تعيين "بيندر" رئيسًا لشعبة "أمان" لخبرته وتجربته العسكرية الكبيرة في معظم حروب "إسرائيل" على جبهتي لبنان وغزة

الساعة : 16:45
23 أغسطس 2024
تعيين

الحدث:

أعلن الجيش "الإسرائيلي" تنصيب اللواء "شلومي بيندر" رئيسًا لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، خلفًا لرئيسها السابق، اللواء أهارون حاليفا، الذي أنهى مهامه بعد أربعة أشهر من استقالته على خلفية الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى الفشل في التنبؤ بهجوم السابع من أكتوبر.  وجرت مراسم تسليم واستلام المنصب في قاعدة "غليلوت"، التي تضم وحدات من الشعبة، بالقرب من مدينة هرتسليا وسط "إسرائيل".

الرأي:

جاء تنصيب "بيندر" رئيسًا جديدًا لشعبة "أمان" وسط تصاعد الحرب والمواجهة على جبهات عديدة، وفي ظل سلسلة من التعيينات الجديدة التي شملت مناصب رفيعة في قيادة الجيش وهيئة الأركان، وذلك مع استمرار المطالبة بإجراء تحقيقات شاملة حول الإخفاقات في هجوم السابع من أكتوبر، ومحاسبة المسؤولين عن الفشل الاستخباري والأمني الكبير، بما في ذلك مطالبة رئيس هيئة الأركان، هرتسي هاليفي، بالاستقالة ومغادرة منصبه. بل إن الإعلام "الإسرائيلي" انتقد اختيار "بيندر" للمنصب الرفيع، كونه كان يشغل منصب رئيس شعبة العمليات في "أمان" أثناء هجوم "طوفان الأقصى"، الأمر الذي يجعله أحد كبار العسكريين المسؤولين عن الفشل في اكتشاف الهجوم والتصدي له.

ويعد منصب رئيس "أمان" ثاني أهم منصب في قيادة الجيش بعد رئيس الأركان؛ حيث يعتبر الجهاز أكبر الأجهزة الاستخباراتية العسكرية في "إسرائيل"، وهو المسؤول عن تزويد الحكومة والمستوى السياسي بالتقييمات الاستراتيجية التي تصاغ على أساسها السياسات العامة وتقديرات المواقف، لا سيما فيما يتعلق بقضايا الحرب. لذلك، جاء اختيار اللواء "بيندر" الذي يتمتع بتاريخ عسكري ومهني منذ انضمامه للجيش كضابط، ودراسته للعلوم الاستراتيجية في جامعة الأمن القومي بواشنطن. وقد بدأ "بيندر" خدمته العسكرية مطلع التسعينات في وحدة النخبة "سيرت ماتكال"، حتى وصل لمنصب قائد "لواء غولاني" في المنطقة الشمالية ثم قائدًا لتشكيل الجليل ثم رئيسًا لقسم العمليات في "أمان". وخلال الحرب الحالية كان "بيندر" مكلفًا بتنسيق إدارة الحرب في هيئة الأركان، وبحكم تجربته العسكرية فقد شارك في معظم حروب "إسرائيل" على لبنان وغزة في العقود الثلاثة الأخيرة.

وبالتالي، يعتبر "بيندر" خبيرًا أكثر من غيره في الوضع على الجبهة الشمالية ولبنان، وقد يكون هذا ما رجح تعيينه في هذا الوقت بالذات في ظل تصاعد المواجهة هناك، والترقب السائد في "إسرائيل" حول الكيفية التي سيرد بها "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري "شكر" في الضاحية الجنوبية، إضافةً للرد الإيراني المحتمل على اغتيال "هنية" في طهران.

من جهة أخرى، قد يفتح تعيين "بيندر" الطريق أمامه نحو رئاسة الأركان، باعتباره أحد أبرز الأشخاص للمنصب في حال استجابة "هليفي" للمطالب باستقالته، أو إذا استقال فيما بعد في ظل استمرار الحديث عن تحميله الجزء الأكبر من الإخفاقات سواء عن صد هجوم السابع من أكتوبر أو تحقيق أهداف الحرب واستعادة الأسرى بعد مرور أكثر من عشرة أشهر من بداية الحرب.