تطورات الأجهزة الأمنية
أجرى مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى في طهران شملت قائد الحرس الثوري، اللواء محمد باكبور، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء عبد الرحيم موسوي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، ورئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، وقد ركّزت اللقاءات على تفعيل اتفاقية أمن الحدود الموقعة في مارس/ آذار 2023، والتي تُلزم بغداد بنزع سلاح الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة المتمركزة في شمال العراق، ونقلها بعيدًا عن الشريط الحدودي مع إيران.
بالمقابل، بحث قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال اسماعيل قاآني، في بغداد مع عدد من قادة "الإطار التنسيقي"، وبعض الفصائل المسلحة، ضرورة تجنب أي خطوات قد تفسر على أنها تصعيد أو تهديد للاستقرار الداخلي، بينما عُقدت لقاءات غير معلنة بين مسؤولين أمنيين عراقيين ونظرائهم السوريين لبحث ملف الحدود والتعاون الأمني وملاحقة خلايا تنظيم "داعش".
بدورها، جددت وزارة الحرب الأميركية التزامها بتقليص مهمتها العسكرية في العراق وفقًا لما جرى الاتفاق عليه العام الماضي، في حين أعلنت وزارة الدفاع عن تسلّم جميع طائرات "بيل 505" الأميركية ضمن صفقة ضمّت 15 طائرة وصلت العراق على دفعتين، مع توقع وصول 6 طائرات بينها اثنتان من نوع "كاراكال" فرنسية الصنع، قبل نهاية العام الحالي، كما كثفت الوزارة في الآونة الأخيرة اتصالاتها مع باكستان لاستقدام أحدث رادار باكستاني من طراز "AM-350S" والذي يتميز بمدى مراقبة جوية يصل إلى 350 كيلومترًا.
وعلى صعيد آخر، كُلف "اللواء مكّي الخيكاني" مساعدًا لوكيل الداخلية لشؤون النجدة، وذلك ضمن سلسلة تغييرات في تهدف إلى تطوير العمل في الأجهزة الأمنية.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· حذّر تقرير للاتحاد الأوروبي من أن الوضع الأمني في العراق لا يزال هشًا في بعض المناطق مع استمرار الهجمات المتقطعة من فلول تنظيم "داعش" في محافظات "نينوى" و"كركوك" و"ديالى" و"صلاح الدين".
· أجرت قوات حرس الحدود العراقية عرضًا عسكريًا على الحدود مع سوريا، في المكان الذي عبر منه تنظيم "داعش" إلى العراق عام 2014، وذلك بمشاركة 300 عربة مدرعة ومئات الجنود.
· شددت وحدات الجيش العراقي إجراءاتها الأمنية على الحدود مع سوريا، حيث تمّ حفر خنادق ونصب أبراج ووحدات مراقبة وكاميرات حرارية، توازيًا مع استمرار عمليات بناء السور الإسمنتي الضخم على طول الحدود.
· رفضت الحكومة العراقية طلبات بإعادة فتح معبر "ربيعة" بين محافظتَي "نينوى" العراقية والحسكة السورية، بسبب استمرار خضوعه لسيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد).
· أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أنّها أعادت عشرات العائلات العراقية من مخيّم "الهول" في محافظة الحسكة السورية، وذلك من ضمن الدفعة الـ29 في إطار برنامج الوزارة لإعادة المواطنين من المخيّم إلى الوطن.
· أطلق الحشد الشعبي حملة اعتقالات واسعة ضد ما أسماهم "تنظيمات حزب البعث المنحل"، البيان الصادر عن الحشد لم يحدد المناطق التي تم فيها عمليات الاعتقال.
· أعلن حزب "العمال الكردستاني" عن سحب جميع قواته من تركيا ونقلها إلى شمال العراق.
· أعلنت وزارة الدفاع العراقية، بالتعاون مع "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" تبادل رفات لـ 70 جندي عراقي و48 جندي إيراني سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية.
· حّل جواز السفر العراقي في المركز 104 من أصل 106 عالميًا في التصنيف الأخير وهو يسمح لحامله بدخول 29 وجهة فقط من دون تأشيرة مسبقة.
· شددت وزارة الخزانة الأمريكية من رقابتها على القطاع المالي العراقي بشقيه الحكومي والخاص لضمان منع استفادة إيران أو أطراف تابعة لها، من النظام المالي العراقي، وقد باتت جميع التحويلات المالية من العراق للخارج تمر عبر بنوك وسيطة في الأردن والإمارات، ضمن إجراءات الرقابة الأمريكية الحالية.
· أعلن مجلس القضاء الأعلى أن عدد المفرج عنهم من السجون ومراكز التوقيف منذ بدء تنفيذ تعديل قانون العفو العام قد بلغ 35 ألفًا و203 سجينًا.
· أصدرت محكمة جنايات النجف حكمًا بالإعدام بحق شاب سوري بسبب صور ومقاطع قديمة كانت موجودة في هاتفه تُظهر الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع ومقاطع من الحرب السورية.
أبرز الأحداث الأمنية
· أوقفت مديرية الاستخبارات العسكرية 10 عناصر من تنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من البلاد، فيما تم تدمير مقر للتنظيم في "وادي الشاي" بمحافظة "كركوك" بضربة جوية.
· أوقفت السلطات الأمنية عشرات المطلوبين في محافظات "بابل" و"كركوك"و"ديالى" و"بغداد" وضبطت أسلحة وعتاد، كما أوقفت 25 أجنبيًا حاولوا دخول البلاد بطريقة غير قانونية.
· أعلنت وزارة الداخلية أنها أوقفت أكثر من 100 شبكة تهريب واستغلال بشرية.
· سلمت وزارة الداخلية العراقية الشرطة السويدية، زعيم عصابة خطير جدًا مطلوب بقضايا قتل ومخدرات وتجارة الأسلحة.
· فكّك جهاز "الأمن الوطني" عبر عمليات نوعية دقيقة امتدت لثلاثة أشهر خلايا لمروجي "حزب البعث" في 14 محافظة مرتبطة بجهات خارجية ، تم خلالها اعتقال 135 متّهمًا.
· حرّر جهاز" المخابرات الوطني" 5 مواطنين عراقيين تعرضوا لعملية اختطاف في إحدى دول الجوار، نفذتها عصابة دولية من جنسيات متعددة.
· قُتل شرطي وأُصيب 3 آخرون بانفجار داخل مقر لشرطة الطاقة جنوب بغداد، ناجم عن تسرب غاز أثناء أعمال الصيانة.
· أُصيب 3 من عناصر من "حشد الأنبار" إثر انفجارين أثناء تنفيذ عملية في مناطق "الجزيرة" بالصحراء بين محافظتي "الأنبار" و"صلاح الدين".
· انفجرت عبوة ناسفة وضعت تحت سيارة عضو مجلس محافظة بغداد "صفاء المشهداني" المرشح للانتخابات النيابية القادمة ضمن قضاء "الطارمية"(محافظة بغداد)، أدّت لاستشهاده وإصابة 4 آخرين بجروح.
· قُتل شخص وأُصيب 3 آخرون في خلاف عشائري مسلّح في منطقة "الجنينة" بمحافظة "البصرة"، كما قُتل في نزاعات مسلحة شخص في قضاء "الميمونة" في محافظة "ميسان"، فيما أُصيب 6 أشخاص في قضاء "سيد دخيل"(محافظة ذي قار)، وأصيب 3 أشخاص بجروح في بغداد.
· دخل رتل عسكري أمريكي ضخم إلى بغداد عبر حاجز الصقور غربي العاصمة ضمَّ أكثر من 50 عربة عسكرية بينها مدرعات وكاسحات ألغام، بالإضافة إلى معدات لوجستية وتجهيزات عسكرية.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· رغم الالتزام الأمريكي بخطة تقليص التواجد، من المرجح أن يستمر العراق كساحة صراع أمريكي إيراني، وستركز واشنطن على الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والعقوبات والعمليات الأمنية لحصار ما تعتبره نفوذ إيران، بينما ستواصل طهران ووكلاؤها في الأجل القريب سياسة احتواء الاستهداف وتجنب تصعيد المواجهة ضد واشنطن.
· تواصل إيران النظر إلى تهديد المعارضة الكردية في العراق كأولوية أمنية في ظل احتمالات تجدد استهداف النظام الإيراني من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وهو ما قد يخلق فراغات أمنية تستغلها الجماعات الانفصالية. ومع تقدم إجراءات المصالحة الكردية في تركيا، فإن إيران قد تتخوف من تحول التركيز الاستهداف الكردي في شمال العراق إلى إيران.
· أعاد اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، حالة الهشاشة الأمنية إلى العاصمة بغداد، وسط تخوفات من عودة الاغتيالات على نطاق واسع.