الموجز الأمنـي المصري - ديسمبر 2024

الساعة : 14:20
7 يناير 2025
الموجز الأمنـي المصري - ديسمبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

استقبل الرئيس المصري، مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومنسق المنطقة بمجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغورك، بحضور وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، ومدير المخابرات، اللواء حسن رشاد، حيث استعرض الجانبان جهود وقف إطلاق النار في غزة، والترتيبات الأمنية في محور فيلادلفيا.

وعلى صعيد مباحثات وقف إطلاق النار، استضافت القاهرة جولة مفاوضات، حيث تم استقبال رئيس "الشاباك"، رونين بار، ورئيس الأركان "الإسرائيلي"، هرتسي هاليفي، ووفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. من جهتها، رفضت السلطة الفلسطينية المقترح المصري لتشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة غزة في اليوم التالي للحرب، لاعتراض رئيس السلطة، على وجود أي دور لحماس.

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية عن وجود خلافات مصرية "إسرائيلية"، إذ رفض الجيش المصري إجراءات نفذتها "إسرائيل" في محور "فيلادلفيا"، من بينها تركيب وسائل مراقبة وكاميرات يتجاوز مدى عملها المنطقة الحدودية إلى مسافات كبيرة داخل سيناء، بينما أفاد تقرير عبري بأن "إسرائيل" قلقة من تحريك مصر لقواتها في حدود سيناء بشكل لا يتناسب مع اتفاق السلام.

وفي سياق التطورات السورية، زار وفد أمني مصري لبنان مؤخرًا، والتقى مسؤولين سياسيين وأمنيين، حيث تركزت المباحثات على التطورات في سوريا، فيما عمل الوفد على إعداد تقارير شاملة حول الجماعات المرتبطة بتركيا وقطر، والتي تُعد امتدادًا لجماعة الإخوان. من جهته، اجتمع الرئيس المصري، مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية، إلى جانب المحافظين، وبحضور رئيس الوزراء، ووزيري الدفاع، والداخلية، ورئيس الأركان، ورئيس المخابرات العامة، حيث ناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع، خصوصًا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

على صعيد آخر، أرسلت القاهرة إلى كل من الرياض و"تل أبيب" نسخة أولية من خطاب تسليم جزيرتي "تيران" و"صنافير" إلى السعودية، لكنّ الصياغة المصرية لاقت اعتراضات لتأكيدها أن الاتفاقية لا تنهي مبررات حماية مصر لتلك المنطقة في إطار دواعي الأمن القومي. وطلبت السعودية تعديلات تحدد أطر المسؤولية المصرية، فيما طالبت "إسرائيل" باتفاق برعاية أمريكية لحسم الترتيبات الأمنية البديلة.

خارجيًا، وافقت الخارجية الأمريكية على صفقة أسلحة مع مصر، تتجاوز خمس مليارات دولار، تتضمن تحديث معدات دبابات "أبرامز"، بتكلفة تصل إلى 4.69 مليار دولار، ومبيعات أخرى، من بينها صواريخ "هيلفاير" بقيمة 630 مليون دولار، بالإضافة إلى منظومة أسلحة دقيقة بقيمة 30 مليون دولار. من جهتها، تحفظت ماليزيا على مقترح مصري لإبرام اتفاقية تعاون أمني تشمل تسليم المطلوبين الأمنيين بين البلدين.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      طلبت "إسرائيل" من القاهرة تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي يقصدها "الإسرائيليون" تزامنًا مع عيد الفصح اليهودي، فيما يدرس جهاز الأمن "الإسرائيلي" إصدار تحذير رسمي من السفر إلى مصر.

·      أعلنت مصر استئناف الرحلات الجوية المباشرة من القاهرة إلى بيروت بعد توقف 3 أشهر.

·      حثت الحكومة المصرية على عدم السفر إلى سوريا في الوقت الراهن.

·      شهدت ميادين وشوارع مصرية رئيسية، وخصوصًا وسط القاهرة، استنفارًا أمنيًا منذ الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، شمل انتشار مدرعات وقوات الأمن المركزي، كما شوهد أفراد بزي مدني تابعون لأجهزة الأمن، وهم يجرون عمليات تفتيش عشوائية للمواطنين وهواتفهم، بالتزامن مع تكثيف السلطات الأمنية حملات الاعتقال.

·      اعتقلت قوات الأمن نحو 30 مقيمًا سوريًا، بتهمة "التجمع دون تصريح" بعد مشاركتهم في احتفالات بسقوط نظام الأسد، حيث أصدرت السلطات قرارات بترحيل ثلاثة، وأطلقت سراح آخرين، بينما لا يزال آخرون رهن الاحتجاز.

·      أوقفت السلطات المصرية دخول السوريين لحين إشعار آخر.

·      فرضت السلطات ضوابط جديدة على الأنشطة الاقتصادية التي يزاولها السوريون، تشمل اشتراط الحصول على موافقة أمنية مسبقة قبل فتح أي نشاط تجاري أو اقتصادي.

·      أصدرت السلطات قرارًا بمنع دخول الفلسطينيين القادمين من سوريا والسودان وليبيا والعراق واليمن إلى مصر حتى إشعار آخر.

·      أعطى الرئيس المصري توجيهات بإرجاء إجراءات اقتصادية كانت مقررة منتصف ديسمبر/كانون الأول، للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتجنب أية ارتدادات قد تؤثر على الشارع المصري.

·      أدرجت السلطات المصرية 91 شخصًا على "قوائم الإرهابيين" لمدة خمس سنوات، وذلك بعد رفع أسمائهم من القائمة الشهر الماضي، ضمن قائمة شملت 716 شخصًا.

·      قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس أكثر من 120 شخصًا، بينهم فتيات ومسيحيَين، لمدة 15 يومًا، على ذمة قضايا مختلفة، حيث وجهت لهم تهم نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة الإخوان.

·      أحالت نيابة أمن الدولة العليا عددًا كبيرًا من القضايا السياسية البارزة إلى المحاكمة الجنائية بعد سنوات من الحبس الاحتياطي، فيما قررت حبس السياسي البارز، عبد المنعم أبو الفتوح، في قضية جديدة هي الثالثة له، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، رغم أنه يقضي حكما نهائيا بالحبس 15 عاما.

·      أيدت محكمة نقض الجنح، الحكم الصادر على السياسي المعارض، أحمد الطنطاوي، ومدير حملته الانتخابية، محمد أبو الديار، بحبسهما سنةً مع الشغل، مع حرمان الطنطاوي من الترشح للانتخابات البرلمانية لمدة خمس سنوات.

·      جددت السلطات، بشكل روتيني، حبس عشرات المعتقلين السياسيين احتياطيًا على ذمة قضايا مختلفة، من بينهم الخبير الاقتصادي البارز، عبد الخالق فاروق، والمعارض، يحيى حسين عبد الهادي.

·      صدر قرار رئاسي بالعفو عن 54 شخصًا من أبناء ورموز قبائل سيناء المحكوم عليهم في قضية تظاهرات "حق العودة"، بعد أيام من صدور أحكام عسكرية بحبسهم مدة تتراوح بين 3 و7 سنوات بحقهم، وذلك تقديراً لدور القبائل في مكافحة الإرهاب.

·      قررت السلطات إخلاء سبيل خمسة ضباط شرطة، من بينهم رئيس مباحث قسم شرطة، متّهمين بضرب وتعذيب سبعة محبوسين والتسبّب في وفاة أحدهم نتيجة ذلك.

·      اعتقلت السلطات كلًا من الصحافي، سيد صابر، والحقوقية، فاطمة غريب، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسهما احتياطيًا لمدة 15 يومًا.

·      قدمت أسرة الناشط السياسي، علاء عبد الفتاح، طلبًا للعفو إلى رئاسة الجمهورية، بوساطة سياسيين بارزين، وذلك في ظل استمرار إضراب والدته الكامل عن الطعام منذ نحو ثلاثة أشهر، احتجاجًا على استمرار احتجاز نجلها رغم انتهاء مدة عقوبته.

أبرز الأحداث الأمنية

·      قامت قوات الأمن بمحافظة الشرقية بتصفية المواطن، عبد الباسط الحلابي، المعارض والمطارد منذ عام 2014، خلال مداهمة أمنية لمنزله، قبل أن تلقي قوات الأمن جثمانه من الدور الرابع.

·      شهدت السجون ومراكز الاحتجاز المصرية خمس حالات وفاة بسبب التعذيب والإهمال الطبي، شملت "محمد الشال" (58 عامًا) بمقر الأمن الوطني في الشرقية، و"عبد الفتاح عطية" بسجن بدر، و"فضل سليم محمود" (64 عامًا) في سجن المنيا، و"إبراهيم خالد" (64 عامًا) بسجن وادي النطرون. كما توفي الشاب "سعد السيد" داخل قسم شرطة العامرية بالإسكندرية.

·      وثقت منظمات حقوقية، على مدار عام 2024، أكثر من خمسين حالة وفاة بين السجناء السياسيين في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وأوضاع الحبس المزرية. بينما بلغ إجمالي عدد السياسيين المختفين قسريا 1908 شخصا.

·      هز انفجار، أكاديمية الشرطة الواقعة في منطقة التجمع الخامس، شرق القاهرة، وأسفر عن مقتل الضابط برتبة مقدم محمد أبو راس واثنين من أفراد الأمن، بالإضافة إلى وقوع عدد من الإصابات. وأعلنت وزارة الداخلية أن الانفجار وقع جراء "انفجار غازي أثناء أعمال الصيانة بأحد المخازن داخل أكاديمية الشرطة".

·      ألقت السلطات اللبنانية القبض على الناشط المصري المعارض، الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، عقب عودته من سورية، في إطار التنسيق الأمني بين السلطات المصرية واللبنانية، بالإضافة لوجود طلب لتسليمه من قبل الإمارات.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      ترسل صفقة الأسلحة الأمريكية لمصر رسائل خارجية وداخلية، حيث تؤكد الرسائل الخارجية تقدير واشنطن لحيوية الشراكة الأمنية مع مصر خاصة على وقع حرب غزة. كما تشير إلى رهان مصر على أمريكا كمزود رئيسي للأمن، مع تراجع اتجاه تطوير العلاقات الدفاعية مع روسيا، خصوصًا في ظل استنزافها في حرب أوكرانيا، فضلًا عن العقوبات الأمريكية والغربية ضدها.

·      أما داخليا، فترسل الصفقة رسالة للأجهزة الأمنية، خاصة الجيش، بأن الرئيس المصري مازال قادراً على جلب الدعم ويمكنه وضع مصالح مصر في تقاطع مع حلفائها، وهي رسالة يحتاجها في الوقت الراهن لتعزيز الثقة الداخلية في حكمه، بينما تتزايد الضغوط في ملفات حساسة تمس الأمن القومي سواء في القرن الإفريقي أو غزة.

·      مازال الحذر يخيم على الموقف المصري تجاه الإدارة السورية الجديدة، ومن المؤكد أن ملفات أمنية ستكون عالقة بين الجانبين وستؤثر على وتيرة انفتاح القاهرة على دمشق في الأجل القصير، خاصة ملف المصريين المقاتلين ضمن صفوف هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى.

من المرجح أن تشهد مصر استنفاراً أمنياً متواصلا طوال شهر يناير على الأقل، ومزيد من حملات الاعتقال؛ وذلك على خلفية المخاوف من تأثيرات التطورات في سوريا بالتزامن مع ذكرى ثورة يناير.