الموجز الأمنـي الخليجي - ديسمبر 2024

الساعة : 16:03
6 يناير 2025
الموجز الأمنـي الخليجي - ديسمبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تعمل بالتنسيق مع قطر وتركيا ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في وقت استضافت فيه الدوحة وفدًا "إسرائيليًا" ضم رئيس "الموساد" ديفيد بارنياع، الذي التقى رئيس الوزراء القطري. كما شهدت الدوحة زيارتين منفصلتين من مدير سي آي إيه، بيل بيرنز، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.

وفي سياق التطبيع السعودي – "الإسرائيلي"، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "إسرائيل" والسعودية اتفقتا مؤخراً على أن تقدم "إسرائيل" للمملكة التزامًا بـ "مسار نحو الدولة الفلسطينية"، بدلاً من الاعتراف "الإسرائيلي" الصريح بدولة فلسطينية، موضحة أن محادثات بين الجانبين بوساطة أمريكية جرت خلال الأسابيع الأخيرة، شملت مناقشة إنهاء الحرب في غزة.

في الملف السوري، التقى وزير الدولة القطري، محمد الخليفي، في دمشق، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وناقش دعم الدوحة للإدارة الجديدة وتأمين وتطوير مطار دمشق الدولي وتدريب الكوادر الفنية. واجتمع وفد سعودي رفيع مع أحمد الشرع، في حين كشفت مصادر عن وجود بعثة سعودية نشطة تضم نحو 40 خبيرًا، بالإضافة إلى فريق إعلامي كبير. كما التقى الشرع في دمشق رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي البحريني، أحمد بن عبد العزيز، بينما زار وفد من مجلس التعاون الخليجي دمشق برئاسة وزير الخارجية الكويتي، فيما وجه وزير الخارجية السعودي دعوة لنظيره السوري لزيارة الرياض.

وفي اليمن، كشفت معلومات عن اتفاق سعودي - أمريكي لنشر قوات أمريكية ومنظومات صواريخ "باتريوت" على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن، فيما قامت السعودية بتسليم طائرات حربية لقوات الحكومة اليمنية، بالتزامن مع تدريب وحدة عسكرية من القوات الجوية التابعة للمجلس الرئاسي اليمني على استخدامها، وذلك بالتنسيق مع القوات الأمريكية في المملكة.

خليجيًا، أجرى وزير الداخلية الكويتي، فهد اليوسف، زيارة إلى الرياض، حيث عقد جلسة مباحثات رسمية مع وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود. وانعقد الاجتماع الثاني للجنة الأمنية والعسكرية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي – القطري، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة وزير الداخلية السعودي، ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، سعود بن عبد الرحمن. كما انعقد، في مسقط، اجتماع الفرق الفنية الإماراتية – العُمانية المشتركة، لتعزيز العمل الثنائي المشترك في مجالات العمل الشرطي.

بموازاة ذلك، استقبل وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، نظيره الباكستاني وزير مكافحة المخدرات، محسن رضا نقوي، بالرياض، فيما استقبل وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبد الله، قائد الشرطة الفيدرالية ومدير جهاز المخابرات الجنائية النمساوي، أندرياس هولزر، الذي زار البحرين على رأس وفد أمني للمشاركة في الاجتماع الأول للجنة الأمنية المشتركة بين البلدين.

على الصعيد العسكري، اختتمت السعودية المرحلة الأولى من التمرين الجوي "طويق 4"، في قاعدة الأمير سلطان الجوية، بمشاركة قوات من 10 الإمارات، وسلطنة عُمان، وقطر، والأردن، والمغرب، وبريطانيا، والولايات المتحدة، واليونان، بينما شاركت البحرين ومصر بصفة مراقبين. ونفذت السعودية وسلطنة عُمان التمرين العسكري المشترك "تضامن 1"، بمشاركة قوة من كتيبة ساحل عُمان بلواء المشاة (23) بالجيش السلطاني، وقوة من الكتيبة الثانية من مجموعة اللواء العشرين بالسعودية. إلى ذلك، نفذت القوة البحرية الكويتية، بمشاركة خفر السواحل والطيران العمودي التابع لوزارة الداخلية، وقوة من البحرية الأميركية، عملية مركزة باسم "درع البحر"، بمنطقة شمال الخليج العربي، فيما اختتمت فعاليات التمرين الكويتي – الأردني المشترك "رماح الحق 15"، في حين أجرت البحرية الإماراتية تمرينًا مشتركًا مع القيادة المركزية الأمريكية، تحت اسم "المدافع الحديدي 24".

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      استأنفت بعثة السعودية الدبلوماسية لدى أفغانستان أعمالها في العاصمة كابل، وذلك لأول مرة منذ سيطرة حركة "طالبان" على الحكم عام 2021.

·      أعادت قطر، افتتاح سفارتها في دمشق، لأول مرة منذ 13 عامًا، بعد سقوط نظام بشار الأسد.

·      أعلنت البحرين البدء بإجراءات استقبال طلبات السوريين على أراضيها للعودة الطوعية إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.

·      أقرت الكويت تعديلات على قانون الجنسية، تضمنت إلغاء اكتساب المرأة الأجنبية الجنسية تلقائيًا عند الزواج من كويتي، وعدم امتداد الجنسية تلقائيًا لزوجة الأجنبي الذي يحصل على الجنسية الكويتية. وسمحت التعديلات باستخدام فحص (DNA)، في إجراءات منح أو سحب الجنسية، كما أجازت سحب الجنسية في حالات الإدانة في جرائم تمس أمن الدولة أو في جريمة المساس بالذات الإلهية أو "الذات الأميرية"، أو إذا "استدعت مصلحة الدولة العليا ذلك"، أو إذا توافرت الدلائل لدى الجهات المختصة على انتمائه إلى هيئة سياسية أجنبية.

·      قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية سحب الجنسية من أكثر من 15 ألف حالة، تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات التي شملتها إجراءات السحب إلى أكثر من 20 ألف حالة منذ آب/ أغسطس الماضي.

·      أصدرت وزارة الداخلية الكويتية تحذيرًا من تنظيم أيّ مسيرات احتفالية تحت أيّ مسمّى، ملوّحة باتّخاذ إجراءات صارمة تجاه أيّ مقيم يخالف ذلك قد تصل إلى الإبعاد عن البلاد، وذلك تزامنًا مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

·      نفذت السلطات السعودية أحكامًا بالإعدام بحق 6 مواطنين، أدينوا بـ"خيانة الوطن والانضمام إلى كيانات إرهابية"، ليرتفع عدد من أعدمتهم المملكة بتهمة الخيانة منذ بداية عام 2024 إلى 30 شخصًا، فيما بلغ إجمالي الإعدامات خلال 2024 أكثر من 332 حالة شملت مواطنين ومقيمين، على خلفية قضايا متنوعة.

·      أصدرت محكمة الاستئناف الكويتية حكمًا بحبس محامييْن لمدة عام، بتهمة نشر أخبار كاذبة عن الوزيرة، نورة المشعان.

·      أخلت محكمة الجنايات الكويتية سبيل النائب السابق، شعيب المويزري، وحددت جلسة يناير المقبل للنطق بالحكم في قضيته، كما أجلت محاكمة نواب سابقين ومغردين متهمين بإذاعة أخبار كاذبة.

·      أفرجت السلطات السعودية عن علماء دين معتقلين منذ حملة أيلول/سبتمبر 2017، بينهم الشيخ محمد الخضيري، المعتقل منذ سبع سنوات بتهمة "إلقاء خطبة جمعة في قطر"، والشيخ محمد الهبدان، والدكتور مالك الأحمد، وذلك ضمن مراجعات لجنة مكلفة بإعادة النظر في المحكوميات.

·      أطلقت السلطات القطرية سراح 10 سجناء إيرانيين، تمهيدًا لإعادتهم إلى بلدهم، وذلك نتيجة مبادرات دبلوماسية للسفارة الإيرانية في الدوحة، بينما لم يتم توضيح الجرائم التي اعتقلوا بسببها.

·      أصدر العاهل البحريني مرسومًا ملكيًا بالعفو الخاص والإفراج عن 896 نزيلًا، من بينهم محكومين في قضايا مختلفة، بمناسبة احتفال المملكة بأعيادها الوطنية.

أبرز الأحداث الأمنية

·      حذرت جماعة "أنصار الله" السعودية من أي تصعيد. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة محمد علي الحوثي، "ننصح السعودية ألا تتورط في التصعيد الحاصل"، مضيفا أن هناك خطة جهنمية وهي "التجنيد" لتوجه للسعودية نحو التصعيد.

·      نفت إيران بشدة ضلوعها في مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.

·      كشفت "وول ستريت جورنال"، عن تورط مرتزقة كولومبيين في القتال بالسودان إلى جانب قوات الدعم السريع، برعاية إماراتية، حيث أفاد التقرير بأن شركة مقرها أبوظبي تدعى "Global Security Services Group" وتعمل كمزود أمني خاص للحكومة الإماراتية، هي من قامت بتوظيف هؤلاء المرتزقة.

·      كشفت "الغارديان" أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ضغط على وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، للتدخل في قضية رفعها المعارض السعودي، غانم المصارير، يدعي فيها بأن السعودية أمرت باختراق هاتفه وأنه تعرض لاعتداء جسدي من قبل عملاء السعودية في لندن عام 2018. وأشارت الصحيفة إلى أن "بن سلمان" لوّح بتداعيات على الاستثمارات السعودية في بريطانيا، المقدرة بـ100 مليار جنيه إسترليني.

·      نفت الداخلية الكويتية تسجيل الأجهزة الأمنية للمكالمات والمحادثات ومراقبة تطبيق واتساب.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      ثمة انفتاح سعودي واضح تجاه الإدارة السورية الجديدة، مقابل تحفظ إماراتي. وتشير دعوة السعودية لوزير الخارجية السوري، وزيارة وفد مجلس التعاون الخليجي التي لم تكن لتتم دون موافقة الرياض، إلى أن السعودية تسعى لممارسة دور واسع في سوريا الجديدة، باعتبار أن التغيير المفاجئ يمثل إضعافا لنفوذ إيران بصورة استراتيجية.

·      مع هذا، فإن هذا المسار مازال في بدايته، مع الأخذ في الاعتبار أن المواقف السعودية سريعة التقلب، خاصة في ظل ملفات قد تثير القلق مثل المقاتلين السعوديين في سوريا، وعلاقة النظام الجديد بتركيا وقطر. كما أن الانفتاح السعودي لا يضمن ردع أطراف مثل الإمارات عن ممارسة أدوار سلبية تستهدف تقويض الإدارة السورية الجديدة.

·      استئناف المحادثات بين الرياض وتل أبيب مؤخراً يؤكد أن إدارة ترامب تضع ملف التطبيع بينهما على أولوياتها في المنطقة ولا تنوي التخلي عنه، لما يمثله من ضرورة أمنية في المنطقة وفق تصور واشنطن لمستقبل الأمن الإقليمي الذي يجب أن يستند إلى شراكة بين حلفائها العرب و"إسرائيل". ولذلك؛ يُتوقع أن تمارس الإدارة ضغوطاً وإغراءات على الجانبين للمضي قدماً نحو توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات.