إن التقارب بين تركيا والاتحاد الأوروبي لن يسفر على الأرجح عن إعادة توحيد قبرص، لكن زيادة الحوار حول مستقبل الجزيرة يمكن أن يؤدي إلى تحسن المناخ السياسي، ما سيوفر فرصًا اقتصادية مفيدة للطرفين. فمن جهتها، تدفع قبرص الاتحاد الأوروبي إلى تعيين مبعوث خاص لاستئناف المحادثات مع تركيا بشأن إعادة توحيد الجزيرة، التي تسيطر حكومة مدعومة من تركيا على ثلثها، كما تريد ربط هذه المحادثات بالمفاوضات الأخيرة حول انضمام تركيا إلى الاتحاد.
في السياق ذاته، فإن الانتخابات الأخيرة في كل من قبرص وتركيا واليونان، إضافةً إلى تحسن أجواء الحوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، سيمهدان لاستئناف المفاوضات بشأن الجزيرة. لكن رغم الاستئناف المحتمل للمحادثات إلا أن إعادة توحيد قبرص لا تزال غير مرجحة على المدى القصير إلى المتوسط، لأن الخلافات الأساسية للجهات الرئيسية الفاعلة حول مستقبل الجزيرة لا تزال متجذرة. لكن بالمقابل، حتى لو ظلت إعادة توحيد قبرص بعيدة المنال، فإن قنوات الحوار الجيدة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والمجتمعات اليونانية والتركية في قبرص يمكن أن تخلق فرصًا اقتصادية مفيدة للطرفين.
من جهة أخرى، ورغم أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لا تزال خطوة بعيدة المنال، إلا أن تحسين العلاقات بين الاتحاد وتركيا يمكن أن يؤدي إلى عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، بما فيها تحرير التأشيرات للمواطنين الأتراك الذين يزورون دول الاتحاد، وزيادة وصول أنقرة إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد، وتمديد اتفاق إدارة الهجرة.
ستراتفور