تطورات الأجهزة الأمنية
أعلنت "إسرائيل" ولبنان وبرعاية أمريكية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار يتضمن 13 بندًا أبرزها، امتناع "حزب الله" وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية عن تنفيذ أي عمل هجومي ضد "إسرائيل"، في مقابل، ألا تنفذ "إسرائيل" أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، وانسحابها تدريجيًا من جنوب الخط الأزرق خلال 60 يومًا. كما اتفق على نشر الجيش اللبناني على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية، والإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها من قبل الحكومة اللبنانية. كما تم إقرار تشكيل لجنة مراقبة خماسية برئاسة الولايات المتحدة وعضوية فرنسا إلى جانب لبنان و"إسرائيل" والأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق. وفي هذا الصدد، عيّنت قيادة الجيش قائد قطاع جنوب الليطاني، العميد إدغار لاوندس، ممثلاً للبنان في اللجنة.
على صعيد آخر، بحث قائد الجيش، العماد جوزيف عون، التعاون المشترك وأوضاع الجنوب ودعم الجيش مع سفيري السعودية ومصر، الموفد الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، قائد قوات"اليونيفيل"، قائد القوات البحرية الفرنسية بالبحر المتوسط، رئيس الأركان الإسباني، رئيس الأركان الهنغاري، الملحق العسكري الروسي، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، ورئيس لجنة المراقبة الخماسية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الجنرال الأميركي، جاسبر جيفيرز. من جهته، قام نائب رئيس أركان الجيش، يوسف حداد، بزيارة إلى أوروبا التقى خلالها نائب الأمين العام في هيئة العمل الخارجي الأوروبي، وبحث معه ملف دعم الجيش.
بدوره، بحث مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، التعاون المشترك مع سفيري ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وقائد المجموعة الخاصة لمكافحة "الإرهاب" في الشرطة الفرنسية، فيما بحث مدير عام الأمن العام بالإنابة، اللواء الياس البيسري، مستجدات الأوضاع مع سفير إيطاليا.
في الأثناء، وافق الأردن على تجهيز كتيبتَين كاملتَين من الجيش اللبناني بالعتاد ووسائل النقل اللازمة، بما في ذلك شاحنات ومجنزرات M113، وجيبات عسكرية.
بالمقابل، عين قائد الجيش، ودون التشاور مع الثنائي الشيعي كما جرت العادة، العميد وسيم فيّاض رئيسًا للمحكمة العسكريّة الدائمة بدءًا من مطلع العام المقبل خلفًا للعميد خليل جابر . كما مدد مجلس النواب خدمة قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية بعدما أقرّ قانون التمديد لرتبة "عميد" وما فوق لمدة سنة، والذي شمل 600 من الجيش، 173 من الأمن الداخلي، 33 من أمن الدولة ، و21 من الأمن العامّ. بالتوازي مع ذلك ، وُضع العميد نبيل فرح بتصرّف وزير الدّاخلية تمهيدًا لتعيينه مديرًا عامًا للدفاع المدني.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· وقّع وزير الدفاع، موريس سليم، قرار تطويع 1500 عنصر جديد لصالح الجيش.
· نشر الجيش سريتين تابعتين لفوج المغاوير في القطاعين الشرقي والغربي في الجنوب، وعزز اللواءين الخامس والسابع وفوج التدخل الخامس في كلّ من مرجعيون والقطاع الغربي، ليصل عدد العسكريين في الجنوب إلى 5000 عنصر.
· شدد الجيش إجراءاته في المطار ومرفأي بيروت وطرابلس، حيث لا يدخل إلى المرافىء إلا من لديه عمل بصورة شرعية، كما تخضع البواخر لتفتيش دقيق.
· عزز الجيش انتشاره في المناطق التي يوجد فيها مستشارون عسكريون من الجيش الأميركي وذلك بناءً على طلب من السفارة الأمريكية في بيروت.
· كثّف الجيش مراقبته العسكرية والمخابراتية لمنطقة الحدود الشمالية مع سوريا، بينما كثّفت شعبة المعلومات بالأمن الداخلي مراقبتها لمسالك تهريب الأفراد إلى لبنان.
· عزّزت قيادة الجيش من الإجراءات الأمنية في محيط مقر وزارة الدفاع، ورفعت عديد القوات الخاصة وفرضت التفتيش على كل السيارات.
· فرضت القوى الأمنية قيودًا على دخول الأجانب إلى لبنان، بمن فيهم الصحافيين والعاملين في المنظمات غير الحكومية.
· قام وفد أمني إماراتي بسلسلة اجتماعات مع أطراف سياسيّة لبنانية وإعلاميين لجمع المعلومات الأمنية والسياسيّة، واستطلاع الجو العام في البلاد.
· تُجري السفارة القطرية في بيروت تغييرات في أقسامها الأمنية والسياسية ضمن عملية إعادة تقييم الدور القطري في لبنان.
· حذرت السفارة الأميريكية في بيروت شركة طيران الشرق الأوسط من نقل المصابين، خصوصًا جرحى تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي، على رحلاتها لتلقّي العلاج خارج لبنان تحت طائلة فرض عقوبات عليها.
· أوعز وزير الداخلية، بسام مولوي، باتخاذ كافة الاجراءات القانونية لمنع إقامة أو توسعة مخيمات النازحين السوريين بالقرب من مجرى نهر الليطاني في محافظتي "بعلبك - الهرمل" و"البقاع".
· باشر القضاء اللبناني تسهيل إجراءات تسليم المطلوبين دوليًا للسلطات الخارجية وترحيلهم، من خلال ترحيل المطلوب عبر طائرات تجارية، وعلى نفقته الخاصة، وتسليمه للسلطات المعنية خارج لبنان.
· صنّفت نيوزيلندا "حزب الله" بجناحيه السياسي والعسكري كمنظمة "إرهابية"، فيما رفضت الحكومة السويسرية دعوة لجان في البرلمان لفرض حظر على الحزب.
أبرز الأحداث الأمنية
· خرق الجيش "الإسرائيلي" اتفاق وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه نحو 155 مرة، حيث تنوعت الخروقات بين قصف بالمدفعية والصواريخ، وإطلاق نيران من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتفجير منازل، وغارات بالطيران حربي والمسيّر، واعتقال كل من يخالف أوامره في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، بعدما حظر على سكان 64 قرية في الجنوب من العودة إليها.
· قصف الطيران "الإسرائيلي" الضاحية الجنوبية لبيروت، ومحافظتي البقاع والجنوب، واستهدف وللمرة الأولى، بلدات "عين يعقوب" (عكار)، "بعلشمية" (عاليه)،"جون" و"عرمون" (الشوف)، وأحياء "الشياح"، "بربور"،"مار الياس" وشارع الحمرا"، المزرعة، و"البسطة"، كما استهدف الطيران الحربي معبري "العريضة" و"الدبوسية" و3 جسور على "النهر الكبير" بين الحدود السورية واللبنانية في محافظة "عكار"، فيما وصل الجيش "الإسرائيلي" إلى قريتي "شمع" و"البياضة" (صور).
· اغتال طيران الاحتلال مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، محمد عفيف، باستهداف مكان تواجده في مقر حزب البعث بمنطقة "رأس النبع" في بيروت.
· استشهد 3 جنود من الجيش اللبناني باستهداف "إسرائيلي" لمركز للجيش في "الصرفند" (صيدا)، فيما أصيب 3 جنود عند نقطة تفتيش على مدخل "صيدا"، و18 جنديًا باستهداف مركز للجيش في "العامرية" (صور).
· أصيب 5 عناصر من "اليونيفيل" بغارة "اسرائيلية " على مدخل "صيدا" قرب نقطة للجيش اللبناني، وتعرض موقع تابع لـها في رأس الناقورة لتدمير أسوار الحماية.
· أعلن الجيش"الإسرائيلي" حصيلة عدوانه على لبنان، حيث شارك 14 لواء في الاجتياح البري، وهاجم 12,500 هدفًا بينها 360 في بيروت ، ونفذ 100 عملية خاصة، وصادر 155 ألف نوع من الأسلحة والذخائر وأكثر من 121 ألف جهاز اتصال وحاسوب وأجهزة إلكترونية ووثائق.
· أعلن "حزب الله" أنه نفذ أكثر من 4637 عمليّة عسكريّة خلال 417 يومًا بمعدل 11 عمليّة يوميًا منذ 08 - 10 - 2023، لافتًا إلى أنه نفذ 1666 عمليّة عسكريّة منذ بدء الحرب على لبنان بمعدل 23 عمليّة يوميًّا.
· أوقف أمن "حزب الله" أكثر من 200 شخص (لبنانيين وسوريين وأجانب أغلبهم صحافيين) في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ منتصف أيلول الماضي بشبهة قيامهم بأعمال تجسسية، وسلّمهم إلى الأمن اللبناني.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· من المرجح أن يصمد اتفاق وقف النار الذي أنهى الحرب في لبنان، رغم الخروقات "الإسرائيلية" المتكررة، وذلك لرغبة "حزب الله" و"إسرائيل" في الحفاظ على الاتفاق، بالتقاطع مع الرغبة الدولية والإقليمية وعلى رأسها رغبة واشنطن وطهران. وسيؤسس الاتفاق لمرحلة جديدة على الجبهة اللبنانية أهم عناصرها وضعية "حزب الله" السياسية والعسكرية ما قد يفتح الباب أمام ملفات عديدة في قابل الأيام كسلاح المخيمات.
· يشكل الاهتمام الدولي بالمؤسسة العسكرية عاملًا أساسيًا ومحوريًا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ، وتعزز عملية انتشار الجيش بسلاسة في جنوب لبنان دليلًا إضافيًا على رغبة لبنان الرسمي، ومن خلفه "حزب الله" على طمأنة المجتمع الدولي بالتزام الاتفاق وتحمل الدولة مسؤولية الأمن والاستقرار في جنوب الليطاني.
· أظهرت عمليات "حزب الله" خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تطورًا نوعيًا هامًا عكس حجم القدرات التي لا يزال الحزب يتمتع بها، وقد تجلى ذلك في إدخال صواريخ جديدة بعيدة المدى، وسعت رقعة الاستهداف الذي بلغ منطقة أشدود"، فضلًا عن نوعية الأهداف العسكرية التي تنوعت بين مصانع عسكرية ومواقع وقواعد عسكرية كان أبرزها مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان "الإسرائيلية".