تطورات الأجهزة الأمنية
عقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعاً بحضور الرئيس أردوغان، فيما اجتمع أردوغان مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في أنقرة بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات التركية، ثم اجتمع أردوغان مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع محمود وأبي أحمد للإعلان عن "إعلان أنقرة" والذي ينص على احترام أثيوبيا لوحدة أراضي الصومال، والبدء في مفاوضات تضمن وصول إثيوبيا الآمن إلى البحر. كما اتصل أردوغان هاتفيا برئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، عارضاً عليه الوساطة بين الإدارة السودانية ودولة الإمارات لحل خلافاتهما، فيما اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لبحث عملية الانتقال السياسي في سوريا، ومع وزير الخارجية التركي السابق فريدون سينيرلي أوغلو بعد أن انتخبه المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمينا عاما للمنظمة.
على صعيد اللقاءات الثنائية، زار رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، ووزير الخارجية هاكان فيدان، دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ثم زار فيدان أبوظبي للقاء الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي علي الشامسي، فيما اجتمع فيدان في الدوحة مع أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس.
وفي أنقرة، اجتمع وزير الدفاع يشار غولر بشكل منفصل مع وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، ومع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، ومع رئيس هيئة التصنيع العسكري العراقي، ومع رئيس هيئة الأركان العامة السعودية فياض الرويلي، ومع وزير دفاع النيجر الفريق ساليفو مودي، ومع وزيرة المشتريات الدفاعية والصناعية البريطانية ماريا إيغل. وقد حضر غولر رفقة الرئيس أردوغان اجتماعاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، كما شارك في مناقشة ميزانية وزارة الدفاع لعام 2025 بمجلس النواب التركي، واجتمع مع وفد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5 زائد 5، وحضر الاجتماع العسكري التركي الأذربيجاني السادس عشر.
وفي ضوء التطورات في سوريا، تلقى غولر اتصالات هاتفية من نظيريه الأمريكي والبريطاني، ومن رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، فيما أجرى رئيس هيئة الأركان العامة التركية متين جوراك اتصالات هاتفية مع نظيريه البريطاني والأمريكي، ومع قائد حلف الناتو في أوروباكريستوفر كافولي، ومع رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو الأدميرال روب باور، فيما استقبل جوراك في أنقرة نائب رئيس الأركان العامة الكويتي، ورئيس الأركان العامة السنغالي.
على جانب آخر، استقبل خلوق غورغون رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خالد بياري نائب وزير الدفاع السعودي، وقائد القوات الجوية تركي بن بندر آل سعود. من جهته، استقبل قائد القوات البحرية التركية نظيره الجيبوتي العقيد أحمد جامع، فيما اجتمع وزير الداخلية على يرلي كايا في أنقرة مع نظيره الجيبوتي، ومع نظيره العراقي بأنقرة.
على صعيد التدريبات والتسليح، أقيم حفل لتوقيع عقد مشروع نظام الحوسبة السحابية التابع للقوات المسلحة التركية بحضور رئيس الأركان العامة الجنرال متين جوراك، فيما جرت مناورات "الهلال والنجم" التركية الباكستانية في باكستان، وتم تسليم السفينة PN MILGEM إلى البحرية الباكستانية بعد الانتهاء من بنائها في حوض بناء السفن في إسطنبول. كما تسلمت تركيا من رومانيا قيادة مجموعة العمل الدائمة المعنية بالتدابير المضادة للألغام، والتابعة لحلف الناتو، فيما قامت طائرات تركية لمراقبة الإنذار المحمول جواً بمهمة طيران في المجال الجوي الروماني ضمن نطاق تدابير الضمان التابعة لحلف الناتو، بينما أجرت البحرية التركية تدريبات قرب سواحل ليبيا، وتم تنظيم حفل ختامي في قيادة مركز التدريب والتمارين في إسبرطة لمكافحة الإرهاب للضباط والجنود الصوماليين الذين اجتازوا دورة تدريب "قوات خاصة".
مستجدات الإجراءات الأمنية
· وقعت هيئة الصناعات الدفاعية التركية ووزارة الدفاع الإسبانية مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي في مجال طائرات التدريب النفاثة.
· وافقت روما على بيع شركة "بياجيو آيروسبيس" الإيطالية التي تنتج طائرات رجال الأعمال ومحركات طائرات أفانتي إلى شركة "بايكار" التركية.
· استأنفت السفارة التركية في دمشق نشاطها بعد توقف دام 12 عاما، وأعلنت وزارة الخارجية التركية تعيين سفيرها في موريتانيا برهان كور أوغلو، قائما بالأعمال في سفارة أنقرة بدمشق مؤقتا.
· أعلن وزير الداخلية إنشاء مكتب لإدارة الهجرة بسفارة أنقرة بدمشق وقنصليتها بحلب لتسهيل أمور عودة السوريين، ورفع القدرة الاستيعابية اليومية للمعابر الحدودية التركية مع سوريا من 3.000 شخص إلى ما بين 15 و20 ألف شخص.
· أعلنت وزارة الداخلية السماح لشخص واحد من كل أسرة سورية بالمغادرة لسوريا والعودة منها ثلاث مرات بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2025 بهدف تسهيل ترتيبات عودة أسرته، كما سيتاح للاجئين السوريين نقل جميع ممتلكاتهم وأغراضهم من تركيا إلى سوريا في سياراتهم، مع منح تذكرة عبور مجانية لمرة واحدة للسوريين الذين لا يملكون جواز سفر ويرغبون بالعودة إلى بلادهم.
أبرز الأحداث الأمنية
· زار وفد من حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، في سجنه بجزيرة إمرالي، بعد سماح وزارة العدل بإجراء الزيارة.
· استهدفت الاستخبارات التركية قافلة مؤلفة من 12 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر، ودبابتين ومستودعين للأسلحة، خلال نقل قوات قسد لها من مواقع جيش نظام الأسد إلى القامشلي.
· قُتل ستة عسكريين أتراك إثر تحطم مروحية طراز "UH-1" في إسبرطة خلال طلعة تدريبية، كما قُتل أربعة أشخاص بينهم طياران وطبيب وموظف طبي جراء اصطدام مروحية إسعاف بمستشفى بولاية موغلا جنوب غرب تركيا.
· استهدفت الاستخبارات التركية كلا من: "يايلا قزل قايا" القيادية في تنظيم "بيجاك" الكردي الإيراني التابع لحزب العمال الكردستاني، بالقامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، و"يشار تشكيك" من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية بمنطقة تل رفعت شمال سوريا، و"مورفت غُلسفر" القيادية في حزب العمال الكردستاني بريف مدينة السليمانية شمال العراق، و"فرات سيريهان" القيادي بحزب العمال الكردستاني، والمطلوب بالنشرة الرمادية، وذلك عبر استهدافه في منطقة "كارة" شمال العراق.
· توفي الرقيب إرين كيزيلداغ متأثرا بإصابته في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على يد مسلحين أكراد شمال العراق.
· أعلن الجيش التركي اكتشاف مخزن أسلحة تابع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، وتضمن صاروخاً مضاداً للطائرات محمولاً على الكتف، وثلاثة صواريخ مضادة للدبابات، وبنادق قناصة وقنابل يدوية وأسلحة رشاشة.
· قُتل 12 شخصا وأصيب أربعة في انفجار وقع في قسم إنتاج الكبسولات بمصنع للذخيرة في مدينة باليكيسير غرب تركيا.
· قُتل شخصان بينهما شرطي وأصيب اثنان آخران في هجوم مسلح استهدف قاعة محكمة في مبنى العدلية بمدينة بورصة.
· أعلن وزير الداخلية القبض على 128 مشتبهاً فيه ضمن عمليات "غورز" التي استهدفت عناصر تنظيم داعش في 22 ولاية تركية.
· اعتقلت الشرطة مواطناً شيشانياً بمنطقة باشاك شهير في إسطنبول إثر تلقيها خطابا من السلطات الشيشانية بواسطة الإنتربول يفيد بانتماء المذكور لتنظيم داعش.
· ألقت السلطات التركية القبض على المدعو جنكيز سيرتل، المطلوب بموجب نشرة حمراء، باعتباره أحد المسؤولين عن التفجير الذي وقع في قضاء ريحانلي بولاية هطاي في عام 2013، فيما جلبت الاستخبارات التركية من خارج البلاد "سرحات أوزمن" أحد قادة حزب العمال الكردستاني في سوريا.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· ستستفيد تركيا أمنيا من سقوط نظام الأسد في تعزيز مطالبها برفع الغطاء الأمريكي عن قسد، وقطع الطريق على إنشاء كيان كردي على دود البلاد الجنوبية يمثل خطوطا خلفية للمتمردين الأكراد في تركيا. كما سيربح حزب العدالة والتنمية من حل مشكلة اللاجئين السوريين التي مثلت عبئا كبيرا داخليا أمام أحزاب المعارضة، فيما ستلعب تركيا دورا بارزا في عملية إعادة إعمار سوريا، مما يتيح تنشيط الاقتصاد التركي، وحصول الشركات التركية على حصة كبيرة من أعمال إعادة الإعمار، فضلا عن تعزيز دور تركيا الإقليمي.
· زيارة وفد حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية إلى عبد الله أوجلان، تشير إلى أن مسار المصالحة مع الأكراد الذي تتبناه الحكومة التركية مازال يمضي قدما. لذلك؛ سيظل من المحتمل أن تسعى أطراف كردية لتعطيل جهود إطلاق المصالحة بشن هجمات في الداخل التركي. أي أن مسار المصالحة سيواكبه استنفارا أمنيا بالضرورة.
· تعزيز النفوذ الأمني والعسكري التركي بالنيجر، يتكامل مع علاقات أنقرة القوية مع حليفي نيامي، بوركينا فاسو ومالي، ويعضد الحضور التركي في منطقة الساحل وعموم القارة الأفريقية، بحيث تكون ليبيا مرتكزا في شمال أفريقيا، والصومال بوابة للقرن الأفريقي، والنيجر نافذة لمنطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى، مما يعضد النفوذ التركي إقليميا وعالميا.