الموجز الأمنـي السوداني - ديسمبر 2024

الساعة : 15:47
13 يناير 2025
الموجز الأمنـي السوداني - ديسمبر 2024

تطورات الأجهزة الأمنية

قام  رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بزيارة رسمية إلى مدينة "جوبا" بجمهورية جنوب السودان، بحث فيها مع رئيس جنوب السودان "سلفاكير" سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ورافق البرهان في زيارته كل من  وزير الطاقة، الدكتور محيي الدين نعيم، ووكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

كما بحث "البرهان" في "الخرطوم" الأوضاع في البلاد مع أمين عام جامعة العربي، أحمد أبو الغيط، فيما ناقش في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، العلاقات الثنائية بين البلدين، وقد عرض"أردوغان" استعداد أنقرة للتوسط في حلّ النزاعات بين السودان والإمارات على خلفية اتهامات متكررة من الجيش السوداني للإمارات بدعم قوات "الدعم السريع". وفي سياق متصل، التقى البرهان

على صعيد آخر، فشلت الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بزعامة رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، في التوافق على تشكيل "حكومة منفى" بسبب رفض الفكرة من قبل  قوى سياسية فاعلة في "تقدم" أبرزها، أحزاب "الأمة القومي"،"المؤتمر السوداني"، "التجمع الاتحادي"، إلى جانب "تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة" وقوى مدنية. في غضون ذلك، كشفت معلومات عن لقاءات جرت بين رموز في"الجبهة الثورية" وقيادات سياسية ومدنية أخرى مع نائب قائد قوات "الدعم السريع"، عبد الرحيم دقلو، في العاصمة الكينية نيروبي، بهدف تشكيل حكومة موازية وجرى الحديث عن مهام هذه الحكومة والقوى التي ستشارك فيها.

في سياق منفصل، قال السفير السوداني لدى موسكو إن السودان يدرس اتفاقًا بشأن إنشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، في إطار مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين، نافيًا صحة التقارير حول رفض الخرطوم هذا الاتفاق.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     أعلن بيان لوزير الخارجية أنتوني بلينكن فرض عقوبات على قائد الدعم السريع حميدتي، "لدوره في الفظائع المنهجية المرتكبة ضد الشعب السوداني"، بحسب البيان الذي أكد أن "أميركا تأكدت أن أعضاء قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".

·     أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 4 شخصيات عسكرية وأمنية سودانية، بينها قائد استخبارات الجيش السوداني، محمد علي أحمد صبير، ومدير جهاز الأمن السابق، صلاح عبد الله قوش، واثنان من قادة الدعم السريع بسبب تهديدهم السلام والاستقرار والأمن في البلاد، وتضمنت العقوبات تجميد أصول ومنع الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي من توفير الأموال أو الأصول المالية أو الموارد الاقتصادية لهم، إلى جانب خضوعهم لمنع السفر إلى الاتحاد الأوروبي.

·     أعلنت الحكومة السودانية البدء بإجراءات استبدال العملة المحلية بعدد من الولايات رغم الحرب الدائرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، حيث شرعت باستبدال العملة من فئتي 500 و1000 جنيه عبر البنوك العاملة في البلاد.

·     أعلنت الحكومة السودانية عن مواعيد امتحانات الشهادة الثانوية في السودان، بعد توقف دام سنتين بسبب اندلاع الحرب، حيث أعلنت وزارة التعليم انطلاق الامتحانات في عدد من المراكز داخل وخارج السودان، ويؤديها نحو 350 ألف طالب وطالبة، فيما يتغيب عنها حوالي 150 ألفا، واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بإعاقة إقامة الامتحانات في 8 ولايات من بين 18 ولاية.

أبرز الأحداث الأمنية

·     استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة وَد مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد معارك محتدمة مع قوات الدعم السريع حول مقرّ الفرقة الأولى في المدينة.  أعقب ذلك تقدم الجيش من معقله بسلاح المدرعات جنوبي العاصمة نحو وسط الخرطوم، وتمكن من تدمير دفاعات قوات الدعم السريع بمجمع الرواد السكني ومستشفى بست كير.

·     أعلن وزير الدفاع السوداني عن استعادة الجيش لمنطقة "مصنع سكر سنار" الواقعة بين حدود ولايتي "سنار" و"الجزيرة"، والتي تعتبر من قلاع "الدعم السريع" الحصينة التي اتخذها منصة للهجوم على الولايتين.

·     شنّ الجيش السوداني هجومًا مكثفًا ومتواصلًا على قوات "الدعم السريع" بضاحية شمبات وسط مدينة "بحري"(شمال الخرطوم)، وتمكن من التوغل في مناطق مثل ضاحيتي "شمبات" و"العزبة"، وتراجعت قوات "الدعم السريع" إلى ضاحيتي "حلة حمد" و"الشعبية".

·     انتزع الجيش السوداني والقوات المشتركة المتحالفة معه من قوات "الدعم السريع" قاعدة "الزُرق" العسكرية، في ولاية "شمال دارفور"(تقع في المثلث الحدودي بين السودان وتشاد وليبيا). كما سيطر الجيش على 5 مطارات عسكرية تابعة للدعم السريع أثناء معركة السيطرة على القاعدة. وتضم القاعدة التي أنشأتها قوات الدعم عام 2017 بنى تحتية ضخمة من مدارس ومستشفيات ومعسكرات تدريب ومستودعات وقود وذخائر وعتاد عسكري ضخم، ومطار حربي ظل يستقبل الإمدادات طيلة فترة الحرب.

·     شهدت ولاية شمال دارفور غربي البلاد معارك مستمرة بين الجيش المسنود بالقوة المشتركة لحركات سلام جوبا من جهة، وقوات "الدعم السريع" من جهة أخرى، وامتدّت المعارك إلى عمق الصحراء في دارفور سيما في "الزرق ود شريفي" و"المالحة"، وأوقعت القوة المشتركة في كمين محكم خسائر بقوات الدعم من بينها مقتل ضباط كبار.  

·     قصف الطيران الحربي التابع للجيش مواقع الدعم السريع شمال شرق مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية شمال دارفور ، بالمقابل، شنّت قوات "الدعم السريع" هجومًا بطائرة مسيّرة أوقع 38 قتيلًا على الأقل في المدينة، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة مقر قيادة الجيش في المدينة، وقتلت 25 شخصًا في هجوم على قرية "أبو زريقة" (على بعد 15 كيلومترًا جنوب الفاشر)، فيما قتل 3 أشخاص وأصيب 3 آخرون في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك" للنازحين بمدينة الفاشر .

·     شنت قوات "الدعم السريع" هجومًا بسرب من المسيرات الانتحارية على قاعدة "المعاقيل" في "شندي" شمالي البلاد التابعة الجيش السوداني (تبعد 150 كلم عن الخرطوم)، حيث تصدّت دفاعات الجيش الجوية لجزء من المسيرات، التي استطاعت واحدة منها إصابة أهداف بالقاعدة، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش.

·     قصفت قوات "الدعم السريع" مواقع بمنطقة "كرري" بشمالي مدينة "أم درمان"، موقعةً 65 قتيًا ومئات من الجرحى بعدما طال القصف أسواقًا وحارات ومحطة مواصلات الحارة 17، وقد أصابت قذيفة حافلة ركاب أدت لمقتل 22 شخصًا وحولتهم لأشلاء.

·     قامت قوات "الدعم السريع" بإغلاق خزان "جبل أولياء"، جنوبي الخرطوم، مما أدى لكارثة إنسانية أدت لغمر فيضان النيل الأبيض أحياء سكنية بمدينة "الجزيرة أبا".

·     اقتحمت قوات "الدعم السريع" بلدة "القطينة الغربية" بولاية "النيل الأبيض" جنوبي البلاد، واعتدت بالضرب على المواطنين قبل أن يتدخل الجيش المرتكز في "جبل العرشكول" من إبعادهم عن البلدة.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     حقق الجيش السوداني تقدما استراتيجيا من الناحية الميدانية، تمثل في استعادة السيطرة على "ود مدني" والتقدم في العاصمة الخرطوم التي من المرجح أن ستكون عنوان المواجهات الأساسية في الأسابيع القادمة. كما أن استيلاء الجيش على قاعدة الزُرق العسكرية يعد تحولا مهما في مسار الحرب حيث يقود إلى تداعيات تزعزع القيادة والسيطرة في قوات الدعم السريع، نظرا لأن الزُرق هي القاعدة الرئيسية للإمداد القادم من ليبيا وتشاد للسيطرة، كما أنها مقر آل دقلو وتسكن فيها حاضنتهم الشعبية، وفيها سلطتهم الأهلية التي يمثلها العمدة جمعة دقلو شقيق والد (حميدتي).

·     لذلك من المتوقع أن تزداد محاولات الدعم السريع لاسترجاع قاعدة الزُرق، حيث قامت قوات الدعم السريع بدعوات للتعبئة والاستنفار، وهو ما قد يخفف من تعبئة الدعم السريع في جبهات أخرى مثل الفاشر، كما أنه ربما أثر على صمودهم في ود مدني التي استعادها الجيش.

·     يكشف فشل الدعم السريع في دفع تنسيقة القوى المدنية "تقدم" لتكوين حكومة لإدارة مناطق سيطرته ومنازعة البرهان على الشرعية، شكوك قوى سياسية رئيسية في جدوى هذه الخطوة في ظل الضغوط الدولية على الدعم السريع ممثلة في العقوبات، ومظاهر التراجع العسكري لقواته في مواجهة قوات الجيش.

·     ومع هذا، من المتوقع أن يسعي حميدتي لتأسيس حكومة أساسها منظومته السياسية القوى المدنية المتحدة "قمم"، لمواجهة متطلبات الواقع التي فرضتها عليهم الحكومة السودانية المركزية التي قامت بإجراءات مثل تغيير العملة النقدية واستكمال العملية التعليمية بمعزل عن المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.