أولًا: معطيات ومعلومات نوعية
الملف الاقليمي:
· كشفت مصادر مصرية مطلعة، أن العلاقات المصرية ــ "الإسرائيلية" تتّجه إلى مزيد من التحسّن، مدفوعة بجملة من المتغيّرات، في مقدّمتها عودة قنوات التواصل الديبلوماسي المعلنة، مشيرةً إلى أن مصر رهنت إعادة انخراطها الديبلوماسي، بعدة شروط وهي استمرار العمل على اتفاق إنهاء الحرب وعدم انتهاكه أو العودة إلى القتال، إعادة فتح معبر رفح في الأيام القليلة المقبلة، استمرار تدفّق المساعدات وعدم عرقلة وصولها إلى مناطق متعدّدة داخل القطاع، إلى جانب متابعة عمليات الانسحاب "الإسرائيلية" التي تجري بشكل تدريجي. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشف مسؤول عسكري مصري أن تراجع القوات المصرية المنتشرة على الشريط الحدودي، سيتزامن مع بدء الانسحاب "الإسرائيلي" من محور فلادليفيا، وصولاً إلى الانسحاب الكامل من القطاع. وبحسب المسؤول فإن الانسحابات المتوقعة لن تُعيد الوضع إلى ما كان عليه وفقاً لاتفاقية "كامب ديفيد" وملحقاتها، إذ سيتمّ إلى خطوط متقدمة عما كان قائمًا قبل "طوفان الأقصى"؛ مشيراً إلى أن مصر تؤكد خلال المفاوضات أن سلاح غزة يمثّل خطراً واضحاً على الأمنَين "الإسرائيلي" والمصري على حد سواء، وبالتالي لا يجب أن تتراجع القوات. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأن الأردن يرى بأن الفرصة مؤاتية للتحدث عن دور أردني نشط وفعال في استئناف عمل ونشاط الجسر البري المختص بتقديم خدمات الإغاثة والمساعدات لأهالي قطاع غزة، وإعادة بناء المنظومة التعليمية في مدارس قطاع غزة، لافتة إلى أن عمّان وضعت خطتها لدعم تأهيل وتدريب أكثر من ثلاثة آلاف شرطي أو رجل أمن من أبناء قطاع غزة محسوبون الى حد ما على السلطة الفلسطينية ولا تعارض وجودهم خصوصاً على المعابر، وفي بعض النقاط والبؤر حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. (صحيفة رأي اليوم)
· كشفت مصادر ديبلوماسية عن سعي أمريكي لفتح قناة تفاوض ثالثة مع إيران، إلى جانب القناتين العمانية والسويسرية، من خلال دولة قطر، لافتة إلى أن الأميركيين يريدون خفض التصعيد، بعد أن تقدم إيران تنازلات في عدة مسارات تخصيب اليورانيوم، الصواريخ البالستية، النفوذ الإقليمي لإيران. في المقابل، أوضحت المصادر بأن إيران ستبدي استعداداً للتنازل في العراق ولبنان أكثر من السابق، ولكنها تشدد على الاتفاقات المرحلية وعدم الذهاب إلى اتفاق شامل، أي أن لا تكون كل الملفات خاضعة لمقايضة من ضمن سلة واحدة، وهي رفع العقوبات مقابل معالجة التخصيب والملف النووي والصواريخ البالستية، بل تفضل التفاوض في كل ملف لوحده. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشف أحد المسؤولين الإيرانيين أن القيادة الإيرانية تدرك أن الاحتجاجات الاجتماعية قادمة لا محالة، وأن المسألة مسألة وقت فقط. (وكالة رويترز)
· كشفت مصادر متابعة أن صورًا التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، تظهر نشاطًا إماراتيًا متزايدًا في منطقة جبل النار بالقرب من مدينة المخا الساحلية غربي اليمن، يتركّز في التنقيب ونقل خامات متعدّدة من المعادن من المنطقة، إضافة إلى بناء مدرج طائرات جديد في جزيرة "زُقَر" اليمنية الواقعة في البحر الأحمر. (صحيفة الأخبار، لبنان + موقع عربي 21 )
الملف السوري:
· كشفت مصادر سورية مطلعة عن اتفاقٍ مبدئي بين الحكومة السورية و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على أمور تتعلق بكيفية دمج الأخيرة بوزارة الدفاع والجيش السوري كالتالي:
- إنشاء ثلاث فرق عسكريّة في شمالي شرق سوريا، جميع عناصرها من "قسد"، على أن تكون هذه الفرق بمنزلة البديل النظاميّ للجيش السوريّ في تلك المناطق.
- سيكون لهذه الفرق طابع محلّي - وطنيّ مزدوج، فتتبع رسميًّا وزارة الدفاع، لكنّها ستتمتّع في الوقت ذاته بنوع من الاستقلاليّة الذاتيّة في إدارة شؤونها الميدانية ضمن مناطق انتشارها.
- ستكون الفرق الثلاث مسؤولة عن الأمن الداخليّ والدفاع الإقليميّ في مناطق الشمال الشرقي، ولن يُسمح لأيّ ألوية أو وحدات أخرى من الجيش السوريّ بالدخول إلى هذه المناطق.
- سيتم دمج مقاتلين من "قسد" داخل ألوية خاصّة ضمن هيكل وزارة الدفاع تحت اسم "قسم مكافحة الإرهاب"، وستعمل هذه الألوية الجديدة في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط في الشمال الشرقي، وهو ما يعكس محاولة لبناء شراكة أمنيّة جديدة بين دمشق و"قسد".
- اعتماد تسمية جديدة لـ"قسد" تكون مقبولة رسميًّا لتصبح جزءًا من الهيكل العسكريّ.
- التغيير سيقتصر على الأسماء فقط، دون تغيير في البنية التنظيميّة أو المهامّ الحاليّة للقوّات.
- طالبت دمشق بأن يكون لها الحقّ الحصريّ بالتفاوض مع "قوّات التحالف الدولي" في سوريا. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· كشفت مصادر مطلعة، أن أمريكا لا تزال تتعاطى بحذر مع ملف التعاون مع الحكومة السورية في مجال مكافحة "الإرهاب"، مشيرةً إلى وجود مخاوف من تسريبات أمنية في حال إشراك عناصر أجانب أو مقرّبين منهم في أي عمليات ضد تنظيم "داعش". وأوضحت المصادر أنّه لا يزال هناك تيار داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية يفضّل إبقاء الملف بيد "قسد" حتى بعد دمجها ضمن وزارة الدفاع. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشف مسؤول بارز في وزارة الخارجية العراقية، عن لقاءات غير معلنة بين مسؤولين أمنيين عراقيين ونظرائهم السوريين، معنيين بملفات الإرهاب والحدود ومكافحة المخدرات، مُشيرًا إلى دخول البلدين مرحلة تنسيق وتعاون أمني بدعم من قوات التحالف. (صحيفة العربي الجديد)
· أفاد مسؤولون أتراك بأن أنقرة تخطط لتزويد سوريا بمعدات عسكرية تشمل مدرعات ومسيرات ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي، على أن تُنشر في شمال سوريا لتجنب إثارة التوتر مع إسرائيل في الجنوب. وفي المقابل، تعتزم أنقرة إبرام اتفاق يسمح باستهداف المقاتلين الأكراد بعمق 30 كيلو متر داخل الأراضي السورية بدلًا من 5 كيلومترات حاليًا. (وكالة بلومبيرج)
· أفادت مصادر روسيّة مطلعة بأنّ موسكو حصلت على موقف رسمي من الرئيس السوري، أحمد الشرع، حول وجود قواعدها في سوريا، مُشيرةً إلى أنّ "الشرع" طلب استمرار الدعم الروسي الذي كان قائمًا للنظام السابق، ومساعدات بالنفط والقمح والسلاح ولعب دور مع "إسرائيل" لوقف هجماتها على سوريا، ونشر دوريات في الجنوب السوري. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وفدا رفيع المستوى من الخارجية السورية، وصل إلى مدينة بون الألمانية لبحث قضية عودة نحو مليون لاجئ إلى بلادهم، في وقت تؤكد فيه الغالبية الساحقة من هؤلاء اللاجئين رفضهم العودة وتمسكهم بالبقاء في أوروبا. (موقع عربي 21)
· أصدرت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، وثيقة مضامين ومبادئ عامة تعبر عن رؤية الجماعة لشكل ومستقبل الدولة السورية المتوخاة، والتي رأت أنها يجب أن تكون "ديمقراطية وتقوم على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة"، وتؤكد "حرية الاعتقاد" وحق تشكيل الأحزاب، وذلك تحت عنوان "العيش المشترك في سوريا". (صحيفة العربي الجديد)
الملف اللبناني:
· أشارت معلومات إلى أن "إسرائيل" أكدت للأمريكيين أنّ سياسة الاستهداف الجوي اليومي في لبنان وسوريا مستمرة ولفترة طويلة وغير محدّدة. (موقع لبنان 24)
· كشف رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أن الموفد الأميركي، توماس براك، أبلغ لبنان بأن "إسرائيل" رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يُستهل بوقف العمليات "الإسرائيلية" لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب "إسرائيلي" من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية. وفي المقابل، أصر لبنان على المفاوضات غير المباشرة ورفض تشكيل أي لجنة جديدة، كما رفض إضافة أشخاص مدنيين إلى الأعضاء العسكريين في اللجنة، مع قبول ضم تقنيين مدنيين وليس أكثر. (موقع لبنان 24)
· كشف أوساط دبلوماسية غربية عن لائحة عقوبات أميركية جديدة ستصدر قريبًا وتطال كل من قدم الدعم والمساعدة لحزب الله في الداخل والخارج. (وكالة الأنباء المركزية، لبنان)
· عُلم أنّ شركات مالية تُقفِل حسابات لبنانيِّين بسبب نشاطات تبرّعات أو دعم أو تمويل، لاعتقادها أنّها قد تتعرّض إلى عقوبات خارجية في حال عبرت الأموال لتصل إلى إعادة الإعمار قبل القرار السياسي. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· كشفت معلومات أن السلطات الإماراتية ترفع تقارير دورية تتعلق بأملاك اللبنانيين المقيمين فيها، ولا سيما أولئك الذين يُعتقد، وفق التصنيف الأميركي، أنهم يدعمون "حزب الله" أو يتعاملون معه بصورة غير مباشرة. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر متابعة أن دولًا أوروبية وغربية أبلغت عددًا من المنظمات المدنية العاملة في لبنان بتوخي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة وعدم التنقل إلا للضرورات القصوى. (صحيفة نداء الوطن، لبنان)
· أفادت معلومات بأن عددًا كبيرًا من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت غادروها خلال الأيام الماضية، ولجؤوا إلى مناطق يعتبرونها أكثر أمانًا. (موقع ليبانون فايلز)
الملف الفلسطيني:
· تعمل الجهات المصرية على إعداد تصوّر لمرحلة الإعمار يركّز على ملفَّي التعليم والصحة في المقام الأول، إلى جانب مشاريع حيوية أخرى، وسط تقديرات ببدء العمل في المناطق التي يسهل الوصول إليها، والبعيدة من سيطرة حماس. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" أن "تل أبيب" طلبت من واشنطن عدم بدء إعادة إعمار غزة قبل إظهار حماس استعدادها لنزع سلاحها، مشيرة إلى أن "إسرائيل" ترغب في إغلاق كل الأنفاق بإشرافها حتى تلك الواقعة خارج مناطق سيطرتها الحالية، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية تريد البدء بنموذج تجريبي بشأن الأنفاق في رفح، و"إسرائيل" وافقت على ذلك. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بانتهاء التحضيرات لنقل أول 1000 شرطي فلسطيني إلى قطاع غزة، أنهوا تدريبهم في مراكز القوات المصرية. (موقع عرب 48)
· أفادت مصادر مطلعة بأن القاهرة تشترط للمشاركة في أي قوة دولية في غزة وجود توافق دولي على القوة، والرفض المطلق لوجود قوات "إسرائيلية" إلى جانب تلك القوة، وعدم الانخراط في قوة دولية يكون هدفها تدمير بنية المقاومة الفلسطينية أو الاشتباك معها نيابةً عن الاحتلال. بالتوازي، أشارت المصادر إلى أن قائمة الدول المرشحة للمشاركة في القوة الدولية تشمل مصر وأذربيجان وقطر والأردن وإندونيسيا والإمارات والمغرب (التي ما زالت مترددة تحت ضغط أميركي متزايد)، فضلا عن وجود مناقشات للمساهمة من قبل باكستان وأستراليا وماليزيا وكندا. (صحيفة الأخبار، لبنان)
ملف الكيان الاسرائيلي:
· أفادت القناة 12 العبرية بأن "نتنياهو" حدد للوفد الأمريكي برئاسة نائب الرئيس، جان فانس، ثلاثة "خطوط حمراء" لا ينوي التراجع عنها، بخصوص غزة، وهي: الرفض القاطع لوجود أي قوات تركية داخل القطاع، عدم السماح لحركة حماس بأي دور في إدارة القطاع بعد الحرب، وبقاء القوات "الإسرائيلية" داخل غزة حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· ذكرت القناة 12 العبرية بأن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" حذرت من أن الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع الجانب السياسي من الخطة قد تتعارض مع مصالح "إسرائيل" الأمنية، مشيرة إلى أن الخطة الأمريكية قد تقيد حرية الجيش "الإسرائيلي" في تحديد خطوط انتشاره وتعليمات إطلاق النار وآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. (موقع عربي 21)
· أفادت وسائل إعلام عبرية بأن "فرقة الجليل" تلقت تعليمات للعمل في منطقة واسعة على طول الحدود مع لبنان وقد تمتد إلى العمق اللبناني لبضعة كيلومترات، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية تُحاكي إقدام الجيش"الإسرائيلي" على تنفيذ مداهمات لمخازن أسلحة تحت أرضية. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولين في ميناء إيلات أجروا خلال الأيام الأخيرة اتصالات مع السفارة الأميركية في تل أبيب، طالبين إدراج قضية قناة السويس وحرية الملاحة بالاتفاقيات الموقعة تحت رعاية الرئيس"ترامب"، كما وجّهت إدارة الميناء نداءً إلى الحكومة المصرية، بصفتها مالكة قناة السويس، للضغط على الحوثيين ورفع الحصار المفروض فعليًا على القناة. (موقع الجزيرة نت)
· أعلنت قناة "كان" العبرية الرسمية أن دولة الإمارات اشترت قطعة أرض داخل "إسرائيل" بهدف بناء سفارة دائمة لها، في صفقة تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات. (موقع عرب 48)
· وجّهت سلطة الطيران المدني "الإسرائيلية" رسالة رسمية إلى نظيرتها العُمانية لإعادة السماح للطائرات "الإسرائيلية" بالتحليق في أجواء السلطنة بعد عامين من المنع. (موقع عرب 48)
· صادقت اللجنة الوزارية "الإسرائيلية" للتشريع على تصنيف المنظمات الإجراميّة كمنظمات "إرهابية"، واستخدام أدوات أمنيّة، واقتصاديّة، واستخباراتيّة، ضدّ هذه العناصر. (موقع عرب 48)
الملف الدولي:
· كشفت وزارة الدفاع البريطانية بأن عددًا صغيرًا من ضباط التخطيط البريطانيين انضموا إلى" مركز التنسيق المدني – العسكري" في "إسرائيل"، بما في ذلك ضابط برتبة كبيرة يشغل منصب نائب قائد. (موقع عربي 21)
· أظهر استطلاع لـ"رويترز/ إبسوس"، أن 80% من الديمقراطيين و41% من الجمهوريين، يعتقدون أن على الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية. (موقع الجزيرة نت)
· كشف موقع "كالكاليست" العبري، أنّ بنك ساباديل، رابع أكبر بنك في إسبانيا، اتخذ إجراءات صارمة وغير مسبوقة ضد العملاء "الإسرائيليين" المقيمين في البلاد، حيث طلب منهم توقيع نموذج إقرار يتعهدون فيه بعدم ممارسة الأعمال التجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك استيراد أو تصدير السلع، وذلك تحت طائلة عدم الإفراج عن أموالهم. (موقع عربي 21)
· أفادت قناة "سي بي سي" الكندية في تحقيق وثائقي عن تورط جمعيات خيرية في كندا في دعم الجيش "الإسرائيلي" والاستيطان في الضفة المحتلة، حيث تم تحويل أكثر من 4 ملايين دولار كندي (2.92 مليون دولار أمريكي) إلى جمعيات استيطانية.
ثانيًا: تحليلات وتقديرات:
· رأى الباحث والمحلل السياسي، وليد صافي، أن الجيش "الإسرائيلي" يتجه نحو تطبيق نموذج مشابه لما فرضه في الجنوب اللبناني بعد 2024، دون أن يعني استنساخ نموذج لبنان في غزّة بالضرورة العودة إلى احتلال شامل، بل فرض واقع أمنيّ طويل الأمد تتحكّم فيه "إسرائيل" مباشرة عبر "منطقة حزام أمنيّ" تُدار بآليّات أمنيّة واقتصاديّة محدّدة. ويقوم هذا النموذج على ركائز ثلاث:
1. الردع الوقائيّ: أي ضرب أيّ بنية عسكريّة قبل اكتمالها، تماماً كما جرى مع "قوة الرضوان" في الجنوب اللبناني.
2. التحكّم الديمغرافيّ والاقتصاديّ: من خلال إبقاء السكّان في حالة اعتماد على المساعدات المشروطة أمنيّاً.
3. فصل القيادة عن القاعدة الاجتماعيّة: عبر استهداف شبكات حماس العسكريّة والماليّة، كما فُعل مع "القرض الحسن" في لبنان.
ولفت "صافي" إلى أن عدّة دراسات تشير إلى أنّ “النماذج الأمنيّة التي تعتمد "الوجود الوقائيّ" تنجح مؤقّتاً في تحقيق الاستقرار، لكنّها تفشل في بناء منظومة سياسيّة مستدامة، لأنّها تغفل العامل الهويّاتيّ والمجتمعيّ الذي يعيد إنتاج المقاومة بأشكال جديدة، مشيرًا إلى أن تجربة لبنان أظهرت أنّ سياسة "الترويض الأمنيّ" أدّت إلى تعميق انقسام المجتمع، لكنّها لم تُلغِ فكرة المقاومة عند "حزب الله" وجمهوره، بل أعاد التمسّك بها ضمن أطر متعدّدة، فبات قادراً على العودة تدريجاً إلى الساحة. وأشار إلى أنه من الممكن أن يحوّل الإشرافُ الأمنيّ الإسرائيليّ المباشر على القطاع، مع الاحتفاظ بمنطقة عازلة، غزّةَ إلى نسخة محدثة من الجنوب اللبناني في التسعينيّات، مع مراقبة دوليّة محدودة، وتدخّل أميركي مباشر في إعادة الإعمار والإشراف على الترتيبات الأمنيّة.
وخلص إلى أن تحليل النموذجَين اللبنانيّ والغزّيّ يظهر أنّ إسرائيل تتّجه نحو إعادة تعريف مفهوم "الأمن" من الدفاع عن الحدود إلى إدارة المجتمعات المعادية عبر أدوات عسكريّة واقتصاديّة طويلة المدى. غير أنّ هذا المسار قد يقدّم لإسرائيل حلولاً ذات طابع تكتيكيّ، لكنّه لا يقدّم حلّاً استراتيجيّاً مستداماً. من جهة أخرى، يكرّس التمسّك بنموذج لبنان واستنساخه في غزّة واقعاً جديداً قد يعيد إنتاج المقاومة تحت أشكال مختلفة، ويعطي إيران مزيداً من الذرائع للتمسّك بعقيدة "الأذرع الإقليمية"، وبالتالي يمنع قيام سلطة وطنيّة مستقلّة في غزّة، ويعطّل خطّة الدولة اللبنانية الهادفة إلى حصر السلاح في أيدي قوّاتها الشرعيّة. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· رأت دراسة أمنية استشرافية أن احتمالات نجاح نزع سلاح حماس منخفضة في المدى القريب واضعة ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل هذا الملف من خلال فحص وتحليل كافة التصريحات والتحليلات الإعلامية الصادرة حتى الآن، وذلك وفق التالي:
- السيناريو الأول: الأكثر تفاؤلا، ويتمثل في بدء التفاوض على اتفاق جديد مع بدء التفاوض على المرحلة الثانية من خطة ترامب، يفضي إلى تسليم جزء من الأسلحة تحت إشراف لجنة دولية مشتركة وبضمانات متبادلة. وهو سيناريو لا تتجاوز نسب تحقيقه 10 إلى 15%.
- السيناريو الثاني: الأرجح في المدى القريب، ويتمحور حول تسوية مؤقتة تبقي على التوازن الحالي، بحيث تتعهد حماس بعدم استخدام السلاح الثقيل، مع بقاء قدرات دفاعية محدودة. وذلك بتسليم فئات محددة من الأسلحة، كالصواريخ والذخائر الثقيلة. ويمكن تقدير فرص نجاح هذا النمط الجزئي بنحو 40 إلى 50%.
- السيناريو الثالث: الأكثر تشاؤما، ويتمثل في انهيار مراحل المفاوضات التالية، سواء بسبب الانقسامات داخل الحركة أو رفض متبادل للشروط، ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من العنف وتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر، مع مزيد من الدمار وتراجع ثقة المجتمع الدولي في آليات الوساطة. ويظل هذا السيناريو قائما بنسبة تقارب 30 إلى 40%.
وخلصت الدراسة إلى أن مجرد طرح فكرة نزع السلاح على طاولة المفاوضات لأول مرة بهذا الشكل يعكس تحولًا مهما في المشهد الإقليمي والدولي، إذ لم يعد السلاح بحد ذاته هو القضية الوحيدة، بل أصبح جزءا من رؤية أشمل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني تحت مظلة عربية ودولية. (المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الامارات)
· رأت دراسة أمنية أوروبية أن الموقف الأوروبي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعكس محاولة الاتحاد لاستعادة دوره كفاعل سياسي وإنساني مؤثر في الشرق الأوسط بعد أن هيمنت واشنطن على مسار التفاوض. فالسعي لإعادة نشر بعثة الاتحاد الأوروبي في معبر رفح وتكثيف التعاون مع الدول الإقليمية مثل مصر وتركيا وقطر يشير إلى تحرك دبلوماسي أوسع لإعادة بناء الثقة وإعادة رسم أدوار الوساطة الإقليمية.
وأوضحت الدراسة أنه في المستقبل، يُتوقع أن يسعى الاتحاد الأوروبي لتوظيف أدواته الاقتصادية والتعليمية، مثل برامج المساعدات وفي إطار دبلوماسية ناعمة تهدف إلى تثبيت حل الدولتين وتحقيق الاستقرار في غزة، لكن نجاح هذه المقاربة مرهون بقدرة بروكسل على تجاوز الانقسامات الداخلية وإقناع واشنطن بمنحها مساحة أكبر في إدارة الملف الفلسطيني. (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا)
· أشار رئيس مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، إلى أن قطر وتركيا تنافسان "إسرائيل" وتسعيان إلى "فرض وقائع على الأرض وترسيخ سريع لوضع جديد في غزة لا يستجيب إلى كافة مطالب إسرائيل، خاصة بشأن حماس، من خلال محاولة جذب ترامب إلى جانبهما، وتقليص دعمه لنتنياهو". واعتبر ميلشتاين أن "مصر تحاول أن تكون في موازاة المجهود القطري – التركي بواسطة تسريع الاتصالات من أجل تشكيل حكم بديل جديد في القطاع، تأمل القاهرة أن يكون خاضعا لتأثيرها، وتكون له علاقة بالسلطة الفلسطينية وبلا حماس، والتعهد بنزع سلاح الفصائل. وتسعى القاهرة إلى أن تقود إعادة الإعمار المدني في غزة، الأمر الذي سيحسن الاقتصاد المصري".
وأوضح "ميلشتاين" أن السعودية والإمارات ستكونان في "هامش" مستقبل القطاع، معتبرًا أن "انسحاب هاتين الدولتين عن ضلوعهما في بلورة اليوم التالي في القطاع سيُبقي لقطر وتركيا حيز عمل مريح، وسيخدم مصلحة حماس بالطبع. (موقع عربي 21)
· رأى المحلل السياسي الأردني، محمد أبو رمان، بأن هناك مسارين رئيسيين محتملين لمستقبل حماس في القطاع:
1. المسار الأول، يتمثل في الرغبة الإسرائيلية، وربما الإقليمية، في إقصاء "حماس" بالكامل عن أي وجود أو تمثيل أو دور سياسي، والعمل على إخراج من تبقّوا من قياداتها إلى خارج غزّة، وإقامة نظام جديد خالٍ من أي حضور عسكري أو سياسي للحركة.
2. المسار الثاني، يقوم على أن تتخلّى "حماس" فعليّاً عن الحكم والسيطرة العسكرية والسياسية، وأن تسلّم ما تبقى من سلاحها، لكنها تحافظ على وجودها السياسي والاجتماعي والثقافي من خلال إطار حزبي جديد. وقد كان هذا الطرح متداولاً في الأوساط الدبلوماسية العربية في أثناء إعداد الخطة العربية لإعمار غزّة (رفضها البيت الأبيض آنذاك)، ويقوم على فكرة تحول "حماس" إلى حزب سياسي مدني. وتفترض هذه الرؤية أن أفضل طريقة للتعامل مع "حماس" إيجاد مساحات آمنة جديدة لقياداتها وأعضائها وقواعدها الاجتماعية، ومنحها تمثيلاً سياسيّاً في المرحلة المقبلة، لأنّ اختفاءها المفاجئ أو تلاشيها ببساطة مع نهاية الحرب أمر غير واقعي. (صحيفة العربي الجديد)
· رأى محللون ومراقبون أن الضربات "الإسرائيلية" لأهداف في الجنوب ومناطق أخرى في الداخل اللبناني بالتوازي مع السيطرة على نقاط حدودية معينة، تمهد لإعادة ترسيم المناطق وفق معايير جغرافية - أمنية جديدة، قد تفضي إلى تقسيم الجنوب إلى 3 مناطق أمنية، وفق ما يلي:
- المنطقة (أ) تمتد بضعة كيلومترات من الحدود، وتكون بمثابة منطقة عازلة، لا سكان فيها عمليًا ولا إعمار للقرى. ويطرح الأميركيون بناء "منطقة ترامب الاقتصادية" هناك. وهذه المنطقة لا يكون فيها حضور فعلي للسلطة اللبنانية، بل سيطرة كاملة للقوة المتعددة الجنسيات الأوروبية والأميركية الآتية بعد رحيل قوات "اليونيفيل" في غضون عام.
- المنطقة (ب) تمتد من حدود المنطقة العازلة إلى مجرى نهر الليطاني، وفيها يعود الأهالي إلى قراهم، لكن حدود السلطة اللبنانية هناك تبقى ضيّقة، لصالح القوة المتعددة الجنسيات.
- المنطقة (ج) تقع بين الليطاني ومجرى نهر الأولي، وفيها تمارس السلطة اللبنانية مقداراً واسعاً من النفوذ والتحكّم. ولكن، على الأرجح، سيكون محظورًا وجود سلاح ثقيل فيها، أو تحليق مقاتلات من سلاح الجو اللبناني (إذا وُجد) فوقها. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· رأى المحلل السياسي، حسين خليفة، أنه لا يمكن فصل المناورات "الإسرائيلية" الموسّعة الجارية على الحدود مع لبنان عن محاولات "إسرائيل" تثبيت واقع ميداني جديد على طول الحدود، مشيراً إلى أنها تسعى، من خلال هذا التصعيد الميداني، إلى توجيه رسالة مزدوجة: الأولى داخلية إلى جمهورها بأنها لا تزال قادرة على المبادرة والتحكم بالحدود الشمالية، والثانية إلى لبنان والمجتمع الدولي، مفادها أن اتفاق غزة لن ينسحب على الجنوب اللبناني، وأنها لن تقبل بترتيبات تُكرّس معادلة "حزب الله" كقوة أمر واقع. (موقع لبنان 24)
· فنّد مصدرٌ دبلوماسي روسي الأسباب التي تجعل روسيا لاعبًا أساسيًّا في منعِ تقسيم سوريا كما يلي:
- تتمتّع روسيا بعلاقةٍ جيّدة مع أبناء الطّائفة الدّرزيّة في جنوب سوريا، خاصةً بعدما عمِلَت طوال العاميْن الأخيرَيْن من عمرِ "نظام الأسد" على كبحِ جماحه عن اقتحامِ محافظة السّويداء بعد التظاهرات التي خرجَت ضدّ النّظام حينذاك.
- تتمتّع روسيا بعلاقاتٍ جيّدة مع أبناء الجنوب السّوريّ من السّنّة انطلاقًا من تجربة "المصالحات" التي كانت أثناء "حكم الأسد".
- تستطيع روسيا عبر علاقاتها مع أبناء الطّائفةِ العلويّة منع أيّ تكرارٍ لسيناريو السّويداء في السّاحل السّوريّ.
- تستطيع روسيا أن تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على وحدة الأراضي السّورية، خاصةً أنّ أكثر القيادات الأمنيّة والعسكريّة الأساسيّة "لنّظام الأسد" تُقيم في روسيا.
- لا تزال روسيا تتمتّع بعلاقات متينةٍ مع كثيرٍ من الفصائل الكُرديّة المنضوية تحت لواء "قوّات سورية الدّيمقراطيّة" المُنتشرة في شماليّ شرق سوريا.
- بإمكان روسيا توسيع انتشارِ جنودها، خصوصًا من خلال تسيير دوريّات في جنوب سوريا، فتحدّ من حركة الطّائرات "الإسرائيليّة". إذ إنّ تل أبيب وإن كانَ يُحتَملُ أن تقع في مواجهة محدودة مع تركيا، لكنّها قطعًا لا ترغب بأيّ مواجهةٍ مع روسيا. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· رأت دراسة تحليلية أن انهيار النظام الإيراني سيحمل مزيجًا معقدًا من التأثيرات السلبية والإيجابية المحتملة على مسار القضية الفلسطينية.
أولًا: التهديدات المباشرة:
- ستفقد الفصائل الفلسطينية الداعم الإقليمي الأبرز لبرامج تطوير قدراتها الصاروخية والتقنية، كما سيتراجع الدعم اللوجستي القادم من شبكات حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن. وهذا سيحد من قدرة المقاومة على إعادة بناء قوتها بعد حرب غزة الأخيرة.
- سيُقدَّم انهيار إيران كنموذج رادع لأي قوة تفكر في تحدي التفوق العسكري "الإسرائيلي"، ومع انكفاء قوى الإقليم الكبرى نحو الداخل، سوف تتزايد الضغوط والإغراءات الدولية لدمج "إسرائيل" في ترتيبات الأمن والاقتصاد الإقليمية من موقع متفوق، ما يعمّق تهميش القضية الفلسطينية ويحوّلها تدريجيًا إلى ملف إنساني أكثر منه سياسي.
ثانيًا: الفرص المحتملة:
- من غير المرجّح أن ينهار النظام الإيراني فورًا وبصورة كاملة؛ وخلال تلك المرحلة، قد تسعى طهران لتعويض خسائرها عبر تصعيد مباشر ضد "إسرائيل" وعبر وكلائها، ما يتيح للمقاومة الفلسطينية إعادة بناء خطوط الإمداد والتسليح وربما تلقي قدرات نوعية جديدة.
- استهداف إسقاط الإيراني سيكون معركة إقليمية مفتوحة، وستكون جبهات مثل لبنان والعراق واليمن حاضرة فيها بصورة مباشرة، فضلًا عن احتمالات استخدام جبهة سوريا التي تظل هشة وغير محصنة، أي إن تفكك إيران لا يعني نهاية مباشرة لمحور المقاومة، بل تحوّله إلى شبكات لا مركزية قد يصعب احتواؤها. وليس من المؤكد أن "إسرائيل" سوف تتحمل استنزافًا طويلًا على عدة جبهات وهو ما قد يمثل فرصة للمقاومة الفلسطينية، خاصة إذا نتج عن تشتت الجهد "الإسرائيلي" تراجع القبضة العسكرية على الضفة الغربية مثلًا. (موقع أسباب الاستراتيجي)
ثالثًا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة:
· تتجه ترتيبات اليوم التالي في غزة إلى نموذج إدارة أمنية ممتدة، تتمثل ملامحها الرئيسية في سلطة تكنوقراط فوق الأرض ومراقبة دولية محدودة، مقابل صمت أو تجميد للسلاح جزئي، ومواصلة تحييد الأنفاق تدريجيا. يرسّخ هذا واقعًا انتقالياً لا يبلغ نزع السلاح الكامل، ولا يحقق الانسحاب الكامل، لكنه يسمح ببدء إعمار مشروط أمنيًا، ويُبقي انسحابات الاحتلال مجزأة ومرتبطة بمؤشرات ميدانية. وستوظف الولايات المتحدة و"إسرائيل" اقتصاد المساعدات وإعادة الإعمار كأداة ضبط سياسي وأمني واجتماعي.
· تتمسك القاهرة بدور الشريك في هندسة الترتيبات الأمنية على الحدود، وليس مجرد "ضامن" بالمعنى الذي يريده الاحتلال. وعلى الأرجح مازالت مبررات التوتر بين الجانبين قائمة، لكنّ التدخل الأمريكي مؤخرا بما حمله من ضمانات يسهم في تحسين قنوات التواصل مع تل أبيب. وفي نهاية المطاف، مازال من المرجح أن تؤدي الضرورات الأمنية للجانبين إلى التوصل لاتفاق واسع بخصوص الحدود، لكنّ التباينات حول قضايا مثل التهجير وحل الدولتين وضم الضفة الغربية ستظل تثير موجات من التوتر في العلاقات الدبلوماسية.
· سعي الأردن للتموضع كذراعٍ شرطي–مدني للقطاع، يبدو كمحاولة لاستنساخ دوره الأمني في الضفة الغربية وبالتالي تعزيز أهميته كشريك أمني للاحتلال. لكنّ هذه الشراكة مازالت تواجه اختباراً حقيقياً يرتبط بمخططات ضم الضفة الغربية والتي ليس من المتوقع أن تتخلى عنها حكومة الاحتلال حتى في ظل ضمانات ترامب المعلنة.
· على جبهة لبنان، تتقدم تل أبيب نحو خرائط أمنية جديدة (مناطق عازلة/مقيدة) مع حديث عن قوة متعددة الجنسيات غربية البصمة. قد يعكس هذا أن الخيار الراهن هو تثبيت جيوب أمنية خاضعة للرقابة الدقيقة، ما يعني تقليل احتمالات الحرب الشاملة، خاصة مع التركيز على إجراءات الحصار المالي واللوجيستي. لكن مازال من المبكر افتراض أن هذا الخيار بات بديلا دائما عن خيار توجيه ضربة عسكرية أخرى للحزب.
· لا تنفصل إجراءات العراق العازلة للحدود مع سوريا عن مجمل الترتيبات الأمنية الإقليمية التي تستهدف قطع خطوط الإمداد اللوجيستي لمحور وكلاء إيران. ولا شك أن هذه الخطوة ترضي واشنطن وتضغط على الفصائل العابرة للحدود، لكن بالنظر إلى نفوذ تلك الفصائل الواسع في الأجهزة الأمنية، وسيطرتها بالفعل على جغرافيا حدودية واسعة، فليس من المرجح أن تمنع هذه الإجراءات فرص مواصلة الإمداد أو إمكانية اختراق الحدود.
يوحي فتح المجال لوساطة قطرية بين الولايات المتحدة وإيران بأن واشنطن ليست في عجلة من أمرها لحسم هذا المسار. المؤكد أن طهران تريد كسب مزيد من الوقت بهدف ترميم نقاط ضعفها بصورة معقولة والاستعداد بتهيئة وكلائها خاصة حزب الله. لكنّ لعبة كسب الوقت ثبت أنها غير مضمونة في المفاوضات السابقة التي أفضت إلى حرب الـ12 يوما. من جهة أخرى، فإن منطق واستراتيجية التفاوض مازال مختلف عليه، حيث تتمسك واشنطن بصفقة واحدة شاملة: رفع العقوبات مقابل ملفات التخصيب والصواريخ ودعم الوكلاء، بينما تصر طهران على تجزئة الملفات.