أولًا: معطيات ومعلومات نوعية
الملف الاقليمي:
· كشفت مصادر عسكرية يمنيّة أنّ السعودية أبلغت فصيل البحرية التابع لحكومة عدن، بضرورة تجهيز قوة للانخراط في قوات مشتركة، مهمّتها تفتيش السفن المتّجهة إلى موانئ الحديدة، مُشيرةً إلى أنّ الرياض بدأت ترتيبات جديدة لنشر قوات بحرية في باب المندب. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أعلنت شركة الأسلحة الأمريكية "أندوريل" المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، أنها ستتولى تصميم وإنتاج طائرات مسيّرة "أومن" تعمل بالذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع مجموع "إيدج" الإماراتية ضمن مشروع مشترك. (موقع عرب 48)
· تعاقدت الحكومة الليبية مع شركات خاصة في لبنان لتنفيذ حملات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين لبنان وليبيا. (صحيفة المدن، لبنان)
الملف السوري:
· أعلن وزير الداخلية السورية، أنس خطاب، عن إلغاء أكثر من 150 ألف إجراء من قاعدة بيانات فيش الهجرة والجوازات لمطلوبين على زمن النظام السابق. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· كشفت مصادر سورية خاصة أن مسار التفاوض مع حكومة دمشق أفضى إلى اتفاق أولي يقضي بتشكيل كيان عسكري جديد يطلق عليه اسم "فيلق الشمال"، يتألف من عناصر قوات "قسد" ويشرف بشكل كامل على تأمين شمال شرق سوريا. وأضافت المصادر أن نسبة مشاركة "قسد" في هياكل القيادة والصفوف العسكرية الموسّعة حُدّدت عند 30% من المناصب التنفيذية في الجيش وكذلك في قوات مكافحة "الإرهاب" المزمع تشكيلها تحت إدارة الجيش السوري، لافتة إلى أن قوات الأمن الداخلي التي ستتواجد في منطقة شمال شرق سوريا، ستكون من عناصر "الأسايش"، ولكن في إطار تنسيق كامل مع وزارة الداخلية. (موقع عربي بوست)
· كشفت مصادر أمنية سورية عن وجود توجّه لدى وزارة الداخلية السورية لشنّ حملات موسعة لضبط ظاهرة السلاح المنتشر، بالتوازي مع وقف منح التراخيص لمتاجر بيع الأسلحة والذخائر والألبسة العسكرية. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· كشفت قناة "كان" العبرية أن زيارة الوفد العسكري الروسي مؤخرًا إلى جنوب سوريا كانت جزءًا من مُقترح قدّمته موسكو لإعادة الشرطة العسكرية إلى مناطق الجنوب السوري، بحيث تكون القوات الروسية بمثابة حاجز فصل بين الجيش السوري والقوات "الإسرائيلية". (صحيفة العربي الجديد)
· كشفت معلومات عن تنسيق أمنيّ بين فرنسا ودمشق بدأ منذ أسابيع، على إثر مداهمة قوّات الأمن العامّ السوريّة "معسكر الفرنسيّين" في شمال غرب سوريا لأخذ عدّة أشخاص للتحقيق معهم بشأن قضايا أمنيّة مرتبطة بفرنسا. (موقع أساس ميديا، لبنان)
الملف اللبناني:
· سيفرض مصرف لبنان المركزي بدءًا من مطلع الشهر المقبل، على جميع المؤسسات المالية غير المصرفية بما في ذلك شركات تحويل الأموال، وشركات الصرافة، وغيرها من الجهات التي تقوم بعمليات التداول بالأموال النقدية من العملات الأجنبية، وتحويلها من لبنان وإليه، جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بعملائها وعملياتها عند "إجراء أي عملية نقدية تساوي أو تتجاوز قيمتها ألف دولار أميركي، أو ما يعادله، وإرسالها إلى المصرف المركزي في مدة لا تتجاوز يومين من تاريخ إجراء العملية. (وكالة الأنباء المركزية، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة أن التقرير الثاني الذي قدمه قائد الجيش اللبناني للحكومة حول تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، ركّز على عمليات احتواء نقل السلاح أو استخدامه في منطقة شمال الليطاني من خلال إقفال الدائرة على السلاح المتحرّك، لا عبر المواجهة المباشرة. وقد أظهر التقرير تنفيذ الجيش خلال الشهرين الأولين، 238 مهمة كشف وضبط أسلحة ومداهمة من دون أي توجيه من الميكانيزم، مقابل 78 مهمة فقط اعتمد فيها على بلاغات الميكانيزم أو "إسرائيل" عبر الميكانيزم. كما أنّ ثبّت 44 نقطة مراقبة دائمة، 200 موقع ثابت بين ثكنات ومراكز ونقاط إنتشار، 29 حاجزاً ثابتاً، مقابل انتشار قوات "اليونيفيل" في 90 موقعاً، وصادر 8023 قطعة ذخيرة غير منفجرة، و53 نفقاً، منذ بدء تنفيذ الخطة. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· كشف مسؤول سعودي بارز أنّ عددًا من المؤسسات اللبنانية خضع لسلسلة اختبارات وتقييمات شملت المطار والمرفأ وقد حظيت الاجراءات المعتمدة فيها استحساناً كبيراً، مشيرًا إلى أن الأمير يزيد بن فرحان سيبحث في لبنان الإجراءات المتخذة في مطار بيروت تمهيدًا لعودة رحلات الخطوط الجوية السعودية. (موقع لبنان 24)
· أفادت معلومات بأن فرنسا مدعومة بكل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا تُجري اتصالات مع مسؤولين في الولايات المتحدة و"إسرائيل" لإقناعهم بالإبقاء على وجود قوات "اليونيفيل" في الجنوب وإن بأشكال جديدة، انطلاقًا من اعتبار أن الجيش اللبناني، لن يكون قادراً على الحلول مكان القوة الدولية حاليًا. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت المعلومات بأن الجيش "الإسرائيلي" حدد 650 موقعًا جديدًا في جنوب نهر الليطاني، بعضها يقع في أملاك خاصة ومناطق سكنية، وطالب الجيش اللبناني بمداهمتها وتفكيك الأسلحة فيها، مشيرةً إلى أن الكثير من المسؤولين الديبلوماسيين والدوليين، يشيرون إلى أن ما أنجزه الجيش اللبناني من مهام في جنوب الليطاني حتى الآن هو أقل من 50 % ، بخلاف الكلام العلني عن إنجاز 80% أو 90%. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· أفادت مصادر عسكرية رفيعة أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن جاء بعد حملة ضغط نُسجت داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض، من المؤيدين "لإسرائيل" في إدارة ترامب، بالتوازي مع تصعيد شاركت فيه أطراف داخلية لبنانية أبرزها:
- حزب "القوات اللبنانية" الذي قاد خلال الأسابيع الماضية، عبر مجموعات ضغط لبنانية–أميركية في واشنطن، حملة تستهدف تشويه صورة قائد الجيش داخل الكونغرس، وتقدّم الجيش اللبناني على أنه "طرف غير مستعد لتنفيذ مواجهة مع حزب الله".
- مجموعات ضغط لبنانية، مقيمة في واشنطن وتعمل في مؤسسات ومراكز أميركية عقدت لقاءات خلفية مع كبار موظفي الكونغرس ومجلس الأمن القومي الأميركي، وقدّمت ملفات تتضمن اتهامات لقائد الجيش بـ"التساهل مع الحزب"، وبأنه قد "لا يكون شريكاً مثالياً" للولايات المتحدة. (موقع عربي بوست)
· كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن مستشارة الرئيس الفرنسي في ملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، آن كلير لاجاندر، عرضت على "حزب الله" صفقة شاملة اشتملت على النقاط التالية:
- تعزيز حضور "حزب الله" داخل الدولة عبر ضمانات تتعلق بالحكومة المقبلة، وبمواقع تنفيذية "حساسة" تتطلب موافقته السياسية مع التزام باريس بأن تكون شريكاً وضامناً في أي مسار داخل مؤسسات الدولة قد يقود إلى عزله أو محاصرته داخلياً.
- عدم تأجيل الانتخابات النيابية تحت أي ظرف، مع تأكيد فرنسي - أوروبي بأنّ المجتمع الدولي سيدعم إجراءها في موعدها، ما يسمح للحزب بتثبيت حجمه التمثيلي.
- تبني باريس لفكرة مؤتمر داخلي تُطرح فيه إعادة الالتزام بالدستور واتفاق الطائف بجميع بنوده، بما فيها اللامركزية ومجلس الشيوخ، شرط ربط مباشر بملف السلاح.
- فتح قناة حوار غير معلنة بين الحزب والولايات المتحدة تتعلق بترتيب الوضع في الجنوب، وملف ضبط الحدود، ومسارات الغاز والطاقة.
- استخدام الآليات غير المباشرة لفتح حوار مع "الإسرائيليين" إذا وصلت التسوية الحدودية إلى مرحلة متقدمة.
- إدخال لبنان في "نادي الغاز" شرق المتوسط، وربط أي حلّ مستقبلي للسلاح بمصالح اقتصادية طويلة المدى.
- إدارة وساطة بين لبنان وسوريا لترسيم الحدود البرية.
- فتح مسار مصالحة تدريجية برعاية فرنسية مع السعودية، بحيث يوقف الطرفان الحملات المتبادلة مع فتح قنوات تواصل سياسية وأمنية غير معلنة، بالتوازي مع تقديم ضمانات سعودية بعدم التعرض للحزب سياسياً في المرحلة المقبلة، مقابل عدم تدخله في الساحات العربية وعدم دعمه لأي مسار من مسارات الفوضى والعبث بالأمن السوري والخليجي.
- دعم خليجي واسع لعملية إعادة إعمار لبنان، إذا ما تم فتح الباب أمام عملية سياسية داخلية أوسع تشمل إعادة تنظيم السلاح. (موقع عربي بوست)
الملف الفلسطيني:
· كشفت مصادر خاصة أن رجل أعمال فلسطيني بارز في قطاع غزة، ومقرب من نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ويتمتع بشبكة علاقات قوية مع رجال أعمال "إسرائيليين" أتم خلال الأسابيع الماضية صفقات استثمارية واسعة لشراء مساحات كبيرة من الأراضي الواقعة في قلب القطاع، حيث يجري تجهيزها لتتحول إلى مركز لوجستي ضخم ومحطة رئيسية لعمل المنظمات الدولية والإغاثية خلال المرحلة المقبلة. (موقع عربي بوست)
· أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن "جاريد كوشنر" وفريقه وضباط أمريكيين من مركز "التنسيق العسكري المدني" أجروا محادثات مع عدد من قادة المليشيات"الفلسطينية" لإنشاء آلية للتواصل والتعاون، مشيرة إلى أن واشنطن تدرس إمكانية تحويل هذه المليشيات إلى نوع من القوة لحفظ النظام والأمن في أراضيها، واستخدامها في المساحات الإنسانية التي تُبنى جنوب غزة والمناطق الشمالية الخاضعة للسيطرة "الإسرائيلية". (موقع عربي 21)
· كشفت مصادر مطلعة عن خطة للاتحاد الأوروبي يجري بموجبها استخدام بعثة الشرطة التابعة له في الضفة الغربية (يوبول كوبس)، لتتولى قيادة عملية إنشاء قوة شرطة جديدة لقطاع غزة وتدريب نحو ثلاثة آلاف ضابط أمن فلسطيني على المدى المتوسط، ليصل عددهم إلى 13 ألف فردًا على المدى البعيد. (موقع عربي21)
· ذكرت مصادر متابعة أن مبعوثين أمريكيين أجروا حوارات نشطة مع حكومة الاحتلال مؤخرًا حول إزالة الفيتو "الإسرائيلي" عن انضمام تركيا عسكريًا وأمنيًا إلى الجهد الأممي الخاص بإدارة قطاع غزة، مشيرةً إلى أن "تل أبيب" قد توافق بضمانات أمريكية على مشاركة تركية جزئية عبر خبراء على مستوى إدارة العلميات الإغاثية فقط وليس على صعيد غرفة العمليات العسكرية المحترفة. (صحيفة الرأي اليوم)
· ذكر مسؤول أميركي لقناة "آي 24 نيوز" العبرية بأن من المتوقع وصول الدفعة الأولى من جنود قوة الاستقرار إلى قطاع غزة مطلع عام 2026، مشيرًا إلى أن أذربيجان وإندونيسيا هما حالياً الدولتان الأكثر احتمالاً لإرسال جنود لصالح القوة. وفي سياق متصل، أفادت مصادر في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بأن واشنطن فتحت قنوات تواصل مع اليمن لبحث إمكانية مشاركتها في القوة الدولية ولو كانت هذه المساهمة رمزية إلى حد كبير. (صحيفة العربي الجديد)
ملف الكيان الاسرائيلي:
· ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" تحاول حثّ "نتنياهو" على "عدم التنازل" عن بقاء طويل الأمد في قمة جبل الشيخ السورية، مشيرةً إلى أن "إسرائيل" تدرس إمكانية الانسحاب من بعض المواقع داخل الجولان السوري، مقابل تفاهم يضمن لها حرية العمل ضد "تهديدات محتملة أو ناشئة". (موقع عرب 48)
· كشف "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" أن دوائر صنع القرار "الإسرائيلية" باتت تنظر بجدية إلى خيار الاعتراف بـ"أرض الصومال" (صوماليلاند) ككيان مستقل، يمكن اعتباره "نقطة ارتكاز" تمنح "تل أبيب" قدرة أكبر على مراقبة التهديدات المتصاعدة في الممرات البحرية، وفي مقدمتها هجمات الحوثي. ولفت المركز إلى أن "تل أبيب" تدرس فتح قنوات اتصال رسمية أو تطوير ترتيبات أمنية تسمح لها بتعزيز حضورها في المنطقة. (موقع عربي 21)
· أعلنت الحكومة الألمانية أنها قررت رفع القيود المفروضة على تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"، والتي قد تستخدم في قطاع غزة. (موقع عرب 48)
· كشفت "القناة 12" عن أزمة داخلية عميقة تضرب الجيش "الإسرائيلي"، إثر تقديم آلاف العسكريين الدائمين بمختلف الرتب والمستويات داخل المؤسسة العسكرية، طلبات رسمية للتسريح من الخدمة والتقاعد المبكر. (موقع عربي 21)
· أجرى طاقم وزاري "إسرائيلي" جولة على امتداد الحدود مع الأردن، في إطار إعداد "خطة قومية لتعزيز السيطرة الأمنية والاقتصادية والإستراتيجية على الأغوار وطول الحدود الشرقية مع الأردن. (موقع عرب 48)
· أعدّ سلاح الجو "الإسرائيلي" وثيقة إلى المستوى السياسي أشاار فيها إلى أن المهام التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في "الدائرة الثالثة" (إيران واليمن) بواسطة طائرات "إف 35" تعتمد على حصرية امتلاك "إسرائيل" لهذه المنصة في الإقليم، الأمر الذي يتيح تنفيذ عمليات سرية وعميقة بعيدًا عن حدود الدولة. (صحيفة رأي اليوم)
· كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ شركات الدفاع الأمريكية حازت على النصيب الأكبر من الصفقات العسكرية الأمريكية "للجيش الإسرائيلي" على مدار عامين من الحرب على قطاع غزة، مُشيرةً إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة الأمريكية لـ"إسرائيل" إلى 32 مليار دولار. وأوضحت التقارير أنّ الولايات المتحدة قدمت ما لا يقل عن 21.7 مليار دولار كمساعدات عسكرية، وأنفقت نحو 10 مليارات دولار إضافية على المساعدات الأمنية والعمليات في الشرق الأوسط. (موقع عربي بوست)
ثانيًا: تحليلات وتقديرات:
· رأى المحلل الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ميخائيل ميلشتاين، أن رغبة "ترامب" في الحفاظ على الاتفاق قد تدفع واشنطن إلى قبول تنازلات على حساب "إسرائيل"، مثل قبول تخلّي "حماس" عن أسلحتها الهجومية فقط من دون مطالبتها بإعلان نزع سلاحها بالكامل، مشيرًا إلى أنه ومع الاقتراب من إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، قد يزداد الضغط الأميركي على "إسرائيل" لتعميق الانسحاب من "الخط الأصفر". وأوضح "ميلشتاين" أن "إسرائيل" تقف عند منعطف استراتيجي، وعليها أن تعترف بأن أمامها خيارين فقط حالياً: إمّا المواجهة مع ترامب ووضع خطوط حمراء أمامه (وهو سيناريو ممكن، لكنه سيكلف ثمناً باهظاً)، وإمّا الاعتراف بالواقع المتغير ومحاولة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من حرية العمل (وبشكل خاص الحق في توجيه ضربات مستمرة ضد التهديدات المتطورة) وكذلك حق الفيتو ضد قراراتٍ تمسّ المصالح الإسرائيلية بشكل خطِر، وقد تعود إمكانات استئناف القتال في المستقبل البعيد، في حال فقد ترامب صبره تجاه تعنُّت "حماس"، ووافق على مطالب "إسرائيل". (مركز الدراسات الفلسطينية)
· رأى المحلل السياسي، طوني عيسى، أن واشنطن تتبع نهجًا مدروسًا تجاه "حزب الله" ينقسم إلى مرحلتين أساسيتين، بهدف إخضاعه من دون إطلاق رصاصة "الحرب الشاملة":
- المرحلة الأولى (الخطة "أ") المعتمدة حالياً، هي الضغط المالي والعقوبات والحصار السياسي. وهذا المسار يُعتبر الأفضل. ولذلك، تتعمّد واشنطن منح لبنان مهلاً طويلة ومتتالية، معتمدة على "القوة الناعمة" الصلبة، بهدف خنق "حزب الله" اقتصاديًا وسياسيًا ضمن البيئة اللبنانية، عبر تضييق الخناق على شبكاته المالية وإضعاف نفوذه السياسي، الأمر الذي يعتبر البديل الأكثر استدامة وتوافقاً مع استراتيجية الصفقات التي يريدها "ترامب".
- المرحلة الثانية، أي الخطة "ب"البديلة، وهي التصعيد العسكري القوي في شكل سريع، أي صاعق، إذا فشلت أدوات الضغط المالي والسياسي في تحقيق "الرضوخ المطلوب". (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· اعتبر تقدير أمني "إسرائيلي" أنّ تنامي قوة "حزب الله" المُتجددة لن تتوقف بضغط الهجمات على نطاقها الحالي، مشيرًا إلى أنه وفي ضوء مساعي إيران لاستعادة قدرات "حزب الله" من خلال نقل التمويل والأسلحة والعتاد، من المرجح أن يُشكل الواقع الناشئ في لبنان، مرة أخرى، تهديدًا استراتيجيًا كبيرًا "لإسرائيل"، يتطلب ردًّا واسع النطاق.
وأوضح التقدير بأنه وحتى لو انخفض مستوى التهديد المباشر على الحدود الشمالية - وخاصة سيناريو هجمات قوات الرضوان التابعة لحزب الله - في أعقاب الأضرار الواسعة التي لحقت بالوحدة وبنيتها التحتية في جنوب لبنان وسيطرة "إسرائيل" على المنطقة، فإن هذا لا يضمن استمرار السلام في القطاع الشمالي. ويظل التهديد الرئيسي لإسرائيل ينبع من قدرة الحزب على مواصلة إطلاق الصواريخ والقذائف من مناطق أبعد، ولا سيما البقاع. (موقع لبنان 24)
· رأت دراسة تحليلية أن مستقبل التفاوض بين سوريا و"إسرائيل" سيتوقف على قدرة الحكومة السورية على ترميم جبهتها الداخلية وتوسيع شرعيتها السياسية، وفي المقابل على استعداد "إسرائيل" لتقييد عملياتها، فضلًا عن استمرار الدعم التركي والسعودي لسوريا، والرهان الأمريكي على أهمية استقرار سوريا، ولذلك فإن السيناريوهات المحتملة لهذا المسار تتلخص وفق ما يلي:
- السيناريو الأول (مرجّح): اتفاق أمني دون التطبيع يكرّس خفض التصعيد دون أن يُفضي إلى اتفاق سلام أو انخراط في الاتفاقيات الإبراهيمية. وقد يشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات "الإسرائيلية" من بعض النقاط، مقابل ترتيبات سورية تمنع السلاح الثقيل والوجود الفلسطيني والإيراني.
- السيناريو الثاني(احتمال متوسط): تصعيد بسبب السويداء قد يقلب هذا التوازن في أي لحظة، خصوصًا إذا ترافق مع حادثٍ أمنيٍ كبير، مما يجدد احتمالات التصعيد وبالتالي تعثر الاتفاق مجددا، ويعيد الجنوب إلى مستوى توتر مرتفع.
- السيناريو الثالث(احتمال محدود): انهيار مسار التفاوض وتفجر مواجهة موسعة، إذ قد تقرر حكومة الاحتلال حسم "التهديد" السوري باستهداف النظام الجديد الذي يمتنع عن تقديم تنازلات كافية، ومن ثم يتفجر صراع من الممكن أن يتوسع لأطراف أخرى بما في ذلك تركيا. (موقع أسباب)
· رأت مصادر سياسية متابعة أنّ استهداف مخيم "عين الحلوة"، المخيم الفلسطيني الأقدم والأكبر في لبنان، يأتي في إطار استراتيجية واضحة تهدف إلى إدخال المخيمات الفلسطينية رسميًا إلى دائرة النار، وتحويلها عنوانًا لمواجهة داخلية في لبنان من باب السلاح المتواجد فيها. فإسرائيل، تدرك أنّ استهداف مسألة سلاح المخيمات، التي فُتحت منذ أشهر، وخمدت بعض الشيء في الأسابيع الماضية، ستخلق توترات داخلية تزيد الضغط على السلطة اللبنانية، وربما تساهم بفتح الباب أمام فرض شروط أمنية جديدة على لبنان. كما اعتبرت المصادر أن استهداف مراكز مدنية، بغض النظر إن كانت تتبع لحركة حماس أم لا، يعني أن لا خطوط حُمر "إسرائيلية" في التعامل مع المخيمات الفلسطينيية في لبنان، وتوجيه ضربات مكثّفة داخل بيئات مدنية مكتظة. (موقع النشرة، لبنان)
· رأت مصادر متابعة أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن تندرج في إطار الضغوط الأمريكية لإحداث تغيير في عقيدة الجيش اللبناني، بحيث يتوقف عن اعتبار "إسرائيل" بلداً عدواً، والتوقف عن استخدام خطاب تحريضيّ ضد إسرائيل، وذلك إثر معلومات ترددت بأن أحد عوامل النفور بين الموفدة السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس وقائد الجيش كان اعتراضها على استخدام الأخير عبارة جيش العدوّ الاسرائيليّ (IEA)، فضلًا عن أن الأميركيين يريدون صراحة من الجيش الامتناع عن التصرف كمحايد في المعركة مع حزب الله، بل أن يكون في صف الفريق العامل على تفكيك الحزب ومؤسساته العسكرية والمالية، ولو أدّى ذلك إلى صدام داخلي. واعتبرت المصادر أن الجيش اللبناني يدخل مرحلة تدقيق سياسي غير مسبوقة بحيث بدأت واشنطن فعليًا بمراقبة خطاب الجيش ومواقفه، وأن أي بيان أو موقف رسمي قد يُفسَّر على أنه "انحياز" سيؤدي إلى مزيد من الضغوط، وربما إلى تعليق بعض بنود برامج التدريب والدعم، مما يعني أن ما حصل ليس عارضاً، بل بداية تحول حقيقي في كيفية تعامل واشنطن مع الجيش اللبناني. (صحيفة العربي الجديد)
· رأت دراسة بحثية أنه وبعد تهاوي شبكة المليشيات الموالية لإيران، تبدو "حالة الفراغ" التي تعيشها سياسة طهران الخارجية مُنكشِفةً أمام عدّة سيناريوهات، يفترضُ بعضُها ترميم شبكة الميليشيات لمواصلة التأثير على المشهد الإقليمي، في حين يفترض بعضُها الآخر دخول المنطقة عمليّاً مرحلة ما بعد الميليشيات. وضمن سيناريوهات الطَّيْف الأوّل (المُكوث ضِمْن مرحلة الميليشيات) يُمكنُ الإشارة إلى السّيناريوهين التّاليَيْن:
- السّيناريو الأول:استمرار التعامل الإيراني مع الميليشيات العقائدية الموالية. ويفترضُ هذا السيناريو أنّ القضَاء على شبكة الميليشيات ليس مُمكِناً بعدُ، وأنّ هذه التنظيمات لا تزال تستند على قواعد اجتماعية مُتماسِكَة، سوف تُمكِّنُها من الصُّمود في وجه الضُّغوط، والضّربات الإسرائيليّة، كما ستضمنُ استمرار ولائها للنظام الإيراني. ومن هذا المنظور فإن هذه الشبكة ستبقى قائمة، وفاعلة، على رغم كل الضّربات التي تلقّتها، وأنّ على المؤسسات الإيرانيّة المَعنيّة أنْ تعمل على صيانتها فحَسْب، لتعودَ إلى مُستوى الفاعليّة السّابق بعدَ فترةٍ من الزّمن.
- السّيناريو الثاني:العودة خطوة إلى الوراء، دونَ التّخلي الكامل عن الميليشيات. وفي سياق هذا السيناريو، ستعملُ إيران على العودة من زمن التّعامل مع الميليشيات المتكاملة، إلى زمنِ التّعاون مع الجاليات الشيعيّة، والتنظيمات العسكريّة/العقائديّة المحدودة المُقرّبة منها. ويعني هذا السيناريو تراجُعاً مؤقّتاً بُغيةَ العمل على إعادة تأهيل الميليشيات، والجاهزية للمرحلة المقبلة. وعلى الرّغم من أنّ هذا السيناريو يبدو أكثر واقعيّةً من السّيناريو الأول، إلّا أنّ ثمّةَ ما يعيقُ تحقُّقَهُ أيضاً، وذلك في ضوء الإرادة القويّة التي تُظهِرُها الولايات المتّحدة وإسرائيل للتّخلُّص نهائيّاً من ظاهرة الميليشيات.
بالمقابل، ثمّةَ سيناريوهاتٍ من طيفٍ آخر، يفترضُ أنْ يعمل النظام الإيراني على الاستعداد لمرحلة ما بعد الميليشيات، ومنها:
Ø السّيناريو الأوّل:استعداد إيران للتحوُّل إلى "مرحلة ما بعد الميليشيات"، والولوج إلى زمن الدولة الطبيعية. وهو ما يتضمّن تولّي الجهاز الدّبلوماسي الإيراني الرّسمي (وزارة الخارجية الإيرانية) زمامَ الأُمور في البلدان التي كان يتحكّم فيها سابقاً "الحرس الثوري"، ولكن هذا السيناريو يبدو مفرطاً في التّفاؤُل، ومُستعصياً جدّاً على التحقُّق، وذلكَ في ضوء طبيعة النظام السياسي الإيراني المبني على العقيدة، والمحكوم بهيمنةِ مؤسساتٍ تخضعُ لمنطق الثورة على عمليّة صنع القرار السّيادي الإيراني.
Ø السّيناريو الثّاني: اعتماد النّظام الإيراني خيارَ الاستفادة ممّا تبقّى من الميليشيات، وقواعدها الاجتماعيّة والسياسيّة، بوصفها "أوراقاً سياسيّة" داخل الأنظمة السياسيّة المحليّة. ويعني هذا السيناريو الذي يبدو أكثرَ واقعيّةً من السّيناريوهات الأُخرى، أنْ تتّخِذَ إيران خطوةً إلى الأمام، في سبيل التخلّي عن المرحلة التقليديّة لظاهرة الميليشيات، وأنْ تدعم مسارَ دمجِها في الهيكل السياسي للبلدان المُستهدَفة، لتتحوّل بذلك من "زمن الهيمنة" من خلال ميليشيات عقائدية موالية لها، إلى "زمن التأثير على القرار السياسي" من خلال تنظيماتٍ سياسيّة مُتحالفة معها.
وخلصت الدراسة إلى أنه وبغضّ النّظر عن جميع تلك السيناريوهات، فإنّ من المؤكد أنّ تهاوي شبكة الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني سيفتحُ البابَ أمامَ "فراغٍ دبلوماسي"، نتيجةَ انخفاضِ سطوة "الحرس" على القرار الدبلوماسي في عدّة بلدان في منطقة الشرق الأوسط، بعدَ أنْ كانت هذه المؤسّسة الثورية تتحكّمُ بالقرار فيها، وقد يخدمُ هذا الفراغ، جهاز وزارة الخارجية الإيرانية، من أجلِ إعادةِ فرضِ سُلطتها على البلدان المذكورة، لكنّ هذا المسار، سيُواجه مقاومةً من مؤسسة "الحرس" التي لا تزالُ تتمتّعُ بسلطاتٍ سياديّة، ونفوذٍ قويّ بالرغم من الضربات التي تلقّتها. (مركز الإمارات للسياسات)
ثالثًا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة:
· تحذير محللين "إسرائيليين" من تنازلات أميركية في ملف سلاح حماس يأتي من حقيقة أن ترامب يستبعد خيار إعادة العمليات العسكرية في غزة، ويكتفي بإطلاق يد الاحتلال في استهداف مجموعات المقاومة وكوادرها، وهو نهج يترك لحماس مساحة مرنة من إعادة التكيف وليس القضاء على نفوذها على الأرض، خاصة وأن كافة الخطط المطروحة لإدارة القطاع مدنياً وأمنياً مازالت غير مكتملة وتواجه تحديات معقدة. بالإضافة لذلك، فإن التباين حول مسائل أخرى مثل المشاركة التركية يزيد قلق "إسرائيل" ويزيد من احتمالات التباين التكتيكي مع واشنطن وهو أمر تحاول تل أبيب تجنبه.
· التوجه السعودي نحو قوة تفتيش بحرية في باب المندب مع ترتيبات لنشر قوات مشتركة وتفتيش سفن إلى الحُديدة، تشير إلى أن ملف الأمن في البحر الأحمر مازال ملفاً مفتوحاً على مبادرات القوى الإقليمية التي تسعى لفرض نفوذها، ويظهر هذا أيضا مع بحث تل أبيب عن نقاط ارتكاز في القرن الأفريقي (صوماليلاند). لكنّ التحرك الإسرائيلي سيكون محفزا للسعودية ومصر وربما تركيا للقيام بترتيبات مشتركة، أو فردية، نظراً لحساسية البحر الأحمر الأمنية لدى القاهرة والرياض، والشراكة الدفاعية بين تركيا والصومال.
· وفي نفس الوقت، فإن التحرك السعودي يتضمن احتمال أن المملكة قررت مواجهة التحركات الإماراتية "الإسرائيلية" المشتركة في الجزر اليمنية، خاصة وأن ذلك تزامن مع طرح ولي العهد السعودي ملف السودان على ترامب. لذلك؛ فإن الفترة القادمة قد تشهد موجة من التوتر السعودي الإماراتي على وقع التباينات بخصوص السودان واليمن، وحدود الدور "الإسرائيلي" في أمن باب المندب.
· رغم التحركات الفرنسية، فإن لبنان مازال يتّجه إلى هدنة أمنية مشروطة تقتصر إدارتها على أدوات مالية–قانونية–دبلوماسية، لا عبر حسم عسكري. حيث ما زالت احتمالات العمل العسكري قائمة، وإن اختلفت التقديرات حول طبيعته. وفي كل الأحوال، سيكون من المرجح أن تواصل قوات الاحتلال هجماتها في ظل أن الحزب يواصل إعادة بناء قدراته والاستعداد لمواجهة أخرى.
· بصورة عامة، يرسم هذا الرصد ملامح مشهد إقليمي تتلخص في تسويات أمنية مُجزّأة لأغلب النزاعات القائمة، تُدار بأدوات مالية–قانونية– وعبر وكلاء محليين، دون اتفاقات أو تسويات شاملة. وبينما تحتفظ واشنطن بموقعها كضابط لصراعات المنطقة، فإنها تديرها جميعا وفق نهجها الأساسي: العمل على تفويض قوى المنطقة بإدارة مشاكلها، وتمسك واشنطن بتقليص تدخلها. وهو نهج يفاقم من التنافس بين حلفاء واشنطن أنفسهم (السعودية وتركيا والإمارات ومصر و"إسرائيل") ومن ثم يدفع واشنطن لزيادة جهدها الدبلوماسي وليس العكس، ويبقي على النزاعات دون حسم.