مناورات "الموج الأحمر 8": تركيز مصري على ملء الفراغ الأمني في البحر الأحمر مع تصاعد التواجد الإماراتي "الإسرائيلي"

الساعة : 15:27
13 نوفمبر 2025
مناورات

الحدث

أعلن المتحدث العسكري المصري، يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، عن انطلاق فعاليات التدريب البحري المشترك "الموج الأحمر 8" الذي تستضيفه السعودية، وتشارك فيه القوات البحرية لكل من مصر والسعودية والأردن والسودان واليمن وجيبوتي، إلى جانب مراقبين من باكستان وموريتانيا. وأوضح المتحدث أن التدريب يتضمن تدريبات عملية مكثفة لتوحيد مفاهيم العمل المشترك، والتخطيط لإدارة أعمال بحرية متعددة الأطراف، والتدريب على مواجهة التهديدات البحرية غير النمطية. من جهته، أكد قائد الأسطول الغربي السعودي، اللواء البحري الركن منصور بن سعود الجعيد، أن التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي والتكامل الأمني بين الدول المشاركة، وتوحيد الجهود لحماية الممرات البحرية الاستراتيجية وخطوط الإمداد العالمية.

الرأي

تأتي هذه المناورة بعد فترة وجيزة من توقيع بروتوكول تعاون لدعم جهود الأمن البحري بين مصر والسعودية، مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال زيارة رئيس أركان القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن بحري محمـد بن عبد الرحمن الغريبي، إلى قيادة القوات البحرية المصرية بالإسكندرية.

وتكتسب المناورة هذه المرة مغزى أكثر أهمية، حيث ترسل إشارة واضحة أن مصر، والسعودية أيضا، توجّه تركيزها نحو تطوير آلية أمنية في البحر الأحمر تملأ الفراغ الراهن، والذي يجذب قوى أخرى كي تملؤه، سواء قوى دولية مثل الولايات المتحدة، أو أطراف إقليمية، خاصة الإمارات و"إسرائيل" اللتان تعملان معاً عبر غرف عمليات أمنية في جزر يمنية في باب المندب.

بالإضافة لذلك، فإن الحرب في السودان واليمن وطموح إثيوبيا البحري بما يشمل من مخاطر الانفصال في الصومال، توجه تركيز مصر من شرق المتوسط إلى البحر الأحمر، حيث تبدو السعودية شريكاً مهماً في هذا التوجه نظراً لأهمية أمن البحر الأحمر للمملكة، فضلاً عن تقاسم الجانبين مصالح مشتركة إزاء تهديدات الحوثيين والاستقرار في السودان بصورة خاصة. كما أن السعودية تفرض نفسها كلاعب في ترتيبات الأمن في البحر الأحمر من خلال علاقتها الوثيقة مع جيبوتي والسودان.

من جهة أخرى، وعلى الرغم من كون مصر القوة البحرية الأبرز بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، إلا أن التحرك المصري، والذي مازال بطيئاً ومتأخراً مقارنة بتحركات أطراف أخرى مثل الإمارات وإثيوبيا و"إسرائيل"، يواجه تحديات كبيرة، حيث تصطدم مصالح مصر مع مصالح حليفها الإماراتي، سواء فيما يتعلق بالتواجد الإثيوبي في "أرض الصومال"، ومن حيث التعاون الإماراتي مع "إسرائيل" في جزر يمنية مما يعطي الاحتلال موطئ قدم ونفوذ جنوب قناة السويس، ما يجبر مصر على السعي لتطوير تعاونها مع السعودية في البحر الأحمر.