تركيا تضيف منصات جديدة لترسانتها البحرية ستعزز مكانتها الإقليمية والدولية

الساعة : 16:30
26 أغسطس 2024
تركيا تضيف منصات جديدة لترسانتها البحرية ستعزز مكانتها الإقليمية والدولية

الحدث:

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في حفل بولاية موغلا بمناسبة افتتاح حوض أكساز لبناء السفن والغواصات وتسليم منصات بحرية جديدة للقوات التركية، دخول الغواصة "بيري ريّس" للخدمة، والتجهيز لإدخال الغواصة محلية الصنع "خضر ريّس" إلى الخدمة عام 2025، والغواصة "مراد ريّس" 2026، وذلك ضمن مخطط لإدخال ست غواصات إلى الخدمة بحلول عام 2029، فضلًا عن التخطيط لبناء حوض سفن جديد في ولاية مرسين.

الرأي:

تُولي أنقرة أهمية كبيرة لتطوير قدرات قواتها البحرية؛ حيث يجري حاليًا بناء وتجهيز 200 منصة بحرية إضافةً إلى 40 مشروعًا لتصنيع وحدات مسيّرة غير مأهولة وبناء أحواض سفن جديدة، بما يتضمنه ذلك من تدريب كوادر فنية وإجراء عمليات تصنيع وصيانة.

وقد تم تكليف البحرية التركية بمهمتين رئيسيتين حتى تسعينات القرن العشرين؛ الأولي ضمن حلف "الناتو" للدفاع عن البحر الأسود ومضيقي البوسفور والدردنيل ضد التمدد السوفييتي، بينما ترتبط الثانية بالدفاع عن المصالح البحرية التركية في القوس الممتد من شمال بحر إيجه إلى قبرص شرق البحر المتوسط. ومع نهاية الحرب الباردة، أصبح التنافس مع اليونان المحرك الرئيسي للنشاط البحري التركي؛ سواء لتعزيز الموقف في قبرص أو لدعم مطالب أنقرة في موارد الطاقة شرق المتوسط وحماية مناطقها الاقتصادية الخالصة.

والملاحظ في هذا السياق تمركز أحواض السفن التركية الجديدة على سواحل البحر المتوسط وبحر إيجه، ما يعزز العمليات البحرية في المنطقة، وهو ما يوضح الإصرار التركي على عدم السماح لليونان بمحاصرة تركيا بحريًا عبر سلسلة الجزر التي تسيطر عليها أثينا قرب السواحل التركية. ومع هذا، فما زال من المرجح أن تكون الأوضاع الأمنية في بحر إيجه مستقرة عمومًا في الأجل القريب، في ظل أن السياسة التركية الراهنة تميل لاحتواء التوترات وتجنب التصعيد مع الغرب.

إضافةً لذلك، فإن سعي أنقرة الحثيث لامتلاك ومراكمة قدرات بحرية متطورة يدعم نهج عدم الاكتفاء بقوة بحرية للدفاع عن السواحل، وإنما للتحرك باتجاه المياه العميقة وامتلاك القدرة على إسقاط القوة العسكرية وتنفيذ عمليات إمداد لوجيستي في بلاد أخرى مثل الصومال وليبيا، وهو ما يعدّ ضرورة كي تواصل تركيا لعب أدوار أكبر في محيطها الإقليمي، كما سيعزز من وزنها كأحد مصنّعي وموردي الأسلحة عالميًا.