الموجـز الأمنـي الخليجي - نوفمبر 2025

الساعة : 15:43
8 ديسيمبر 2025
الموجـز الأمنـي الخليجي - نوفمبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

التقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال زيارة إلى واشنطن، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حيث وقعا اتفاقية دفاع استراتيجي وأُعلن عن تصنيف السعودية حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو، فيما أكد ولي العهد عزم بلاده رفع استثماراتها في الولايات المتحدة إلى نحو تريليون دولار. كما وقع الطرفان اتفاقيات شملت توسيع التعاون الاستخباراتي وشراء 48 مقاتلة من طراز الشبح "F-35" و300 دبابة، ما أثار حفيظة الكيان "الإسرائيلي" بشأن الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي"، فيما أكد ترامب التزام بلاده بضمان هذا التفوق.

في السياق، شدّد بن سلمان على أن انضمام المملكة لاتفاقيات "أبراهام"، مرهون بخريطة طريق لإقامة دولة فلسطينية، فيما كشفت تقارير عبرية عن اتصالات أميركية لبدء مفاوضات بين الرياض و"تل أبيب"، يقودها جاريد كوشنر، والوزير "الإسرائيلي"، رون ديرمر، وسفيرة السعودية في واشنطن، ريما بنت بندر.

وتزامنت زيارة بن سلمان مع اجتماعات رفيعة في البيت الأبيض لوزير الدفاع، خالد بن سلمان، مع مسؤولين أميركيين، لبحث التهديدات الإقليمية وتعزيز الجاهزية الدفاعية. فيما أفادت وكالة "رويترز" بأن الرئيس الإيراني طلب من بن سلمان التوسط لدى ترامب لاستئناف المحادثات النووية.

عربياً، شارك وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، في محادثات في القاهرة مع رئيسي المخابرات المصرية والتركية لبحث تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. إلى ذلك، قدّمت الولايات المتحدة، بدعم من دول الرباعية (السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة)، مبادرة لهدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر في السودان، رفضها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، معتبرًا أن وجود الإمارات في اللجنة يفقدها الحياد. وقد جاءت المبادرة تزامنًا مع إعلان ترامب بدء العمل على ملف الأزمة السودانية بناءً على طلب بن سلمان. وفي ملف اليمن، كثّفت مسقط وساطتها عبر لقاءات شملت وزير الخارجية الإيراني، والمبعوث الأممي، وكبير مفاوضي الحوثيين، إلى جانب مسؤولين من الحكومة اليمنية، في محاولة لتجنب انهيار التهدئة.

خليجيًا، استضافت الكويت الاجتماع الـ42 لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، فيما انعقد الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق الكويتي–السعودي، بالرياض، بمشاركة وفدين من وزارتي الداخلية. وفي أبوظبي، التقى وزير الداخلية الكويتي، رئيس الإمارات، ومستشار الأمن الوطني، فيما انعقد في الإمارات اجتماع الفريق الفني المشترك بين وزارتي الداخلية الإماراتية والقطرية، بينما وقّعت البحرين مذكرة تفاهم مع الإمارات في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

خارجيًا، استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق، سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، وبحثا التعاون في المجالات الأمنية، فيما بحث وفد كويتي مع المفوضية الأوروبية سبل التعاون في مكافحة غسل الأموال، وأعلنت بريطانيا انضمامها لاتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل، التي تضم البحرين والولايات المتحدة.

على صعيد عسكري، افتتحت قطر مركز قيادة مشترك للدفاع الجوي مع الولايات المتحدة في قاعدة العديد، ليكون الأول من نوعه في المنطقة. وتسلمت الكويت دفعة جديدة من طائرات "يوروفايتر تايفون"، بينما أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى نحو إلى 25% بنهاية عام 2024.

مستجدات الإجراءات الأمنية

بدأت السعودية تنسيقًا ميدانيًا مع القوات البحرية اليمنية في عدن لنشر وحدات مشتركة في باب المندب بإشراف دولي، للمشاركة في تأمين الممرات الملاحية.

أجرت جهات سعودية اختبارات وتقييمات أمنية لعدد من المؤسسات اللبنانية، بينها مطار بيروت والمرفأ، حيث أبدت رضاها عن الإجراءات المعتمدة فيها.

قدّم مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يطالب السعودية بالإفراج عن معتقلي الرأي، مشيرًا إلى استمرار القمع وتصاعد القيود على حرية التعبير عبر الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب وملاحقة النشطاء، معتبرًا أن اغتيال خاشقجي يعكس نهجًا ما زال مستمرًا.

صادرت الإمارات 40 شقة وفيلا فاخرة في دبي مرتبطة بتجارة المخدرات في فرنسا، ضمن تعاون قضائي موسّع بين البلدين، شمل تسليم 14 من كبار المهربين المطلوبين لفرنسا هذا العام.

رحّلت السلطات الإماراتية مهندسًا فلسطينيًا وعائلته إلى الأردن، بعد أكثر من 20 عامًا من إقامته في البلاد، إثر تعليق أدلى به في جهة عمله الحكومية بأبوظبي عن مقاطعة "بيبسي" دعمًا لغزة، كما رحّلت فلسطينية مقيمة في دبي بعد نشرها نعيًا لقريبها الصحفي الذي قُتل في غزة.

اعتُقل الصحفي والناشط اليمني، عادل الحسني، في مطار نيودلهي بناءً على طلب من السلطات الإماراتية.

أعادت السلطات البحرينية اعتقال المعارض السياسي، إبراهيم شريف، عقب مشاركته في المؤتمر القومي العربي وتصريحاته الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع.

ألقت السلطات السعودية القبض على ستة من مشاهير مواقع التواصل وأحالتهم إلى النيابة العامة تمهيدًا لمحاكمتهم، بتهمة نشر محتوى يستهدف تأجيج الرأي العام.

أصدرت السعودية حكمًا بسجن الحقوقي المعتقل منذ 2018، محمد البجادي، لمدة 25 عامًا إضافية، رغم إنهائه محكوميته السابقة قبل أكثر من عامين، وذلك بعد إعادة محاكمته.

أصدرت السلطات القضائية الكويتية أحكامًا في قضايا أمن الدولة، شملت حبس النائبين السابقين، محمد المطير (غيابيًا) وأنور الفكر ثلاث سنوات لكل منهما، بعد إلغاء براءة الأخير ليرتفع مجموع أحكامه إلى ست سنوات، فيما قررت المحكمة وقف تنفيذ حكم حبس النائب السابق، صالح الملا، لمدة ثلاث سنوات بعد إخلاء سبيله.

أصدرت الكويت مراسيم بسحب الجنسية "من عدد من الحالات" وممن اكتسبها بالتبعية، لأسباب تتعلق بالتزوير والازدواجية و"المساس بالولاء للبلاد".

قضت السلطات الكويتية بالسجن المؤبد لسوداني زوّر الجنسية الكويتية وحصل بها على امتيازات وظيفية في وزارة الدفاع، كما قضت بحبس كويتي وسوري وخليجي سبع سنوات بتهم تزوير الجنسية.

رفعت السلطات السعودية حظر السفر عن المواطن السعودي الأمريكي، سعد الماضي، المعتقل منذ 2021 حتى 2023، ليسمح له بمغادرة البلاد، وذلك تزامنا مع زيارة بن سلمان إلى واشنطن.

أخلت السلطات الكويتية سبيل الفنانة، إلهام الفضالة، بعد توقيفها بتهمة نشر أخبار كاذبة، عقب تسريب تسجيل صوتي انتقدت فيه الأوضاع العامة في البلاد.

أبرز الأحداث الأمنية

أوقفت السلطات التركية ثلاثة أشخاص وأصدرت مذكرة توقيف بحق رابع خارج البلاد، بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الإماراتية بالتعاون مع "جهات أجنبية" وجمع بيانات عن مسؤولين في مناصب حساسة، حيث استهدفت الخلية مؤسسات حيوية بينها مؤسسة الصناعات الدفاعية ووزارة الخارجية، قبل أن تحذف النيابة التركية اسم الإمارات من بيانها، كما أصدرت تنويهًا يؤكد عدم صلة أبوظبي بالمتهمين.

كشف تسريب صوتي للأمير، سلطان بن مشعل، عن اتهامات بالاستيلاء على أراضٍ وغسل أموال وفساد مالي داخل العائلة المالكة. وتضمّن انتقادات للملك سلمان وولي عهده، إضافة إلى اتهامات لمسؤولين بارزين، بينهم وزير العدل، والمستشار تركي آل الشيخ.

اعتقلت السلطات السعودية 11 عاملًا وافدًا من شركة "بايتور العربية السعودية للإنشاءات" في مكة بعد مشاركتهم في إضراب للمطالبة برواتبهم المتأخرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.

توفي رجل الأعمال الإماراتي، علي الخاجة، المعتقل منذ عام 2012، داخل أحد سجون أبوظبي.

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات إلى البلاد قادمة من إيران.

ألقت الأجهزة الأمنية في الكويت القبض على مواطن متهم بالانتماء إلى جماعة محظورة تستهدف أمن البلاد.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

لا يعني تصنيف السعودية كـ"حليف رئيسي من خارج الناتو" التزامًا دفاعيًا مباشرًا، لكنّه يمنحها مزايا واسعة في التسليح والتعاون العسكري والبحثي، ويكتسب دلالته من تزامنه مع صفقة F-35 بما يرسّخها كركن رئيسي في الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في المنطقة ويحدّ من هامش انفتاحها الدفاعي على الصين وروسيا. في المقابل، يبقى تثبيت هذه الشراكة مرهونًا بموافقة الكونغرس، ما يعني أنه إذا عجزت إدارة ترامب عن تلبية تطلعات ولي العهد فستستمر الشراكة، لكن مع بحث الرياض عن بدائل تسليح قد تعيد توتير العلاقة.

لا تبدو السعودية ولا "إسرائيل" في عجلة إزاء التوصل لاتفاق تطبيع؛ لأن كلا الطرفين غير مستعد لتحمل تكلفته السياسية. وبدلا نم ذلك، سيواصلان الانخراط في خطة ترامب بخصوص غزة، والعلاقات الأمنية والاقتصادية غير المعلنة، إلى أن تتهيأ الأرضية لاتفاق رسمي معلن.

ليس من المؤكد بعد أن تدخل ترامب في الملف السوداني يعني مباشرة وضع ضغوط مؤثرة على دعم الإمارات لقوات الدعم السريع؛ حيث سيتجه الضغط أولا إلى طرفي الصراع لوقف القتال، ثم سيواجه الجيش مزيدا من الضغوط لفك الارتباط مع الإسلاميين، خصوصاً إبعادهم عن الأجهزة الأمنية والجيش، ووقف التعامل مع إيران.

الكشف عن خلية تجسس إماراتية في تركيا يوضح استمرار العداء على الرغم من تطور الشراكة الاقتصادية، وبينما فضلت تركيا احتواء القضية بعد إرسال رسالة واضحة، فإن الحادثة ستترك أثراً على الأجهزة الأمنية التركية خاصة إزاء مستوى الانفتاح على الإمارات في ملف الصناعات الدفاعية.