اتفاق بغداد وواشنطن على جدولة انسحاب قوات التحالف لن يؤثر على النفوذ الأمريكي في العراق

الساعة : 15:45
11 سبتمبر 2024
اتفاق بغداد وواشنطن على جدولة انسحاب قوات التحالف لن يؤثر على النفوذ الأمريكي في العراق

الحدث:

قال وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، إن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق على مرحلتين، مرجّحًا توقيع الاتفاق خلال أيام. وأوضح "العباسي" أن التفاهم يتضمن مرحلة أولى من أيلول/ سبتمبر الجاري حتى الشهر نفسه عام 2025، تشمل بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين، تليها المرحلة الثانية من أيلول/ سبتمبر 2025 حتى الشهر ذاته عام 2026 والتي سيتم فيها الانسحاب من كردستان. ولفت "العباسي" إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اعتبر أن سنتين غير كافيتين لإتمام الانسحاب لكن بغداد رفضت بالتأكيد طرحه سنة ثالثة. من جانبه، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، سبهان ملا جياد، إن "الاتفاق تم"، لافتًا إلى أن "اللجنة العسكرية العليا المعنية بهذا الملف رفعت مقرراتها ونتائج الاجتماعات إلى الجهات السياسية لكلا البلدين بانتظار توقيعه".

الرأي:

كان من المفترض أن يصدر الإعلان الرسمي عن انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" قبل أسابيع، لكن تم تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، وما تبعه من تصعيد إيراني "إسرائيلي"، وكذلك لتسوية بعض التفاصيل الفنية المتبقية. جدير بالذكر أن الضغوط التي تمارسها الفصائل المسلحة والقوى المدعومة من إيران تجعل بغداد مضطرة للتمسك بطلب وضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف.

في الوقت نفسه، يأتي هذا الاتفاق في ظل مخاوف إزاء قدرة القوات الأمنية العراقية على السيطرة على التحديات التي يفرضها تنظيم "داعش"، ومخاوف أطراف عراقية وكردية من احتمال أن ينتج عن الانسحاب تزايد النفوذ الأمني لإيران في العراق. ورغم تلك التخوفات، من غير المرجح أن يؤدي الانسحاب الدولي من العراق إلى إعادة إحياء "داعش" بما يهدد أمن البلاد مجددًا، كما إن تأثير الانسحاب على النفوذ الأمني للولايات المتحدة في العراق مازال محل شك، في ظل العلاقات الأمنية والعسكرية الوثيقة بين الجانبين، والتي لا تقتصر على تواجد قوات أمريكية عاملة في العراق.

من جهة أخرى، فإن انسحاب قوات التحالف لا يعني انسحاب كافة القوات الأمريكية من العراق؛ لأن تواجد القوات الأمريكية تحكمه اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، إضافةً إلى الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين، الأمر الذي يُمكّن الحكومتين العراقية والأمريكية من الاحتفاظ بعدد من القوات الأمريكية في العراق، تحت مسمى آخر غير "التحالف الدولي"، والتي على الأرجح ستكون لها صفة استشارية. ومن جانب آخر، تحرص واشنطن على تجنب إخلاء العراق لمنافسيها، مثل الصين أو روسيا أو إيران، لشغل الفراغ الأمني الذي سوف تتركه. يُذكر أن الولايات المتحدة تحتفظ حاليًا بـ2500 جندي في العراق، إضافة إلى 900 جندي في سوريا، في إطار التحالف الذي تم تشكيله لمحاربة "داعش" عام 2014.