تطورات الأجهزة الأمنية
كشفت مصادر أردنية عن حملة إحالات كبرى للتقاعد تمت داخل جهاز المخابرات العامة الأردنية، أجراها العاهل الأردني، طالت العديد من الضباط الكبار والقدماء في الجهاز، على رأسهم الجنرال "محمد البطوش" المعروف بـ"أبو نادر" وهو المسؤول عن ملف الإسلاميين داخل وخارج المملكة، إضافة إلى مساعدي مدير المخابرات، أحمد حسني حاتوقاي، وهم إلى جانب "البطوش" ، "محمد العواملة"، "زياد بطارسة" (مسؤول الملف السوري)،"أمجد الشمالية"، "يوسف مصاروة" (مسؤول الدائرة القانونية)، والضابطين "فلاح خليفات" و"محمود جيكات". بالمقابل، تسّلم العميد غيث غازي الطيب، إدارة مديرية الأحوال المدنية والجوازات العامة، بعد إحالته على التقاعد من دائرة المخابرات العامة.
في غضون ذلك، بحث قائد الجيش، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، أوجه التعاون والتنسيق المشترك مع كل من السفيرة التونسية في عمّان، مفيدة الزريبي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسيما-أندرسون، قائد قوات الدعم الجوي الياباني، الفريق تاكيهيرو موريتا والوفد المرافق، كما بحث "الحنيطي" التعاون المشترك مع وفد من جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، برئاسة الفريق أول المتقاعد جون دبليون نيكلسون، والقائد العام للحرس الوطني لولاية كولورادو الأمريكية، اللواء لورا كليلان والوفد المرافق لها.
بدوره، بحث وفد عُماني برئاسة مساعد رئيس أركان قوات السلطان للتدريب والتمارين، العميد ناصر بن سعيد السعدي، مع قيادة لواء "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتدخل السريع" في الجيش الأردني، سبل التنسيق المشترك وتبادل الخبرات.
على صعيد آخر، تابع الملك عبدالله الثاني، والرئيس البولندي، أندريه دودا، تمرينًا عسكريًا مشتركًا لمكافحة "الإرهاب" نفذته قوات العمليات الخاصة، والقوات الخاصة البولندية، في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة، بينما زار السفير البريطاني، فيليب هول، مركز تدريب المرأة العسكرية التابع للجيش الأردني، واطّلع على عمل المركز في تأهيل وتدريب الضابطات.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أصدرت محكمة أمن الدولة، حكمًا بالسجن مدة 10 سنوات مع الأشغال الشاقة المؤقتة بحق النائب السابق عماد العدوان، المتهم في قضية تهريب أسلحة للضفة الغربية المحتلة.
· وجهت إدارة "الجامعة الهاشمية" الحكومية إنذارات إلى 15 طالبًا، بسبب مشاركتهم في وقفة تضامنية داخل الحرم الجامعي داعمة لغزة، دون الحصول على موافقة.
· تستمر الجهات الأمنية في اعتقال 21 شخصًا من معارف مُنفِذي عملية البحر الميت في أكتوبر الماضي، عامر قوّاس وحسام أبو غزالة، والتي أسفرت عن جرح جنديين إسرائيليين.
· وافق وزير الدفاع "الإسرائيلي"، يوآف غالانت، (قبل إقالته)، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، على إنشاء ونشر لواء عسكري عملياتي شرقي على الحدود مع الأردن، بهدف تعزيز الأمن.
· أعلن وزير الدفاع "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، تسريع عمليات البدء في بناء سياج على طول الحدود الشرقية مع الأردن، لمنع الهجمات وعمليات تهريب الأسلحة.
· خصص ما يعرف بالمجلس الإقليمي الاستيطاني لغور الأردن، 12 مليون شيكل لتعزيز الاستعدادات الأمنية على طول الحدود مع الأردن، شملت تركيب أنظمة مراقبة متطورة، وتسليح أكبر لوحدات حماية المستوطنات.
· أسقط الجيش الأردني العديد من الطائرات الهجومية المسيّرة شمال المملكة، قبل وصولها إلى أهدافها داخل "إسرائيل"، وأعلن الجيش عن سقوط حطام بعضها في محافظتي "إربد" و"جرش".
· أصدرت وزارة الداخلية الأردنية تعليمات بعدم السماح لـ"الإسرائيليين" بتملك الأراضي بالمملكة، بسبب شرط التعامل بالمثل، حيث يرفض القانون "الإسرائيلي" تملك الأردنيين للأراضي في فلسطين المحتلة.
· نسقت أجهزة أمنية أردنية و"إسرائيلية"، لقبول نقل وعلاج مصور قناة "الجزيرة" في غزة، علي العطار، من قطاع غزة رفقة شقيقته، لاستكمال علاجه بالأردن، بعد إصابته بشظية بالرأس.
· أسفرت نتائج انتخابات رئاسة مجلس النواب الأردني، وعضوية المكتب الدائم للرئاسة، عن إقصاء كامل لكتلة نواب جبهة العمل الإسلامي، أكبر كتلة برلمانية فازت بالانتخابات بـ31 نائب، والحاصلة على أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة.
· أقصي نائب نقيب المعلمين، النائب ناصر نواصرة، من عضوية لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب الجديد.
· أعلنت الخطوط الجوية الملكية الأردنية عن استئناف رحلاتها إلى بيروت، بعد توقفها لدواعٍ أمنية، إثر عمليات القصف "الإسرائيلية" التي طالت محيط مطار رفيق الحريري الدولي.
· أفرج النظام السوري عن الصحفي الأردني، عمير الغرايبة، الذي كان محتجزًا في سوريا منذ عام 2019.
أبرز الأحداث الأمنية
· قتلت دورية من شرطة حرس السفارة "الإسرائيلية" في عمّان، مواطنًا حاول إلقاء زجاجات حارقة على السفارة، حيث وقع اشتباك أدى لجرح ثلاثة من عناصر الأمن بحسب الرواية الرسمية.
· خرجت مظاهرات حاشدة في العديد من المدن الأردنية بعد صلاة الجمعة، وسط حضور أمني مكثف، للمطالبة بوقف العدوان على غزة، ومطالبة المستوى الرسمي بوقف كل أشكال التطبيع.
· دخل العشرات من الشباب الأردنيين أسبوعهم الرابع في إضراب مفتوح عن الطعام، مطالبين الحكومة باستخدام نفوذها للسماح بإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى شمال قطاع غزة.
· نفّذ الجيش الأردني، إنزالاً جوياً لمساعدات غذائية على قطاع غزة، من خلال طائرتي نوع C130 تابعتين لسلاح الجو الملكي، كما أرسل الجيش لأول مرة، سربًا جويًا من 8 مروحيات عسكرية، لإيصال المساعدات هبطت في معبر "كيسوفيم".
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" عن إحباطه عملية لتهريب أسلحة، في منطقة الأغوار قادمة من الأردن، كما أعلن عن اعتقاله في عملية أخرى اثنين بحوزتهم 13 قطعة سلاح من نوع "M-16".
· اعترض الجيش "الإسرائيلي" صاروخًا باليستيًا أطلق من اليمن بواسطة منظومة "حيتس" فوق الأراضي الأردنية، فيما سقط "جسم طائر" لم يحدد طبيعته في محافظة "العقبة" المحاذية لمدينة "إيلات" في "إسرائيل" التي تتعرض لهجمات بالطائرات المسيرة.
· أعلن الجيش الأردني، عن مقتل شخص والقبض على ستة آخرين بمحاولتي تسلل عبر الحدود الشمالية مع سوريا.
· أحبطت المنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الأردني، محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة قادمة من "إسرائيل"، محملة بواسطة طائرة مسيّرة.
· ألقت إدارة مكافحة المخدرات القبض على 36 مطلوبًا وتاجرًا ومروجًّا للمخدرات من بينهم خمسة مصنفين بالخطرين خلال حملة أمنية في العديد من مدن المملكة.
· أعلنت سلسلة متاجر "كارفور" إغلاق كافة فروعها في الأردن، بعد المقاطعة الكبيرة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، بسبب دعم الشركة الفرنسية الأم لـ"إسرائيل".
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يمكن النظر لقرارات الإحالة على التقاعد لكبار ضباط دائرة المخابرات العامة، كتغيير روتيني في ضباط الجهاز، خاصة وأن بعضهم أحيل للتقاعد مع ترقيته. لكن أيضا لا يمكن استبعاد انزعاج الملك من جملة نتائج وإخفاقات للدائرة مؤخرا، على رأسها توالي تنفيذ عمليات من قبل أردنيين ضد "إسرائيليين" على الحدود، إضافة لمفاجأة نتائج الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، ورغبة الملك بتعيين طاقم جديد يتواءم ومستجدات الأحداث الإقليمية.
· شكلت حادثة الهجوم على السفارة "الإسرائيلية" في عمان، ومقتل منفذ الهجوم وهو شاب أردني ينتمي لعشيرة كبيرة، استمراراً لافتاً بنهج تغير أسلوب تعاطي الأردنيين مع ما يجري في غزة، وانتقال الحالة الشبابية من مجرد الاكتفاء بالتظاهر، إلى تنفيذ أعمال أخرى من قبيل العمليات المسلحة على الحدود والهجوم بقنابل مولوتوف على مبنى السفارة في عمان.
· يشكّل الحكم بحق "العدوان" وآخرين، رسالة حادة وواضحة من السلطات الأردنية حيال كل ما يرتبط بتهريب أسلحة من الأردن إلى الأراضي المحتلة، كما يحمل رسالة "للإسرائيليين" والأمريكيين أن المملكة جادة في ردع تهريب الأسلحة لفلسطين. لكن، من غير المرجح أن تؤدي هذه الأحكام لتقليص العمليات أو وقف تهريب الأسلحة.
· تعكس عملية هندسة انتخابات رئاسة مجلس النواب مدى الاستياء من نتائج تقدم الإسلاميين، ومحاولة لتصحيح هذا "الخطأ"، وهي بهذا المعنى تمثل رسالة سلبية من السلطات للشارع الأردني الذي منح نواب العمل الإسلامي أعلى الأصوات وبفارق كبير عن منافسيهم في نتائج الانتخابات الأخيرة.