استهدفت طائرة مسيّرة مطار "عربت" المدني جنوب شرق مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، في الـ18 من أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أسفر الهجوم عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ستة أعضاء في مجموعة مكافحة الإرهاب التابعة لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يدير محافظة السليمانية، فيما لا تزال هويات الأفراد الثلاثة الآخرين مجهولة.
من جهتهم، يعتقد مسؤولو "الاتحاد الوطني الكردستاني" أن منافسيهم في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يدير أربيل، يقدمون معلومات استخباراتية لتركيا، وبالتالي فإن هذا الحادث سيزيد من ترسيخ الانقسام بين الحزبين الكرديين، ما سيقلل من الآفاق المحدودة أصلًا لتوحيد قوات البشمركة الخاصة بكل منهما، (وهو شرط من الولايات المتحدة لاستمرار حكومة الإقليم في تلقي التمويل).
في السياق ذاته، فإن عدد القتلى بين مجموعة مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني على الأرجح سيدفع قيادة الاتحاد للانتقام من الحزب الديمقراطي، من خلال مقاطعة اجتماعات مجلس وزراء حكومة الإقليم أو اعتقال أو اغتيال بعض الأفراد، خصوصًا المنشقين عن الاتحاد الوطني الذين يعملون لصالح الحزب الديمقراطي.
من جهة أخرى، فإن هناك خطرًا متزايدًا من أن تستأنف الميليشيات الشيعية، التي تتمتع بعلاقة جيدة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، استهداف القواعد العسكرية التركية شمال العراق بما فيها تلك الموجودة في بعشيقة. كما إن هذه الأخيرة ستعرقل مسيرة حل النزاع بين العراق وتركيا حول استئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب العراق-تركيا، ما سيزيد من الأزمة المالية لحكومة كردستان وما يتبعها من خطر اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء الإقليم.
إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس