أهداف ورسائل أمنية إيرانية من حوادث اعتراض قوارب م

أهداف ورسائل أمنية إيرانية من حوادث اعتراض قوارب مسيرة أمريكية

الساعة : 12:15
7 سبتمبر 2022
أهداف ورسائل أمنية إيرانية من حوادث اعتراض قوارب مسيرة أمريكية

الحدث:

تكررت خلال الأيام الأخيرة عمليات احتجاز البحرية الإيرانية لقوارب أمريكية غير مأهولة؛ ففي الحادث الأول بتاريخ 30 آب/ أغسطس الماضي، احتجزت سفينة إيرانية قاربًا أمريكيًا مسيرًا في الخليج العربي، ثم أطلقته إثر تدخل سفينة حربية أمريكية برفقة مروحية. وفي الحادث الثاني، في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، احتجزت المدمرة الإيرانية "جمران" قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر قاربين مسيرين أمريكيين، ثم تخلت عنهما في اليوم التالي إثر تدخل مدمرتين أمريكيتين برفقة طائرات مروحية.

الرأي:

بدأت البحرية الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021  نشر شبكة من القوارب البحرية غير المأهولة ضمن "فرقة العمل 59"، بالتنسيق مع "إسرائيل" والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، لرصد الأنشطة الإيرانية في المنطقة الممتدة من قناة السويس إلى مياه الخليج قبالة الساحل الإيراني، بحيث تزود تلك الزوارق، البالغ عددها نحو 100 قارب، مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين بالمعلومات عن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وعمليات تهريب النفط الإيراني.

بالمقابل، تبدي إيران انزعاجها من ظاهرة انتشار القوارب البحرية غير المأهولة قرب حدودها البحرية، وبالتالي بدأت عمليات لاحتجاز تلك القوارب بحجة تهديدها للأمن البحري في الممرات المائية. لكن في ظل رغبة طهران تجنب التصعيد بشكل كبير، تسارع بإطلاق سراح القوارب المحتجزة بمجرد اقتراب السفن الحربية والمروحيات الأمريكية من نظيرتها الإيرانية، مكتفيةً بإرسال رسائل حول قدرتها على التعرض لتلك القوارب.

ومن اللافت في حادث احتجاز القاربين في مياه البحر الأحمر أن القاربين عادا دون كاميرات المراقبة المركبة عليهما، وهو ما جعل المسؤولين الأمريكيين في حيرة؛ هل احتفظ الإيرانيون بالكاميرات أم إنها سقطت أثناء إخراج الإيرانيين لهما من البحر قبل إعادتهما للمياه. فقد حاول الإيرانيون في البداية إخفاء القاربين عبر وضعهما تحت أقمشة على ظهر المدمرة "جمران". ورغم تصريح الخبراء الأمريكيين أن الكاميرات والرادارات والمعدات الموجودة على القاربين متاحة تجاريًا، فإن الاحتفاظ بالكاميرات وفحص القوارب عن قرب قد يمنح إيران فكرة أفضل عن قدرات أنظمة تشغيلهما، ويرجَّح أن هذا هو أحد أسباب اعتراض السفن الإيرانية لتلك القوارب في وقت متقارب.

في السياق ذاته، ترسل عمليات الاعتراض المتكررة من طرف البحرية الإيرانية رسالة بأن طهران ليست بصدد التخلي عن سعيها، لتكون قوة مهيمنة في مياه الخليج وطرفًا فاعلًا في حركة الملاحة بالبحر الأحمر، الذي قد يتحول إلى ساحة توتر في ظل عمليات الاعتراض المتبادلة بين البحريتين الإيرانية والأمريكية.