تطورات الأجهزة الأمنية
بحث رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات بين البلدين مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال الدورة 12 "للمنتدى الحضري العالمي"، كما زار "البرهان" يرافقه مدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل، العاصمة الإريترية "أسمرا" وبحث مع الرئيس "أسياس أفورقي" العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان. كما استعرض "البرهان" التعاون المشترك مع سفير روسيا في السودان، أندريا تشرنوبل، وبحث الأوضاع في البلاد مع المبعوث الأمريكي الخاص، توم بيرييلو.
على صعيد آخر، أجرى "البرهان" تعديلًا وزاريًا محدودًا شمل إنهاء تكليف السفير "حسين عوض" من مهام وزير الخارجية، وتكليف السفير "علي يوسف أحمد الشريف"، وإنهاء تكليف "جراهام عبد القادر من مهام وزير الثقافة والإعلام، وتكليف "خالد الأعيسر" بالمنصب، وإنهاء تكليف "أسامة حسن محمد أحمد" من مهام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وتكليف "عمر بخيت محمد آدم"، كما أصدر "البرهان" قراراً بتكليف "عمر أحمد محمد علي بانفير" بمهام وزير التجارة والتموين.
بالمقابل، أعلنت "قوات الدعم السريع" عن تشكيلها إدارة مدنية في العاصمة الخرطوم، وذلك بعد تسعة عشر شهرًا من سيطرتها على معظم أنحاء العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات، وكلّفت "عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن" رئيسًا لها، وعيّنت مجلس تأسيس مدني من 90 عضوًا برئاسة "نايل بابكر نايل المك ناصر"، لتقديم الخدمات وبسط الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
في الأثناء، تسلّم الجيش دفعة محدودة من طائرات "بيرقدار" التركية، حيث دخلت الخدمة فعليًا منذ نحو شهر ويقتصر نشاطها حاليًا على ولاية الخرطوم، كما حصل الجيش مؤخرًا على أسلحة طيران وأنظمة تشويش وشحنة من السيارات المصفحة ضد القنص أُدخلت للمعارك في الخرطوم.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· قررت الحكومة السودانية تمديد فتح معبر “أدري” مع دولة تشاد لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية، في اعقاب تزايد الضغوط الدولية عليها لابقاء المنفذ مفتوحاً رغم اعتراضات السلطات التي تقول إنه بات معبراً لادخال السلاح والمساعدات العسكرية واللوجستية لقوات الدعم السريع.
· أصدر والي غرب دارفور، بحر الدين آدم كرامة، قرارات بإعفاء 42 من قادة الإدارة الأهلية في الولاية بسبب انحيازهم لقوات الدعم السريع.
· شنت قوات الدعم السريع حملة تجنيد في أوساط نازحين في شمال "دارفور"، وكلفت قادة الإدارة الأهلية للقبائل وزعماء العشائر الموالية لها، بمهمة تجنيد المقاتلين تمهيدًا لتفويجهم إلى مناطق العمليات.
· أعلنت "حركة تحرير الجزيرة" عن تأسيسها بشكل رسمي وانخراطها في قتال قوات "الدعم السريع" والانتقام منها ومحاسبتها بعد الحملات الانتقامية التي تعرضت لها ولاية الجزيرة منذ شهر.
· اختار اجتماع سري لمجلس شورى حزب "المؤتمر الوطني" المحلول، "أحمد هارون"، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيسًا مؤقتًا للحزب برغم اعتراض التيار الذي يقوده رئيس المكتب القيادي، إبراهيم محمود، وتحذيره من خلافات قد تؤدي إلى انقسام الحزب.
· استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" لمنع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب أطراف النزاع بوقف الأعمال العدائية فورًا والانخراط في حوار للاتفاق على خطوات لخفض التصعيد وحماية المدنيين.
· فرضت لجنة تابعة لمجلس الأمن، عقوبات بحظر السفر الدولي وتجميد الأصول على قائد عمليات "قوات الدعم السريع"، عثمان محمد حامد محمد، وقائد "قوات الدعم السريع" في غرب "دارفور"، عبد الرحمن جمعة بارك الله.
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلن الجيش السوداني إنهاء الحصار الجزئي الذي فرضته قوات "الدعم السريع" على مدينة "الدمازين"، عاصمة إقليم النيل الأزرق، بفتح الطريق القومي الذي يربطها بمدينة "سنجة"، حاضرة ولاية "سنار" وتحرير منطقتين.
· تتواصل المعارك العسكرية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات "الدعم السريع"، في مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية شمال "دارفور"، وفي السياق، أسقط الجيش نحو 20 طائرة مسيرة أطلقتها قوات "الدعم السريع" لمهاجمة مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة وارتكازات القوة المشتركة بالمدينة.
· تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مدينة "الغبشة" بولاية شمال "كردفان" بعد معارك عنيفة مع قوات "الدعم السريع" التي تراجعت تحت الضغط إلى مدينة "أم روابة" شمال "كردفان".
· أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة "سنجة"، عاصمة ولاية "سنار" (جنوب شرق السودان)، بعد معارك ضارية ضد قوات "الدعم السريع"، وسيطر على مداخل ومخارج المدينة، وعلى رئاسة الفرقة 17 مُشاة بالمدينة، كما سيطر الجيش مدينة "الدندر" في الولاية، وأعادت قوات "الدعم السريع" انتشارها مجددًا في قرى واقعة غربي المدينة، مرتكبة انتهاكات واسعة طالت المدنيين شملت القتل والاعتقال.
· تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مواقع مهمة جنوب وشرق ولاية الجزيرة كانت تسيطر عليها قوات "الدعم السريع"، وبث جنود الجيش مقاطع مصورة تؤكد سيطرتهم على رئاسة محلية "أم القرى" المتاخمة لولاية "القضارف" من جهة، ومن جهة أخرى بسطت قوات الجيش سيطرتها على مصنع سكر غرب سنار، فضلاً عن تمشيط القرى المحيطة بالمصنع، الذي كانت تتخذه الدعم السريع قاعدة رئيسية مستفيدة من بنية المنشأة الصناعية.
· هاجمت قوات"الدعم السريع" 10 قرية "اللعوتة الحجاج" بمحلية الكاملين (شمال ولاية الجزيرة) نتج عنه مقتل 10 من مواطني القرية وسقوط عدد من الجرحى، كما قتلت قوات "الدعم السريع" 120 مواطنًا في بلدة "الهلالية"(شرقي ولاية الجزيرة)، رميًا بالرصاص والتسمم الغذائي بحسب بيان من الخارجية السودانية، حيث تسبب انشقاق قائد الدعم السريع في الولاية، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه للجيش في حملة انتقامية للدعم السريع طالت العديد من القرى في ولاية الجزيرة.
· هاجمت قوات "الدعم السريع" مطار "مروي"(شمال السودان) بسرب من الطائرات المسيرة، في ثالث هجوم من نوعه يستهدف مطارات ذات أنشطة عسكرية.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تحوّل ميزان المعركة منذ أشهر قليلة لصالح الجيش وأصبح زمام المبادرة بيده، وحقق انتصارات متتالية عسكرية وسياسية، فقد تمكّن عسكرياً من تحرير مناطق مهمة في العاصمة وولاية سنار وتقدماً في محور ولاية الجزيرة. أما سياسياً، فقد انحازت مجموعة من مستشاري الدعم السريع إلى الجيش فضلاً عن تسليم قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة وقيادته العمليات العسكرية ضد رفاق الأمس، كما فشل الدعم السريع في السيطرة على الفاشر رغم المحاولات التي لا تحصى مع فقدانه لعدد غير قليل من قياداته العسكرية في كافة الجبهات.
· يدفع التراجع العسكري لقوات الدعم السريع حلفاءه السياسيين، المتمثل في تحالف "تقدم"، للبحث عن طرق لإيقاف المعارك لتجنب احتمال هزيمة الدعم السريع، واستخدمت علاقاتها لتمارس الضغط على حلفائها لاستصدار قرار بالتدخل. لكن ليس من المتوقع أن يستجيب الجيش قريبا لأي جهود تفضي لوقف المعارك قبل استعادة العاصمة الخرطوم على الأقل.
· الفيتو الروسي يعطي رسالة حاسمة حول تبلور تفاهمات روسية مع قادة الجيش، وهو ما يجعل من المرجح أن موسكو حصلت على التزامات واضحة بخصوص محطة الإمداد اللوجيستي الروسية على البحر الأحمر.
· تشير التعديلات الوزارية التي يقوم بها البرهان كل فترة إلى ضعف علاقات الأطراف المشاركة في الحرب إلى جانب الجيش السوداني ببعضها، حيث ترى الحركات المسلحة أن مطالبها بحصة من النظام السياسي مشروعة ومحقة لأنها ميدانياً تتقدم الصفوف في المعارك الأساسية ضد الدعم السريع في ولايات شمال دارفور وسنار والخرطوم والقضارف.