الموجـز الأمنـي الخليجي - أكتوبر 2025

الساعة : 12:14
10 نوفمبر 2025
الموجـز الأمنـي الخليجي - أكتوبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يُلزم بلاده بضمان أمن قطر، وينصّ على أن "تعتبر الولايات المتحدة أي هجوم مسلّح على أراضي قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحرجة تهديدًا لسلام الولايات المتحدة وأمنها". وفي أول زيارة لترامب إلى قطر بعد استهداف "إسرائيل" الدوحة، التقى بالأمير تميم بن حمد، وأكد أن الهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة كان "خطأً تكتيكيًا فادحًا". بموازاة ذلك، وقّع وزيرا الدفاع الأميركي والقطري اتفاقًا يسمح لقطر ببناء منشأة لقواتها الجوية في قاعدة ماونتن هوم بولاية أيداهو، تستضيف طائرات "إف-15" القطرية وطياريها، بهدف تعزيز التدريب المشترك.

وفي سياق الوساطة القطرية في غزة، شارك وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن، في مفاوضات حاسمة استضافتها شرم الشيخ، أفضت إلى وقف إطلاق نار في غزة. وأعقب الاتفاق انعقاد قمة "شرم الشيخ للسلام" بحضور أمير قطر والعاهل البحريني، حيث تم توقيع اتفاق "إعلان ترامب للسلام".

في السياق، غاب ولي العهد السعودي، ورئيس الإمارات، عن قمة شرم الشيخ للسلام، وسط تقارير أفادت بتحفظ الدولتين على عدم إنهاء الاتفاق دور "حماس" بصورة حاسمة. وأكدت تقارير عبرية أن السعودية والإمارات والبحرين حذرت البيت الأبيض من أن المشاركة في خطة ترامب فيما يتعلق بالإغاثة وإعادة الإعمار والمشاركة في قوات الأمن في القطاع، يتوقف على نزع سلاح حماس.

وفي ملفات التطبيع، كشفت "واشنطن بوست" أن ست دول عربية، بينها السعودية والإمارات وقطر والبحرين، وسّعت تعاونها العسكري والاستخباراتي مع "إسرائيل"، بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية "CENTCOM"، ضمن شبكة دفاع إقليمي سرية شملت مجالات الاستخبارات، وربط الرادارات، والاتصالات السيبرانية، وأنظمة الدفاع الصاروخي، إلى جانب تدريبات عسكرية مشتركة. وفي السياق، صرّح وزير الطاقة "الإسرائيلي" بأن الاتفاق المحتمل مع السعودية قد يتضمن مشروع ممر للطاقة من السعودية إلى "إسرائيل"، يتجاوز الطرق البرية عبر إيران، والبحرية عبر قناة السويس. إلى ذلك، تعتزم شركة الدفاع "الإسرائيلية" "كونتروب للتقنيات الدقيقة" إنشاء فرع لها في أبوظبي، سيعمل تحت إشراف مباشر من وزارة الحرب "الإسرائيلية".

وفي شأن عسكري، شهدت جولة الرئيس التركي، أردوغان، إلى قطر والكويت وسلطنة عُمان، توقيع اتفاقيات شملت مجالات الدفاع والصناعات العسكرية، إلى جانب مباحثات بشأن حصول أنقرة على مقاتلات "يوروفايتر تايفون" من قطر وسلطنة عمان، فيما أنهت شركة "بايكار" برنامج تدريب لضباط من القوات الجوية السعودية على تشغيل المسيّرة الهجومية "بيرقدار أقنجي". بموازاة ذلك، وقعت السعودية عقدًا مع شركة "NSA Training" البريطانية، لتدريب ضباط رئاسة أمن الدولة على تأمين الفعاليات الكبرى، وقوة الحرس الدبلوماسي الملكي المكلّفة بحماية كبار الزوار، وفرق الحماية الخاصة بالعائلة المالكة استعدادًا لاستضافة "إكسبو 2030" و"مونديال 2034".

خليجياً، عقد وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، لقاءً مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، بحضور رئيس أمن الدولة، عبد العزيز الهويريني، ورئيس الاستخبارات، خالد الحميدان، فيما عقدت دول مجلس التعاون اجتماعات أمنية، أبرزها اجتماع اللجنة الخليجية للقائمة الإرهابية الموحدة. وفي الإمارات، كشفت تقارير عن صراع خفي بين نائبي حاكم أبوظبي، الشقيقين "طحنون" و"هزاع"، حيث يسعى الأخير لتوسيع نفوذه من الشأن المحلي إلى ملفات الأمن والعلاقات مع الوكلاء الإقليميين في اليمن وليبيا والسودان، وهي الملفات التي يشرف عليها طحنون منذ توليه منصب مستشار الأمن الوطني عام 2016.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      تتوسع الإمارات في بناء قواعد عسكرية واستخباراتية تمتد من جزر سقطرى اليمنية، إلى سواحل الصومال، بدعم أمريكي وتواجد ضباط "إسرائيليين" ورادارات "إسرائيلية"، لمراقبة تحركات الحوثيين. كما جرى تفعيل غرف عمليات وإنذار مبكر تدار إماراتيًا في جزيرة زُقر، فضلا عن رصد أنشطة تنقيب ونقل المعادن في منطقة جبل النار بالقرب من المخا.

·      اشترت الإمارات قطعة أرض داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لبناء سفارة دائمة، تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات.

·      استبعدت الإمارات شركات الدفاع "الإسرائيلية" من المشاركة في معرض دبي للطيران في نوفمبر.

·      أظهرت صور جويّة حديثة أن واشنطن تسرّع بناء قاعدة "جينكنز، غربي السعودية، بين منطقتَي "ينبع" و"الوجه"، حيث ستُستخدم كمركز لتخزين الإمدادات والذخائر والمعدات الثقيلة.

·      نفذت السلطات السعودية أحكام إعدام بحق خمسة مواطنين بتهم تتعلق بالانتماء لتنظيمات إرهابية. كما نفذت أحكام إعدام بحق أربعة مواطنين و12 وافدًا في قضايا جنائية.

·      اعتقلت السلطات السعودية القيادي السلفي اليمني، أبو الحسن المأربي، فور وصوله إلى المملكة، حيث جرى التحقيق معه في تهم تتعلق بالارتباط بتنظيم القاعدة.

·      أفرجت السلطات السعودية عن الإعلامي، سعيد الشهراني، بعد نحو خمس سنوات على اعتقاله.

·      اعتقلت قوات الاحتلال ستة ناشطين خليجيين شاركوا في أسطول الصمود بينهم بحرينيَين، وثلاثة كويتيين، وعُمانية، قبل ترحيلهم. وأوقفت السلطات البحرينية الناشطين المفرج عنهما لساعات، كما منعت المنامة والكويت أي فعاليات لاستقبال الناشطين أو تنظيم أي احتفال بعودتهم.

·      أصدرت السلطات الكويتية مراسيم بسحب الجنسية من عدد من الحالات، لأسباب تتعلق بالتزوير والازدواجية و"المساس بالولاء للبلاد".

·      قضت محكمة كويتية بحبس مواطنيْن خليجيين سبع سنوات، وتغريمهما مليون دينار، بعد إدانتهما بتزوير الجنسية الكويتية.

·      أقر مجلس الوزراء الكويتي تشديد العقوبات بشأن مكافحة المخدرات، لتصل إلى الإعدام أو الحبس المؤبد.

أبرز الأحداث الأمنية

·      كثّفت الإمارات، خلال الأشهر الماضية، إمداداتها لقوات الدعم السريع، عقب خسارتها الخرطوم، عبر شرق ليبيا والصومال وتشاد، ضمن شبكة إمداد واسعة ومعقدة، وبما شمل أسلحة متقدمة مثل المسيرات الصينية CH-95، وذخائر ومركبات ومدافع صناعة بريطانية.

·      نفذ الجيش السعودي قصفًا مدفعيًا على محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين، شمالي اليمن قرب الحدود، بينما لم يُعلن عن سقوط ضحايا.

·      سلّمت الإمارات كلًا من التركي، عبد الله ألب أوستون، أحد أبرز زعماء الجريمة المنظمة، إلى أنقرة، ومطلوبيْن دولييْن إلى بلجيكا.

·      تسلّمت الكويت المواطن، نواف البدري، من قطر، بعد توقيفه في عملية أمنية مشتركة، بتهمة إدارة حسابات وهمية تستخدم لإثارة الفتن والإساءة إلى البلاد.

·      أعلنت الكويت ضبط شبكة تمويل إرهابي مرتبطة بـ"حزب محظور"، وتوقيف عدد من المتهمين بعد ثبوت تورطهم في تهريب أدوية وأموال إلى الخارج لدعم هذا الحزب.

·      وصل إلى قطر 120 من الإيرانيين المُرحّلين من الولايات المتحدة، تمهيدًا لنقلهم إلى طهران، ضمن خطة أمريكية لترحيل نحو 400 إيراني دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.

·      تصدّرت الإمارات والسعودية قائمة الدول العربية الأكثر استهدافًا بالتهديدات السيبرانية في الشرق الأوسط بعد "إسرائيل"، خلال النصف الأول من 2025، وفق تقرير لمايكروسوفت، حيث رُصد 166 نشاطًا مهددًا ضد الإمارات و70 ضد السعودية، وجاءت الإمارات ضمن أكثر عشر دول تعرضًا للهجمات السيبرانية عالميًا.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      يمثل الاتفاق الأمني بين قطر والولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة في طبيعة الالتزامات الأمريكية تجاه أي من دول الخليج؛ فالقرار يرقى إلى مستوى التزام دفاعي مباشر يغيّر دون شك معادلة الأمن لدى قطر، ويحد من فرص تكرار الهجمات الإسرائيلية.

·      بينما تواصل السعودية جهودها لتنويع شراكاتها الدفاعية، فإن الشراكة مع واشنطن ستظل حجر الزاوية في عقيدة المملكة الأمنية، خصوصا بعد الاتفاقية الأمريكية مع قطر، ومن المرجح أن تعمل السعودية على التوصل لاتفاقية مماثلة مع إدارة ترامب.

·      تطور التعاون العسكري والاستخباري الخليجي مع "إسرائيل" تحت مظلة القيادة المركزية الأميركية، يكشف عن عملية إعادة هندسة البنية الأمنية الإقليمية بما يدمج تدريجياً دول الخليج في شبكة دفاعية موحّدة تحت رعاية أميركية. أما الانقسام في أولويات الأمن الخليجي تجاه قضايا مثل إيران والحوثيين ومستقبل غزة، وحتى تجاه مستوى التعاون مع "إسرائيل"، فمن غير المرجح أن يعطل تطور هذه البنية الأمنية، ولكن سيجعلها خاضعة لقدر من التمايز الداخلي في أدوار الدول.

·      يتواصل تقدم مسار الشراكة الدفاعية بين تركيا والسعودية؛ ويرتبط تدريب القوات الجوية السعودية في شركة بايكار، بالصفقة الموقعة في يوليو 2023، والتي تشمل خططاً لتوطين صناعة المسيرات في المملكة. وتسلط الخطوة الضوء على تقدم الدور الأمني التركي في منطقة الخليج، كما يظهر في اتفاقياتها مع قطر والكويت وعُمان.