تطورات الأجهزة الأمنية
زار وزير الخارجية السوري "بسام صباغ" الجمهورية الإيرانية بدعوة من وزير الخارجية الإيراني على رأس وفد رسمي والتقى نظيره الإيراني عباس عراقجي، وتأتي زيارة صباغ إلى طهران بعد زيارتين إيرانيتين رفيعتي المستوى في أقل من أسبوع لدمشق، حيث وصل وزير الدفاع، عزيز نصير زادة، إلى دمشق والتقى في اليوم التالي الرئيس (في حينه) بشار الأسد، ووزير الدفاع علي محمود عباس، ومسؤولين آخرين، أمنيين وعسكريين، وسبقت هذه الزيارة بيومين فقط، زيارة كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى، علي لاريجاني، إلى دمشق، حيث التقى الأسد، وجرى البحث في تطورات المنطقة، سيما التصعيد "الإسرائيلي" والعدوان المستمر على فلسطين ولبنان.
وفي سياق منفصل، عقد وفد من المخابرات التركية اجتماعاً مع ضباط مخابرات من القوات الروسية في نقطة المراقبة الروسية المتمركزة في "منشرة قرية الترنبة" غرب مدينة سراقب والمطلة على الطريق الدولي ((M5 ، ويأتي الاجتماع الأخير، بعد اجتماعات سبقته في تركيا بين كل من المخابرات والحكومة التركية من جهة، والفصائل العسكرية السورية من ضمنها وفد من هيئة تحرير الشام، وذلك بالتزامن مع إجراء المخابرات التركية جولات على النقاط العسكرية المنتشرة في منطقة "بوتين-أردوغان" بريف إدلب.
إلى ذلك، أكد المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف أن موسكو لديها معلومات عن وجود متخصصين من مديرية المخابرات العامة الأوكرانية في ادلب شمال غرب سوريا، مشيراً إلى أن هؤلاء المتخصصين يعملون على توريد وتدريب العناصر المتطرفة في المنطقة على الطائرات المسيرة، ومهدداً بأن القوات الروسية سوف تتعقبهم للقضاء عليهم.
على صعيد آخر، أعلن النظام السوري عن إعادة افتتاح قنصليته في العاصمة الإيطالية روما، واستئناف تقديم الخدمات القنصلية للسوريين فيها، وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت إيطاليا إعادة تعيين سفير لدى النظام، لتصبح أول دولة من مجموعة السبع تستأنف بعثتها الدبلوماسية في سوريا منذ 2011. إلى ذلك، انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، الجولة الـ 22 من اجتماعات "مسار آستانا" بشأن الملف السوري، بمشاركة وفود من الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، إضافة إلى ممثلي النظام والمعارضة السوريين.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أنشأت القوات الروسية في سوريا نقاط مراقبة جديدة على امتداد منطقة “فصل القوات” بالقرب من الجولان السوري المحتل، حيث قامت بالتنسيق مع الجيش السوري بزيادة نقاط المراقبة إلى تسع وحدات، بهدف تنفيذ عمليات المراقبة جوًا وبرًا مقابل الجولان المحتل.
· نصبت القوات الروسية حاجزاً عسكرياً على الجسر الحربي الرابط بين ما يعرف بـ«القرى السبع» وغرب الفرات، ومنعت دخول أي عنصر من الميليشيات الإيرانية أو تشكيلات عسكرية أخرى إلى القرى، باستثناء القوات الحكومية والقوات الروسية فقط.
· أدرج الاتحاد الأوروبي 3 وزراء في حكومة النظام في سوريا على لائحة العقوبات بسبب "انتهاكات حقوق الإنسان" في سوريا، هم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لؤي عماد الدين المنجد، ووزير النفط والثروة المعدنية، فراس حسن قدور، ووزير الدولة أحمد محمد بوسته جي، وبذلك ارتفع عدد الشخصيات السورية الخاضعة لعقوبات أوروبية إلى 318 شخصا، و86 منظمة.
· فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركات وأفراد وسفن ذات صلة بشركة "القاطرجي" السورية التي تقول واشنطن إنها تمول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعة الحوثي اليمنية، وقالت إن العقوبات استهدفت نحو 26 شركة وفردا وسفينة على صلة بالشركة السورية المذكورة.
· فرضت وزارة الخارجية الأميركية، عقوبات على العميد في المخابرات الجوية السورية عبد السلام فجر محمود، وزوجته "سهير نادر الجندي"، وأولاده الأربعة البالغين بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تشمل التعذيب أو العقوبة القاسية أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة.
أبرز الأحداث الأمنية
· شنّت فصائل المعارضةالسورية في شمال غربي سوريًا هجوماً واسعاً على قوات النظام السوري والقوات الإيرانية الداعمة له، محققة تقدماً ملحوظاً على محاور القتال في ريف حلب الغربي والجنوبي، وريف إدلب الشرقي، ولا تزال خرائط الاشتباك مشتعلة على وقع تواصل المواجهات واستمرار فصائل المعارضة التي تضم "هيئة أحرار الشام". وقد شهدت المحاور انهيارات سريعة في دفاعات قوات النظام على محاور التقدم مما أدى لسيطرة المعارضة على عشرات القرى حتى الآن.
· قتل 15 شخصا وأصيب 16 آخرون في قصف "إسرائيلي" استهدف عدداً من المباني السكنية في حي المزة غرب العاصمة السورية دمشق ومنطقة قدسيا بريف العاصمة، فيما قال الجيش "الإسرائيلي" إن الهجمات استهدفت منشآت عسكرية ومقراً لحركة الجهاد الإسلامي في دمشق.
· استهدفت غارات "اسرائيلية" موقعاً يتبع للأمن العسكري-فرع البادية، قرب "المضمار 221"، والواقع أمام قلعة تدمر الأثرية، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 30 عسكرياً من عناصر الأمن في قوات النظام. وقد جاءت هذه الغارات بالتزامن مع استهداف مقرات هي عبارة عن أبنية سكنية داخل حي الجمعيات، في مدينة تدمر، تسكنها قوات من حركتي "فاطميون" و" النجباء"، ما أوقع 22 قتيلاً من عناصر تلك الميلشيات غالبيتهم من حركة النجباء، بالإضافة لخمس ضباط سوريين وأربعة عناصر من حزب الله.
· نفذ الاحتلال "الإسرائيلي" غارة جوية على شقة سكنية في منطقة السيدة زينب، جنوبي العاصمة دمشق، أسفرت عن سقوط تسعة أشخاص، بينهم مسؤول ملف الجولان لدى حزب الله في سوريا "علي موسى دقدوق" وأربعة مدنيين آخرين. كما استهدفت الغارات "الاسرائيلية" ركن الاستخبارات التابع لحزب الله داخل سوريا في سلسلة غارات أخرى على منطقة السيدة زينب ومحيط طريق مطار دمشق الدولي، أدت لمقتل عنصرين وإصابة آخرين.
· دمرت "إسرائيل" جسور القصير المؤدية إلى لبنان، بالإضافة لنفق استراتيجي طوله 3.5 كلم استغرق إنشاؤه 10 سنوات كان يستخدم لنقل السلاح وعمليات التهريب بين لبنان وسوريا.
· قتل رئيس المجلس المحلي التابع لمنطقة العزبة ومراط بريف دير الزور الشمالي، جراء استهدافه بالرصاص بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين يعتقد أنهم تابعين لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الشارع العام في بلدة العزبة التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
· واصل تنظيم داعش عملياته ضمن البادية السورية من خلال شن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والقوات الموالية لها، في محيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا والرهجان ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، أسفرت خلال هذا الشهر عن مقتل 18 من قوات النظام والمسلحين الموالين له من جانب، ومقتل 8 عناصر من تنظيم داعش معظمهم في القصف الروسي للبادية.
· تسللت مجموعات من التشكيلات العسكرية المنضوية تحت قيادة قسد، إلى مواقع قوات "حركة التحرير والبناء" (تابعة للجيش الوطني)، على محور الدغلباش في ريف حلب ، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً وإصابة آخرين من عناصر الجيش الوطني.
· توغّلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" داخل الأراضي السورية ووصلت إلى بلدة الرفيد القريبة من السياج الحدودي واعتقلت مواطنا يدعى محمود هلال الفنيش 63 عاماً ، وذلك أثناء عمله في رعي الأغنام.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تشير العملية العسكرية في الشمال السوري بهذا الزخم إلى وجود تغيرات في المواقف السياسية من قبل الدول الفاعلة بالشأن السوري، وتغير في الموقف التركي على وجه الخصوص، حيث أن هذا العمل جاء بموافقة تركية ولعل الاجتماعات الأخيرة التي تمت بين المخابرات التركية والروسية والمخابرات التركية والفصائل السورية، جاءت للتنسيق والترتيب لهذا العمل، وعليه يرجح أن التدخل الروسي جاء متواضعاً حتى الآن في العملية وانسحاب بعض نقاط المراقبة الروسية من بعض مناطق العمليات.
· من الواضح حتى الآن أن العملية العسكرية الجارية جاءت في ظل وجود إرادة دولية لتحجيم الدور الإيراني في سوريا ومن الواضح أن الخاسر الأول من هذه العملية بعد النظام هو الوجود الإيراني في سوريا على حساب التواجد التركي الذي ستتحسن أوراقه في الملف السوري.
· من المتوقع أن تزداد وتيرة الاستهدافات في الساحة السورية في الفترة القادمة لا سيما بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان، حيث بقيت الساحة السورية خارج نطاق الاتفاق، وسيبقى وجود القوات المدعومة من إيران وبعض حركات المقاومة الفلسطينية على الأراضي السورية يشكل تهديداً استراتيجياً للكيان الذي لن يتوانى عن ضرب أي أهداف له في الساحة، وهذا ما صرح به "نتنياهو" في خطابه الأخير حيث هدد بشكل مباشر بشار الاسد، الذي لا يزال في وضع محرج بين مطرقة وجوده في محور المقاومة وعدم قدرته على الانفكاك عنه، وسندان الضغط الدولي والعربي و"الإسرائيلي" عليه لتحجيم هذا النفوذ.