الموجـز الأمنـي المصري - نوفمبر 2025

الساعة : 15:46
8 ديسيمبر 2025
الموجـز الأمنـي المصري - نوفمبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

كثّفت القاهرة اتصالاتها لدفع مسار التهدئة في قطاع غزة، حيث استضافت محادثات جمعت رئيسي جهازي المخابرات المصرية والتركية ورئيس وزراء قطر، فيما استقبل رئيس المخابرات، حسن رشاد، وفدًا من حركة حماس برئاسة خليل الحية. وفي سياق متصل، أقر مجلس الأمن الدولي قرارا أميركيا ينص على نشر قوة استقرار دولية حتى نهاية 2027، ستعمل على تأمين المناطق الحدودية ونزع سلاح الفصائل، وحظي المشروع بدعم عربي ودولي، بما في ذلك مصر، التي طالبت بتحديد صلاحيات قوة دعم الاستقرار، لتجنب الاشتباك مع حماس. وأفادت مصادر مصرية بدخول التحضيرات لانتشار قوة أمنية فلسطينية في غزة مرحلة متقدمة، بدعم مصري وأوروبي، تشمل تدريب 9 آلاف عنصر على ثلاث مراحل.

من جهته، قام وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، بزيارة إلى بيروت ركّز خلالها على سحب السلاح بالكامل من جنوب الليطاني، والبدء بنزعه من شمال الليطاني، والدخول في مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل"، محذّراً المسؤولين اللبنانيين من أن "إسرائيل" اتخذت قرارًا بتنفيذ ضربة عسكرية، تشمل هجومًا بريًا إلى جانب القصف الجوي، إذا لم يتحقق تقدّم ملموس في ملف نزع السلاح، فيما أفادت مصادر سياسية بأن "حزب الله" أرسل سرًا وفدًا خاصًا إلى القاهرة.

إلى ذلك، استقبل الرئيس السيسي، أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، على رأس وفد أمني، فيما استقبل وزير الداخلية، محمود توفيق، نظيريه الجزائري، سعيد سعيود، والتركي، علي قايا، في لقاءين منفصلين بالقاهرة، بحث خلالهما التعاون الأمني، خصوصًا في مكافحة الجرائم العابرة للحدود. مطار القاهرة الدولي بأجهزة فحص أمني متقدمة.

على صعيد عسكري، كشفت تقارير عن تنسيق "مصري – تركي" لدعم الجيش السوداني، فيما شكّل الجيشان المصري والسوداني غرفة عمليات في شمال كردفان، مزودة بأنظمة رادار وإنذار مبكر. بموازاة ذلك، شهدت المفاوضات بين مصر وكوريا الجنوبية بشأن الطائرة الخفيفة "FA-50" تقدمًا ملحوظًا، بينما تعثّرت صفقة طائرات "J-10CE" الصينية مع ترجيح وجود اعتراض أميركي، فيما وقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم لإنتاج مشترك للطائرة المسيرة "حمزة-2"، المُصنّعة على منصة ASN-209 الصينية، وتزويدها بذخائر مُوجّهة سيتم تصنيعها جزئيًا في مصر. وفي شأن منفصل، وقّعت وزارة الطيران المدني مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لتقديم منحة أمريكية تشمل تزويد

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا وجّه فيه إدارته لبدء إجراءات تصنيف فروع جماعة "الإخوان المسلمين" في كل من مصر والأردن ولبنان كـ"منظمات إرهابية أجنبية".

·      عززت مصر وجودها العسكري على الحدود مع السودان وليبيا، وأطلقت دوريات جوية مستمرة لرصد أي تحركات مشبوهة.

·      نقلت السلطات المصرية الأسرى الفلسطينيين المبعدين للمرة الثانية من مقر إقامتهم بالعاصمة الإدارية إلى مدينة سياحية جديدة في السويس.

·      افتتحت اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة أكبر مخيم إيواء في القطاع بمنطقة محور نتساريم، ليرتفع عدد مخيمات اللجنة إلى 16 مخيمًا في القطاع.

·      أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء نتائج 45 دائرة انتخابية من أصل 70، مؤكدة وجود "عيوب جوهرية" في عمليات التصويت والفرز، وذلك عقب دعوة الرئيس السيسي، لمراجعة النتائج.

·      اعتمد الرئيس السيسي قانون الإجراءات الجنائية بعد تعديل مجلس النواب 8 مواد كانت محل اعتراض رئاسي، وسط استمرار الاعتراضات الحقوقية على مواد تتيح استجواب المتهم دون محامٍ، وتمديد الحبس الاحتياطي دون سقف زمني.

·      قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المشدد 10 سنوات على 8 معتقلين، وبراءة 4 آخرين، في إعادة محاكمتهم بقضية "اعتصام رابعة". كما أيدت أحكامًا بحق 9 معتقلين في قضية "اللجان الإعلامية للإخوان"، بينهم مؤبد لمعتقل، و15 عامًا لثمانية آخرين.

·      أحالت السلطات أكثر من 50 شخصًا، غيابيا وحضوريا، إلى محكمة الجنايات في قضايا سياسية، بينهم الناشط، أنس حبيب، بتهم تتعلق بقيادة احتجاجات أمام السفارات المصرية بالخارج.

·      ظهر 18 معتقلًا بعد فترات اختفاء قسري، وصلت إلى 6 سنوات، حيث عرضوا على نيابة أمن الدولة التي قررت حبسهم احتياطيًا بتهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".

·      جدّدت السلطات إدراج المحامي الحقوقي، محمد الباقر، على قوائم الإرهاب لمدة خمس سنوات، رغم صدور عفو رئاسي عنه في 2023.

·      منعت السلطات الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح من السفر أثناء توجهه إلى بريطانيا.

·      فصلت كلية الإعلام بجامعة القاهرة المتحدث باسم أسطول الصمود المصري، حسام محمود، بشكل تعسفي ومفاجئ، تزامنًا مع مشاركته في حملات دعم غزة.

·      اعتقلت السلطات اليوتيوبر، شريف الصيرفي، المقرب من النظام، قبل أن تُفرج عنه بعد أسبوع دون كشف أسباب توقيفه، وذلك عقب حديثه عن ضربات جوية مصرية ضد مواقع لقوات الدعم السريع، كما وجّه انتقادات للانتخابات البرلمانية.

·      اعتقلت السلطات أكثر من 30 صانع محتوى ضمن الحملة المستمرة منذ أغسطس، على خلفية اتهامات بـ"تقديم محتوى غير لائق وتحقيق أرباح غير مشروعة"، كما صدرت أحكام بحبس 10 منهم لمدد تتراوح بين 6 أشهر وعامين.

أبرز الأحداث الأمنية

·      رافقت العملية الانتخابية حملة اعتقالات في عدة محافظات عقب خروج تظاهرات منددة بالتزوير، حيث استخدمت الشرطة القوة لتفريق الاحتجاجات، كما احتجزت العشرات، بينهم مرشحين ومحاميين، قبل الإفراج عن بعضهم لاحقًا.

·      اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن والأهالي في كل من جزيرة الوراق وقرية سملا بمرسى مطروح، خلال حملات لإزالة منازل السكان، استخدمت خلالها قوات الأمن الأعيرة النارية واعتقلت عددًا من الأهالي، وأحالتهم إلى المحاكمة بتهم مقاومة السلطات، فيما شهدت سملا إصابة مواطن وإجبار الأهالي على حذف صور الإزالة من هواتفهم.

·      شهدت محافظات مصر موجة احتجاجات وإضرابات عمالية في قطاعات المياه والكهرباء والغاز والنسيج والأدوية والصحافة، احتجاجًا على تدني الأجور وتأخر صرف المستحقات والعلاوات. أبرزها شركات "مياه القاهرة"، و"المحطات المائية للكهرباء" بأسوان، و"مودرن جاس"، و"بولفارا للنسيج" بالإسكندرية، و"المتحدة للصيادلة" بالجيزة.

·      اعتقلت السلطات الداعية السلفي، مصطفى العدوي، عقب تحذيره من الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، قبل أن تُخلي سبيله. كما اعتقلت مواطنًا لنشره فيديو وهو يقرأ القرآن داخل المتحف.

·      اعتقلت السلطات المحامي بالنقض والمرشح السابق لمنصب نقيب المحامين، أسامة الششتاوي، على خلفية تعاطفه مع مواطن مصري تعرض لاعتداء من رجل أمن سعودي داخل الحرم، حيث دعا إلى وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.

·      اختُطف ثلاثة مصريين في مالي، بينهم رجل أعمال مقرب من سلطات باماكو، على يد مسلحين من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي طالبت بفدية خمسة ملايين دولار.

·      أعلنت وزارة الداخلية تصفية أكثر من 50 شخصًا وصفتهم بـ"العناصر الإجرامية شديدة الخطورة" خلال تبادل لإطلاق النار في حملات أمنية موسعة بعدة محافظات.

·      توفي خمسة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز، بينهم أربعة معتقلين سياسيين، أحدهم النائب السابق في مجلس الشعب، علاء العزب.

·      أعلنت أحزاب وحركات سياسية، عن مشاركة أكثر من 50 ناشطًا وشخصية عامة وأسر معتقلين، عن تأسيس "اللجنة الشعبية للدفاع عن سجناء الرأي" خلال اجتماع بمقر حزب الكرامة.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      رغم استمرار التوتر مع الاحتلال، يُرجَّح أن تقود ضغوط واشنطن إلى ترتيبات أمنية جديدة على الحدود واستئناف التعاون في الطاقة، لكن الخلاف حول مستقبل غزة سيمنع عودة العلاقات قريبا إلى مستوى ما قبل 7 أكتوبر.

·      تكشف مفاضلة القاهرة بين التنسيق مع أنقرة في السودان وليبيا ورفض أي دور تركي في غزة حدود قدرتها الإقليمية؛ إذ يدفعها ضعف مواردها إلى تنسيق أمني براغماتي ومتغيّر مع قوى تتباين مصالحها من ساحة لأخرى، دون تحالفات راسخة.

·      يعكس تراجع مصر عن صفقة مقاتلات J-10C، بعد سوخوي-35، أولوية الاعتبارات الجيوسياسية والضغوط الأمريكية على العوامل الاقتصادية، فيما يبدو التعاون مع الصين في المسيرات أقل حساسية لواشنطن، ومع ذلك قد لا تتحول مذكرة التفاهم سريعًا إلى عقد نهائي بفعل هذه التقلبات.

·      تُظهر الانتخابات المحلية فوضى سياسية أكثر من كونها خللًا أمنيًا؛ فرغم تدخل الرئاسة لاحتواء الضرر، ترسخت صورة عملية تفتقر للشرعية في نظر الرأي العام، ما يبقي اعتماد النظام على القبضة الأمنية ضرورةً لتعويض هشاشة شرعيته السياسية.