الحدث:
شهدت بلدة "الجميجمة" في قضاء "بنت جبيل" جنوب لبنان إشكالًا بين أهالي البلدة ودورية من قوات "اليونيفيل"، وذلك على خلفية دخول الدورية إلى منطقة أملاك خاصة في البلدة، حيث عرقل الأهالي مرور الدورية وأطلقوا هتافات رافضة لتحركاتها من دون مرافقة الجيش اللبناني، لترد الدورية بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوفهم. وقد سبق هذه الحادثة بأيام حادثة أخرى مماثلة في بلدة "طير دبا" قضاء صور حيث اعترض شبان دوريةً لقوات "اليونيفيل" أثناء مرورها في أحد شوارع البلدة، رافضين دخولها دون مرافقة الجيش اللبناني. كما وقعت حوادث مشابهة في بلدات "العباسية" و"قانا" و"صديقين" في قضاء صور، وبلدة "ياطر" في قضاء "بنت جبيل"؛ حيث قام أهالي تلك البلدات باعتراض دوريات اليونيفيل على خلفية عدم وجود مرافقة معها من الجيش اللبناني.
الرأي:
شهد الأسبوعان الماضيان وتيرة متصاعدة ملحوظة لحوادث اعتراض دوريات قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، وذلك تزامنًا مع بدء الحراك والنقاش الدولي حول قرار التجديد لتلك القوات في 31 آب/ أغسطس القادم، وسط حديث متصاعد عن ضرورة إعادة تشكيل دورها ومهامها بما يتلاءم والواقع الجديد في جنوب لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وبرغم قرار التمديد لمهام قوات "اليونيفيل" العام الماضي، والذي أعطاها حرية حركة أكبر في مناطق عملها، إلا أنها كانت تلتزم بالتنسيق المسبق مع الجيش اللبناني خاصة لناحية تحركها بمرافقة دوريات من الجيش، ولكن ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار باتت قوات "اليونيفيل" في كثير من الأحيان تسيّر دورياتها في الجنوب متجاوزة ما كانت تقوم به سابقًا ولعقود، وذلك مع توفر معلومات حول وضع "اليونيفيل" خططًا لتعزيز وزيادة وتيرة دورياتها على الأرض وفي مناطق لم يكن يُسمح لها سابقًا بدخولها أو كان يتم اعتراض دورياتها فيها.
وبالتالي، تشير هذه الإشكالات، والتي ستكون مرشحة للوقوع في أكثر من منطقة، وإن كانت تجري بطابع أهلي مدني، إلى أنها تحمل بصمات "حزب الله" ورسائل تجاه الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي عشية استحقاق التمديد، مفادها أن صلاحيات قوات "اليونيفيل" يجب أن تبقى كما هي دون السماح بتحوّلها إلى قوة تعمل بشكل منفصل عن التنسيق مع الجيش اللبناني، وهو ما كان "حزب الله" يبدي تعاونًا فيه، كما جرى في كثير من عمليات مصادرة مخازن الأسلحة أو مواقع الحزب والتي تم فيها التعاون بين الجيش و"اليونيفيل" جنوب نهر الليطاني.