نجاح تركيا في إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين روسيا والغرب سيمنحها أوراق قوة في ملفاتها التي تتصادم بها مع الغرب

الساعة : 15:15
6 أغسطس 2024
نجاح تركيا في إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين روسيا والغرب سيمنحها أوراق قوة في ملفاتها التي تتصادم بها مع الغرب

الحدث:

شهد مطار إسنبوغا في أنقرة، مطلع آب/ أغسطس الجاري، إشراف الاستخبارات التركية على عملية تبادل أسرى بين روسيا والغرب؛ حيث أطلقت موسكو سراح 16 شخصًا بينهم خمسة ألمان وسبعة معتقلين سياسيين روس، إضافةً إلى مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، إيفان جيرشكوفيتش، المحكوم عليه بالسجن لمدة 16 عامًا بتهمة التجسس، وجندي مشاة البحرية الأمريكي السابق، بول ويلان، المتهم بالتجسس. بالمقابل، أفرجت كل من واشنطن وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج عن عشرة أشخاص، بينهم ضابط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فاديم كراسيكوف، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل مقاتل شيشاني سابق في برلين. وبموجب الصفقة نُقل عشرة أشخاص إلى موسكو و13 شخصًا إلى ألمانيا، وثلاثة آخرون إلى الولايات المتحدة.

الرأي:

نجحت أنقرة في لعب دور مهم في الوساطة لإتمام هذه الصفقة لتبادل الأسرى بين روسيا والغرب على الأراضي التركية، مستفيدةً من حفاظها على علاقات وثيقة مع الجانبين، ونجاحها في المزاوجة بين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا مع تجنب الانخراط في فرض عقوبات أو قطع العلاقات مع موسكو. كما استثمرت تركيا توتر العلاقات الغربية الروسية في العمل كقناة تواصل رئيسية بين الجانبين، والتوسط لحل بعض القضايا العالقة، وهو ما برز سابقًا في مبادرة إسطنبول الخاصة بنقل وتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ثم مؤخرًا في صفقة تبادل الأسرى.

في السياق ذاته، فإن حضور كل من الرئيسين، الأمريكي "بايدن" والروسي "بوتين"، لحظة وصول الأسرى المفرج عنهم إلى مطارات دولهم يشير إلى الأهمية السياسية والأمنية للصفقة لدى الجانبين، ما يعزز مكانة تركيا الأمنية كشريك لا يمكن الاستغناء عنه وقادر على القيام بأدوار نوعية، وهو ما يمنح أنقرة أوراقًا يمكن أن تستخدمها لدعم مطالبها في ملفات أخرى ترتبط بالمصالح التركية؛ مثل الملف السوري وملفات ليبيا وشرق المتوسط.

من جهة أخرى، فإن نجاح الصفقة يعزز دور جهاز الاستخبارات التركية في مجال دبلوماسية الاستخبارات، ويساهم في تعميق علاقاته مع الأجهزة النظيرة في دول أخرى. وبالتالي، من المرجح أن تحافظ تركيا على دورها كوسيط بين روسيا والغرب، وأن تبني على نجاحاتها في الدفع نحو حل مزيد من القضايا العالقة بين الطرفين.