الحدث
زار رئيس الأركان العامة التركية الجنرال متين جوراك، القاهرة، رفقة وفد عسكري رفيع المستوى، حيث اجتمع مع الفريق أول عبد المجيد صقر وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكذلك مع الفريق أول أحمد خليفة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية.
الرأي
تأتي الزيارة بعد نحو سبعة شهور من زيارة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق أسامة عسكر إلى أنقرة لمدة أربعة أيام، والتي شملت الاجتماع مع نظيره التركي، وزيارة مقر شركة بايكار للطائرات المسيرة، وقيادة القوات الخاصة بالجيش التركي. ويُرجح أن تكون زيارة جوراك مرتبطة بالدرجة الأولى بتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الصناعات العسكرية، وبالأخص في مجال الطائرات المسيرة التي أصبحت تركيا رائدة فيه. كذلك توجد ملفات عسكرية مشتركة، من أبرزها ملف السودان حيث يجري الجيش التركي حالياً تدريبات لعناصر من الجيش السوداني على استخدام الطائرات المسيرة في القتال ضد قوات الدعم السريع، مما يعزز كفة الجيش السوداني الذي تميل له القاهرة.
ويحظى ملف الصومال بأهمية كذلك، حيث توجد بعثة تدريبية عسكرية تركية في الصومال، كما توجد سفن تركية حربية تؤمّن عمليات التنقيب عن الغاز والنفط أمام سواحل الصومال، فيما تتجهز مصر لإرسال قوات عسكرية إلى الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي المفترض بدء عملها في مطلع عام 2025، فضلاً عن إرسالها ذخائر وأسلحة للجيش الحكومي، مما يفتح الباب لتنسيق عسكري وأمني بين القاهرة وأنقرة فيما يخص تحرك كل منهما في الصومال. كذلك توجد ملفات أخرى مثل تعزيز التدريبات الثنائية المشتركة، والتي بدأ أولها عبر تدريب بحري خلال العام الجاري أمام سواحل الإسكندرية.
من المرجح أن يتواصل ويتعزز التعاون العسكري التركي المصري في ظل تقارب الموقف السياسي تجاه العديد من الملفات مثل السودان والصومال، إضافة إلى الحاجة إلى التنسيق والتفاهم حول ملفي ليبيا وترسيم الحدود البحرية شرق المتوسط. ولكن هذا لا يعني تحوّل التنسيق إلى شراكة راسخة نظراً لتضارب المصالح في ملفات أخرى من قبيل التنافس على العمل كمركز لنقل الطاقة، وانحياز مصر إلى الموقف اليوناني والقبرصي في "قضية قبرص".