الحدث:
كشفت مصادر أمنية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء الماضي، أن قوة من الحرس تمكنت من تدمير والإطاحة بجماعة كردية معارضة أثناء محاولة دخولهم إلى إيران عبر حدود إقليم كردستان شمال العراق، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر المجوعة واعتقال عدد آخر وبحوزتهم أسلحة ووثائق.
الرأي:
رغم أن إيران سبق لها أن وقَّعت مع العراق اتفاقية، في آذار/ مارس 2023، لوقف أنشطة جماعات المعارضة الكردية الإيرانية ونقلها بعيدًا عن الحدود بين البلدين ونزع أسلحتها الثقيلة، لكن هذه الحادثة تشير إلى أن أنشطة هذه الجماعات عبر الحدود لا تزال مستمرة بين الحين والأخر، وهو ما يضع ضغوطًا إيرانية على السلطات العراقية لمطالبتها بوقف أنشطة تلك الجماعات.
من جهتها، تتعامل إيران بحساسية بالغة مع أنشطة الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة المقيمة في كردستان العراق بموجب قرارات أممية، وتعتبرها مصدر خطر علها. وقد سبق لها أن قصفت مقراتها في إقليم كردستان العراق بالمدفعية والضربات الصاروخية، ما تسبب في تأزيم العلاقة مع حكومة الإقليم وحكومة بغداد إلى أن تم التوقيع على اتفاق أمني بين البلدين.
في الظروف الإقليمية الراهنة، تخشى إيران أن يتم استغلال هذه الجماعات الكردية من طرف "إسرائيلي" أو الولايات المتحدة لأحداث قلاقل داخل إيران، لاسيما وأن الأخيرة تتهم إقليم كردستان بإيواء مقرات لجهاز "الموساد" ، كما حصل في الاحتجاجات على مقتل الفتاة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، وما رافق ذلك من نشاط مسلح من قبل الجماعات الكردية. لذلك، فمن المؤكد أن يتواصل الاستنفار الأمني الإيراني في المنطقة الحدودية، فضلًا عن الأنشطة الاستخبارية الإيرانية شمال العراق.