يشكّل مدخلًا للعودة إلى النهج القديم؛ أي متابعة تقديم معطيات استخبارية للجيش اللبناني لمداهمة مواقع محدّدة خارج منطقة جنوب الليطاني - تحديدًا صوب الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى-، وبهذا الشكل، تتجاوز واشنطن قرارات الحكومة اللبنانية، وتفرض عمليًا انتقال الجيش من جنوب الليطاني إلى ما بعده، مع احتمال استخدام سلاح الجوّ "الإسرائيلي" في عمليات قصفٍ جديدة، هدفها ليس فقط إلحاق الأذى العسكري، بل الضغط على الحكومة اللبنانية كما جرى سابقًا في الغارات التي استهدفت مواقع في الضاحية أرسل الجيش اللبناني للكشف عنها. (صحيفة العربي الجديد)
· توصلت دراسة متخصصة إلى تحديد بعض الثغرات التي واجهها "حزب الله" في حربه مع "إسرائيل"، ومن أبرز هذه الثّغرات الأمنيّة والاستراتيجيّة:
- الركون إلى أسطورة "الردع الصامت والأبديّ" دون اختبار حقيقيّ، وافترض الحزب أنّ تجربته في سوريا تثبت أنّه قادر على ردع إسرائيل بالمستوى نفسه، وأنّ ما لديه من إمكانات تردع العدوّ عن خوض حرب واسعة، ولم يستعدّ بشكل كافٍ لمناورة برّية إسرائيليّة ضخمة.
- انكشاف أمنيّ مبكر، وخصوصًا بعد تفجيرات البيجر واللاسلكي، أدّى إلى فقدان قيادات ميدانيّة في الأيّام الأولى من التصعيد وارتباك في اتّخاذ القرار بسبب التضارب بين المركز والقيادات المحلّية. وعلى الرغم من التفجير الأّول، لم تُتّخذ إجراءات فوريّة للتوقّف عن استخدام هذه الأجهزة أو تعديل البروتوكولات الأمنيّة وتحسينها، وهو ما دلّ على غياب تفعيل آليّات الأمان.
- تقدير خاطئ لقدرات "إسرائيل" فقادة الحزب بالغوا في التقليل من قوّة إسرائيل، ولم يتنبه الحزب لتغيّر نهج "إسرائيل" وتجاهَل الإشارات الواضحة بخصوص استعدادها للردّ بقوّة.
- الفشل في استخدام عُنف منسّق وتراجع في المقاومة المنظّمة، فالعمليّات العسكرية اقتصرت على إطلاق صواريخ وقذائف دون مرافقة فعّالة بقوّات برّية أو مناورات منسّقة، وهذا ساعد الجيش "الإسرائيلي" على تجاوز المقاومة بسهولة، ولم يتمّ تنفيذ عمليّات انسحاب منسّقة أو تأخير مدروس للمعركة لإنقاذ الموارد، بل سقط منها الكثير في أيدي العدوّ أو بقيت في ساحة المعركة بعد توقّف القتال.
- الاعتماد على أنظمة الإمداد المغلقة وفقدان التوازن اللوجستيّ. وقد أدّى انهيار النظام السوري إلى توقّف طرق التوريد الحيويّة من إيران عبر سوريا، فأثّر على التخزين والتجهيز والتعويض. (موقع أساس مييدا، لبنان)
· وضعت دراسة تحليلية أربعة سيناريوهات محتملة لمسار المفاوضات بين دمشق و"قسد":
- السيناريو الأول: التوصل إلى حل سياسي شامل يتضمن مشاركة الأكراد في صياغة الدستور الجديد وتقاسم السلطة والنفوذ والموارد. فالرعاية الأمريكية للمسار التفاوضي بين الجانبين، ومخاوف تركيا والشرع والرياض من احتمالات التدخل الإسرائيلي في المسألة الكردية بسورية، تشكل عوامل دافعة لنجاح المفاوضات وتوصلها إلى خاتمة رابحة لكلا الطرفين. بالمقابل، يظل تحقق هذا السيناريو ضعيف الاحتمال، نظراً للاختلاف الجذري بين "قسد" والحكومة السورية، إذ تُنادي الأولى بالفيدرالية وصون حقوق المكونات، بما فيها الأكراد، بينما تُصر الثانية على الحكم المركزي وترفض منطق المحاصصة.
- السيناريو الثاني: الاتفاق على خطوات محدودة للغاية في سبيل تنفيذ بعض بنود اتفاق "العاشر من مارس". ويمكن للجانبين تزخيم المسار التفاوضي برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، عبر زيادة مبيعات النفط من الآبار الواقعة في شرق الفرات إلى السوق العالمي مُستغلين قرارات إدارة ترامب لرفع العقوبات عن سوريا، وذلك مقابل دعم حكومة الشرع للوضع المعيشي في شمال شرقي سوريا. كما يمكنهم إطلاق خطوات عملية لبسط سيطرة الحكومة على القسم الذي تسيطر عليه "قسد" من محافظتي دير الزور والرقة. ومن العوامل الداعمة لهذا السيناريو قدرته على تخفيض التصعيد بين الجانبين، والدعم الكبير الذي توفره الإدارة الأمريكية لتحصيل نتائج ملموسة على هذا المسار.
- السيناريو الثالث: تدهور الأوضاع العسكرية بين الفصائل التابعة لوزارة الدفاع و"قسد"، وانفلات التصعيد بما يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار في شمال سوريا. وحينها ستنهار المفاوضات المتعثرة أصلاً، حيث من المرجح أن تبادر الإدارة السورية والجيش التركي إلى شن هجوم موسع على مواقع "قسد" في محافظتي دير الزور والرقة، بالترافق مع حصول تصعيد ضد المقاتلين الأكراد في مدينة حلب وحول منبج ودير حافر بمحافظة حلب. ويدفع وراء هذا السيناريو حاجة أنقرة إلى الرد على خطوات تل أبيب في جنوب سوريا التي هزّت التوازن القائم بين الجانبين، فضلاً عن مخاوف الإدارة السورية من تحول "قسد" إلى رأس حربة لحلف الأقليات ضدها. أما أكبر عائق أمام حصول هذا الهجمات فيكمن في الحماية التي لا تزال تسدلها واشنطن على "قسد"، فضلاً عن احتمالات الرد الإسرائيلي الذي قد يُعقّد مسار أي هجوم سوري-تركي مشترك.
- السيناريو الرابع: استمرار الوضع الراهن، بأن يُبقي الجانبان الأمور على حالها من دون تغيير مع حرصهما على ضبط التوتر الميداني واستمرار التواصل التفاوضي. ويمكن وصف التفاوض بين الإدارة السورية و"قسد" بأنه تفاوض غير جدي، إلا أن الجانبين قد يفضلان التوصل إلى تفاهمات جزئية ومؤقتة، لا تغير كثيراً في موازين القوى بينهما والوضع الراهن، ومن دون الوصول إلى اتفاق شامل لا يريده أي منهما. وفي كل الأحوال، وعلى المدى المنظور، ستفضّل إدارة الشرع استمرار الوضع الراهن مع "قسد"، ريثما تعقد اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل برعاية أمريكية، بينما سترغب "قسد" في استمرار الوضع الراهن لرفضها حصول أي تقدم في تنفيذ اتفاق العاشر من مارس، وهو الذي تعتقد أن الأحداث قد تجاوزته بالفعل. )مركز الامارات للسياسات)
ثالثا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة
· من المرجح أن يزداد التنسيق بين بعض دول المنطقة من أجل تحقيق توازن ردع مع تل أبيب، في أعقاب الهجوم "الإسرائيلي" على قطر، حيث أرسل الهجوم رسالة حادة إزاء عدوانية حكومة الاحتلال الإقليمية، وهو الأمر الذي يمثل تهديداً عسكرياً ليس فقط في ظل تواجد قادة حماس وتحركهم بين عدة دول في المنطقة، ولكن في ظل ملفات راهنة محل خلاف بين دول بالمنطقة مع حكومة الاحتلال، مثل الترتيبات الأمنية في محور فلادلفيا، والتهجير، وضم الضفة الغربية، ومستقبل سوريا، والتي قد تشهد محاولات "إسرائيلية" لفرض أمر واقع مستنداً إلى القوة العسكرية وليس عبر التفاوض مع الدول المعنية أو بما يراعي مصالحها حتى لو كانت تتمتع بعلاقات دبلوماسية وأمنية مع تل أبيب.
· ليس من المتوقع أن يرتبط أي قرار إسرائيلي بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها بأي اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية، أي أن تراجع هذه الدول عن خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يعني تراجع تل أبيب عن مشروع ضم الضفة؛ لأنه سياسة مخطط لها وسوف تواصل حكومة الاحتلال تنفيذها بإجراءات أمنية وتنظيمية وسياسية متنوعة باعتبار أن الفرصة سانحة لتتويج سنوات طويلة من إجراءات ضم الضفة دون إعلان رسمي، عبر الاستيطان والتغيير الديمغرافي وأنشطة عصابات المستوطنين وتخريب أراضي وممتلكات الفلسطينيين والاستيلاء عليها.
· ما زالت استراتيجية إيران الإقليمية واضحة إزاء تجنب التصعيد وقطع الطريق على تجدد الاستهداف العسكري. ويظهر ذلك مؤخرا في توقيع الاتفاق مع الوكالة الدولية وتقارير حول القبول بموقف مرن إزاء احتياطي اليورانيوم المخصب، وأخيراً تسليم الباحثة "الإسرائيلية" المختطفة في العراق من قبل حزب الله العراقي في محاولة لتجنب الاستهداف العسكري الأمريكي أو خفض درجته. ومازال التقدير الإيراني العام أن احتمالات التصعيد العسكري قائمة، بينما طهران ووكلاؤها ليسوا في وضع مهيأ لمواجهة أخرى، ولن يكونوا كذلك في أي فترة قريبة، حتى في ظل التقارير التي تتحدث عن تسريع وتيرة ترميم القدرات الصاروخية، والتي ستظل خطوات محدودة لا تغير توازن القوى العسكري الراهن. وفي ضود ذلك؛ من المرجح أن يواصل حزب الله بدوره احتواء الضغوط وتقديم تنازلات واضحة بعيداً عن مسألة نزع السلاح.
· من المبكر الجزم بأن مؤشرات التهدئة في الأردن تجاه جماعة الإخوان تمهد لانفراجة في هذا الملف؛ حيث مازال الوضع الإقليمي والتوجهات الأمريكية ترجح المضي نحو إجراءات أوسع ضد الإخوان والجهات المحسوبة عليها، وصولاً إلى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية من قبل إدارة ترامب. في ضوء ذلك، مازال من المحتمل أن تتخذ السلطات الأردنية إجراءات ضد الجماعة بما في ذلك حل حزب جبهة العمل الإسلامي لتجنب أي ضغوط خارجية، حتى لو كانت عمّان تميل لاحتواء الأزمة وتفادي التصعيد محليا.