الحدث
زار وفد من وزارة الدفاع الإيطالية منشآت شركة بايكار في ولايتي تكيرداغ وإسطنبول، وضم الوفد من الجانب الإيطالي نائب وزير الدفاع، وقائد القوات الجوية، وقائد القوات البرية، ونائب قائد القوات البحرية، بالإضافة إلى الرئيس المشارك للاستراتيجية والابتكار في شركة ليوناردو لصناعة الدفاع. ورافق الوفد من الجانب التركي خلال الزيارة كل من رئيس شركة بايكار سلجوق بيرقدار، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق جورجون، وقائد القوات البرية التركية، وقائد الجيش الأول بختيار أرصوي، والمدير العام لشركة روكيتسان.
الرأي
تأتي الزيارة في أعقاب التحولات في المشهد الصناعي الدفاعي بين البلدين، وعلى رأسها استحواذ بايكار على شركة بياجيو إيروسبيس الإيطالية في 2024، وتأسيس مشروع مشترك بين شركتي بايكار وليوناردو في 2025 لإنتاج طائرات بدون طيار للأسواق الأوروبية، ما نقل التعاون من علاقة "مورد–مستورد" إلى شراكة داخل أوروبا، في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة الأوروبية إلى تنويع سلاسل الإمداد الدفاعي وسد الفجوة في قطاع الطائرات بدون طيار وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، وهي الفرصة التي توظفها تركيا لتعزيز دورها الأمني في أوروبا.
فمن جهتها، تدرك إيطاليا أن التعاون مع تركيا يمنحها سوقًا إقليمية ضخمة وجسرًا إلى مناطق أوسع، بما في ذلك آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، ضمن أسواق اكتسبت فيها المنصات التركية زخمًا، بينما ترى أنقرة في روما شريكًا تكنولوجيًا ذا خبرة متقدمة في مجالات الطيران الأوروبي. ويُعد أحد أبرز ملفات التعاون بين الجانبين هو التعاون التركي-الإيطالي في مجال تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية. فمشروع جوكتورك-1 الذي طوّرته شركة Telespazio الإيطالية–الفرنسية بالتعاون مع الصناعات التركية منح أنقرة أول قدرة استطلاع فضائية مستقلة في عام 2016، وأرسى نموذجًا ناجحًا لتقاسم التكنولوجيا والمعرفة. وحاليا، تسعى أنقرة إلى توسيع هذا التعاون نحو مشاريع فضائية أكثر طموحًا تشمل تحليل البيانات الجغرافية ورسم الخرائط بواسطة الذكاء الاصطناعي المرتبط بالأقمار الصناعية، وهو مجال تتقاطع فيه خبرات شركتي ليوناردو وبايكار.
من جهة أخرى، تحمل الزيارة دلالة سياسية داخل حلف الناتو، إذ تُعدّ إيطاليا من الدول الأوروبية التي ترى في تركيا قوة تكميلية وليست تصادمية داخل الحلف، خصوصًا في ظل التوتر بين أنقرة وعواصم أخرى مثل أثينا وباريس حول شرق المتوسط. وتطمح روما إلى لعب دور الوسيط الصناعي الذي يُعيد دمج تركيا في المنظومات الدفاعية الغربية عبر الشراكات التقنية، ومنحها نافذة دخولٍ إلى الأسواق الأوروبية عبر شريك موثوق.