تطور لم يتضح رد الحزب عليه بعد

"إسرائيل" تفرض "المنطقة الأمنية العازلة" عبر تدمير ممنهج لقرى جنوب لبنان الحدودية

الساعة : 12:30
13 مارس 2024

الحدث:

كشفت مصادر ميدانية أن "إسرائيل" تقوم خلال الأسابيع الأخيرة بعمليات "تدميرية" مكثفة وبشكل تدريجي لقرى الشريط الحدودي، على امتداد الخط الذي يضم أكثر من عشر قرى من بلدة "كفر كلا" حتى "عيتا الشعب" مرورًا ببلدات "العديسة"، "بليدا"،"حولا"، "يارون" و"ميس الجبل"؛ حيث أصبحت عمليات التدمير تستهدف المنازل والمنشآت المدنية والصناعية ومحطات ضخ المياه وألواح الطاقة الشمسية وشبكات الكهرباء، وصولًا إلى إحراق البساتين والأحراش بقذائف الفوسفور. وأكدت المصادر أن عمليات الاستهداف أصبحت تتم من خلال الغارات الجوية بعد ما كانت مقتصرة على سلاح المدفعية أو سلاح المسيرات اللذين يسببان أضرارًا محدودة.

الرأي:

لا تبعد تلك القرى المستهدفة عن الحدود أكثر من ستة كيلومترات وتعد ذات موقع جغرافي متميز؛ فبلدة "كفر كلا" تطل على "مستعمرة المطلة" وبلدة "العديسة" تقع مقابل مستوطنة "مسكاف عام" فيما تحاذي "حولا" مستعمرة "المنارة" وتقابل "بليدا" مستعمرة "يفتاح". وبالتالي، فإن توسيع دائرة الاستهداف في هذه البلدات يشير إلى خطة "إسرائيلية" ممنهجة لتدمير كافة المساحات المبنية أو المساحات الحرجية على طول الحدود، لجعلها منطقة مفتوحة ومكشوفة.

وفضلًا عن تحقيق الهدف "الإسرائيلي" الأساسي المتمثل بدفع السكان المدنيين إلى إخلاء هذه المنطقة بالكامل كونها لم تعد قابلة للحياة، يبدو أن الهدف المركزي للعدو  يتمثل في تأسيس أو فرض"منطقة أمنية عازلة" بالنار والتدمير ضمن المنطقة الحدودية، وهو ما كانت تطالب به "إسرائيل" عبر الوسطاء الدوليين  من خلال إخلاء المنطقة الحدودية من مقاتلي "حزب الله"، وتراجعهم إلى مسافات تتراوح بين سبعة وعشرة كيلومترات، بما يقلص تأثير "الصواريخ الموجّهة" التي يستخدمها "الحزب" ودفعه نحو استخدام الصواريخ المنحنية الأقل دقة، إضافةً لما قد تشكله المنطقة العازلة من ضمانة أمنية عسكرية من انطلاق أي عمليات "مفاجئة" من قبل "الحزب" تجاه المستوطنات.

بالمقابل، مازال من غير الواضح كيف سيؤثر هذا النهج "الإسرائيلي" على طبيعة ردود "الحزب"، خاصةً وأن مستوى هجماته الراهنة لا تبدو كافية لإعاقة مستهدفات القصف "الإسرائيلي".