الموجـز الأمنـي العراقي - نوفمبر 2025

الساعة : 15:07
9 ديسيمبر 2025
الموجـز الأمنـي العراقي - نوفمبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن تفاصيل مكالمة جرت بين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ونظيره العراقي ثابت العباسي، بأنها تضمنت "تحذيراً أخيراً وواضحاً جداً" للحكومة العراقية، بأن أي تحركات لفصائل مسلحة في العراق سيقابله "رد مباشر". ووصف مسؤولون عراقيون التنبيه الأمريكي بأنه "الأشد لهجة وحدّة ووضوحاً منذ بداية التعامل الأمريكي العراقي"، موضحين أن "هيغسيث" أوضح للعراقيين أنهم سيكونون "تحت مرمى القوات الأمريكية" في حال تدخلت الفصائل في خيارات الولايات المتحدة. بموازاة ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن "الولايات المتحدة لن تنسحب عسكريًا من العراق"، مشيرة إلى نيتها "الانتقال إلى علاقة ثنائية أكثر تقليدية في مجالي الأمن والدبلوماسية مع بغداد".

على صعيد آخر، ترأس وزير الداخلية عبد الامير الشمري وفد الحكومة في اجتماع عقده مع حكومة إقليم كردستان، في حقل كورمور للغاز بمحافظة السليمانية، لمناقشة مستقبل الحقل بعد تعرضه لهجوم بطائرتين مسيرتين، وكان من الجانب الكردي وزير داخلية الاقليم ريبر أحمد وبحضور رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري وفريق فني عسكري رافق  الوفد. على صعيد آخر، لبّى الشمري تلبية لدعوة رسمية من البرتغال، للمشاركة بالمؤتمر الوزاري  لدول الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وشمال أفريقا لتعزيز التعاون الامني.

إلى ذلك، عقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مباحثات مع مسؤولين عراقيين، في إطار زيارة رسمية يجريها إلى بغداد، حيث التقى فيدان مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، تلاه لقاء منفصل مع رئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض. وخلال زيارته للإمارات العربية، زار وزير الدفاع العباسي، وبرفقته معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وعدد من القادة والضباط في الوزارة، معرض دبي للطيران والدفاع، حيث جرى خلال الزيارة الاطلاع على أحدث التقنيات والمنظومات الدفاعية الحديثة في مجالات الطيران، والاستطلاع، والدفاع الجوي، والطائرات المسيّرة، إضافة إلى بحث فرص التعاون وتبادل الخبرات مع الشركات العالمية الرصينة.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       أعاد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2025، وضع العراق ضمن فئة "الدول الأخطر للسفر"، إلى جانب دول تشهد انهيارات شاملة ونزاعات مفتوحة مثل أفغانستان وهايتي والسودان.

·       أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، انتهاء أعمال "مركز التعاون الاستخباري الرباعي" الذي جمع العراق وإيران وروسيا وسوريا منذ عام 2015، مشيرة إلى أن القرار جاء انسجاماً مع تطور القدرات الاستخبارية الوطنية وتغير طبيعة التهديدات الأمنية.

·       تشير أرقام وزارة الداخلية بعد أكثر من عام على إطلاق برنامج تسجيل الأسلحة، إلى تسجيل أكثر من 125 ألف قطعة حتى منتصف 2025، وهو رقم محدود مقارنة بحجم الانتشار الفعلي للسلاح في البلاد، والذي قد يتجاوز 7 ملايين قطعة، بين مسدسات وبنادق خفيفة ومتوسطة.

·       أصدرت محكمة جنايات كربلاء، حكماً بالسجن المؤبد بحق 19 متهمًا بينهم امرأة، أقدموا على حرق عدد من المواكب الحسينية خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين خلال العام الجاري 2025.

·       أصدرت محكمة جنايات ذي قار، حكمًا بالسجن لمدة 8 سنوات بحق مدان عن جريمة الترويج للاحتلال "الإسرائيلي" في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أصدرت محكمة استئناف بغداد حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات بحق مدان أقدم على الترويج لأفكار حزب البعث المحظور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

أبرز الأحداث الأمنية

·       تقوم منصات رقمية "خارج سيطرة الدولة" ببيع مختلف أنواع الأسلحة، حيث تُعرض البنادق والمسدسات كأنها سلع منزلية، من دون أسماء أو عناوين أو رخص، وتغذي النزاعات العشائرية التي باتت أكثر المظاهر خطورة في البنية الأمنية العراقية.

·       تداولت مصادر إعلامية تابعة للحرس الثوري الإيراني، أنباءً عن تحليق طائرات حربية قرب الحدود الإيرانية مع العراق، فوق محافظة ميسان، على مسافة تقارب 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية، مشيرة إلى أن الطائرات ليست أمريكية، بل "إسرائيلية".

·       قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية تمشيط هي الثانية من نوعها خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في المحيط الغربي لقاعدة عين الأسد غربي محافظة الأنبار، وذلك في إطار تأمين محيط القاعدة من أي تهديد محتمل.

·       أعلنت هيئة الحشد الشعبي، مقتل أحد كوادرها بمحافظة الأنبار، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة من الحشد في صحراء الجزيرة، كما قُتل 3 آخرون في انفجار وقع قرب معمل للغاز في منطقة بسماية داخل أحد مقار الحشد الشعبي.

·       قُتل جندي وأُصيب آخر بإطلاق نار داخل قضاء الكحلاء في محافظة ميسان، بعد تعرضهما لإطلاق نار مباشر من أسلحة خفيفة. يأتي الحادث بعد قيام القوات الأمنية بعملية انتشار أمني لمواجهة النزاعات العشائرية المتكررة داخل القضاء.

·       نقلت وسائل إعلام إقليمية، أنباءً عن إطلاق صواريخ باليستية من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه مواقع تُنسب إلى فصائل كردية معارضة تقع داخل إقليم كردستان العراق.

·       استهدفت طائرات F-16 العراقية قيادياً بارزاً في تنظيم داعش معروفاً بـ(أبو محمود) بوادي زغيتون جنوب كركوك.

·       تعرَّض حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية والتابعة لشركة دانة غاز الإماراتية، لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة، للمرة الثانية خلال أيام، ما أدى إلى اندلاع حرائق وإيقاف تصدير الغاز بشكل كامل لمحطات إنتاج الكهرباء في الإقليم، فيما وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية عليا لمعرفة ملابسات الحادث.

·       قُتل مدير دائرة كهرباء ناحية السلام غرب محافظة ميسان، جراء تعرضه لإطلاق نار قرب منزله من قبل مجهولين.

·       تعرَّض منزل مدير مكتب النائب عدي عواد التميمي، بقضاء القرنة، لإطلاق نار كثيف نفذته مجموعة مسلحة يُعتقد أنها تابعة لأحد النواب الخاسرين من أبناء القبيلة، ما تسبب بأضرار مادية.

·       أحبط جهاز الأمن الوطني، شبكة تخطط لاستهداف السلم الأهلي في العاصمة بغداد، لممارستها أسلوباً منظماً لبثّ الرعب داخل الأحياء السكنية، وتوزيع أظرف ورقية على منازل المواطنين وعجلاتهم، تحوي رسائل تهديد بالقتل والتفجير بهدف الابتزاز وإرعاب العوائل.

·       أفاد مصدر أمني، بوقوع إطلاق نار كثيف في قضاء أبي الخصيب جنوب محافظة البصرة، على خلفية نزاع عشائري مسلح، أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، وإصابة ضابط ومنتسبين اثنين أثناء محاولتهم فض الاشتباك والسيطرة على الموقف.

·       اندلع نزاع عشائري شمال محافظة ميسان نتيجة خلافات على ملكية أراضي زراعية، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين بينهم اثنين بحالة حرجة، فيما قامت القوات الأمنية باعتقال 8 من المتورطين بالنزاع.

·       قُتل شابان في إطلاق النار داخل مقهى شعبي في مدينة العمارة التابعة لمحافظة ميسان، دون معرفة الأسباب.

·       أعلنت قيادة شرطة محافظة البصرة، عن مقتل اثنين وإصابة آخرَين من مروّجي المواد المخدّرة وأرباب السوابق، إثر خلافٍ مسلح نشب بينهم في إحدى مناطق المحافظة.

·       أطاح جهاز الأمن الوطني بالتاجر الدولي (م.ن.ج) المسؤول عن تهريب أكثر من 100 كيلوغرام من مادة الكريستال إلى داخل البلاد، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإيرانية.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       تعكس اللهجة الأمريكية تجاه بغداد، مع تكرار تأكيد عدم الانسحاب العسكري، انتقال العلاقة الأمنية إلى نمط أكثر ضغوطًا؛ فواشنطن ترسل رسالة ردع صارمة للفصائل المقرّبة من إيران، ما يبقي الساحة العراقية رهينة لتجاذبات الصراع الأمريكي–الإيراني، بما في ذلك احتمال توسّع النشاط “الإسرائيلي” غير المعلن.

·       يكشف تزامن إنهاء عمل "مركز التعاون الاستخباري الرباعي" مع روسيا وإيران وسوريا، مع تكثيف الزيارات المتبادلة مع تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن مسار تدرّجي لإعادة تموضع بغداد في شبكة شراكاتها الأمنية، بما يقلّص الارتباط مع روسيا، ويعزّز الانفتاح على ترتيبات أمنية أكثر مع الغرب والإقليم، دون توقع فك الارتباط بالكامل مع طهران وأدواتها المسلحة.

·       تظهر المعطيات الميدانية أن الدولة ما زالت عاجزة عن احتكار أدوات العنف؛ فالفجوة تظل واسعة بين عدد الأسلحة المسجَّلة وحجم الانتشار الفعلي، وانتشار أسواق السلاح الرقمية، وتكرار النزاعات العشائرية الدامية والاغتيالات واستهداف مسؤولي الدولة.

·       تؤكد الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة والصواريخ استمرار توظيف الجغرافيا العراقية كساحة تصفية رسائل بين أطراف متعددة: إيران، الفصائل، حكومة الإقليم، "إسرائيل"، والولايات المتحدة. وهذا يجعل البنى التحتية للطاقة والأمن في العراق نقطة ضغط مفضّلة في أي تصعيد إقليمي مقبل، ويحدّ من قدرة الحكومة على تأمين بيئة مستقرة للاستثمار أو إعادة الإعمار.