الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس عملية إنهاك منظم وضغط عسكري على الحاضنة الشعبية لفرض صفقة على المقاومة وفق شروطه

الساعة : 14:30
22 أغسطس 2024
الاحتلال

الحدث:

أعلن جيش الاحتلال عن أرقام البلوكات للمناطق التي يجب على المواطنين إخلاؤها في قطاع غزة، والتوجه نحو "المناطق الإنسانية" التي سبق أن حددها غرب محافظتي خان يونس ودير البلح، وأعاد الإعلان مجددًا عن مناطق جديدة للإخلاء، والتي كانت تعد ضمن "المناطق الإنسانية" التي حددها سباقًا غرب المحافظتين.

الرأي:

تؤوي تلك المناطق أكثر من 1.8 مليون نازح في مساحة لا تتعدى نحو 11% من إجمالي مساحة القطاع وتفتقد لأبسط مقومات الحياة، وتنتشر فيها الأمراض والأوبئة المختلفة نظرًا لانهيار القطاع الصحي، بسبب الاستهداف المتواصل للمستشفيات والنقاط الطبية في تلك المناطق. من جهته، يزعم جيش الاحتلال أنها "مناطق "إنسانية"، بينما ارتكب فيها عشرات المجازر التي كان أكبرها مجزرة المواصي غرب خان يونس الشهر الماضي؛ حيث استُهدف عشرات الخيام وقتل مئات النازحين، كما سبق ذلك ارتكابه عشرات المجازر ضد مراكز الإيواء والمدارس في مختلف مناطق القطاع.

إن تزامن استراتيجية الضغط العسكري والإنساني الهائل هذه على تلك المناطق وتحويلها لجحيم، مع الانهيار الوشيك لجولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة التي انطلقت في الـ15 من الشهر الجاري، يشير إلى سعي الاحتلال للضغط على المقاومة للقبول بصفقة وفقًا لشروطه، بحيث لا تضمن إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع، مع بقاء سيطرته الأمنية على مفاصل القطاع. وقد بدأ الاحتلال ذلك بالاجتياح البري لمنطقة بني سهيلا شرق خان يونس ودفع الناس لإخلائها تحت القصف المكثف، ثم انتقل إلى القرارة شمال المدينة وصولًا لمنطقة حمد وأصداء غرب المدينة فيما يستمر الضغط لتقليص مساحة المنطقة الإنسانية. ويطبق الأمر نفسه حاليًا في دير البلح ومخيمات الوسطى؛ حيث بدأ بمخيمات المغازي والبريج وشرق الدير، ويضغط حاليًا من جنوب الدير في محاولة لتقليص المنطقة الإنسانية، إضافةً لتحقيق هدف جديد يتمثل في فصل المنطقة الإنسانية ومحاولة محاصرتها لا سيما في المنطقة الفاصلة بين خان يونس ودير البلح.

وعليه، يسعى الاحتلال لتطبيق عملية إنهاك منظم وضغط عسكري على المدنيين والحاضنة الشعبية، التي أصبحت محصورة في مربعات صغيرة غرب خان يونس ودير البلح دون أدنى مقومات للحياة، وذلك للضغط على المقاومة لقبول المقترح الأخير وفقًا للشروط "الإسرائيلية". ومن المرجح استمرار الضغط العسكري على الحاضنة الشعبية في محاولة لانتزاع الصفقة في ظل مراوحة الأمور مكانها، غير أن ذلك قد يؤدي لتفجر الأوضاع في جبهات أخرى، خصوصًا بعد إعلان "كتائب القسام" و"سرايا القدس" العودة للعمليات الاستشهادية في قلب المدن "الإسرائيلية"، ردًا على مواصلة ارتكاب المجازر في القطاع. يضاف إلى ذلك، تصاعد المواجهة في الشمال والترقب السائد بعد تعهد مكونات محور المقاومة بالرد على عمليات الاغتيال في طهران وبيروت.