صفقة تبادل السجناء بين أمريكا وإيران قد تمهد لاتفاق شامل سيعرقله الجمهوريون إن عادوا للسلطة

صفقة تبادل السجناء بين أمريكا وإيران قد تمهد لاتفاق شامل سيعرقله الجمهوريون إن عادوا للسلطة
الساعة : 14:30
10 أكتوبر 2023

تتماشى عملية تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، التي تم الانتهاء منها في الـ18 من أيلول/ سبتمبر الماضي، مع وجهة النظر التي ترى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستستمر في التراجع على المدى القصير. كما إن هذا الاتفاق قد يمهد الطريق لإجراء محادثات أكثر شمولًا لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، وإن كان التوصل لمثل هذا الاتفاق سيكون من الصعوبة بمكان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

لكن بالمقابل ينبغي التأكيد على أن إيران ستظل حذرة من نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؛ حيث تشعر السلطات الإيرانية فعلًا بالقلق من احتمال قدوم إدارة من الجمهوريين قد تتبنى موقفًا أكثر عدوانية تجاه طهران، كما كان الحال خلال رئاسة "ترامب" (من 2017 إلى 2021). ففي عهد "ترامب" انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 ودبرت مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق عام 2020. كما ازدادت المشاعر السلبية الأمريكية والغربية تجاه إيران خصوصًا بسبب دعمها العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا، والذي سيجعل من الصعب على أي اتفاق مفترض مع طهران الحصول على موافقة الكونجرس وعلى الدعم الشعبي.

رغم ذلك، ستظل التوترات بشأن برنامج طهران النووي على الأرجح تحت السيطرة، ومن المتوقع أن تستمر إيران في إظهار حسن النية من جانبها، من خلال خطوات مثل قرارها بإبطاء عملية تخصيب اليورانيوم لتشجيع إعادة مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات النووية، حتى تتمكن طهران من الوصول إلى ما يقرب من 100 مليار دولار من الأموال المجمدة وتكثيف إنتاج النفط.

في الوقت نفسه، ستواصل الولايات المتحدة تقليل التدقيق على صادرات النفط الإيرانية، لمنح إيران مساحة للتنفس الاقتصادي والحصول على فوائد مالية لتقليل دوافعها لتكثيف التوترات. إضافةً لذلك، ستظل التوترات محصورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث تتمتع إيران بنفوذ قوي، كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وفي حين ستواصل إيران سعيها لتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة على الأرض وفي البحر، فإن التحسن الأخير في العلاقات بين إيران وجيرانها في مجلس التعاون الخليجي من شأنه أن يعزز هذا المسار كذلك.

ففي اليمن، ستواصل إيران عرقلة الهجمات عبر الحدود على السعودية والإمارات؛ وتتجلى هذه الجهود في الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من الحوثيين إلى الرياض في الـ18 من أيلول/ سبتمبر الماضي. وبالمثل، فمن المرجح أن يعمل تحسين العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي على احتواء التأثير الإيراني في بلاد الشام، خصوصًا في سوريا ولبنان، لإبقاء التوترات تحت السيطرة. كما إن انخفاض التوترات سيسمح لإيران بإعادة تركيز جهودها على دعم اقتصادها، لا سيما في ضوء الانتقادات الداخلية الموجهة إلى السلطات الإيرانية بسبب الدعم المالي الذي تتلقاه الميليشيات الأجنبية وسط الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها طهران.

فيتش سوليوشنز