الحدث:
تشهد مناطق بشمال شرق سوريا، خصوصًا في محافظة الحسكة، توترًا أمنيًا واجتماعيًا متزايدًا بين "قبيلة شمر" إحدى أكبر القبائل العربية في المنطقة و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عقب عدة حوادث أمنية ومداهمة لمنازل أفراد من "قبيلة شمر"، كان آخرها مقتل أحد قادة قوات "الصناديد"، محمد الهليل الشمري، على يد عناصر من "قسد"، في قرية كرهوك، مما أثار غضبًا واسعًا داخل القبيلة. وأدت الاشتباكات المحدودة إلى تدخل قوات "التحالف الدولي" عبر إلقاء بالونات حرارية في محاولة لتفريق مقاتلي "قبيلة شمر" ولاحتواء الموقف ومنع التصعيد والصدام العسكري.
الرأي:
يُعتبر التحالف بين "قسد" وبعض القبائل العربية تحالفًا هشًا، قابلًا للانهيار في أي لحظة، كما أظهرت أحداث أيلول 2023، حين انتفضت "قبيلة العكيدات" بعد اعتقال عدد من أبنائها، قبل أن تتمكن "قسد" من احتواء الهجوم العشائري. وإذا كان التحالف مع "قبيلة شمر" يسير الآن نحو التفكك، فإن ذلك يأتي نتيجة تغيّر المعطيات المحلية والإقليمية، وتزايد الدعم السوري والتركي الرامي إلى إنهاء نفوذ "قسد" في المناطق ذات الغالبية العربية، خصوصًا بعد إعلان القبيلة ولاءها الصريح للحكومة السورية، والتي تراهن على ملف العشائر كـ"ورقة ضغط مرنة" ضد قسد، تجنب دمشق المواجهة المباشرة مع القوى الدولية الداعمة لـ"قسد".
ويهدد التوتر الناشئ بين "قسد" و"قبيلة شمر" بصدام بين الأولى وفصيل "الصناديد" الذي يتكوّن أساسًا من أبناء "قبيلة شمر"، ويبلغ تعداده حوالي 5000 مقاتل، مما قد يعيد تشكيل الخارطة الأمنية والسياسية في شمال شرق سوريا. وتعزز "قبيلة شمر" موقفها بدعم خليجي، لاسيما من السعودية والعراق، حيث تحظى بامتداد اجتماعي في كلا البلدين، ما يمنحها وزنًا إضافيًا في معادلة شرق الفرات، وهي تعمل في هذا الإطار على توطيد علاقتها مع عشائر بارزة كـ(العكيدات وعنزة)، في محاولة لإعادة رسم التحالفات العشائرية.