الموجـز الأمنـي الفلسطيني - نوفمبر 2025

الساعة : 15:05
9 ديسيمبر 2025
الموجـز الأمنـي الفلسطيني - نوفمبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

التقى رئيس السلطة، محمود عباس، بنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث ناقشا الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في غزة، وأطلع "عباس" "ماكرون" على التصعيد "الإسرائيلي" في الضفة والقدس وإرهاب المستوطنين. كما التقى "عباس" برئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، حيث بحثا العلاقات الثنائية وتدريب الشرطة والمشاركة في فريق المراقبة الأوروبي في معبر رفح والتعاون بين أجهزة الأمن الفلسطينية والإيطالية. وأصدر "عباس" قرارًا رئاسيًا بتعيين، أمين قنديل، رئيسًا للهيئة العامة للمعابر والحدود.

بموازاة ذلك، التقى نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، برئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وممثلين عن الإدارة الأمريكية بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، حيث جرى النقاش حول آخر تطورات اليوم التالي عقب صدور قرار مجلس الأمن، إضافة إلى بحث الخطوات المرتبطة بإعادة الإعمار والتهدئة ووضع تصور لإدارة قطاع غزة والترتيبات الأمنية الانتقالية وإمكانية إشراك السلطة في ترتيبات ما بعد الحرب. من جهته، قام وزير الداخلية، زياد هب الريح، بإجراء جولات ميدانية حيث التقى بممثلي الأجهزة الأمنية في محافظة قلقيلية واطلع على الوضع الميداني ودور أجهزة الأمن في تعزيز الأمن المجتمعي وحل النزاعات.

"إسرائيليًا"، تتواصل النقاشات المكثّفة داخل مقر التنسيق الأميركي "الإسرائيلي" في "كريات غات" حول تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة لتوضيح صلاحياتها ومهامها الميدانية، فيما زار رئيس الشاباك "دافيد زيني" القاهرة والتقى بمدير المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد،  حيث ناقشا المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

في غضون ذلك، أقال رئيس الأركان، إيال زامير، ضباطًا رفيعي المستوى في الجيش، على خلفيّة الإخفاق في السابع من أكتوبر، من بينهم رئيس شعبة العمليات بالجيش الذي كان يشغل المنصب حينها، عوديد بسيوك، وضابط الاستخبارات بفرقة غزة، وغيرهما من الضباط الكبار. وكذلك شملت القرارات، إعفاء رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، أهارون حاليفا، وقائد المنطقة الجنوبية السابق، يارون فينكلمان، من خدمة الاحتياط، فيما تم توجيه ملاحظة قيادية في الملف العسكري لقائدي سلاح الجو والبحرية، تومر بار ودافيد ساعر سلاما، ورئيس الاستخبارات العسكرية، شلومي بِندر. من جهته، قرر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ترقية قائد وحدة المستعربين في "حرس الحدود" بالضفة إلى رتبة عقيد.

على صعيد آخر، وقّعت وزارة الأمن عقدًا ضخمًا مع شركة "رفائيل" لتوسيع إنتاج منظومة "القبة الحديدية"، في إطار حزمة المساعدات العسكرية الأميركية التي أقرّها الكونغرس عام 2024. وبلغت قيمة العقد 8.7 مليار دولار، خُصّص منها 5.2 مليارات دولار لتعزيز أنظمة "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود"، ومنظومة الليزر قيد التطوير.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي 2803 والذي يدعم وقف إطلاق النار في غزة وفقًا لخطة "ترامب"، حيث يفرض القرار إطارًا انتقاليًا جديدًا تحت مسمى "مجلس السلام" بقيادة "ترامب" شخصيًا. وينص القرار على تشكيل "قوة استقرار دولية"، ستضطلع بمهمة حماية المدنيين والعمليات الإنسانية، وتأمين حدود القطاع مع "إسرائيل" ومصر ونزع السلاح، على أن تقوم هذه القوة بعملياتها "بالتشاور مع مصر وإسرائيل"، وتسمح "بتدريب شرطة فلسطينية"، ويستمر وجودها "حتى نهاية سنة 2027 على الأقل".

·       شرع جيش الاحتلال بأعمال ميدانية واسعة باستخدام معدات هندسية ثقيلة في رفح لإقامة ما يصفه بـ"المدينة الخضراء" وتمهيدًا لتطبيق المرحلة الثانية من خطة "ترامب".

·       أعلن وزير الأمن "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، المنطقة الحدودية مع مصر "منطقة عسكرية مغلقة"، بزعم مواجهة تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيّرة، في حين كشفت تقارير عبرية أن الحكومة "الإسرائيلية" لم تمنح بعد موافقتها النهائية على صفقة تصدير الغاز إلى مصر، وسط تحفظات مرتبطة بوجود القوات المصرية في سيناء.

·       قام نتنياهو، برفقة وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية، غدعون ساغر، ورئيس الأركان، إيال زامير، ورئيس الشاباك، دافيد زيني، بجولة في الجولان وجنوبي سوريا، وتلقى "نتنياهو" إحاطة حول صورة الوضع في المنطقة وذلك قبل أن يعقد جلسة أمنية مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية.

·       تأجلت جلسة محاكمة المعتقلين السياسيين، عبد الرحمن البشر وعبدالله يونس، للمرة الحادية عشر على التوالي بسبب رفض جهاز مخابرات السلطة إحضارهم للمحكمة، فيما اعتصمت أمهات المعتقلين لليوم التاسع على التوالي، وسط سلفيت احتجاجاً على اعتقال أبنائهن وتعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي.

·       رفضت أجهزة السلطة الإفراج عن الصحفي، عنان الشامي، بالرغم من صدور قرار قضائي بالإفراج عنه، فيما واصل المعتقل، إسلام أبو زينة، إضرابه عن تناول الأدوية بسبب احتجازه التعسفي.

·       صادقت الهيئة العامة "للكنيست" على مشروع قانون إعدام أسرى فلسطينيين، حيث أبدى رئيس الشاباك تأييده للقانون معتبراً بأنه سيكون رادعًا.

·       صادقت لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" على مشروع قانون يتيح "للإسرائيليين" شراء أراضٍ في الضفة بصورة مباشرة.

·       أغلق جيش الاحتلال مقارّ "اتحاد لجان العمل الزراعي" في رام الله والخليل بادّعاء ارتباطها بـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، كما صادر معدّات وأموالا كانت بالمقارّ المُستهدفة.

·       أصدر جيش الاحتلال قراراً بمنع كبار ضباطه من استخدام هواتف "أندرويد".

·       أعلن "كاتس" تجميد التعيينات في المناصب الرفيعة في الجيش "الإسرائيلي" لمدة 30 يومًا.

·       عزز جيش الاحتلال دفاعاته الجوية عند حدود لبنان تحسبًا لأي رد من حزب الله.

أبرز الأحداث الأمنية

·       ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب على غزة إلى أكثر من 70100 شهيدًا و170983 مصابًا، ونحو 354 شهيدًا و906 مصابًا منذ بدء سريان قف إطلاق النار. وفي الضفة بلغت الحصيلة نحو 1004 بينهم 217 طفل ونحو 21 منهم قتلوا على أيدي المستوطنين منذ بدء الحرب.  

·       واصل جيش الاحتلال اختراقه للاتفاق، حيث ارتكب أكثر من 590 خرقًا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، واغتال الصحفي، محمود وادي، في قصف من مسيرة "إسرائيلية" لوسط خانيونس.

·       كثف جيش الاحتلال غاراته الجوية والمدفعية وعملياته العسكرية في مناطق عديد داخل الخط الأصفر مع التركيز على المنطقة الشرقية لخانيونس ورفح والشجاعية وحي التفاح، كما واصل نسف البيوت وتمشيط المناطق داخل الخط الأصفر.

·       أعلن جيش الاحتلال أنه قتل "أكثر من 40 مسلحا" خلال غارات وتفجيرات استهدفت المقاومين المحاصرين في أنفاق رفح.

·       بدأ جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية عملية عسكرية أطلق عليها "خمسة أحجار" في شمالي الضفة.

·       أفرج الاحتلال عن عدد من الأسرى بينهم الممرضة، تسنيم الهمص، فيما يواصل اعتقال والدها الطبيب مروان الهمص.

·       داهمت قوات الاحتلال مناطق واسعة في الضفة واختطفت عشرات الفلسطينيين، وأخضعت العديد منهم لتحقيقات ميدانية، بالإضافة لتنفيذ عمليات هدم للبيوت كان أبرزها في جنين وطوباس وبيت لحم ومخيم شعفاط. كما طرد العديد من الفلسطينيين من بيوتهم في مخيم الفارعة وقلقيلية ووحوّلها لثكنات عسكرية.

·       ركّزت عصابات المستوطنين هجماتها على الفلسطينيين في نابلس وأريحا وسلفيت والخليل ومسافر يطا وبيت لحم، وأصيب العديد من المتضامنين الأجانب وعشرات الفلسطينيين في هذه الهجمات، فيما تم حرق عشرات البيوت والمركبات وبعض المساجد.

·       اندلعت اشتباكات مسلحة بين جيش الاحتلال ومقاومين في جنين تخللها تفجير عبوة ناسفة بالقوة المقتحمة للمدينة. وأصيب جنديان "إسرائيليان" بعملية طعن شمالي رام الله فيما استشهد المنفذ وهو محمد أسمر.

·       أعدمت قوّات الاحتلال الشابّين، المنتصر بالله عبدالله ويوسف عصاعصة، في جنين، عقب تسليم نفسيهما.

·       اعتقلت أجهزة الأمن "الإسرائيلية" خمسة فلسطينيين في بلدة برطعة، بزعم التخطيط لتنفيذ عملية تستهدف قوات الاحتلال، كما اعتقلت عدداً من المواطنين العرب في رهط بالنقب وكفر قاسم في المثلث الجنوبي، بتهمة نقل أسلحة وأموال إلى الضفة الغربية بطرق سرية.

·       صادرت سلطات الاحتلال نحو 1042 دونمًا في بلدات طمون وتياسير وطلوزة وطوباس بالأغوار الشمالية لأغراض عسكرية.

·       أعلن الشاباك اعتقال 3 "إسرائيليين"، من بينهم جندي خدمة إلزامية وعسكري في الاحتياط بسلاح الجو، بتهمة تنفيذ أنشطة تجسسية تشمل جمع معلومات ميدانية عن مدن وقواعد عسكرية لصالح إيران.

·       قُتل إسرائيلي وأُصيب 3 آخرون بعمليّة مزدوجة قرب مستوطنة "غوش عتصيون"، بين بيت لحم والخليل، فيما استشهد منفّذاها، عمران الأطرش ووليد صبارنة، من بلدة بيت أمر شمال الخليل.

·       شارك قادة أحزاب المعارضة "الإسرائيلية" في تظاهرة مركزية في ساحة "هبيما" بـ"تل أبيب" للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات السابع من أكتوبر.

·       شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة في نابلس ، طالت عددًا من الشبان والأسرى المحررين، من بينهم حمزة سلوادي وطالب سلوادي وعمر ريحان وبراءة اشتيه وادلكتور وائل حشاش وغيرهم. كما اختطفت الأسير المحرر، أيمن أبو عرام، في بيرزيت، وعماد جادالله، في الخليل.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       تواجه المرحلة الثانية من خطة "ترامب" عقبات متوقعة ولا سيما ما يتعلق بتشكيل قوة الاستقرار الدولية ومهامها، حيث ترفض "إسرائيل" مشاركة بعض الدول كتركيا، بينما تريد دول عربية تحديد مهمتها بما يضمن تجنب تحويلها لأداة لاستكمال الأهداف الإسرائيلية، خاصة نزع سلاح القطاع لأنه قد يؤدي لتصادم مباشر مع المقاومة، فضلًا عن الاحتكاك المباشر مع السكان وما قد يترتب عليه من توترات ميدانية لا سيما في حال النظر لهذه القوة كقوة احتلال.

·       رغم التباينات بين الجانبين الأمريكي و"الإسرائيلي" حول الانتقال للمرحلة الثانية، إلا أن هناك اتفاقا على إقامة حكم محلي محدود يعمل تحت الإشراف الأمريكي مع السيطرة الأمنية والحرية العملياتية للاحتلال، ما يبقي احتمالية تقسيم القطاع بحكم الأمر الواقع بالاعتماد على ما يسمى بالخط الأصفر وتعطيل إعادة الإعمار لا سيما في المناطق الغربية للقطاع وإنشاء مدن شرقي القطاع، يتحكم فيها الاحتلال أمنيًا.

·       تصعيد الاحتلال والمستوطنين من الهجمات في الضفة ومصادرة الأراضي الفلسطينية، يشير إلى تمسك الاحتلال بإجراءات خلق واقع جديد من خلال طرد الفلسطينيين من مناطقهم وتوسيع الاستيطان نحو هذه المناطق، وبالتالي دفع المزيد من الفلسطينيين نحو الهجرة وصولًا لمرحلة الضم الجزئي والكامل للضفة.

·       يوضح قانون الانتخابات الجديد بأن السلطة تسعى لإقصاء كل من يعارض برنامجها لتبقى هي المهيمن على الحياة السياسية ومنع مشاركة الفصائل الفلسطينية ولا سيما التي ترفض الاعتراف بـ"إسرائيل".

·       بالرغم من أن "كاتس" و"زامير" كانا خيار "نتنياهو" للهيمنة على المنظومة العسكرية إلا أن الصراع بينهما يهدد استمرار أحدهما في المنصب وربما الحكومة في حال استمر التصادم، مما ينعكس على المنظومة العسكرية بشكل سلبي لا سيما بعد إجراءات "زامير" ضد شخصيات عسكرية رفيعة المستوى والذي قابله "كاتس" بتجميد التعيينات في قيادة المنظومة. كما أن هذا التصادم يزيد من الضغوط على "نتنياهو" في تحمل مسؤولية إخفاقات 7 أكتوبر وما تبع ذلك، لا سيما في ظل مطالب بمقايضة العفو عنه من التهم التي يحاكم عليها مقابل خروجه من الحياة السياسية بشكل نهائي.