تطورات الأجهزة الأمنية
بحث رئيس المخابرات العامة أحمد حسني حاتوقاي وقادة عسكريين وأمنيين في الأردن، مع رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، ومسؤولون كبار في الجيش "الإسرائيلي"، تداعيات الوضع في سوريا، وآليات التعاون المشترك لمواجهة المخاوف والتهديدات الأمنية الناجمة عن انهيار نظام الأسد، بما فيها خطوط نقل وتهريب السلاح عبر الأردن إلى الضفة الغربية.
من جهة أخرى، وضمن سياق المخاوف من ارتدادات الوضع الجديد في سوريا، عقد الملك عبدالله الثاني اجتماعين متتاليين لمجلس الأمن القومي، تمت خلالهما مناقشة خطط المملكة لمواجهة تداعيات ما بعد الإطاحة بالأسد، وقد اكتسب انعقاد المجلس أهمية لافتة، بكونه تم بعد زيارة قام بها الملك إلى واشنطن بحث خلالها مع المسؤولين الأمريكيين الرؤية الأمنية والسياسية المشتركة لمستجدات الملف السوري. وفي السياق، اجتمع وزراء خارجية عدد من الدول العربية في مدينة العقبة، إلى جانب ممثلين دوليين لبحث مستقبل سوريا.
في سياق مختلف، بحث قائد الجيش اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، مع وفد من جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، برئاسة الفريق أول المتقاعد جون دبليون نيكلسون، سبل التعاون المشترك، كما بحث الحنيطي مع السفيرة التونسية في عمان، مفيدة الزريبي، أوجه التعاون والتنسيق وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. بموازاة ذلك، بحث وفد عُماني برئاسة مساعد رئيس أركان قوات السلطان للتدريب والتمارين العميد ناصر بن سعيد السعدي، مع قيادة لواء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتدخل السريع في الجيش الأردني، سبل التنسيق المشترك وتبادل الخبرات.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، آفاق تطوير العلاقات الأردنية السورية ومتطلبات إنجاح المرحلة الانتقالية، واتفقا على أن الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح خطر مشترك سيبحث البلدان آليات التعاون في محاربته. من جهته، بحث وزير الداخلية مازن الفراية، في مبنى الوزارة مع رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني، عمق العلاقات الأردنية-العراقية، وتحديداً المجالات الأمنية.
وفي سياق منفصل، افتتحت مديرية الأمن العام المبنى الجديد لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، في العاصمة عمان، بعد فصلها عن إدارة البحث الجنائي، في حين كرّم مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة، عدداً من ضباط الأمن العام المتفوقين في الدورات العسكرية المقامة لدى الدول الشقيقة والصديقة.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· تحركت قطعات من الجيش الأردني بصورة عاجلة ومكثفة على طول الحدود مع سوريا، بعد الإعلان عن سقوط نظام الأسد، خشية من عمليات تهريب مخدرات أو أشخاص أو سلاح.
· فتحت الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش خطوط تواصل مع مجموعات أهلية من أبناء محافظة درعا السورية عرضت المساعدة المعلوماتية لمكافحة المخدرات.
· أنشأت المملكة خلية أزمة طارئة للتعامل مع مستجدات الملف السوري، إنسانياً وأمنياً وعسكرياً، تمهيداً للتواصل السياسي مع الإدارة الجديدة في دمشق.
· أعلن وزير الداخلية، فور سقوط نظام الأسد، إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري، وفتحه أمام الأردنيين العائدين فقط.
· وافقت وزارة الداخلية بالتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، على السماح للسوريين واللبنانيين بالمرور "ترانزيت" إلى دول الجوار.
· سرّعت قوات الاحتلال بشكل لافت من عمليات بناء السياج الأمني على طول الحدود مع الأردن، بعد الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد.
· اعتقلت الأجهزة الأمنية مجموعة من شباب الحركة الإسلامية من مقار أعمالهم، دون إبلاغ ذويهم عن أسباب الاعتقال، عرف منهم عبد العزيز عماد هارون وعبد الله هدار وعلي قاسم وأحمد خليفة.
· أعلن الجيش الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقال 3 أشخاص عند الحدود الشرقية مع الأردن، بزعم محاولتهم التسلل من الأردن إلى داخل الحدود.
· أجبرت الأجهزة الأمنية عائلات الشابين الأردنيين اللذين نفذا عملية عند الحدود، حسام أبوغزالة وعامر قواس، على تسلم جثمانيهما ودفنهما سريعا دون تشييع أو مراسم أو إقامة بيت عزاء.
· هندست الأجهزة الأمنية نتائج انتخابات اللجان الدائمة في مجلس النواب، حيث نجحت مرة أخرى في إقصاء نواب الحركة الإسلامية عن رئاسة اللجان الهامة.
· وجّه البنك المركزي لكافة بنوك المملكة، قراراً بتجميد حسابات القيادي في حركة حماس، محمد نزال وزوجته، بناء على طلب وزارة الخزانة الأمريكية.
· وقع قرابة 70 نائباً على عريضة لقانون العفو العام لسنة 2025، تشمل بنودا للإفراج عن المعتقلين على خلفية سياسية.
· أفرجت الأجهزة الأمنية عن المعتقل مؤمن الشخشير بعد 3 أشهر من التوقيف الإداري.
· أخلت الأجهزة الأمنية سبيل الصحفي رضا ياسين المعتقل على خلفية تغطيات إعلامية، بحسب قانون الجرائم الإلكترونية، ولا تزال قضيته منظورة أمام القضاء.
· وضعت مديرية الأمن العام خطة أمنية شاملة لتأمين أيام أعياد الميلاد، في مختلف مناطق المملكة، وتحديدا في منطقة المغطس.
· بدأت السلطات الأردنية حملات تفتيش ومتابعة للعمالة الوافدة وتسفير العمال المخالفين إلى بلدانهم مع انتهاء الفترة التي منحت لتصويب أوضاعهم.
أبرز الأحداث الأمنية
· كشف المعارض الأردني، علاء الفزاع، عن أن مدير المخابرات السوري السابق، حسام لوقا، فر إلى الأردن بعد سقوط نظام بشار الأسد.
· كشف النائب عطا الله الحنيطي عن وجود منظمة تحمل اسم "إيكو بيس"، مختصة بقضايا البيئة تعمل في الأردن، بالشراكة مع "إسرائيل".
· أوضح رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني، بسام المحارمة، أن الأردن يتعرض لنحو 1500 هجمة سيبرانية كل 3 شهور، 40 بالمئة منها محاولات تجسس، و 65 بالمئة هاكر لأهداف مالية، و 16 بالمئة تعطيل خدمات إلكترونية.
· أكدت الأمم المتحدة، إجلاء موظفها المصاب في الغارات "الإسرائيلية" التي استهدفت مطار صنعاء، إلى العاصمة الأردنية عمان لتلقي العلاج.
· أحبطت السلطات الأردنية، محاولة اجتياز مهربين للحدود الشمالية مع سوريا وذلك في أول حادثة من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد، وأدت المحاولة لسقوط قتلى بين المهربين.
· عبر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى سوريا منذ سقوط حكم بشار الأسد، من أصل 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في الأردن.
· خرج آلاف الأردنيين في مسيرات شعبية بعد صلاة الجمعة، تضامنا مع غزة، وسط انتشار أمني كثيف.
· أعلن الجيش "الإسرائيلي"، إجراء تدريبات تحسبا لـ"هجمات"، ولرفع القدرة القتالية على طول الحدود مع الأردن.
· أحبطت المنطقة العسكرية الجنوبية في الأردن، على واجهتها الغربية مع الاحتلال محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة بواسطة طائرة مسيرة.
· ألقت إدارة مكافحة المخدرات القبض على ثلاثة مطلوبين خطرين مرتبطين بعصابات إقليمية، بعد مداهمتهم في لواء الرويشد على الحدود مع العراق.
· حصلت برئاسة جعفر حسان على ثقة مجلس النواب، بواقع 82 نائبا منحوا الثقة، وحجب 53 نائبا، وامتناع نائبين عن التصويت، بعد تحركات قادتها أجهزة أمنية.
· ودّعت مديرية الأمن العام، عدداً من ضباطها المشاركين كمراقبين دوليين تحت مظلة الأمم المتحدة في مهمة حفظ السلام في جنوب السودان.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· رغم حالة الجمود السياسي التي تعتري العلاقة بين عمّان وتل أبيب، إلا أن سقوط نظام الأسد يدفع إلى المزيد من التنسيق والاجتماعات الأمنية على أعلى مستوى بين الطرفين، حيث يشكل قدوم الإسلاميين لحكم سوريا هواجس متبادلة تضر بمصالح عمان وتل أبيب على حد سواء.
· يأتي الانعقاد المتتالي لمجلس الأمن القومي برئاسة الملك، بعد اجتماع وحيد للمجلس الذي تأسس في العام 2022، انعكاساً بارزاً لحجم المخاوف الأردنية من ارتدادات الملف السوري، واستجابة سريعة لتفادي ما يمكن اعتباره أسوأ سيناريو إقليمي يواجه المملكة، في ظل استمرار تداعيات الحرب على غزة، وقدوم رئيس أمريكي جديد متناغم مع الطموح "الإسرائيلي"، وغير صديق للقيادة الأردنية.
· يواصل صانع القرار في المملكة، اعتماده الكامل على المقاربة الأمنية وسياسة الاعتقال والتضييق والملاحقة لمواجهة المخالفين لخط الدولة، وتستمر العقلية الأمنية المغطاة بدعم القصر، في فرض رؤيتها على مسار سياسة الدولة، بحجج حساسية الواقع الجيوسياسي والتطورات الخطيرة المحيطة بالمملكة. ومع هذا، قد تدفع التطورات في سوريا النظام الأردني إلى مقاربة أكثر هدوءً تجاه الإسلاميين بهدف احتواء التوترات المحلية.