تطورات الأجهزة الأمنية
استضاف رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن، جولة مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بمشاركة رئيس الموساد، ديفيد برنياع، ورئيسي المخابرات الأمريكية، ويليام بيرنز، والمصرية، حسن رشاد. بموازاة ذلك، يدرس وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خطة إماراتية "إسرائيلية" للحكم في غزة، تدعو إلى نشر قوات دولية لتقديم المساعدات وإرساء النظام، تشمل جنوداً إماراتيين، شريطة تلقي دعوة من السلطة الفلسطينية بعد إصلاحات تهمّش دور رئيس السلطة محمود عباس، لصالح رئيس وزراء يتمتع بالسلطة والاستقلال. إلى ذلك، أبدت الإمارات استعدادها لتقديم مساعدات كبيرة للبنان، بشرط فصل الجبهة اللبنانية عن غزة، وذلك خلال لقاء الرئيسين الإماراتي والمصري في القاهرة.
وقبيل الضربات "الإسرائيلية" ضد إيران، أبلغت السعودية والإمارات وقطر الولايات المتحدة وإيران رفضها استخدام مجالها الجوي في الهجوم على إيران، كما مارست ضغوطًا على واشنطن لمنع استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، خشية تعرض منشآتها لهجمات انتقامية، بينما أبلغت دولًا خليجية "تل أبيب" تأييدها للهجوم على إيران، ورغبتها في أن يكون "صارمًا وواضحًا".
على صعيد آخر، استقبل أمير قطر، تميم بن حمد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد. فيما أجرى وزير الداخلية الكويتي، فهد يوسف الصباح، زيارة إلى البحرين، التقى خلالها الملك حمد بن عيسى، ونظيره راشد بن عبد الله. من جهته، بحث وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، مع نظيره البريطاني، دان جارفيس، موضوعات أمنية، ووقع وزير داخلية الإمارات، سيف بن زايد، مع وزير الطوارئ وإدارة الكوارث الروسي، ألكسندر كورينكوف، مذكرة تفاهم في مجال الدفاع المدني، فيما اطلع وفد من الأمن الوقائي القطري، في زيارة للقاهرة، على الأنظمة والإجراءات المتبعة في مجال الأمن السياحي.
عسكرياً، وافقت الخارجية الأمريكية على بيع أسلحة للسعودية، تشمل صواريخ من طراز "تاو" الموجّهة المضادة للدروع، بقيمة 440 مليون دولار، وصفقة تتجاوز مليار دولار لصواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز "Sidewinder"، وذخائر مدفعية، وصواريخ "هيلفاير" المضادة للدبابات، فيما وافقت على صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار للإمارات، تشمل أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجة "GMLRS"، وصواريخ تكتيكية، وبرامج تدريب وتطوير للبرمجيات وخدمات الدعم الهندسي واللوجيستي.
بموازاة ذلك، اختتمت مناورات "إيمكس 2024" البحرية بين إيران وروسيا وسلطنة عُمان، في المحيط الهندي، بمشاركة السعودية وقطر بصفة مراقب، فيما انطلقت مناورات "وشق الجبل 1" بين عمان وباكستان في ولاية الجبل الأخضر. من جهتها، شاركت السعودية في تمرين "ميدوزا 13" البحري الجوي، في اليونان، كما شاركت قوات جوية من السعودية ومصر وتركيا في تمرين "درع السِند 2024" في باكستان.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· حظرت شركة "طيران الإمارات" حمل أجهزة النداء واللاسلكي، على متن طائراتها، وذلك عقب التفجيرات التي تعرضت لها هذه الأجهزة في لبنان.
· أكدت واشنطن أن الأموال الإيرانية المحولة إلى قطر، والبالغة 6 مليارات دولار، ما زالت مجمدة وتخضع لرقابة وزارة الخزانة.
· أعلنت الخطوط الجوية القطرية والإماراتية تعليق رحلاتهما من وإلى العراق وإيران ولبنان، فيما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن تعديل مسارات بعض رحلاتها.
· فتحت السلطات الإماراتية تحقيقًا مع أحد مواطنيها بتهمة "مخالفة قرار حظر السفر" الذي فرضته البلاد على سفر مواطنيها إلى لبنان.
· استدعت السلطات البحرينية الكاتبة والمدونة، باسمة القصاب، للتحقيق إثر إعادة نشرها كلمة لـ"حسن نصرالله" على مواقع التواصل.
· تدرس إدارة بايدن، فرض قيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها الشركات الأمريكية إلى دول، تشمل الإمارات والسعودية، خوفًا من تحويل هذه المنتجات إلى الصين.
· سحبت السلطات الكويتية الجنسية من نحو 400 شخص خلال شهر المنصرم، لأسباب مختلفة، أبرزها حالات التزوير وازدواج الجنسية.
· حذرت وزارة الداخلية الكويتية نحو 50 ألف مواطن ومواطنة لم يقوموا بإجراء البصمة البيومترية، بوقف معاملاتهم الحكومية والمصرفية، والمنع التلقائي من الدخول إلى الكويت.
· منعت السلطات الكويتية النائب السابق، شعيب المويزري، من الدخول من مطار الكويت بعد رفضه إجراء البصمة البيومترية، واستدعت السلطات 20 مغردًا، بينهم نواب سابقين، للتحقيق في اتهامات تتعلق بنشر أخبار كاذبة حول الواقعة.
· أصدرت المحاكم الكويتية سلسلة من الأحكام بحق نواب سابقين وناشطين سياسيين في قضايا تتعلق بأمن الدولة والتعدي على صلاحيات الأمير. فقد ألغت المحاكم حكم براءة حسين القلاف، وأدانته بالحبس لمدة سنتين مع الشغل والنفاذ، وتخفيف عقوبة مساعد القريفة من أربع سنوات إلى سنتين مع وقف التنفيذ لثلاث سنوات مشروطة بحسن السلوك، فيما أخلت سبيل عبد الله المفرج، بكفالة وأجلت محاكمته إلى نوفمبر، بينما رفعت منع السفر عن محمد المطير، على أن تستكمل قضيته في ديسمبر. وأوقفت تنفيذ حكم حبس عبد الله فهاد، مقابل كفالة، كما برأت النائبين السابقين سعدون حماد ودعيج الجري من تهم شراء الأصوات وغسل الأموال.
· قضت محكمة الوزراء الكويتية، بحبس الوزير السابق مبارك الحريص لمدة 4 سنوات وحرمانه من تولي أي وظيفة عامة، وتغريمه 400 ألف دينار، وذلك في تهم استغلال نفوذ والكسب غير المشروع.
· قضت السلطات السعودية بسجن رسام الكاريكاتير المعتقل منذ فبراير 2018، محمد آل هزاع الغامدي، لمدة 23 عامًا، بعد رفع عقوبته من 6 سنوات، وذلك بتهمة "التعاطف مع قطر".
· نفذت السلطات السعودية أحكامًا بالإعدام بحق المواطنيْن "خالد الشهري" و"عمر الشهري"، بعد اتهامهم بـ"خيانة الوطن، والانضمام لكيانات إرهابية".
أبرز الأحداث الأمنية
· اعتقلت السلطات البحرينية عددًا من رجال الدين الشيعة وعشرات الناشطين بتهمة تمجيد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعد اغتياله، من بينهم رئيس المجلس الإسلامي العلمائي، مجيد المشعل، ورئيس اللجنة الشرعية، فاضل الزاكي.
· شهدت مدن بحرينية مظاهرات تضامنية مع لبنان وغزة، منددةً بعملية الاغتيال والتطبيع مع "إسرائيل"، وسط إجراءات أمنية مشددة وقمع من الشرطة البحرينية.
· أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عودة المواطنين البحرينيين الخمسة الموقوفين في اليمن منذ أغسطس الماضي، والذين تم التحفظ عليهم لأسباب أمنية.
· اتهمت الإمارات الجيش السوداني بقصف مقر إقامة سفيرها في الخرطوم، في حين كذّب الجيش السوداني هذا الادعاء، وقال إنه عرض أدلة على البعثات الدبلوماسية تفند مزاعم أبوظبي.
· أعلن الجيش السوداني العثور على أسلحة وذخائر ومستلزمات طبية إماراتية المنشأ والتصدير تركتها قوات "الدعم السريع" بعد فرارها من جبل موية.
· خاطبت السلطات السودانية مجلس الأمن، حول استمرار دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وأرفقت صورًا لعدد من مقاتلي المليشيا وهم يتلقون العلاج في مستشفى زايد العسكري بأبوظبي.
· منحت محكمة أمريكية اثنين من كبار مساعدي ولي العهد السعودي، مهلة حتى أوائل نوفمبر، لتسليم ما لديهما من أدلة للرد على مسؤول الاستخبارات السعودي السابق، سعد الجابري، الذي رفع دعوى يتهم فيها مسؤولين بمحاولة اغتياله عام 2018.
· أذنت المحكمة العليا في لندن للمعارض السعودي المقيم في بريطانيا، يحيى عسيري، بمقاضاة الحكومة السعودية، متهمًا إياها باستهدافه ببرامج تجسس، منها برنامج "بيجاسوس".
· أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تفكيك شبكة تهريب وترويج للمخدرات، والقبض على 21 متهمًا، بينهم 16 من منسوبي وزارات الداخلية والحرس الوطني والدفاع والبلديات والإسكان والعدل.
· أعلنت وزارة الداخلية الكويتية القبض على شخصين من أفراد الأسرة الحاكمة، كل منهما هارب من تنفيذ حكم حبس واجب النفاذ، أحدهما متهم في قضيتي غسيل أموال وربا فاحش، بينما الثاني متهم في قضية تتعلق بالمخدرات.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تشير الخطط الإماراتية بخصوص الحكم في غزة وإصلاح السلطة في الضفة إلى سعي أبوظبي للهيمنة الواسعة على الملف الفلسطيني، وإبعاد الأطراف الأخرى خاصة قطر، مستفيدة من العلاقات الوثيقة مع حكومة نتنياهو.
· يشكّل التدريب العسكري السعودي الإيراني سابقة هي الأولى من نوعها، لكن من المرجح أن يظل التعاون العسكري بينهما محدودًا للغاية. وبينما تواصل الرياض طمأنة طهران بشأن حيادها إزاء التصعيد بين طهران وتل أبيب، فإن هدف المملكة الأساسي هو تعزيز الشراكة مع واشنطن والحصول على التزام أمريكي بالدفاع عن المملكة إذا تعرضت لهجوم.
· يستهدف إلغاء انتخاب مجلس الشورى القطري تجنب تكرار التوترات القبلية التي أثارتها الانتخابات الوحيدة في تاريخ البلاد، خاصةً وأن مثل هذه الصراعات عرضة للتوظيف من قبل أطراف خارجية. ومن المرجح تمرير الاستفتاء، نظرًا للتأييد الشعبي لنظام الحكم، وسيطرة القبائل على السياسة، ولن يؤثر ذلك على توزيع القوة والنفوذ داخل النظام.