الموجز الأمنـي اليمني - ديسمبر 2024

الساعة : 15:20
9 يناير 2025
الموجز الأمنـي اليمني - ديسمبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عددًا من القرارات شملت تعيين مستشارين وقادة مناطق عسكرية، أبرزها: تعيين اللواء الركن، صالح طيمس، مستشارًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وتعيين العميد الركن، محمد باتيس، مساعدًا لوزير الدفاع لشؤون الموارد البشرية، وترقيته إلى رتبة لواء، بالإضافة تعيين العميد الركن، صالح الجعيملاني، قائدًا للمنطقة العسكرية الأولى وقائدًا للواء 37 مدرع، مع ترقيته إلى رتبة لواء.

وعلى صعيد اللقاءات الدبلوماسية، التقى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، وناقش الطرفان التطورات الأمنية، وجهود مكافحة الفساد، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء، أكد الجانبان على أهمية توحيد مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه اليمن، وتعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار في المنطقة. من جهته، بحث وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، مع نظيره البريطاني، جيمس كليفرلي، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة التطورات الأمنية في اليمن والمنطقة.

على صعيد آخر، اختتم الفريق الركن صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة وقائد العمليات المشتركة، زيارته الرسمية إلى مملكة البحرين، حيث شارك في مؤتمر حوار المنامة بنسخته الـ20 خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر 2024، والذي تناول تحديات الدفاع والأمن في المنطقة بمشاركة وزراء وقادة وصناع القرار من دول عربية وأجنبية.

في غضون ذلك، دشنت قوات الطوارئ في عدن دورة تدريبية حول حماية المدنيين أثناء العمليات الأمنية والعسكرية وتعزيز أمن المجتمع"، بالتعاون مع منظمة "سيفيك" الدولية، وذلك بهدف رفع قدرات القوات الأمنية في التعامل مع المدنيين، مكافحة الشغب، والتعامل مع المعتقلين بما ينسجم مع القوانين الدولية. من جهتها، دشنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بمشاركة قوات أمنية ومسؤولين حكوميين، دورة تدريبية في عدن حول استخدام القوة وفق المعايير الوطنية والدولية، وذلك بهدف تعزيز الوعي القانوني والالتزام بحماية حقوق الإنسان.

من جانبها، بدأت جماعة الحوثي استقطاب ضباط وجنود تم إقصاؤهم سابقا في صنعاء، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة التي وصلوا لها، فيما واجهت الجماعة استياءً واسعًا من العسكريين الرافضين للانضمام. بالمقابل، نفذت الجماعة حملة إقصاء واسعة لضباط وأفراد الشرطة في صنعاء، ضمن ما وصفته بـ"الاستعدادات لمواجهة إسرائيل"، حيث أمر عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية المعين من الجماعة، باستبدال طواقم الشرطة القديمة بعناصر جديدة تنتمي إلى الجماعة أو ما يُعرف بـ"أبناء الشهداء"، وتم تعيينهم في أقسام الشرطة والمناطق الأمنية الجنوبية للعاصمة دون تفسير رسمي.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       ناقشت قيادات حوثية خطة انتشار أمني وفرض حظر تجوال ليلي، تحسبًا لانقلاب عسكري محتمل في صنعاء.

·       وجه وزير داخلية الحوثي، عبد الكريم الحوثي، باستدعاء الشرطة المسرحين وإخضاعهم لدورات تعبئة سياسية وعسكرية قسرية في ظل استياء واسع من العسكريين الرافضين للانضمام.

·       دفعت جماعة الحوثي بمئات العناصر الأمنية من محافظة "إب" إلى جبهات القتال في تعز والحديدة والضالع، وذلك عقب فشلها في حشد مجندين جدد.

·       كثفت جماعة الحوثي انتشارها الأمني في مدينة إب وسط اليمن، حيث نشرت قوات إضافية، منها وحدات مكافحة الشغب، في شوارع المدينة ومحيط جامعة إب، عقب دعوات لوقفة تضامنية مع أسرة الشيخ صادق باشعر، الذي قُتل الشهر الماضي على يد الحوثيين في صنعاء.

·       أوقف وزير الداخلية، إبراهيم حيدان، العمل بشبكة النظام الخاص بالبطاقة الذكية في عدن بعد خلاف حول تعيين مدير جديد لفرع مصلحة الأحوال المدنية، وذلك بعد أن أثار قرار التحول للعمل بالبطاقة الذكية جدلاً واسعًا بسبب التكاليف المرتفعة لاستخراج البطاقة الجديدة.

أبرز الأحداث الأمنية

·       شنت القوات الجوية "الإسرائيلية"، غارات على مواقع في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة، استهدفت بنى تحتية عسكرية تابعة لجماعة الحوثي، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد الكهرباء في حزيز وذهبان، بالإضافة إلى موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وقد أسفرت الغارات عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم سبعة في ميناء الصليف، وإصابة آخرين، وأدت إلى أضرار جسيمة في المنشآت المستهدفة، وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق.

·       أدت الغارات "الإسرائيلية" المتكررة على ميناء الحديدة إلى توقفه بالكامل، حيث بات عاجزًا عن استقبال السفن التجارية بسبب تدمير معدات التشغيل والقاطرات البحرية.

·       نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية على مواقع حوثية في صنعاء ومناطق ساحلية أخرى، حيث استهدفت منشآت عسكرية حساسة بينها مبنى وزارة الدفاع ومجمع العرضي إضافة لمرافق إنتاج أسلحة متقدمة. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن هذه العمليات تأتي لتقليص قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

·       أعلن الحوثيون تنفيذ "ثلاث عمليات نوعية"، استهدفت مطار "بن غوريون" في مدينة يافا "الإسرائيلية"، ومحطة كهرباء جنوبي القدس، وحاملة الطائرات الأمريكية "يو. إس. إس. هاري ترومان"، فيما نفت القيادة المركزية الأمريكية وقوع أي أضرار، مؤكدة استهداف منشآت حوثية رداً على التهديدات.

·       أكدت أجهزة الحوثيين الأمنية إحباط أنشطة استخباراتية مشتركة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في اليمن، وذلك في إطار حملتها الأمنية الواسعة لمواجهة التحديات الأمنية.

·       نظمت محافظة حجة مسيرة ووقفة شعبية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، شاركت فيها قيادات حوثية محلية، حيث جدد المشاركون دعمهم للمقاومة الفلسطينية وطالبوا بتوسيع دائرة الأهداف ضد "إسرائيل".

·       شنت مدفعية القوات المسلحة ضربات على مواقع حوثية في جبهتي كرش والقرين بمحافظة لحج، حيث تم تدمير آليات كانت تستخدم لشق طرق وبناء تحصينات جديدة.

·       تواصلت المواجهات في جبهات الضالع بين قوات المجلس الانتقالي وجماعة الحوثي، أسفرت عن مقتل القيادي في جماعة الحوثي، عبدالحليم هاشم، المسؤول عن التنسيق العسكري لعدد من الجبهات، بالإضافة لمقتل عدد من الجنود من الطرفين. يأتي ذلك بالتزامن مع نعي الجماعة لأربعة من ضباطها قتلوا في معارك مع الجيش اليمني.

·       أُعيد تشغيل مطار صنعاء الدولي واستأنفت الأمم المتحدة خدمات النقل الجوي الإنساني عبره بعد توقف مؤقت، نتيجة الغارات الجوية "الإسرائيلية" التي استهدفت المدرج الرئيسي.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       تمثل الغارات "الإسرائيلية" على صنعاء والحديدة مؤشرًا على تحول اليمن إلى محور رئيسي في الاستراتيجية "الإسرائيلية" لمواجهة التهديدات الإقليمية، وذلك بعد تراجع قدرات "حزب الله" وانهيار نظام الأسد. وتهدف هذه الضربات إلى تحجيم قدرات الحوثيين الصاروخية، ومنعهم من لعب دور إقليمي يتجاوز حدود اليمن، مع تعزيز رسائل "إسرائيلية" تؤكد قدرتها على ضرب خصومها في أكثر من ساحة. ورغم ذلك، فإن هذه العمليات قد تدفع الجماعة إلى تصعيد هجماتها، ما ينذر بمزيد من التوترات، واحتمالات أن يستهدف الاحتلال قادة الحوثيين الكبار. في المقابل، تزيد هذه التطورات من القلق الخليجي، ما قد يدفع لتنسيق أكبر مع "إسرائيل" والولايات المتحدة لتحجيم الحوثيين.

·       تمثل المواجهات المستمرة في الضالع مؤشراً جديداً على تصاعد التوتر العسكري في واحدة من أكثر الجبهات حيوية في اليمن. فالضالع، باعتبارها محوراً استراتيجياً يربط بين شمال البلاد وجنوبها، أصبحت ساحة رئيسية للصراع بين الجيش الوطني وجماعة الحوثي، ما يجعل السيطرة عليها أولوية للطرفين. وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع يشمل محاولات الجماعة لاستعادة مواقع استراتيجية تخدم أهدافها في توسيع نفوذها الجغرافي وتهديد المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا.

·       من جانب آخر، يُبرز استمرار المواجهات في الضالع تعقيد المشهد العسكري في اليمن، حيث لا تقتصر المعارك على الجبهات التقليدية بل تمتد إلى جبهات أخرى متعددة، في ظل تزايد الدعم الإقليمي والدولي للقوات التابعة للحكومة. ومن الواضح أن هذه الجبهة ستظل إحدى النقاط الساخنة في الحرب اليمنية، خصوصاً مع تزايد مؤشرات الاستعداد لإطلاق عملية عسكرية واسعة تستهدف استعادة الحديدة، وربما صنعاء نفسها.