تطورات الأجهزة الأمنية
ترأس الرئيس أردوغان اجتماعاً أمنياً بإسطنبول بحضور نائبه جودت يلماز، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية، ورئيس جهاز المخابرات الوطنية، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، لبحث الرد على الهجوم الذي استهدف مقر شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في العاصمة أنقرة. فيما عقد البرلمان جلسة سرية بمشاركة وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر لتقديم إحاطة حول هجمات "إسرائيل" والتطورات في الشرق الأوسط. إلى ذلك، استقبل أردوغان وزيري العدل والصحة للاطلاع على مستجدات قضية استغلال شبكة إجرامية من الأطباء وغيرهم للأطفال حديثي الولادة في الاحتيال على مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
وعلى صعيد المؤتمرات واللقاءات الثنائية، حضر وزير الدفاع يشار غولر في بروكسل اجتماعات "وزراء دفاع الناتو" و"التحالف الدولي لمحاربة داعش". كما زار غولر كوسوفو حيث اجتمع مع نظيره الكوسوفي، واستقبل في أنقرة سفيرة البرتغال، ورئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية، والمديرة العامة لوكالة الدعم والإمداد التابعة لحلف الناتو ستيسي كامينغز، كما سافر غولر إلى إندونيسيا لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد المنتخب برابوو سوبيانتو. كذلك حضر غولر معرض تكنوفيست 2024 في أضنة، وشارك في افتتاح معرض "ساها إكسبو" للصناعات الدفاعية في إسطنبول.
من جهته، زار رئيس هيئة الأركان العامة متين غوراك شمال مقدونيا حيث اجتمع مع نظيره المقدوني، ومع رئيسة "شمال مقدونيا"، كما زار إيطاليا للقاء نظيره الإيطالي. من جهته، زار قائد القوات البرية وقائد الجيش الثاني وقائد القوات الخاصة وقائد الفيلق السادس مدينتي إدلب وعفرين في سوريا، فيما استقبل قائد القوات الجوية نظيره السعودي تركي بن بندر بن عبد العزيز آل سعود.
أما وزير الخارجية هاكان فيدان، فقد اجتمع بأنقرة رفقة رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، كما اجتمع هاكان مع رئيس مجلس شورى حركة حماس محمد درويش وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس.
وعلى صعيد التنسيق الأمني، انعقد اجتماع دوري في مدينة ماكو الإيرانية للجنة الأمنية الفرعية التركية الإيرانية لبحث أمن الحدود بين البلدين، فيما زار وفد من قيادة القوات البرية اليونانية قيادة القوات البرية التركية ضمن تدابير بناء الثقة بين الدولتين. وكذلك زار وفد من معهد دراسات الأمن القومي النيجيري هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة. إلى ذلك، وقعت وزارة الدفاع اتفاقيات تدريب وتعاون في المجالات العسكرية مع كوسوفو والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وساحل العاج والصومال والإمارات، فيما وقّع وزير الدفاع خطاب نوايا مع وزيري الدفاع الروماني والبلغاري، لتنسيق تسريع حركة القوات العسكرية بين تركيا ورومانيا وبلغاريا، في حين وقعت وزارتا العدل في تركيا والمجر مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مكافحة الجريمة.
على صعيد المناورات العسكرية، نفذت البحرية بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبرية وخفر السواحل مناورة "ذئب البحر-1" في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. كما شاركت قوات تركية في مناورات "فالكون سترايك 2024" بالإمارات، و"كوتاواي" في فرنسا، و"درع السند" في باكستان، و"المبارزة الصامدة" في النرويج، "نبتون سترايك" التي نظمها حلف الناتو في البحر الأدرياتيكي، ومناورات مشتركة للحرب الإلكترونية في قونية، ومناورة للتدابير المضادة للألغام في بحر إيجة باليونان، ومناورة للدفاع الجوي المشترك في الأردن، وتدريبات لمركز قيادة فرقة العمل التركية الأردنية في كيركلاريلي.
وعلى صعيد العقود العسكرية، أعلن خلوق بيرقدار رئيس مجلس إدارة معرض "ساها إكسبو" للدفاع والطيران توقيع 133 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 6 مليارات و189 مليون دولار، ومن أبرزها عقد وقعته وقعت مجموعة "أسان" لإنتاج القنابل والأسلحة الثقيلة والذخيرة مع مجموعة "إيدج" الإماراتية، و"شركة لهب" التابعة لها. في المقابل، وافقت الحكومة الألمانية على صفقة أسلحة لتركيا بمبلغ 171 مليون دولار تشمل 28 طوربيداً طراز "سي هيك"، بالإضافة إلى 100 صاروخ موجّه من إنتاج شركة إم بي دي إيه"
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار توقيع اتفاقية جديدة بين شركة النفط التركية "TPAO" وهيئة البترول الصومالية، للتنقيب عن النفط والغاز في الصومال.
· تلقى البرلمان مذكرة رئاسية لتمديد مهمة القوات التركية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، مدة عام آخر.
· تقدم نواب حزب العدالة والتنمية بمشروع قانون تعديل الضرائب يتضمن فرض ضريبة 750 ليرة على البطاقات الائتمانية التي يتجاوز حدها 100 ألف ليرة، وتخصيصها لصالح الصناعات الدفاعية الوطنية.
· أعلنت لجنة الانضباط العليا في وزارة الدفاع فصل الجنرال بلال تشوكاي وسحب رتبته العسكرية بعد ثبوت تورطه بتهريب مهاجرين سوريين بطرق غير شرعية بسيارته الرسمية إلى داخل تركيا.
أبرز الأحداث الأمنية
· توفي فتح الله غولن في ولاية بنسلفانيا الأميركية، والذي تتهمه السلطات التركية بالمسؤولية عن المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.
· نفذ رجل وامرأة من حزب العمال الكردستاني هجوما على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في العاصمة أنقرة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين، فضلا عن مقتل منفذي الهجوم. وذلك بعد يوم من إعلان دولت بهتشلي، حليف أردوغان، عن توجه حكومي للمصالحة مع الأكراد.
· قُتل الجندي سيفر آلان بهجوم في منطقة عمليات المخلب والقفل شمال العراق.
· أعلنت وزارة الدفاع شنّ هجمات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق وتدمير 47 موقعًا، فيما استهدفت الاستخبارات 120 موقعا، بينما أعلن الرئيس أردوغان استهداف أكثر من 470 نقطة للحزب عقب الهجوم على مقر شركة توساش وتصفية 213 مسلحا.
· أوقفت السلطات الأمنية التركية رئيس بلدية أسنيورت في إسطنبول أحمد أوزار بتهمة العضوية في حزب العمال الكردستاني.
· أعلن وزير الداخلية تصفية عضو حزب العمال رمضان أكتاش المدرج على النشرة الحمراء للمطلوبين خلال مداهمة منزل في ولاية ماردين، كما تمت تصفية أوزجان غوناي بمداهمة منزل آخر بقضاء صافور.
· أعلنت الاستخبارات تصفية القياديين في قسد حسين أوزتورك وفيدان فاتي بمنطقة تل رفعت شمال سوريا، والقياديتين بحزب العمال جائزة سلبر وأمينة أولاش في عملية بمدينة السليمانية شمال العراق، ومسؤول ولاية هكاري في الحزب سيركان نازليي بعملية في ريف هاكورك شمال العراق، والقيادية في قسد هازال بيلغا بمنطقة عامودا بمحافظة الحسكة السورية.
· أعلن وزير الداخلية توقيف 176 شخصاً يشتبه بانتمائهم لحزب العمال في مداهمات شملت 31 ولاية، فيما أوقفت أجهزة الأمن باسطنبول 35 شخصاً بتهمة التخطيط لإحداث أعمال شغب لصالح حزب العمال الكردستاني.
· أعلنت وزارة الدفاع ضبط عشرة صواريخ مضادة للدبابات وسبعة صواريخ محمولة على الكتف وقذائف هاون، خلال عمليات تمشيط في هاكورك شمال العراق.
· ألقت الاستخبارات التركية القبض بعملية في دولة أفريقية على أحمد باي كارا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وتنفيذه هجمات ضد القواعد التركية في شمال سوريا، ثم أوقفت إثر التحقيقات معه شخصا آخر بولاية أضنة داخل تركيا.
· أعلنت وزارة الدفاع استسلام ثلاثة من عناصر حزب العمال إلى مركز حدودي بمدينة الخابور، واستسلام عنصرين آخرين إلى مراكز شرطة الحدود في أكشاكالي ويوكسيكوفا.
· توجّهت سفينة "الريس عروج" إلى سواحل الصومال في مهمة للتنقيب عن النفط رفقة سفينتي دعم وإسناد وسفينة تتبع إضافة إلى فرقاطتين تابعتين للبحرية التركية.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يشير الهجوم على مقر شركة "توساش" إلى اعتراض قيادات في حزب العمال، خاصة المتواجدة في سوريا والعراق، على مسار المصالحة المحتملة مع الحكومة التركية، التي تبدو راغبة في الدفع باتجاه مصالحة لتفكيك تحالف المعارضة من جهة، ومن جهة أخرى لتمتين الجبهة الداخلية في ظل احتمالات توظيف "إسرائيل" لورقة المسلحين الأكراد في للانتقام من أنقرة. حتى الآن، من المرجح أن تكون وتيرة هذا المسار بطيئة، وربما تشهد تعثرات في ظل الانقسام بين القيادات العسكرية الكردية في الخارج والقيادات السياسية في الداخل إزاء الاستجابة لتوجه الحكومة.
· يشير إرسال سفن حربية تركية رفقة السفينة "الريس عروج" للتنقيب عن النفط والغاز أمام سواحل الصومال إلى تعزيز التواجد العسكري التركي في القرن الأفريقي، وإعطاء الأولوية لتعزيز أمن الطاقة بهدف تقليل استيراد النفط والغاز. ويرسل هذا رسالة واضحة حول التزام تركيا بدورها كضامن لأمن الصومال البحري في ظل التوتر المتصاعد في القرن الأفريقي.
· يشير توقيع تركيا لخطاب نوايا مع رومانيا وبلغاريا لتنسيق تسريع حركة القوات العسكرية بين الدول الثلاثة، بعد شهور معدودة من تشكيلهم "مجموعة عمل مكافحة الألغام في البحر الأسود"، إلى الحرص على تشكيل هياكل جماعية لتنسيق الأنشطة العسكرية، ضمن إجراءات لضمان الأمن في البحر الأسود خارج إطار حلف الناتو لتجنب استفزاز روسيا.
